No items found.

المنشورات التقدمية

ابحث من بين أكثر من 1550 قطعة مكتوبة

الحركة التقدمية الكويتية: لابد من وقف أعمال القتل والتنكيل في سورية... ومنع سقوطها في دوامة الحرب الأهلية عبر مشروع وطني تحرري مقاوم
بيان في اليوم العالمي للمرأة صادر عن المكتب النسوي للحركة التقدمية الكويتية
الحركة التقدمية الكويتية تدين العدوان الصهيوني على الأراضي السورية... وتدعو إلى موقف عربي موحد للتصدي
الحركة التقدمية الكويتية تندد بالتصريح الصهيوني الاستفزازي بشأن إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي السعودية... وتدعو إلى رد عربي موحد
الحركة التقدمية الكويتية تدعو إلى إجراء مناقشات واسعة حول المشروع الجديد لقانون الجمعيات التعاونية قبل إقراره... وترفض أي دعوات لخصخصتها
الحركة التقدمية الكويتية تبدي تحفظاتها ونقاط اعتراضها على التوجّه مجدداً نحو إصدار قانون الدَّين العام
الحركة التقدمية الكويتية تنعي القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيد "محمد الضيف" ورفاقه الشهداء القادة في معركة التصدي والصمود فداء للأمة والحق الفلسطيني
الحركة التقدمية الكويتية ترفض تحويل السكن من حقّ إلى سلعة وتوضح سلبيات ومخاطر التوجّه نحو قانون التمويل والرهن العقاري... وتقدّم مقترحاتها السبعة البديلة لحلّ الأزمة الإسكانية
الحركة التقدمية الكويتية تدين مؤامرة التهجير الأميركية وتحذّر من التعاطي معها... وتشجب مماطلة العدو الصهيوني في الانسحاب من جنوبي لبنان وعرقلة عودة الفلسطينيين إلى شمالي غزة
الحركة التقدمية الكويتية: العدوان الصهيوني على جنين محاولة لتعويض فشل الكيان في تحقيق أهدافه في غزة وخطوة للتمهيد لضم الضفة... ونشجب الموقف الأميركي بتأييد الادعاءات الصهيونية بشأن ضمها
تعليق الحركة التقدمية الكويتية على إلغاء القانون ٧٩ لسنة ١٩٩٥ في شأن الرسوم والتكاليف المالية... والتنبيه إلى ضرورة مراعاة العدالة الاجتماعية في حال استحداث رسوم جديدة أو زيادة الرسوم الحالية وعند إعادة تسعير الخدمات العامة
الحركة التقدمية الكويتية تنعي المناضل القيادي الكبير داود مراغة "أبو أحمد فؤاد" عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
الحركة التقدمية الكويتية تحيي المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني اللذين أفشلا أهداف العدو الصهيوني في تصفية المقاومة والقضية الفلسطينية... وتؤكد أنّ الصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني مستمر حتى التحرير الكامل.
الحركة التقدمية الكويتية تبدي قلقها تجاه توسع الملاحقات السياسية لذوي الرأي المعارض
الحركة التقدمية الكويتية تجدد تضامنها مع الشعب اليمني في مواجهة التصعيد العدواني الصهيوني
الحركة التقدمية الكويتية: تشكيل لجنة قضائية للتظلم من قرارات السحب يؤكد الحاجة لتمكين القضاء من الولاية على قضايا الجنسية... كما ندعو الحكومة للانضمام إلى الاتفاقيات الدولية بشأن عديمي الجنسية
الحركة التقدمية الكويتية تحيي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بذكرى انطلاقتها الـ ٥٧
الحركة التقدمية الكويتية: مع الشعب السوري لتجاوز معاناته ولتحقيق أمانيه ...ومنع التقسيم والحفاظ على الدور السوري في التصدي للعدو الصهيوني
عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتية مشعان البراق: نحيي بطولات المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني… وندعو لإستمرار التضامن والدعم وتكثيف الجهود لوقف العدوان
الحركة التقدمية الكويتية تكرر التنبيه إلى خطورة توسع "اللجنة العليا" في سحب الجنسية... وتحذر من التبعات السلبية لهذه السياسات والقرارات
الحركة التقدمية الكويتية تحذر من عودة حروب الإرهاب وتدين هجوم مليشيات "جبهة النصرة" في سوريا.
الحركة التقدمية الكويتية: تحية إلى صمود الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة… ونحذر من غدر الكيان الصهيوني وكذب داعميه
أمين عام الحركة التقدمية الكويتية أسامة العبدالرحيم: نحيي المناضل الثوري اللبناني الأسير جورج عبدالله وندعو للضغط على السلطات الفرنسية لتنفيذ قرار الإفراج القضائي
الحركة التقدمية الكويتية تدعو إلى الحذر من مخاطر الاستثمارات الأجنبية
الحركة التقدمية الكويتية تحيي الذكرى السبعين للثورة الجزائرية وتدعو إلى استلهام دروسها وتضحياتها في مقاومة المحتل
تعليق الحركة التقدمية الكويتية على تصريح وزير الخارجية الملتبس في موسكو حول عملية ٧ أكتوبر المجيدة ومحاولة بعض وسائل الإعلام المعادية للمقاومة تشويه موقف الكويت التاريخي من القضية الفلسطينية
الحركة التقدمية الكويتية: ندين العدوان الصهيوني الجديد على إيران ونقدّر دورها المساند للمقاومة
رئيس المكتب الإعلامي للحركة التقدمية الكويتية حمد العيسى: ننعي شهداء الحقيقة والكلمة الحرة.. ندعو المؤسسات الإعلامية والإعلاميين للدعم والتضامن.
الحركة التقدمية الكويتية: استشهاد القادة تضحياتٌ تُعبّد طريق شعبنا نحو الحرية
تعليق الحركة التقدمية الكويتية على تعميم مجلس الوزراء بشأن ديوان المحاسبة وما فرضه من قيود على اختصاصات الديوان وحق المواطنين في الاطلاع وتعطيل رقابة الرأي العام
تعليق الحركة التقدمية الكويتية على القرارات المتخذة بحق عدد من مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام
بيان الحركة التقدمية الكويتية حول تصاعد جرائم الحرب الصهيونية على أهلنا في غزة بدعم أميركي وغربي وتخاذل دولي... ولمطالبة روسيا والصين كدول كبرى بتحمّل مسؤولية التحرك لوضع حدّ للعدوان
أسامة العبدالرحيم الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية يحيي العملية النوعية للمقاومة اللبنانية الباسلة باستهداف منزل مجرم الحرب الصهيوني نتنياهو
الحركة التقدمية الكويتية تنعي رئيس حركة المقاومة الإسلامية - حماس القائد والمناضل الفلسطيني الكبير يحيى السنوار
بيان مشترك في الذكرى الأولى لانطلاق لطوفان الاقصى: المقاومة ستنتصر
المكتب النسوي للحركة التقدمية الكويتية: نتضامن مع الشعب اللبناني ونستنكر ازدواجية المعايير الدولية.. ونطالب بتكثيف حملات الدعم والإغاثة.
الحركة التقدمية الكويتية: تمادي الكيان الصهيوني بعدوانه على لبنان نتيجة التواطؤ الدولي مع عدوانه على غزة… والرهان على حركات التحرر والمقاومة
الحركة التقدمية الكويتية تنعي شهداء اليسار العربي المقاوم
الحركة التقدمية الكويتية: جرائم الاغتيال الصهيونية النكراء مهما بلغت قسوتها وتمادت في غدرها لن تقتل إرادة الصمود والمقاومة
تعليق الحركة التقدمية الكويتية على مشروع الحكومة لمرسوم قانون التوسع في حالات سحب الجنسية خارج نطاق التزوير والازدواجية
The Kuwaiti Progressive Movement: The Brutal Zionist Massacres Target Our Palestinian and Lebanese Brothers Amid the Silence and Complicity of the So-Called "International Community" and the "Official Arab Regimes".
الحركة التقدمية الكويتية: المجازر الصهيونية الوحشية تستهدف اشقاءنا الفلسطينيين واللبنانيين وسط صمت بل تواطؤ ما يسمى "المجتمع الدولي" و"النظام الرسمي العربي"
The Kuwaiti Progressive Movement Declares Its Solidarity with the Lebanese People and Their Resistance in the Face of Zionist Aggression... Calls on the Kuwaiti Government and Relief Agencies to Provide Assistance in Treating the
الحركة التقدمية الكويتية تعلن وقوفها مع الشعب اللبناني ومقاومته في وجه العدوان الصهيوني... وتطالب الحكومة الكويتية وهيئات الإغاثة لتقديم العون في معالجة ضحايا العدوان
اللقاء اليساري العربي يدين العدوان الصهيوني الإرهابي على لبنان وشعبه
ورقة سياسية صادرة عن اللقاء اليساري العربي العاشر
رسالة مكتب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس - فلسطين يحيى السنوار إلى الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية أسامة العبدالرحيم رداً على بيان الحركة التقدمية حول استشهاد المناضل إسماعيل هنية
الحركة التقدمية الكويتية تدعو لسحب تعميم وزير التربية بحرمان الطلبة الكويتيين البدون المنتهية بطاقاتهم من الالتحاق بالدراسة... وتنبّه لكونه خرقاً صريحاً للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل
الحركة التقدمية الكويتية تدعو الحكومة إلى النظر بمسؤولية إلى العواقب الإجتماعية الناجمة عن قراراتها وضرورة معالجة حالات المتضررين من إخلاء الصليبية وتيماء
الحركة التقدمية الكويتية: اتساع دائرة الملاحقات السياسية مؤشر مقلق للتضييق على الحريات
الحركة التقدمية الكويتية: مجزرة مدرسة "التابعين" جريمة صهيونية جديدة تضاف لمسلسل حرب الإبادة... ولا بديل غير المقاومة والصمود
اللقاء اليساري العربي يدين جريمة إغتيال القائد المقاوم إسماعيل هنية
الحركة التقدمية الكويتية تنعي الشهيد المقاوم إسماعيل هنية وتؤكد أن استشهاده سيزيد المقاومة إصراراً على مواصلة الكفاح حتى التحرير
الحركة التقدمية الكويتية بمناسبة الذكرى ٣٤ للغزو: ما آلت إليه أوضاع البلاد هو النقيض تماماً للكويت التي ضحى من أجلها الشهداء والأسرى والمقاومون
اللقاء اليساري العربي يدين العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت
The Secretary-General of the Kuwaiti Progressive Movement Osamah AL-Abdulrahim sends a congratulatory message to the United Socialist Party of Venezuela on the occasion of the re-election of Comrade Nicolas Maduro as president of Venezuela
الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية أسامة العبدالرحيم يبعث رسالة تهنئة للحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا بمناسبة إعادة انتخاب الرفيق نيكولاس مادورو رئيساً لجمهورية فنزويلا البوليفارية
Kuwaiti Progressive Movement: solidarity with Lebanon and its people and its resistance against the Zionist aggressive escalation
الحركة التقدمية الكويتية: يجب التضامن مع لبنان وشعبه ومقاومته في مواجهة التصعيد العدواني الصهيوني
Kuwaiti Progressive Movement: We stand in solidarity with Yemen against Zionist aggression... and call for further unity in the ongoing battle against the enemy and its allies.
الحركة التقدمية الكويتية: نتضامن مع اليمن في مواجهة العدوان الصهيوني... والمطلوب المزيد من توحيد الجهود في المعركة المستمرة ضد العدو وحلفائه
The Kuwaiti Progressive Movement salutes the remarkable Yemeni operation in occupied Yaffa
تحية الحركة التقدمية الكويتية للعملية اليمنية النوعية في يافا المحتلة
رد الحركة التقدمية الكويتية على كلمة وزير المالية
تعليق الحركة التقدمية الكويتية على قرار الحكومة بتكليف وزارة المالية وضع تصورات لتعظيم الإيرادات غير النفطية والحدّ من الهدر
توجهات الحركة التقدمية الكويتية في ظل الوضع الاستثنائي وخلال الفترة المقبلة
المكتب النسوي للحركة التقدمية الكويتية في بيان مشترك مع مؤسسات المجتمع المدني الكويتية: نساء الكويت لأجل نساء غزة
مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتية: بيان التهديد الصادر عن "الجهاز المركزي" مستفز... والمطلوب حل نهائي وعادل لقضية الكويتيين البدون
بيان مشترك ضد العدوان الصهيوني على رفح
الحركة التقدمية الكويتية: تأخر التشكيل الحكومي حلقة جديدة من مسلسل الأزمة السياسية... وحلّها يتطلّب خطوات سياسية باتجاه الانفراج والاستجابة للإرادة الشعبية والحدّ من تنافس مراكز النفوذ وتجديد الالتزام بالدستور
بيان الحركة التقدمية الكويتية بمناسبة الأول من مايو/ أيار عيد العمال العالمي
بيان مشترك صادر عن الأحزاب الديمقراطية التقدمية العربية والمغاربية حول نضال الحركة الطلابية العالمية
‏الحركة التقدمية الكويتية تهنئ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بمناسبة نجاح أعمال مؤتمرها الثامن
وفد من الحركة التقدمية الكويتية يسلّم النائبين حيات والعصفور وثيقة "قائمة الأولويات" المقترحة من الحركة
الحركة التقدمية الكويتية: الهجوم الإيراني على العدو الصهيوني رد مستحق… ومطلوب زيادة الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته لإنقاذ غزة... وضرورة التمسك بوحدتنا الوطنية ولنتعظ من التاريخ وتجاربه
بيان مشترك: نرفض دعوات تعليق الحياة الدستورية والنيابية
زيارة وفود يسارية عربية للصين بدعوة دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني
الحركة التقدمية الكويتية: اللجوء المتكرر للمادة ١٠٦ لتأجيل افتتاح مجلس الأمة للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات واعتذارات المرشحين لتشكيل الحكومة يكشفان عمق الأزمة التي تشلّ الدولة ما يتطلّب تغيير النّهج
الحركة التقدمية الكويتية تنعي القائد الوطني الكبير في الحركة الأسيرة الفلسطينية المقاومة؛ الأسير وليد نمر دقة.. الذي ارتقى شهيداً في معتقلات الإحتلال الصهيوني
اللقاء اليساري العربي ينعى القائد الوطني الفلسطيني الاسير المقاوم الشهيد وليد نمر دقة
د. فواز فرحان عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتية: نستنكر تمادي الكيان الصهيوني في اقتراف جرائمه المتلاحقة في مجمع الشفاء الصحي بقطاع غزة
الحركة التقدمية الكويتية تحثّ الناخبين على المشاركة في التصويت للمرشحين المعارضين للمساس بالحريات وبالمكتسبات الاجتماعية الشعبية وبحقوق المواطنة والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
الحركة التقدمية الكويتية تتضامن مع المناضل الوطني البحريني إبراهيم شريف وتدعو للإفراج الفوري عنه
رسالة تهنئة من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والأربعين لتأسيس حزب اتحاد الشعب في الكويت والذكرى الرابعة عشرة لانطلاقة الحركة التقدمية الكويتية
رسالة تهنئة من اللقاء اليساري العربي بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والأربعين لتأسيس حزب اتحاد الشعب في الكويت والذكرى الرابعة عشرة لانطلاقة الحركة التقدمية الكويتية
رسالة تهنئة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والأربعين لتأسيس حزب اتحاد الشعب في الكويت والذكرى الرابعة عشرة لانطلاقة الحركة التقدمية الكويتية
رسالة تهنئة من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والأربعين لتأسيس حزب اتحاد الشعب في الكويت والذكرى الرابعة عشرة لانطلاقة الحركة التقدمية الكويتية
رسالة تهنئة من الحزب الاشتراكي المصري بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والأربعين لتأسيس حزب اتحاد الشعب في الكويت والذكرى الرابعة عشرة لانطلاقة الحركة التقدمية الكويتية.
رسالة تهنئة من حزب الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والأربعين لتأسيس حزب اتحاد الشعب في الكويت والذكرى الرابعة عشرة لانطلاقة الحركة التقدمية الكويتية
رسالة تهنئة من تجمع الميثاق الوطني بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والأربعين لتأسيس حزب اتحاد الشعب في الكويت والذكرى الرابعة عشرة لانطلاقة الحركة التقدمية الكويتية
الحركة التقدمية الكويتية: ضد التحريض الأمني في شؤون الجنسية… حمايةً للكويت وشعبها من مخاطر نهج التمييز العنصري
"قمر أربعتعش": الحركة التقدمية الكويتية في الذكرى الرابعة عشرة لانطلاقتها
بيان بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والأربعين لتأسيس حزب اتحاد الشعب في الكويت والذكرى السنوية الرابعة عشرة لانطلاقة الحركة التقدمية الكويتية
رسالة من حركة المقاومة الإسلامية حماس - فلسطين إلى الحركة التقدمية الكويتية مع دخولنا شهر رمضان المبارك
أسامة العبدالرحيم الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية يدعو للرد على الجريمة الصهيونية بقصف شاحنة المساعدات الكويتية في غزة عبر تكثيف حملات التبرع والإغاثة والتضامن
بيان مشترك حول الأبعاد الخطرة للقرار المتعسف من وزارة الداخلية بمنع الوقفة التضامنية مع غزة في ساحة الإرادة
نداء عاجل من الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية الى لقاء الفصائل الوطنية الفلسطينية في موسكو
The Kuwaiti Progressive Movement holds the authority responsible for the repeated dissolution of the Kuwaiti Parliament... It calls on the people to unite ranks and not despair...
بيان مشترك صادر عن عدد من التيارات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني الكويتية للتحذير من مغبّة دعوات الفتنة للانتقاص من حقوق المواطنة الثابتة والمقررة للمواطنين الكويتيين بصفة أصلية
الحركة التقدمية الكويتية تحمّل السلطة مسؤولية تكرار حلّ مجالس الأمة... وتدعو الشعب لتوحيد الصفوف وعدم اليأس… وتطالب بعدم التضييق على الحريات وتجنّب التوسع في إصدار مراسيم الضرورة وضمان نزاهة الانتخابات

ابحث من بين أكثر من 1550 مادة مكتوبة

التصنيفات
امسح الكل
نوع الأخبار
إعادة الضبط
شهر الأخبار
إعادة الضبط
Thank you! Your submission has been received!
Oops! Something went wrong while submitting the form.
Tag

الوطن، في مثل هذه الظروف الحرجة والحساسة، بحاجة ماسة إلى مشروع سياسي وطني جديد يستهدف إصلاح المنظومة السياسية من أجل استكمال بناء دولة مدنيّة ديمقراطية حديثة، كما ينص الدستور، وهو الأمر الذي سيجعل المواطنين جميعا يلتفون حوله، ويدافعون عنه باعتباره مشروعهم الوطني.

أحدثت الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبتها أياد خبيثة، وراح ضحيتها أرواح بريئة وعدد من المصابين، صدمة سواء بالنسبة إلى الحكومة أو للناس عموما، على الرغم من أنه كان يفترض ألا تكون جرائم الإرهاب مفاجئة تماما لا سيما أن الإقليم غير مستقر، وتهديدات "داعش" العلنية لم تعد تخفى على أحد، ناهيك عن أن الحكومة قد سبق أن طمأنت الناس باكتمال الاستعدادات الأمنية القادرة على التنبؤ بالعمليات الإرهابية قبل وقوعها، والتعامل معها بمهارة عالية وقت حدوثها.
وعلى الرغم من هول الصدمة فقد كانت ردود الفعل من عامة الناس عفوية وصادقة، وهذا شيء طبيعي وغير مستغرب البتة، إذ إن البشر، في كل مكان وزمان يختلفون في وقت السلم من أجل الوطن لا حوله، وذلك لاختلاف المنطلقات، والرؤى، والمصالح، بيد أنهم يتضامنون ويتكاتفون أثناء الكوارث، والفواجع، والمآسي الاجتماعية، وأيضا عند تعرضهم إلى تهديد أو اعتداء خارجي يعرض وجودهم جميعا للخطر كما هي الحال مع إرهاب الفاشية الدينية.
المهم الآن هو كيف يمكن استثمار التضامن الشعبي الرائع العابر للطائفية، والفئوية، والعنصرية في إعادة تماسك النسيج الاجتماعي الوطني الذي تعرض خلال الأعوام القليلة الماضية، وبشكل غير مسبوق، إلى عملية تفتيت وتقسيم فئوي، وطائفي، وعنصري، فالشعب هو خط المواجهة الأول ضد إرهاب اليمين الديني الفاشي؟
بكلمات أخرى، هل ستتم الاستفادة من التضامن الرائع، والتأييد الشعبي لإجراءات الحكومة من خلال تحويلهما إلى قوة دفع أو رافعة من أجل الإصلاح السياسي والديمقراطي، أي إصلاح الإدارة العامة للدولة من أجل أن تكون لدينا دولة متقدمة، وخطط تنموية حقيقية لا مجرد مشاريع إنشائية لعدة جهات وأجهزة حكومية، كما سبق أن ذكرنا مرارا وتكرارا، وهو ما أكده مؤخرا أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية عندما كشف أنه "لا توجد خطط تنمية حقيقية سابقة، فما تم الإعلان عنه خلال الـ8 سنوات الماضية مجرد تجميع لمشاريع حكومية"! (القبس 5 يوليو2015).
إن هزيمة الإرهاب تحتاج إلى استراتيجية وإصلاحات سياسية تدعم الإجراءات الأمنية لا اجتهادات فردية أو ردود فعل عاطفية، أو كلام إنشائي مُرسل عن "الوحدة الوطنية"، أضف إلى ذلك أن التضخيم الإعلامي الذي لا يخلو، في العادة، من النفاق والتزلف و"البزنس" "مأخوذ خيره" ولن يجدي نفعا، فمثله مثل كثير من الأغاني المُسمّاه "وطنية" أو القصائد العاطفية الساذجة والخالية من أي مضمون حقيقي.
الوطن، في مثل هذه الظروف الحرجة والحساسة، بحاجة ماسة إلى مشروع سياسي وطني جديد يستهدف إصلاح المنظومة السياسية من أجل استكمال بناء دولة مدنيّة ديمقراطية حديثة، كما ينص الدستور، وهو الأمر الذي سيجعل المواطنين جميعا يلتفون حوله، ويدافعون عنه باعتباره مشروعهم الوطني، ناهيك عن أهمية نسف السياسات العامة الفاشلة، واستبدالها بأخرى جديدة تُعبّر بالفعل عن إيمان حقيقي بدولة الدستور، والقانون، والمواطنة المتساوية، وتكافؤ الفرص.
إن وجود مشروع سياسي وطني جديد لدولة مدنيّة ديمقراطية حديثة يتساوى فيها الجميع أمام القانون سيعيد إلى مجتمعنا تماسكه الداخلي الحقيقي لا الشكلي، وسيعزز ثقة الناس بمؤسسات الدولة، وأجهزتها باعتبارها ملكا لجميع المواطنين لا حكرا على شريحة اجتماعية معينة، أو دائرة ضيقة تستخدمها متى ما أرادت، حتى لو كان ذلك في غير أغراضها المشروعة.بقلم د. بدر الديحانيجريدة الجريدة ٨ تموز / يوليو ٢۰۱٥

اخبار محلية

غسان الشخص والقضية

كان عمره اثني عشر عاماً، هو المولود في عام 1936، حين حلت النكبة الفلسطينية عام 1948. لجأت عائلته إلى لبنان ومنها إلى دمشق، حيث أتمّ دراسته في مدارسها ثم في جامعتها. الفتى الذي خرج من رحم المعاناة، شأنه شأن أقرانه، كان مهيأ للانخراط في نضال شعبه من أجل حقوقه، حين أخذ بيده رفيقه، الشاب يومها، جورج حبش إلى حركة القوميين العرب، في مطالع خمسينات القرن العشرين.
أخذته الأقدار فيما بعد للكويت ليعمل فيها مدرساً، منضماً إلى شقيقته، أم لميس، التي أخذت على عاتقها العناية به ورعايته وتشجيع موهبته، ومن الكويت سينتقل إلى بيروت للعمل في مجلة «الحرية»، مسؤولاً عن القسم الثقافي فيها، ثم ليصبح رئيس تحرير جريدة «المحرر» اللبنانية، قبل أن يلتحق بجريدة «الأنوار».
حين تشكلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قام بتأسيس «مجلة الهدف» وترأس تحريرها، كما أصبح ناطقاً رسمياً باسم الجبهة. وهو يقدم استقالته من «الأنوار» ليتفرغ ل«الهدف» قال له مسؤولها، في حينه، سعيد فريحة: «لا أريدك أن تذهب»، عارضاً عليه زيادة في مرتبه، لكن ما كان يهم غسان ليس المال، وإنما أن يكون قريباً من شعبه، ومن جماهير المخيمات الفلسطينية بشكل مباشر.
في صبيحة الثامن من يوليو/تموز 1972، وهو يهم بتشغيل سيارته رفقة لميس ابنة شقيقته، انفجرت فيها القنبلة التي زرعها عملاء «الموساد»، فأودت بغسان ولميس شهيدين. كانت لميس الحفيدة الأولى في أسرته، لذلك كان شديد التعلق بها، وكان يكتب لها كل سنة قصة، يهديها إياها في عيد ميلادها، مزينة بالرسوم التي يحرص هو نفسه على أن يرسمها، كما أنه أهداها واحداً من كتبه الأولى.
شاء القدر للميس أن ترحل مع الخال الذي تعلق بها وتعلقت به، كأنها أرادت أن ترافقه في رحلته الأخيرة. كانت لميس حينها في السابعة عشرة من عمرها، فيما لم يكن غسان قد تجاوز السادسة والثلاثين عاماً، وعلى عمره القصير فإنه خلَّف لنا عدة روايات، وعدة مجموعات قصصية، ومسرحيات، وعشرات الأبحاث الفكرية ومئات المقالات.
في ذكرى استشهاده التي مرت أمس، يحضر غسان كنفاني، كأنه لم يغب، هو القائل على لسان إحدى شخصياته الروائية: «الإنسان قضية، وفلسطين أكثر من ذاكرة. أكثر من خرابيش قلم رصاص على جدار السلم.. لقد أخطأنا حين اعتبرنا أن الوطن هو الماضي فقط. الوطن هو المستقبل».بقلم د. حسن مدنجريدة الخليج ٩ تموز / يوليو ٢۰۱٥

اخبار محلية

العزاء الذي لا ينتهي

أنتهى العزاء والعزاء الذي لاينتهي هو مستقبل هذا البلد فقد كشفت الأزمة الأخيرة وعلى وجه صارخ ضحالة السياسة الخارجية وسطحية الأجهزة الأمنية ففي السلك الدبلوماسي هناك “لزمة” يرددها المخضرمين على مسمع النشء الجديد بالسلك: “أرضَ بأي شيء إلا الموت للزمن بلسم يشفي كل شيء إلا الموت“

هي روح مخلوطة بين المراوغة والهزيمة والصبر وترويض النفس وبعضاً من الاذلال، ولأن السياسة هي أن تعرف حجمك وقدرتك قبل حجم الأخرين..

ولأن السياسة الخارجية لا تعرف وجه واحد في وقت واحد..فقد فشلت سياستنا الخارجية بأول مشاركة عسكرية لها خارج حدودها بتحصين جبهتها الداخلية..

ولدى الأجهزة الأمنية شعار تؤمن به..“فالظلام يعم السلام” لأن تفسيرهم بالظلمة ينقطع الحديث بين الناس فتنقطع الخلافات ويتعثر المجرم والجريمة“ ولأن العنصر الأمني يُولد وهو مشوّه بفتامين الشللية والمحسوبية فأنه يموت عند النور ويتوقف عقله عن التفكير الصحيح عند أول لحظة تفكير سليمة

فبين دفن سياستنا الخارجية رأسها بالتراب للحفاظ على الحياة وبين أجهزة أمنية أقصى طموحاتها رضى الشيخ. أبحثوا عن العلة في تفجير مسجد الصادق

المشكلة كلها تكمن بأجابة سؤالين: ماذا نريد؟ وماذا يريد الخصم؟ ماذا نريد بالكويت؟ وماذا تريد داعش؟ فداعش لم ولن تفكر للحظة واحدة بنصرة مذهب على أخر ولم ولن يكون النيشان من فوهة سلاحها نحو شيعة الكويت مع كامل الاحترام لوحدة شعبنا

ما أرادته داعش وهي ذات نهج “إقامة الدولة” أن تقتل فكرة إيماننا بالدولة “الكويت” والمستهدف هي فكرة الدولة ودورها ومهامها الوظيفية. ولن تقوم دولة داعش ألا على أنقاض الدول المجاورة لها. فهو الهدف الأول والأوحد من وراء تفجيرها في مسجد الصادق.

ومن مؤشرات التقويض، الاقتتال الاهلي وخلق عدو وهمي لأجهزة الأمن تحت مسمى وهم الجماعات المتطرفة ويبدأ الصراع الذي لن ينتهي ألا بتقويض الدولة

تجاوزنا كشعب الخطرالأول أما الثاني فعلى قوات الأمن أن تدرك ليس لدينا جماعات متطرفة منظمة وكل ما لدينا من طائفيين هم أدوات سياسية وتعاطفات فردية

ترعرعت بممارسات سياسية لها ارتباط مباشر وغير مباشر باطراف من الأسرة ولاهداف واجندات لا تتعدى التحكم في قواعد اللعبة السياسية للوصول للحكم.

على رجال الأمن أن يقرأوا الاحداث باستيعاب أكبر من “كلو تمام يافندم” ويرفعوا تقاريرهم بتشخيص سليم ويقولوا الحقيقة لا ما يريد أن يسمعه الشيخ. علينا أن نسأل أنفسنا من المسؤول ومن الممول ومن المحرض ومن يملك القنوات التي سكبت الزيت على النار في تأبين مغنية ومن الذي سعى لعزل الشيعة

من المستفيد من النظام الانتخابي الفردي الذي أصل الخطاب الانتخابي التقسيمي التحريضي الطائفي والقبلي والفئوي؟!

من الذي جعل السياسة سوق للتداول وأصبح كل شيء بسببهما سلعة وخدمات متبادلة وكل موقف قابل للبيع والشراء حتى افسدت السلوك السياسي بالمجتمع؟!

ولكي يتماسك الشعب ويتمسك بفكرة بالدولة علينا وقف صراعات ابناء الأسرة التي صنعت الادوات السياسية من الطائفين ونسف النظام الانتخابي الفردي

ان كل اللعنة التي تطاردنا سببها إعاقة الديمقراطية عن تطورها الطبيعي فلنبدأ بتنقيح قانون توارث الامارة لوضع حد لصراعات ابناء الاسرة

ولنبدأ بسن قانون انتخابي وفق القوائم النسبية لوضع حد للخطاب الانتخابي المحرض على الكراهية وننتقل للخطاب الوطني الجامع

بقلم عضو التيار التقدمي أنور الفكر

جريدة سبر

٣ يوليو / تموز ٢۰۱٥

اخبار محلية

لايكفي الحكومة تسجيل المواقف

كيف استطاعت شرذمة من العصابات الإرهابية؟ احتلال هذه المناطق الشاسعة في كل من العراق وسورية وهزيمة جيشي البلدين؟ وكيف استطاعت العصابات إشاعة الخوف والقلق في قلوب أبناء شعوبنا العربية؟ فالخوف ينتابنا على أبنائنا وأهلنا، والقلق يزداد بداخلنا على مستقبل بلدنا والبلدان العربية.

لقد انضم لهذه العصابات الإرهابية آلاف من الشباب والشابات العرب والأجانب، ومنهم خليجيون وكويتيون، فهل يعقل أن الحكومة كانت غافلة عن هذا السرطان الذي انتشر في جسد المجتمع؟ ولماذا لم تستمع الحكومة إلى صوت العقل، عندما طالب المخلصون بتنقية المناهج التعليمية، من تفسيرات التشدد والتطرف لآيات القرآن الكريم؟ وعندما حذرها الجميع بأن الغلو بدأ يسيطر على وسائل الإعلام، وداخل مجلس الأمة بدلاً من سيطرة العقل والثقافة، حتى أصبح التحريم بيد صبية صغار لم يعرفوا من الدين جوهره وحقيقة تسامحه.

لكن هذه العصابات الإجرامية لم تتوقع هذا التلاحم بين أبناء شعبنا، بل توقعت أنها استطاعت زرع الفرقة الطائفية ومشاعر الكراهية بيننا، فقد كان رد الفعل الشعبي رائعاً على محاولات التأجيج الطائفي، فحجم المعزّين لأهالي شهدائنا سواء في المقبرة أو في المسجد الكبير كان هائلاً ومن جميع مكونات المجتمع، و شكل ذلك صفعة ولطمة للوجوه القبيحة، التي قد لا يعلم بعضها أنها أداة تخدم المخططات الأميركية والصهيونية، التي صنعت هذه الجماعات ورعتها ودربتها وغذتها، وأعطتها كل المعلومات اللوجستية التي تخدمها لبسط سيطرتها على أراضينا.

ثم لماذا استهانت الحكومة بتحذيراتنا المتكررة، حول الخطر الماحق والمصير المرعب الذي ينتظر أبناءنا جراء تجاهل وتهاون الحكومة، ونحن نظن أنه نتيجة تهاون حكوماتنا، لا يستبعد أن تمتلك داعش أسلحة دمار شامل، وهنا الكارثة الكبرى.

الكل يدّعي الوسطية ولكنه يؤيد التشدد ودولة الخلافة والجري وراء حلم واهم، فلا يمكن إدارة دولة في عصرنا الحديث على طريقة البغدادي، أي بقطع الرؤوس وسبي النساء، دولنا تحتاج إلى قوانين مدنية وحريات، يسود فيها القانون وتحترم مؤسسات المجتمع المدني، ومن دون تحقيق هذا الأمر الذي يصبو إليه الشعب، فإن القلة المتطرفة ذات الصوت العالي في مجتمعنا هي التي ستسود ويسود منطقها المتخلف.

لم تعد الإدانة والشجب والتهديد بالضرب بيد من حديد كافية لردع الأفكار المتطرفة، يجب اتخاذ إجراءات عملية تقتلع هذه الأفكار الشاذة من جذورها، كما يجب العودة إلى الشعب مصدر السلطات جميعاً واطلاق الحريات الخاصة والعامة، فالشعب هو الحامي الحقيقي للوطن كما فعل أيام كارثة الغزو والاحتلال.جريدة الراي الكويتية ۱ تموز / يوليو ٢۰۱٥

أدان الحزب الشيوعي المصري الجرائم الإرهابية الوحشية التي قامت بها عصابات الإرهاب تحت ستار الدين، يوم الجمعة الماضي، التي استهدفت مسجدا للشيعة في الكويت، ومنتجع سياحي في تونس وراح ضحيتها عشرات الضحايا ومئات الجرحى، مدينا فى الوقت نفسه أيضا الحادث الذي قام به احد الإرهابيين في مصنع بفرنسا.

وتقدم الحزب فى بيان صحفى له بالتعازى لشعوب واسر هؤلاء الضحايا، مؤكدا أن الإرهاب ليس له وطن أو دين وانه يستهدف الأبرياء بغض النظر عن جنسياتهم او دياناتهم، وان هذه العصابات الإرهابية أصبحت خطرا داهما يجب مواجهته بكل حسم وقوة على كل الجبهات.

وتابع: يجب ألا يغيب عن بالنا أن هذه الجماعات الإرهابية التي تستخدم الإسلام كغطاء هي جزء من مخطط عالمي وإقليمي لتحقيق أهداف وأطماع القوى الإمبريالية والصهيونية في المنطقة من خلال إشعال الحروب الأهلية على أساس طائفي ومذهبي وتدمير المقدرات الاقتصادية، وهدم مقومات وأسس الدول الوطنية تمهيدا لتقسيمها وتفتيتها حتى تصبح المنطقة كلها لقمة سائغة لهم ولحلفائهم في المنطقة، كما أكدت هذه الجرائم وانتشارها على أن المواجهة يجب أن تكون شاملة دون تمييز لكل هذه الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان التي خرجت من عباءتها كل الجماعات الأخرى.

ودعا القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية أن تواجه هذا المخطط من خلال تدعيم الوحدة الوطنية لشعوبها والحفاظ على مقومات وأسس دولها، والضغط من اجل اتخاذ مواقف حاسمة وشاملة لمواجهة هذا الإرهاب المتصاعد والمتنامي وتجفيف منابعه الفكرية ومصادر تمويله وتسليحه.

واختتم بيانه قائلا: ولعل يقظة الشعب الكويتي الذي خرج بعشرات الآلاف في تشييع جنازة الضحايا وتقديم العزاء لهم وكذلك الإجراءات الحاسمة الأخيرة في تونس أن تكون بداية حقيقية وجادة لهذه المواجهة الشاملة للإرهاب حتى يتم اجتثاثه من جذوره.

أكد نواب سابقون وشخصيات سياسية ومجتمعية أن الحادث الإرهابي، الذي ضرب الكويت يوم الجمعة الماضي، عمل خسيس وجبان وأنه أن الأوان لمعالجة جذور القضية والقضاء على حالة الاحتقان الطائفي بعيداً عن العاطفة.وأضافوا في تصريحات لـ»الطليعة» أن تغذية الفكر الطائفي وبث سموم الكراهية على مدار السنوات الماضية هو ما أوصلنا الى ما نحن عليه حالياً، مؤكدين أن الحل يكمن في تعزيز دور المؤسسات والالتزام بالدستور والقانون والتعايش وفق مبدا المواطنة بعيداً عن نعرات التعصب والطائفية.

وطالب بعضهم باستقالة وزير الداخلية لتقصير وزارته في الحفاظ على أرواح المصلين وفشله في الخطة التي أعلن عنها لتأمين المساجد، متمنين أن يتحلى أهالي الضحايا بأعلى درجات ضبط النفس والصبر ليفوتوا الفرصة على الإرهابيين وتحقيق ما يصبون اليه من خلق فتنة طائفية تجر المجتمع إلى ما لا يحمد عقباه.

في البداية، قال النائب السابق صالح الملا أن ما حدث يجب ألا يمر مرور الكرام، وعلينا أن نتعامل مع الحادث بواقعية وبعيداً عن العاطفة، فهناك خطأ جسيم تتحمله كل الأطراف، خاصة الأطراف المسؤولة، وتحديداً السلطة التنفيذية ووزير الداخلية، الذي ترك الحبل على الغارب.

وأضاف أن وزير الداخلية ترك هذه الخلايا النائمة تمارس عملها بكل أريحية، واكتفى بملاحقة الشباب والمغردين، أصحاب الرأي السياسي، وعلينا بعد ذلك الحادث ألا نجامل وألا تغلب علينا العاطفة.

وأكد الملا أن الحادث الإرهابي أثبت أن الشعب الكويتي متماسك على الرغم من أننا لسنا في حاجة الى إثبات ذلك، وشعب متراص الصفوف، وفي الأزمات تجدنا نسيجاً واحداً، لذلك أؤكد أن الخلل ليس في المجتمع أو بأطيافه بقدر ما هو موجود في الجهات التنفيذية، مشيداً بردود الفعل الشعبية الرائعة وغير المستغربة من الشعب الكويتي، مما يؤكد تماسك المجتمع وأفراده، وأن ولاءه وانتماءه لهذه الأرض مطلق.

مسؤولية السلطة التنفيذية

وحمل مجدداً مسؤولية ما حدث للسلطة التنفيذية ووزارة الداخلية كونها أعلنت منذ أسابيع عن خطة تأمين المساجد وحمايتها، مبيناً أن دخول ذلك الإرهابي الى المسجد بتلك الأريحية بحزامه الناسف أمام أعين رجال الداخلية، ليرتكب هذه الجريمة الكبرى، أمر بحاجة الى وقفة، وعلينا أن نتحلى بثقافة تحمل المسؤولية، وعلى وزير الداخلية، أن لم تكن الحكومة، التقدم بالاستقالة، ومراجعة الإجراءات الأمنية، خصوصا فيما يتعلق بالجماعات المتطرفة.

وأضاف الملا: حذرنا في السابق من التأجيج الطائفي، ولعب السياسيين من نواب سابقين وحاليين على ذلك الوتر البغيض، وأعتقد أن الأمر أكبر من ذلك، وأتساءل من رعى ذلك المجرم؟ ومن وضع حزامه الناسف وأمن له المتفجرات؟ لا شك أنها شبكة متكاملة من المجرمين تعمل في الكويت ووزارة الداخلية في حالة سبات عميق، وعليها الإجابة على ما يطرح من تساؤلات، ولا نريد أن نعيد مأساة الغزو عندما لاحقت أجهزة الأمن السياسيين والكويتيين الشرفاء، ممن طالبوا بالعودة للعمل بالدستور وتركت أنظمة البعث وخلاياها تعبث بأمن البلاد ليحدث ما حدث، مبيناً أن الوضع الحالي تكرار لذلك المشهد، ونتمنى ألا يحدث ذلك.

واستنكر الملا ملاحقة الشباب المغردين والزج ببعضهم في السجون بسبب تغريدة أو رأي لا يتجاوز حدود المطالبة بالإصلاح السياسي، في حين تترك تلك الجماعات الإرهابية تهدد أمن الوطن، مطالباً بأن يتحمل الجميع مسؤولياته وأن تكون لهم وقفة، مع إعادة النظر في سياسة الأجهزة الأمنية في التعامل مع الأحداث، لا سيما أننا نعيش في إقليم متفجر، مؤكداً على ضرورة أن يقف الشعب الكويتي صفاً واحداً ضد هذا العمل الخسيس وأن ينسوا الخلافات السياسية وألا يعلو صوت فوق صوت الوطن.

يوم أسود

من جانبه، عزى النائب السابق محمد العبد الجادر الشعب الكويتي بالفاجعة، متمنياً أن يلهم الله تعالى أهالي الشهداء والمصابين الصبر والسلوان، وأضاف: لقد آلمنا الحادث الشنيع، فقد كان يوم التفجير يوماً أسود لن يمحى من ذاكرة التاريخ الكويتي، وسيضاف الى الأحداث التي أثبتت تماسك ووطنية الشعب الكويتي.

وقال كيف يمكن أن ترتكب هذه الجريمة في يوم جمعة وفي بيت من بيوت الله الحرام وفي شهر رمضان المبارك والجميع صائمون وأثناء الصلاة؟! متسائلاً: ألم يجد ذلك الإرهابي الخسيس من كل ما سبق رادعاً له ليمتنع عن تفجير نفسه بالحزام الناسف؟، مستغرباً من ذلك الفكر الذي يبيح إزهاق أرواح المصلين الصائمين في بيت من بيوت الله.

وشدد العبد الجادر على ضرورة أن يتماسك الكويتيون بأهم الأسلحة التي يمتلكونها وهي سلاح الوحدة الوطنية، ذلك السلاح القديم الذي استخدمناه في المحن التي مرت علينا بداية من معركة الجهراء والغزو الغاشم وحرب التحرير، مروراً بشهداء ضحوا بأرواحهم فداء للوطن في مناسبات مختلفة.

وأشار إلى أن تلك الحادثة لا بد أن تجعلنا نعيد النظر في الاختلالات والثغرات، وأهمها المناهج الدراسية، التي رعت بعضها التطرف، وساعدت في نموه، مؤكداً أن ما نعاني منه حاليا يتحمل جزءاً كبيراً منها خطاب الكراهية والتأجيج واللعب على وتر الطائفية وبعض المناهج التي تتعارض مع مفاهيم المواطنة والوحدة الوطنية.

وأضاف العبد الجادر أن على الجميع أن يعي أن الوحدة الوطنية والتعايش السلمي هي الطريق الى حياة هادئة، مبيناً أن هناك الكثير من السياسيين السابقين والحاليين شجبوا حادث يوم الجمعة الماضي، لكنهم مسؤولون بشكل مباشر عن تنمية روح التعصب والتطرف، وهم يجنون اليوم ثمار ذلك التأجيج بعد أن كفروا وشككوا بمكونات المجتمع الكويتي المتماسك.

حل جذري

من جهتها، اعتبرت الحقوقية د.رنا العبد الرزاق أن الحادث بمثابة حلقة في سلسلة تفجيرات أصابت المنطقة، لافتة إلى أن دلالات الحادث ومؤشراته كانت موجودة لدرجة أن البعض توقعه، لاسيما في حالة الانقسام البشع والبغيض التي عانى منه المجتمع الكويتي في الفترة الأخيرة، خاصة على صعيد التطرف والفكر الديني المغلوط.

وأكدت أن على الحكومات أن تبحث عن حل جذري بعيداً عن الحلول الأمنية وسياسة التضييق أو المراقبة، فهؤلاء الشباب في حاجة الى التعامل معهم بالحكمة والفكر، فالقضية والتطرف وخطاب الكراهية وبث السموم أمر واقعي مهما حاولنا أن نخفي ذلك.

وأضافت أن محاولة تجميل الصورة سيكون بمثابة هروب من الحقيقة التي نعيشها حاليا من خلال الانقسام الطائفي واللعب على تغذيته بوجود من يرعاه ويتكسب عليه، معتبرة أن الكويت أمام خيارين، إما أن ينجح ذلك المخطط في نقل الصراع الطائفي الى البلاد ويزيده تأجيجا، أو يكون الحادث درسا يجبرنا على معالجة الثقوب في نسيجنا الواحد.

وثمنت العبد الرزاق فزعة المواطنين بعد الحادث وتضامنهم القوي ووصفتها بالرائعة، متمنية أن يكون ذلك الالتحام غير وقتي ونعود جميعاً فيما بعد الى خلافاتنا الضيقة، فعلى مر التاريخ تحسنت حالة الانقسام أثناء الأزمات، لكنها عادت مرة أخرى الى التدهور من جديد عندما هدأت الأمور.

وأضافت أن سياسة رد الفعل لا تعالج الجذور، وعلينا جميعا أن نتعلم من الدرس بوقفة صادقة نقف فيها جميعاً على مواطن الخلل ونعالجها ولا نهرب منها بالشعارات التي لن تحرك ساكنا.

وبكونها مراقب الخدمات الطبية والتوجية في بنك الدم المركزي، أكدت العبد الرزاق أن الإقبال الكبير على التبرع بالدم من قبل المواطنين كان صورة رائعة، وعبر بشكل تلاحمي عن ردة الفعل الشعبية تجاه تلك الأحداث، مؤكدة أن ردود الأفعال لا تكفي لمعالجة جذور تلك القضية وعلينا أن نبدأ في دراستها ومعالجتها بالشكل الصحيح بعيداً عن الانفعالات والعاطفة.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت والباحث في المجال الحقوقي والإنساني د.غانم النجار أن ما حدث يستهدف الفتنة والتوتر وإحداث حالة من الاضطراب والقلق، مبيناً أن الحادثة جزء من ترتيب واضح طال عدداً من الأماكن بأشكال مشابهة وبشكل واسع في عدد من البلدان.

وقال: الغريب في الأمر أن الحادث كان متوقعاً، فنحن نتحدث عن مكان في محيط ملتهب، فضلاً عن حوادث أخرى حدثت في السعودية بشكل مشابه في المنطقة الشرقية، ولذلك أؤكد أن الأمر تأخر كثيراً، ومن وجهة نظري توقعت أن يحدث منذ فترة سابقة.

وعبر د.النجار عن سعادته بالتلاحم الذي ظهر على الشعب الكويتي عقب الحادثة، مبيناً أن الحضور كان مذهلاً أثناء تقديم واجب العزاء، لدرجة أن هناك أشخاصاً وقفت بالساعات لكي تصل الى مكان العزاء لتأدية الواجب من مختلف الأطياف والأعمار، مبيناً أن كل هذا يؤكد رغبة المواطن الكويتي في دحر قضية الفتنة، وخير دليل على ذلك أن القضية التي حدثت في مسجد شيعي وكان العزاء في مسجد سني رد قوي على من يريد إثارة الفتنة.

ووصف ردود الأفعال والتفاف المواطنين حول بعضهم واختفاء الاحتقانات بما حدث أثناء الغزو مع اختلاف التفاصيل، مؤكدا أن تلك المؤشرات تؤكد على قوة المجتمع، وأنه قوي جدا تجاه من يريد ضرب الوحدة الوطنية، وقد أظهر المجتمع تماسكا رائعا.

وتساءل د.النجار بعد ما حدث ما المتوقع؟ مشيراً إلى أنه خلال فترة الغزو ظهر تماسك كبير، ولكن مع مضي الوقت لم يتم استيعاب الدرس، وجل ما أخشاه أن نندفع ونستنكر ونشجب في هذه المسألة ونتوقف عند هذا الحد لتعود الأمور كما كانت من قبل، مطالباً السلطة التنفيذية بمتابعة من يتبنون خطاب الكراهية ويدفعون نحو التكفير والتشدد والتزمت، وقال: القضية كبيرة لا تتوقف على المتابعة فقط، ولكنها تمتد الى معالجة وتنقيح المناهج ومحاسبة الشخصيات التي تصدر تلك السموم وتدفع نحو إلغاء الآخر، وعلى أجهزة الأمن متابعة المتشددين أصحاب تلك الخطابات، إلى جانب وضع الرؤى لعلاج تلك المسألة، كما أن على السلطة التنفيذية أيضاً إعادة التوازن وتعزيز مفاهيم العدالة والحرية والمساواة وقيم العدل والتسامح لكي نخرج من إشكالية «ماذا بعد».

من جهته، أعرب أمين عام المنبر الديمقراطي بندر الخيران عن خالص عزائه وصادق المواساة لأهالي الشهداء الأبرار والمصابين في حادث التفجير، مستنكرا ذلك الفعل الجبان الذي كان سببا في إزهاق أرواح عدد من أبناء الوطن وتسببه في مأتم كبير فطرت بسببه قلوب الشعب الكويتي بأكمله.

واعتبر أن ما حدث نتيجة طبيعية لما شاهده المجتمع الكويتي في السنوات العشر الأخيرة وما قبلها، مبيناً أن انتشار خطاب الكراهية المسموم بأبعاده الطائفية والمذهبية والقبلية والاستقطاب الحادث بسبب ذلك الخطاب أدى الى الإقصاء ونبذ مكونات الشعب الكويتي، وكان سببا في تلك الفاجعة، والأسوأ أن الأمر معرض للزيادة وقد تكون هناك حوادث أخرى في ذلك الاتجاه لا قدر الله.

وقال الخيران أن أساليب التفرقة والشحن التي مورست سممت الأجواء في السنوات الأخيرة، ومزقت المجتمع وأبعدته عن طريق الدولة المدنية وقيم الدستور، وأتاحت الفرصة لبروز خطاب طائفي وعنصري كريه من قبل شخصيات قادت أطرافاً صنعت تلك الحالة غير الطبيعية والدخيلة على مجتمعنا الكويتي المسالم، حتى وصل الأمر الى مناهج التدريس التي تحتاج الى مراجعة دقيقة.

وقال: حذرنا مراراً وتكراراً من ذلك النهج الذي أكدنا أن استمراره سيقودنا الى المجهول، ويهمش دور الدولة ومؤسساتها، ويجرنا الى حرب السفهاء، مؤكداً أن الحل يكمن في تأصيل قيم الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على من يريد بأهلنا وبلدنا السوء، إلى جانب تفعيل كامل للدستور، الأمر الذي سيوفر بيئة صحية تضمن شراكة وطنية لجميع مكونات المجتمع في إطار من الحرية والعدالة والمساواة ، وهو ما سيؤدي تلقائيا الى إيقاف دعم ورعاية خطابات الكراهية المختلفة.

وتمنى الخيران أن يتحلى أهالي الضحايا من الشهداء والمصابين بأعلى درجات ضبط النفس والصبر، لكي يفوتوا الفرصة على الإرهابيين وتحقيق ما يصبون إليه من خلق فتنة طائفية تجر المجتمع الى صدام، معرباً عن أمله في أن يظهر أهالي الشهداء والمصابين حقيقة وصلابة معدن الشعب الكويتي الأصيل المتمسك بوحدته الوطنية، ومتمنيا أن يستمروا على نفس الروح التي ظهروا عليها بعد الحادث، لنستمر جميعنا صامدين باحثين عن حل جذري ومستحق لتجاوز أسباب هذا الفكر، مؤكداً أن الشعب قادر على رد الصاع صاعين بالعودة الى نظام التعايش السلمي والأخذ باسباب الدولة المدنية، وعلى السلطة أن تتحمل مسؤولياته كاملة في حماية دور العبادة والمجمعات التجارية، وعلى وزير الداخلية تقديم استقالته بعد تقصير وزارته في أداء مهامها بالشكل الصحيح رغم توافر العديد من المعلومات والتهديدات من قبل قوى التطرّف التكفيرية، وإخفاقها عمليا في حماية المواطنين ووقوعهم ضحايا لتلك الجريمة النكراء.

من جانبه، عزى منسق عام التيار التقدمي ضاري الرجيب الشعب الكويتي بضحايا الحادث، معتبراً ما حدث جريمة وحشية نكراء، وقال: أكدنا مرارا وتكرارا ضرورة أخذ تهديدات ما يسمى بداعش بجدية واتخاذ إجراءات حازمة ضد هذه التهديدات.

وأشار إلى أن هذه الحادثة أكبر دليل على أن السلطة لم تتخذ إجراءات جدية واحترازية كافية، بل كثفت إجراءاتها البوليسية والقمعية ضد القوى الوطنية والعناصر المعارضة، وقال: كما حذرنا مراراً من مغبة إثارة الفتن الطائفية ودعمها وعدم محاسبة مثيريها في الوقت الذي من المفترض زيادة حالة اليقظة والحذر لمواجهة هذا الخطر الذي يطال المنطقة ككل.

واعتبر الرجيب أن هذه العملية الوحشية القذرة هي حلقة من سلسلة لمخطط خطير يسعى الى إشعال نار الفتنة الطائفية في بلدنا والمنطقة عموما عبر استغلال الأوضاع الملتهبة التي تشهدها المنطقة، بما يخدم عملياً المؤامرات الإمبريالية والمخططات الصهيونية الساعية الى دفع الشعوب العربية نحو فخ الصراعات الدموية والحروب الداخلية، وصولاً الى تفتيت مجتمعاتنا وتجزئة بلداننا وتسيد المشروع الصهيوني في المنطقة.

واختتم الرجيب تصريحه قائلاً: يجب أن تلتحم جميع مكونات المجتمع الكويتي وتقف صفا واحدا لمواجهة أي خطر يهدد الوحده الوطنية ويهدف الى تفتيتها.

مناهج خاطئة تكفيرية

من جانبه، أكد عضو مجلس الأمة السابق المحامي مشاري العصيمي أن الفاجعة كانت قوية جداً على الشعب الكويتي، واصفا ذلك العمل بالخسيس وأن ما حدث دليل على أن الإرهاب لا دين له، وأن ما نعاني منه حاليا نتاج لتربية دينية ومناهج خاطئة تكفيرية أصولية متشددة تغيب عنها روح التسامح وتقبل الديانات والطوائف الاخرى.

وأضاف: نحن في حاجة ضرورية الى إعادة النظر في جميع مناهج الدراسة، وعلينا أن نثقل التلاميذ والطلاب في المراحل الدراسية الاولى بالمناهج الوطنية التي تنبذ الكراهية وتحث على قيم التسامح والاخاء والمواطنة فضلاً عن العدالة والمساواة.

وقال: من قام بهذا العمل الجبان لا يمت لمجتمعنا الكويتي الذي جبل على التعددية وتقبل الطوائف الأخرى، والحادث كشف عن أن هناك أيادي خارجية تحاول العبث بوحدتنا الوطنية وشق الصف وتنفيذ الأجندة البغيضة التي تحملها تلك الجماعات، متمنياً أن تتسم الأجهزة الأمنية بالدقة، وأن تصب اهتمامها في اتجاه من يسعى لشق الوحدة الوطنية وزعزعة استقرار البلاد، بدلاً من ملاحقة المغردين وتتبعهم وسجنهم لمجرد إبدائهم الرأي.

واختتم العصيمي قائلاً: نعيش حاليا في فترة حالكة، وعزاؤنا الوحيد أن من شاهد ذلك التكاتف والتلاحم الذي ظهر عليه الشعب الكويتي عقب الانفجار يؤكد أن هناك رسالة شعبية مفادها «لن يؤثر فينا ما يخطط له الإرهاب»، بل على العكس سنقف صفا واحدا ضد من يقترب من وحدتنا ولحمتنا الوطنية.

من جهته، وصف الخبير الاقتصادي ورئيس شركة الشال للاستشارات الاقتصادية جاسم السعدون الحادث بالأليم جدا، معبراً عن حزنه الشديد للأرواح الطاهرة وبشاعة منظر الحادث الذي طال أحد أصدقائه المقربين، مبيناً أن رد الفعل جميل جدا وطيب، لكني أخشى أن يكون مجرد دهانات لإزالة البثور، فالأمر في حاجة الى سياسات استباقية لكي نتغلب على مشاكلنا التي تهدد وحدتنا.

وضرب السعدون مثالين ليدلل على ما وصلت اليه الأمور في المجتمع فيما يتعلق بالنفس الطائفي والحض على الكراهية والتفرقة بين مكونات المجتمع، الأول الاستجواب المقدم لوزير الخارجية حول عاصفة الحزم وتبعاته، وقد استخدم فيه «العقال» بدلا من العقل والحوار، إلى جانب ما حدث في الجلسة قبل الأخيرة والتي حدثت فيها مشادة بين نائب وآخر انتهت الى استقالة نائب قبل أن يعدل عليها بسبب ما بدر من زميل له تجاه مذهبه، معتبراً أن هذين المثالين دليل واضح على ما وصلت إليه حالة الاستقطاب والاحتقان في البلاد، لاسيما في الفترات الاخيرة، مؤكدا أن البلاد وصلت الى حالة من التفتت الشديد والبنية الهشة.

وأضاف السعدون أن الكويتيين في عامي 86 و90 مروا بنفس الحقبة وكانت سببا في غزو خارجي أدى وقتها الى التحامنا، ومع مرور الوقت عدنا الى أسوأ مما كنا عليه، واصفا ما يحدث حاليا بالغزو الداخلي الذي لا بد أن نتصدى له، ونحن معنيون بالتحرك أكثر من أي وقت مضي.

وعن ردود الفعل، قال السعدون: هي لا تكفي للمعالجة، فالبلاد تحترق بسبب خلافات بين البشر، وعلينا أن نبني جبهة داخلية متينة، مؤكدا أن أولويات الأمن الوطني معكوسة تماما، ولا تكفي لمواجهة تلك المخاطر، مبيناً أن علينا الارتقاء بإدارتنا العامة الى مستوى جامع وليس مشتتاً، فالإدارة هي سبب ما تعاني منه الكويت، فالمناصب حاليا تهدى، ومن أجل الدفاع عن المناصب تخرب البلد، وعلينا أن نضع الاكفأ في المناصب العامة وأن تكون وفق المواطنة وليس الواسطة أو المحاصصة.
وقال: لقد وصل الأمر بنا الى أن نرى إعلان شكر لنائب ساعد شخصاً في الحصول على منصب مدير وغيره، فضلا عن الإعلانات التي تشكر النواب لمساعدتهم في العلاج بالخارج وغيرها من تلك الإعلانات، مبيناً أن إدارة البلد أصبحت في أسوأ أوضاعها على الإطلاق.
واختتم السعدون حديثه قائلاً: عن نفسي توقعت أن يحدث أسوأ من ذلك لاسيما مع حجم الفساد، في ظل حالة التمزق الذي تعيشها البلاد، بعد أن استبدلت حكمة العقل – المخ – بضرب العُـقـُل، وأكرر إذا كان رب البيت بالدف مولعا فشيمة أهل البيت كلهم الضياع.

خليفة الوقيان

الوقيان: الإرهاب هو الترجمة المادية
أو النتيجة الحتمية لفكر الغلو والتطرف

أكد رئيس رابطة الأدباء سابقاً الشاعر د.خليفة الوقيان أننا مطالبون بالاهتمام والبحث في البعد الفكري للقضية الإرهابية، فالإرهاب هو الترجمة المادية أو النتيجة الحتمية لفكر الغلو، مضيفا أن الغلو في الدين بخاصة ليس بظاهرة جديدة، فقد وجد منذ العصور الأولى للإسلام، فضلا عن وجوده في المعتقدات الأخرى، ولذلك حذر الرسول، صلى الله عليه وسلم، حينما قال «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ»، وعلى الرغم من ذلك لم يرتدع بعض المسلمين ولم يستجيبوا لذلك التوجيه النبوي لدوافع دنيوية من جانب، ولغياب ثقافة قبول الآخر من جانب آخر ولذلك دفعوا ضريبة فادحة.

وأشار إلى أن أمماً كثيرة مرت بهذه الحالة والمحنة غير أنها تجاوزتها، أما نحن أمة الإسلام فلا نزال مرتهنين للماضي ومولعين بإعادة إنتاج كوارثه، وعلى الرغم من نبذ الإسلام للرهبنة ولعدم وجود ما يسمى «رجال دين»، فالواقع خلاف ذلك، حيث لدينا طبقة من الكهنوت الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين والعباد.

وأضاف: إذا كانت الأمم الأخرى تخلصت من سطوة رجال الدين، فإن أمتنا أوجدتهم من العدم وأعطتهم من الصلاحيات مالا يستحقون وأتاحت لهم المجال للتحكم في مسيرات المجتمعات والانزلاق بها نحو الغلو والعنف والتخلف.

واعتبر د.الوقيان أن الأمر لم يقتصر على هذا النحو، بل إن الأنظمة السياسية استغلت كثيرا من طبقة ما يسمى خطأ رجال الدين في تسويق رؤيتها السياسية، لذا كان من الطبيعي أن تطمح طبقة ما يسمى برجال الدين إلى ما هو أبعد من التحالف مع السلطات السياسية الى الانفراد بالسلطة وتكوين الأحزاب على أساس ديني وطائفي.

وقال: كما هي العادة في التجارب الحزبية كافة أخذت الأحزاب الدينية السياسية تتشقق وتتوالد منها جماعات أكثر راديكالية وغلوا، ومثال ذلك المجاهدون الأفغان، ثم طالبان، والمجاهدون في الصومال، ثم شباب المجاهدين، والقاعدة، وداعش، وهكذا فلن يتوقف مسلسل الاتجاه نحو المزيد من الغلو المنتج للعنف والإرهاب ما دام كل طرف يعتقد أنه يمتلك وحده الحقيقة المطلقة، وأن واجبه الشرعي يحتم عليه قناعاته بكل الوسائل الممكنة وأن كانت تصفية الطرف الاخر فضلا عن البدء بالعدو الأقرب «المسلمين الذين يخالفونه الرأي»، مؤكداً أن الفاجعة التي حدثت في مسجد الإمام الصادق نموذج يمكن أن يصل إليه الإنسان حين يسيطر عليه فكر الغلو الديني ويجرده من إنسانيته.

align: justify;">العسكري: الحادث نتاج ظاهرة فكرية وسياسية زرعت في البلاد منذ عشرات السنين

أكد أستاذ التاريخ والحضارة ورئيس تحرير مجلة العربي سابقاً د.سليمان العسكري أن الحادث ليس نتاجاً لأمر طارئ، واصفا ذلك العمل الخسيس بالمدروس والمخطط له بدقة، مؤكداً أن من خطط لهذا العمل وقرر له من خارج البلاد، فالأمر ليس قراراً صادراً من فئة أو تنظيم حزبي من داخل الكويت، فوفقا لما تم الكشف عنه «القرار والتنفيذ والدعم جاء من خارج الكويت».

واعتبر أن الحادث نتاج ظاهرة فكرية وسياسية زرعت في البلاد منذ عشرات السنين بواسطة التنظيمات السرية والعلنية، قابلها إهمال واضح في محاصرة أفكار الغلو والتعصب التي ظهرت بوادرها وانتشرت مطلع سبعينات القرن الماضي، ومثل هذا المناخ تأصل مع إطلاق شعارات دينية كشعار «الإسلام هو الحل» أو شعار «الصحوة الإسلامية»، مؤكدا أن هذه الشعارات وغيرها أطلقت بشكل عشوائي واستخدمت بتفاصيل تختلف كليا وجزئيا عن الشعار العام الذي هو مغر للإنسان البسيط ورجل الشارع العادي.

ودلل العسكري على ذلك بالأطر التي وضعت فيها تلك الشعارات، إلى جانب آليات التنفيذ التي بدأت عقب إطلاقها، والتي اتخذت منحى استراتيجياً بعيد المدى ووضحت ظواهرها في الأربعين سنة الماضية.

تحذير المثقفين

وعن دور النخبة والمفكرين تجاه تلك المخططات وآليات التنفيذ، أكد العسكري أن المثقفين المتواصلين مع نبض الشارع حذروا في مناسبات عدة مرارا وتكرارا في آرائهم، التي تظهر في المقالات وغيرها، الى خطورة ذلك النهج، على اعتبار أن ما حدث وقتها كان بمثابة غسيل أدمغة بهدف تغيير الثقافة واختراق هوية المجتمع الثقافية والاجتماعية المجتمع، والذي هو بطبعه مجتمع متسامح بعيد عن ذلك الفكر المتشدد.

وأضاف: لقد نجحوا في استبدال ذلك التسامح بثقافة التعصب والغلو التي تعادي الآخر، أيا كان ذلك الآخر، سواء كان مسلما أو غير مسلم، وقد وصل الحال الى تكفير المواطن الذي يشاركنا الوطن، ووصل الأمر بنا الى التحريض على الأب والأم والأخت والأخ في نطاق الأسرة الصغيرة الواحدة، مؤكداً أن تلك الأحزاب بما تحتويه من أفكار ليست جديدة وعندما نعود الى التاريخ الإسلامي نجد أن هذه الظواهر وغيرها كانت تطفو على السطح بين الحين والآخر وفي أوقات ومراحل تاريخية معينة.

وعن نتاج ما حدث في الأربعين سنة الماضية، أكد العسكري أن المحصلة كانت دخولنا في غيبوبة لمدة تزيد على الأربعة عقود، وتجاهلنا كل الظواهر، بل على العكس جزء من الإدارة الحكومية في العالم العربي، وخاصة دول الخليج، تسامحت مع تلك الأطراف التي تمتلئ أجندتها باستراتجيات طويلة المدى، مضيفا أن أغلب الأجهزة الحكومية تعاملت بسذاجة وحاولت استخدام هؤلاء لمصالح اقتصادية ومصالح أخرى وقتية، بهدف الاستفادة منهم في مرحلة أو مراحل معينة، وللأسف وثقوا بهم وسمحوا لهم باختراق التعليم، وغيرت من أجلهم مناهج ومقررات دراسية لاسيما في المراحل الدراسية المبكرة، وقابل ذلك اقتلاع الأفكار الحداثية المدنية المتطورة التي تسعى الى بناء مجتمعات عصرية.

واعتبر أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل الى تلك الأحزاب في السيطرة على عقول الشباب ووظفوا مناهج التدريس بالطرق التي تخدم توجههم واستراتيجيتهم التي يسعوا الى تنفيذها.

وعن أحوالهم في الدول الخليجية النفطية، أكد العسكري أنهم ركزوا في تلك الدول على بناء مؤسساتهم المالية وأنشأوا البنوك والشركات التي تخدم تلك المنظومة الاقتصادية، ومع امتلاكهم المال وسيطرتهم على الفكر التعليمي والثقافي أصبحت السلطة بأيديهم.

أذرع إعلامية

واستعرض المراحل التاريخية بعد ذلك التمكن، مبيناً أنهم عندما تمكنوا من خلال سيطرتهم على القرار الاقتصادي والثقافي وأصبحت لهم أذرعهم الإعلامية شعروا بقوتهم وخرجوا الى العلن وسعوا الى تنفيذ مخططهم المتمثل في استلامهم السلطة في تلك الدول، مدللاً على ذلك بما كتبه أحد قيادات التيار الديني في واحدة من مقالاته مطلع السبعينات بقوله «لم نشتت جهودنا ونسعى الى إقامة دولة بحكم إسلامي في دول صغيرة، بل علينا أن نركز استراتيجيتنا وجهودنا لاستلام السلطة في بلد كمصر، ومن خلالها نستطيع أن نهيمن على بقية الدول العربية الأخرى»، وهذا ما يفسر نشاطهم الملحوظ وتسخير كل أموال المنطقة لإنشاء الأحزاب الدينية في مصر خلال الثلاثين سنة الماضية.

وأكد د.العسكري أن تضامن أطياف الشعب الكويتي عقب الحادث كان مفاجئا لكل القوة الخارجية، وكان التلاحم على أعلى مستوى منذ لحظة وقوع الحادث، وفشل كل من راهن على أن حادثاً بهذا الحجم سيعقبه تشتت داخلي وقتال فوري، مبيناً أن هذا التلاحم والتماسك وما ظهر من تجسيد لروح الوحدة الوطنية لا يعني أن الكويت أصبحت في أمان من إرهاب التيارات الدينية المتشددة، بل علينا أن نبدأ في إعادة النظر في الجذور التي غرست في الأربعين سنة الماضية مع إعادة تشكيل منظم وواع وديمقراطي لثقافة المجتمع الكويتي.

وأضاف أن المجتمع الانساني اصبح بلا حدود أو حواجز، ولكي نعيش في هذا العالم علينا إعادة النظر في افكارنا القديمة وعدم غلق عقولنا أمام شعوب العالم وحضارته المختلفة، مؤكدا أن ذلك سيضع أقدامنا على بدايات المجتمع المتحضر الذي ينعم بالأمن والسلام، مشدداً على ضرورة أن نبدا فوراً، وليس عيبا أن نبدأ من الصفر، وأن نبدأ من جديد مع مناهج المقاعد الأولى من التعليم في مدارسنا الابتدائية وجمعياتنا الأهلية والشارع وبقية مؤسسات المجتمع، مختتما حديثه بقوله: يجب ألا تخدعنا الشعارات الطائفية، فالإسلام باق ولن يستطيع أحد إزالته، وما يحدث حاليا ليس تسويقا أو نشرا للإسلام بقدر ما هو تحريض على تدمير الإسلام.

جريدة الطليعة 1 تموز / يوليو 2015

كتب محرر الشؤون المحلية:
سجلت البيانات السياسية، التي أصدرتها القوى السياسية والمدنية والنقابية، وغيرها، عقب فاجعة تفجير مسجد الإمام الصادق، رقما قياسيا لم تسجله مناسبة أو حادثة في تاريخ الكويت الحديث، فقد توالت البيانات منذ عصر الجمعة الماضي، واستمرت لأكثر من ثلاثة أيام، وصبَّت جميعها في إطار استنكار الحادثة، والمطالبة بوحدة الصف وضبط النفس والمحافظة على القيم النبيلة التي جُبل عليها المجتمع الكويتي.

بيد أن بيانات القوى السياسية اختلف محتواها عن البيانات الأخرى الصادرة من قوى غير سياسية، فقد أصدر كل تنظيم في بداية الأمر بيانا منفصلا، إلا أنهم عادوا مساء يوم الجمعة، وأصدروا بيانا موحدا لثماني تنظيمات سياسية (التجمع الإسلامي السلفي، تجمع العدالة والسلام، التحالف الإسلامي الوطني، التحالف الوطني الديمقراطي، التيار التقدمي الكويتي، الحركة الدستورية الإسلامية، حزب المحافظين المدني، المنبر الديمقراطي الكويتي).

مسؤولية الحكومة

وبجانب تركيز البيان على ضرورة استمرار التلاحم الوطني، دعا إلى ضرورة أن تتحمَّل الحكومة مسؤولياتها، واتخاذ كافة التدابير لحفظ الأمن، ومتابعة القوى التكفيرية، وتشديد الرقابة عليها، والتصدي لها، مع تأكيد عدم الاكتفاء بالعلاج الأمني، من خلال استنفار كافة مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارات الداخلية والإعلام والتربية، بهدف وضع استراتيجية شاملة ضد هذه الحرب المعلنة.

وعلى هذا المنوال، جاءت أغلب البيانات الأخرى، التي طالبت بسرعة القبض على الجناة، والابتعاد عن التصريحات المستفزة، والتركيز على الروابط الإنسانية.

لهجة شديدة

وقد اتسم جزء من بيان حركة العمل الشعبي (حشد) بلهجة شديدة نسبيا، بعد أن أكد أن الانفجار دليل على مدى الاستهتار الأمني الكبير الذي تعانيه وزارة الداخلية، بأجهزتها الأمنية، (أمن الدولة والمباحث الجنائية)، بعد أن فرَّغ قيادتها جهودهم الأمنية في ملاحقات وهمية لأبناء الكويت المخلصين من مختلف فئاتهم، واستهداف الخصوم السياسيين، بسحب جنسياتهم، ونفي البعض منهم، وكأنهم الخطر الحقيقي على الكويت، قبل أن يطالب البيان باستقالة الوزير محمد الخالد، لفشله في مهامه المنوط بها.

بيان «المنبر»

المنبر الديمقراطي الكويتي، الذي أعلن عقب الحادث، إلغاء أنشطته وفعالياته الاجتماعية، وكذلك بقية القوى والتجمعات السياسية، أصدر بيانا سريعا، أكد فيه أن محاولة نقل الصراع الطائفي إلى الكويت ستفشل، ولن تنجح الحادثة في خلق شرارة الصدام بين فئات المجتمع، بل إنها ستزيد من تماسكه الوطني، وقدرته على إفشال كافة المخططات التي تستهدف أمن البلد.

التيار التقدمي

التيار التقدمي كان أسرع القوى السياسية حضورا ببيانه عقب الحادث بساعات قليلة، وتأكيده أن الجريمة الإرهابية امتداد للمخطط الإرهابي الدموي الذي استهدف حوادث مشابهة في المملكة العربية السعودية، فضلا عن أنه مخطط مدمر يهدف إلى إشعال نار الفتنة الطائفية.

ثقافة تكفيرية

وعبَّر بيان التحالف الوطني الإسلامي عن خطه السياسي، بتضمينه ثلاثة أمور، أهمها تحمُّل الحكومة مسؤولية التصدي للجماعات الإرهابية، بجانب التصدي للثقافة التكفيرية، ولاسيما في المناهج الدراسية، فضلا التعاون الوثيق بين أبناء الكويت مع الدولة، لمنع تكرار الحادث.

الصيغة نفسها حملها بيان تجمع العدالة والسلام، مع إضافة قصور الحكومة في مواجهة تمويل الجهات «التكفيرية»، عن طريق جمع التبرعات العلنية، لتجهيز «غزاة وشراء أسلحة»، التي تتم جهاراً وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
من المؤكد أن البيانات السابقة ستختلف كثيرا عن البيانات الأخرى التي ستصدرها القوى السياسية لاحقا، عندما تتابع الإجراءات الحكومية في هذا الملف، التي من المتوقع أن تكون مشروع أزمة سياسية، في حال فشل الحكومة في إقناع الشارع السياسي في تصديها لهذه المسألة، في وقت أخذت فيه التشريبات تتحدث عن نية الحكومة ووزارة الداخلية في إقرار عدد من القوانين التي قد يراها البعض مقيدة للحريات.

جريدة الطليعة ۱ تموز / يوليو ٢۰۱٥

اخبار محلية

أرواحنا سورها

«ورأيت الشهداء واقفين كلٌ على نجمته، سعداء بما قدّموا للموتى الأحياء من أمل».. (محمود درويش)

أُعزي الوطن وأهالي الشهداء، وأدعو بالشفاء العاجل للمصابين، بعد التفجير الإرهابي الجبان لمسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر.. صدمة كبيرة للشعب الكويتي، بعد هذه الفاجعة، التي راح ضحيتها 28 شهيدا و221 مصابا غالبيتهم من كبار السن والأطفال.

بعد التفجيرات الإرهابية في حسينية الدالوة في الإحساء ومسجد القديح بالقطيف ومسجد العنود في الدمام، حذّرت من هذه الجماعات الدينية المتطرفة، كـ «داعش» وأخواته، ومن أن الكويت مهددة بالإرهاب، في ظل هذه الأوضاع الملتهبة، كونها جزءا من هذه المنطقة، فـ «داعش» ما هو إلا مخطط إمبريالي صهيوني مُدمر، يسعى لإشعال نار الفتنة الطائفية، لتفتت مجتمعاتنا، ما يزيد من استقرار الكيان الصهيوني، ويخدم القوى الرجعية العربية، لعرقلة التطور الديمقراطي للشعوب، وسبق أن تحدثت في مقالة سابقة عن إعادة النظر جذرياً في المناهج التعليمية، التي تُقصي كل مَن يختلف معها، وتغرس روح الكراهية، والقنوات الإعلامية التي تزرع سمومها في المجتمع.

لكن سرعان ما قدَّم الشعب الكويتي للعالم نموذجاً رائعاً للوحدة الوطنية، بعد تكاتف وتلاحم جميع أطياف المجتمع، باستنكار الحادثة، والتبرع بالدم، ومساعدة أهالي الشهداء، فقد كان رد الشعب الكويتي قاسياً لمن أراد الشر ونشر الفتنة في البلاد، فنحن شعبٌ لا نعيش في الكويت، بل هي من تعيش فينا، فالوطن هو عرضنا وشرفنا وملاذنا الأول والأخير، فلنتوحد جميعاً، للتصدي لهذه الفئة الضالة ومَن يتعاطف معها، أو يؤيدها، ونحارب كل فكر دموي يهدد أمن الكويت.. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

بقلم عضو التيار التقدمي أسامة العبدالرحيم

جريدة الطليعة ۱ تموز / يوليو ٢۰۱٥

استقبل التيار التقدمي الكويتي وفد الجمعيات السياسية البحرينية الذي يزور الكويت لتقديم العزاء لأهالي شهداء جريمة مسجد الإمام الصادق، وللتضامن مع الشعب الكويتي ضد الإرهاب.وكان على رأس الوفد الرفيق إبراهيم شريف الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"، وضم الوفد ممثلين عن المنبر التقدمي البحريني وجمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"، وكان من اعضاء الوفد الرفيقات والرفاق:رضي الموسوي أمين عام جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"فلاح هاشم عضو اللجنة المركزية للمنبر التقدمي-البحرينيحيى المخرق عضو اللجنة المركزية للمنبر التقدمي-البحريننورة المرزوقي عضوة جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"سلوى الحمر عضوة جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"وقد أقام التيار التقدمي الكويتي مأدبة إفطار على شرف الوفد البحريني، ودار الحديث حول أوضاع البلدين والمنطقة وسبل مواجهة الإرهاب.

اخبار محلية

الإرهاب الأسود يستهدفنا

استطاع الإرهاب الأسود، مع كل أسف، أن يصل إلينا ويرتكب جريمته النكراء في وضح النهار وداخل المسجد، والتي راح ضحيتها 25 شهيداً و202 مصاب، بالرغم من الاستعدادات الأمنية التي قالت الحكومة إنها اتخذتها لحماية المساجد ودور العبادة.
الآن، وقد حصلت الجريمة البشعة، فإن ذلك يتطلب بداية إدانة واضحة لا لبس فيها من قِبل جميع الفئات الاجتماعية، والمجاميع السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، ولكن المفارقة هي أن هناك عناصر وقوى طائفية وفئوية وعنصرية، مدعومة من بعض أطراف متنفذة، سواء في السلطة أو خارجها، تعتاش منذ سنوات طويلة على خطاب الكراهية الطائفي والفئوي والعنصري، وهو ما يجعل إدانتها لأي عمل إرهابي كلاماً مُرسلاً لا قيمة له على أرض الواقع، أو إدانة عاطفية وقتية من أجل الاستهلاك الإعلامي فقط!
علاوة على ذلك، فإن بعض سياسات الحكومة، كالمحاصصة السياسية والنظام الانتخابي وبعض المناهج الدراسية وتقييد الحريات، مثالاً لا حصراً، تُكرّس الفئوية والطائفية والعنصرية، وتُغلق المجال العام أمام عموم الناس فتهمش فئات اجتماعية معينة وتقصيها، الأمر الذي يؤدي إلى خلق بيئة منغلقة وحاضنة للأفكار البدائية المتخلفة، وعناصر ناقمة على المجتمع.
الإرهاب يستهدف، أول ما يستهدف، شق الصف الوطني، وإثارة النعرات الطائفية بشكل سافر، مما قد يؤدي إلى زيادة تفتيت المجتمع والاحتراب الأهلي. أضف إلى ذلك أن الأعمال الإرهابية الخسيسة من الممكن أن تتخذ أشكالاً مختلفة ومتعددة، كما أن لدى مخططيها ومنفذيها قدرة فائقة على الاستفادة من أي تراخٍ أمني قد يحصل في أي وقت، ناهيك عن أن الإجراءات الأمنية وحدها غير كافية لمكافحة الإرهاب والقضاء على بيئته الحاضنة الموجودة داخل المجتمع.
على هذا الأساس، ومع ضرورة الإدانة الصريحة والواضحة للجريمة الإرهابية البشعة وتحمّل الحكومة مسؤولياتها السياسية، فإن المكافحة الجديّة للإرهاب تتطلب القضاء على البيئة الحاضنة له أو المشجعة عليه، وذلك من خلال الالتزام الفعلي بالدستور الذي وضع أسس دولة مدنيّة ديمقراطية، ثم مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات العامة، والعمل الجدّي على تلاحم الجبهة الداخلية وتماسكها، فعلاً لا قولاً فقط، فضلاً عن عدم التسامح مع مُروّجي خطاب الكراهية الطائفي والقبلي والعنصري.
وهذا الأمر يتطلب طرح مشروع مدني ديمقراطي طموح وجريء يستند إلى الثوابت الدستورية، ويعالج أسباب الأزمة السياسية التي أدت إلى انقسام المجتمع بشكل غير مسبوق، وجعلتنا نتراجع ديمقراطياً وتنموياً وندور منذ سنوات في حلقة مُفرغة، على أن يتضمن المشروع السياسي الجديد سياسات عامة تقوم على مبدأ المواطنة الدستورية المتساوية لا على أساس طوائف المواطنين وأصولهم ومذاهبهم، بالإضافة إلى ضرورة وجود سياسات عادلة تُحقق العدالة الاجتماعية، وتفتح المجال العام من أجل مشاركة الجميع، دون استثناء ومن خلال الأطر الدستورية، في اتخاذ القرارات العامة وتحمل مسؤولية ما يترتب عليها من نتائج، حيث إن الإرهاب يستهدف وجودنا جميعاً، دولة ونظاماً وشعباً، والمسألة لم تعُد تحتمل الطمطمة والنفاق والتزلف، فالجريمة البشعة التي جرى تنفيذها ظهر الجمعة الماضي قد تتكرر في أي وقت، وبأساليب وطرق مختلفة إن لم نقضِ على البيئة الحاضنة للإرهاب والغلو، ونتصدَّ جميعاً للفاشية الدينية بأشكالها المختلفة.بقلم: د. بدر الديحانيجريدة الجريدة 29 حزيران / يونيو 2015

اخبار محلية

الخطر الداهم للإرهاب

لا توجد كلمات يمكن أن توصف بها هذه الجريمة الإرهابية النكراء والجبانة، التي تعرض لها أبناؤنا المصلون في مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر، ولا نستطيع كذلك أن نقول إن الأمر كان مفاجئاً، إذ حذرنا وحذر غيرنا من الخطر الداهم للإرهاب قرب حدودنا، ومن خلاياه النائمة بيننا.

ليس قليلاً أن يذهب ضحية الغل والغلو والتطرف الطائفي27 مواطناً و227 جريحاً في بلد صغير كالكويت وفي مسجد واحد، فبعد التفجيرات التي طالت مساجد وحسينيات إخوتنا الشيعية في المنطقة الشرقية بالسعودية، توقع الجميع أن تمتد تلك الأعمال الإجرامية إلى جميع دول الخليج، وكان تنظيم داعش قد أعلن على الملأ، وبكل وسائل التواصل أنه سيستهدف دولنا بدءاً من الكويت.

لقد تلقيت اتصالات عدة من مثقفين عرب، يعبّرون عن استيائهم واستنكارهم لهذه الجريمة ضد المواطنين الآمنين، وضد بلد عُرف عبر زمن طويل بالتنوير والثقافة والحرية، ولكن عندما تحول النهج إلى قمعي بوليسي، وغُيّب العقل تُرك الفراغ لقوى الغلو والتشدد الديني، في مناهجنا الدراسية ومحاولة أسلمة القوانين، لتحويل الكويت البلد المدني الديموقراطي إلى دولة إسلامية.

ماذا يعني أن تتم الهجمات الإرهابية في وقت متزامن، في كل من الكويت وفرنسا وتونس؟ ألا يعني ذلك أن تنظيم داعش قد بلغ نفوذاً كبيراً، وإن مثل هذه الأعمال ما يخدم المخططات الامبريالية والصهيونية لتقسيم دولنا، إلى دويلات صغيرة على أسس طائفية واثنية وعرقية، لضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

كل المقدمات والأدلة التي تثبت أن هناك مناصرين ومساندين وممولين للعصابات الإرهابية في الكويت، منهم نواب ذهبوا إلى سورية، ومنهم من جمع مبالغ هائلة في المساجد والدواوين لتمويل الإرهاب، إضافة إلى أفلام الفيديو التي هدد المتحدثون فيها، بأن يفعلوا بنا ما فعله البغدادي ضد الكفار...ألم يكن ذلك كافياً لاتخاذ إجراءات جدية من الحكومة، لتحفظ سلامة وأمان مواطنيها؟

لابد من التصدي وردع الإرهاب من قبل جميع أفراد الشعب، عبر التلاحم وتفويت الفرصة على من يريد بنا الفرقة، ويجب على الدولة ملاحقة مثيري الفتن والكراهية، في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام، التي سهلت لدعاة الغلو والتشدد بالتسيد على وسائل إعلامنا، وضرورة سرعة تغيير مناهجنا الدراسية التي تسمم عقول أطفالنا.

بقلم: وليد الرجيبجريدة الراي 29 حزيران / يونيو 2015

أدان الحزب الشيوعي اللبناني الجرائم الإرهابية الوحشية التي طالت مئات الابرياء في الكويت وتونس وفرنسا، كما أدان المجزرة الارهابية الوحشية التي ارتكبت بدعم وغطاء من السلطات التركية بحق الابرياء في عين العرب. ودعا شعوب المنطقة وقواها اليسارية والتقدمية والديمقراطية الحية الى التضامن والعمل على توحيد الصفوف لمواجهة المشروع الإرهابي الفاشي الذي يحاول تعميم وتشريع القتل والفوضى والتخلف خدمة لأهداف مشروع الشرق الاوسط الجديد الامبريالي التفتيتي.وارسل الحزب الشيوعي برقيات الى التيار التقدمي الكويتي والجبهة الشعبية التونسية، وأحزاب اليسار التونسي، أكد فيها تضامنه مع شعبي تونس والكويت وكذلك مع الشعب الفرنسي، في مواجهة الإرهاب المدعوم من القوى الإمبريالية الاميركية والعالمية والصهيونية والرجعية العربية.

27/6/2015رام الله: دان حزب الشعب الفلسطيني بشدة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها عدد من الدول العربية وبعض البلدان الأخرى، أمس، وفي مقدمتها جرائم التفجير الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق في منطقة (الصوابر) بالعاصمة الكويتية، وأدى إلى سقوط عشرات الشهداء وإصابة المئات من المواطنين الكويتيين، والهجوم المسلح على أحد الفنادق في مدينة سوسة التونسية، والذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين من السياح والعاملين بالفندق، وكذلك الاعتداء المسلح الذي وقع في مدينة ليون الفرنسية. وقال حزب الشعب في بيان صحفي صدر عنه صباح اليوم: إن هذه الأعمال الإرهابية التي اقترفتها العناصر التكفيرية الإجرامية من أمثال تنظيم "داعش" وما تمثله من نموذجاَ للوحشية التي ﻻ تقيم أي وزن للحياة الإنسانية، تهدف إلى مزيد من زعزعة الأمن والاستقرار في البلدان العربية والمنطقة، وزرع المزيد من الفرقة والفتن وتوسيع دائرة العنف وإراقة الدماء فيها وإلهائها عن القضايا المصيرية لشعوبها، وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية.وختم حزب الشعب بيانه بالتعبير عن تعازيه الحارة للشعبين الشقيقين الكويتي والتونسي وقيادة البلدين ولذوي الضحايا، وأكد على تضامنه وتضامن شعبنا الفلسطيني اﻻخوي مع الشعبين الكويتي والتونسي والقوى الوطنية والديمقراطية في كلا البلدين. وكذلك عبر الحزب عن تضامنه مع الشعب الفرنسي وكافة الشعوب التي يستهدفها الإرهاب والمساس بأمن وسلامة مواطنيها وسيادتها الوطنية.

استنكرت جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" وأدانت عملية التفجير الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر بدولة الكويت الشقيقة والتي نفذها احد عناصر داعش بتفجير انتحاري أثناء صلاة الجمعة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى فضلا عن تدمير أجزاء كبيرة من المسجد، مترحمة على الشهداء الذين سقطوا جراء هذه الجريمة ومتمنية الشفاء للجرحى والسلامة لأشقائنا وأهلنا في الكويت.

وأضافت "وعد" أن العملية الإرهابية التي أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنها تأتي بعد أسابيع قليلة من تفجيرات إرهابية نفذت في المملكة العربية السعودية وخصوصا تلك التي تمت في مسجد العنود بالدمام ومسجد القديح في القطيف وحسينية الدالوة في الإحساء، وتعتبر جزءا من مخطط يستهدف ضرب مكونات المجتمعات الخليجية والعربية وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية التي يتغذى عليها الإرهاب.

ودعت جمعية وعد إلى المزيد من اليقظة والحذر وقطع الطريق على دعاة الإرهاب التفتيتي والفتنة وعدم الانجرار وراء دعاتها ومنظريها، وذلك عبر تكثيف الجهود لتمتين اللحمة الداخلية المعززة للوحدة الوطنية في الكويت وبلدان الخليج العربي، مشددة على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب التكفيري بمحاصرة مصادره ومموليه ونبذ الخطاب التكفيري والتحريضي ومحاربة التمييز والتهميش وإشاعة خطاب الوحدة والتسامح حفاظا على السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي.

وقالت أن مواجهة الإرهاب يحتاج إلى تكثيف كل الجهود لخلق معطيات جديدة في مجالات احترام حقوق الإنسان وتجسيد مبدأ دولة المواطنة المتساوية على الأرض، والشروع في العملية الديمقراطية، ونبذ جميع أشكال العنف والإرهاب، والعمل على إبعاد بلداننا عن تداعيات الأوضاع الإقليمية الملتهبة وخصوصا في العراق واليمن وسوريا.

وثمنت وعد ردود الفعل الرسمية والشعبية التي استنكرت وأدانت الجريمة الإرهابية في مسجد الكويت وفي مقدمتها سرعة تفاعل القيادة الكويتية مع هذه المحنة التي تشكل امتحانا مهما لتعظيم أواصر الوحدة الوطنية في مواجهة أعمال التفجير الإرهابية التي تريد ضرب إسفين بين مكونات الشعب الكويتي الشقيق.

جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"

26 يونيو2015

اهتز الضمير العالمي لما أقدمت عليه قوى الإرهاب الظلامية ظهيرة اليوم الجمعة ضد المصلين في جامع الإمام الصادق في منطقة الصوابر في الكويت الشقيقة، الذي ذهب ضحيته عدد كبير من المواطنين، لا تزال اعداد الشهداء من بينهم في تزايد. وقد اعترف تنظيم "داعش" بارتكاب هذه الجريمة النكراء.

إننا في المنبر التقدمي إذ ندين هذا الحدث الإرهابي الاجرامي، كسابقيه، ونطالب بالوصول إلى مخططيه ومنفذيه ومن يقف وراءهم، وإنزال القصاص العادل بهم، نشير إلى أن شعوب بلداننا غدت في كل جمعة في مسجد ما، في منطقة وبلد ما من الخليج على موعد مع حادث غدر إرهابي طائفي متزمت أسود، يستهدف أرواح المواطنين الأبرياء كما يستهدف تأجيج سعار الاحتراب الطائفي المقيت لتفتيت وحدة الشعوب، ومن بعدها كيانات الدول ذاتها.

إنه التحذير الدوري الجديد لحكومات وشعوب المنطقة بأن قوى التدمير الشامل زاحفة بكل أسلحتها الآلية الرهيبة وبأديولوجيتها الفاشية الدينية الطائفية الجديدة لتدمر حياة شعوب وكيانات دول الخليج في إطار استراتيجيتها العدوانية في عموم المنطقة العربية، بشن الحرب على شعوبها بمختلف دياناتها وطوائفها وقومياتها وأقلياتها سعيا لهد كيانات دولنا وتفتيتها وإعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة.

إن على شعوبنا وحكوماتها أن تعي جيدا أن هذه الاستراتيجية العدوانية الخطرة تجري على قاعدة شطب مفهوم الدولة الوطنية، وأن ما يقصد بإقامة دولة الخلافة الإسلامية بديلا للدول الوطنية ليس سوى ستار لإقامة سلطة ممتدة تحكم قبضتها على كامل المنطقة، رابطة إياها عضويا بقوى رأس المال المالي العالمي – الأشد عدوانية وعنصرية في الرأسمالية العالمية، الساعية لإعادة اقتسام العالم من جديد بعد أزمتها العامة المستفحلة منذ عام 2008 .

وبما أن ما يجري يشكل تهديدا لحياة ووجود الدول والشعوب وحكوماتها، فإننا نستنهض الجميع من أجل تفعيل الإرادة الوطنية في كل بلد وعلى مستوى المنطقة من أجل صد زحف قوى الفاشية السوداء والدفاع عن وجودنا ومستقبل أجيالنا القادمة وأمتنا في وجه العدوان الفاشي الطائفي البغيض .

إنها مسؤولية السلطات الرسمية قبل غيرها، والتي يجب عليها أن تعيد صياغة علاقاتها بشعوبها على أسس ديمقراطية حقة في الحياة السياسية واشادة الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على أسس العدالة الاجتماعية في توزيع الخيرات والحماية الاجتماعية، لتفعل المواطن والمواطنة، وليصبح الوطن للجميع، يبنيه الجميع ويصونه بالتضحية والفداء.

المنبر التقدمي

المنامة، 26 يونيو/ حزيران 2015

بسم الله الرحمن الرحيم

"ومن اظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم" 114 البقرة

تستنكر القوى السياسية الموقعة على هذا البيان بشدة العمل الإرهابي الدنيء الذي قام به الانتحاري الذي فجر نفسه في المصلين الآمنين في مسجد الإمام الصادق ظهر الجمعة، وتدين من قام به ومن دعمه وهيء له فعلته الدنيئة وتتقدم بخالص العزاء لأهالي الشهداء وتدعو للمصابين بالشفاء العاجل.

وتؤكد هذه القوى لمن أراد بالمجتمع الكويتي السوء أن هذا العمل سيزيدنا تماسكا ولحمة وما وقوف صاحب السمو أمير البلاد في موقع الحادث الإرهابي إلا تأكيداً على وقوف المجتمع الكويتي بأكمله ضد هذا العمل الجبان، كما تبين هذه القوى أن اجتماعها هو بحد ذاته ديل على هذا التلاحم الوطني الذي جبل عليه الشعب الكويتي منذ نشأته. كما أن توافد الآلاف من المواطنين على بنك الدم يمثل أكبر صفعة لهؤلاء التكفريين ومخططاتهم. فقد وقف الشعب الكويتي بكل طوائفه وأطيافه وفئاته وقفة رجل واحد ضد هذا العمل الإرهابي.

وتدعو القوى السياسية الحكومة الى تحمل مسؤولياتها واتخاذ كافة التدابير لحفظ الأمن ومتابعة هذه القوى التكفيرية وتشديد رقابتها عليهم والتصدي لها، كما تؤكد على ضرورة عدم الاكتفاء بالعلاج الأمني فهذه الأزمة أكبر بكثير من ذلك، ما يستدعي لعلاجها استنفار كافة مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارات الداخلية والإعلام والتربية، ووضع استراتيجية شاملة ضد هذه الحرب المعلنة على وطننا بكافة أطيافه ومكوناته.

وفي الختام تدعو هذه القوى جميع أبناء هذا الوطن لأخذ الحيطة والحذر من مخططات الإرهابيين وتفويت الفرصة عليهم بالتماسك والتعاضد وعدم الانجراف وراء المنزلقات التي يرغب أنصار هذا الفكر التكفيري بدفعنا لها.

وتدعو جميع أبناء الوطن الى تسجيل موقف وطني جامع وواضح من خلال المشاركة في التشييع والعزاء لأهالي الشهداء والجرحى وكذلك المشاركة في الوقفة التضامنية التي سيعلن عنه لاحقاً.

الموقعون

التجمع الإسلامي السلفي

تجمع العدالة والسلام

التحالف الإسلامي الوطني

التحالف الوطني الديمقراطي

التيار التقدمي الكويتي

الحركة الدستورية الإسلامية

حزب المحافظين المدني

المنبر الديمقراطي الكويتي

الكويت في 26/يونيو/2015

ببالغ الحزن والألم تابعنا في التيار التقدمي الكويتي الجريمة الإرهابية البشعة التي نفذتها العناصر التكفيرية في مسجد الإمام الصادق، وأدت إلى استشهاد وإصابة عشرات المصلين الأبرياء، ونحن إذ نستنكر هذه الجريمة الإرهابية الخطيرة وندينها بقوة فإننا ندعو إلى اتخاذ خطوات جدية لردع الإرهاب وملاحقة الجماعات الإرهابية وكشف محرضيهم ومموليهم، كما ندعو إلى مجابهة دعاة الكراهية مثيري الفتن الطائفية من أي موقع أو جانب كانوا. ونرى في التيار التقدمي الكويتي أنّ هذه الجريمة الإرهابية إنما هي امتداد للمخطط الإرهابي الدموي الذي استهدف قبل ذلك في المملكة العربية السعودية مسجد العنود في الدمام، ومسجد القديح بالقطيف، وحسينية الدالوة في الإحساء، وهو مخطط مدمر يهدف إلى إشعال نار الفتنة الطائفية في بلداننا، وذلك في ظل الأوضاع الملتهبة التي تعيشها المنطقة وما تواجهه شعوبنا من مؤامرات إمبريالية ومخططات صهيونية خبيثة ونشاطات إرهابية إجرامية تقوم بها القوى الظلامية وفي مقدمتها ما يسمى "داعش" التي تستهدف دفع  مجتمعاتنا نحو التفتيت وتقسيم بلداننا ودفعها نحو صراعات دموية عبثية وحروب أهلية مدمرة.وهنا يدعو التيار التقدمي الكويتي المواطنين والمقيمين كافة إلى اليقظة وعدم الانجرار وراء مثيري الفتنة، ويؤكد على ضرورة قطع دابر الإرهاب والإرهابيين وحماية مجتمعنا الكويتي الآمن من المؤامرات الخارجية والصراعات الطائفية الدموية والحروب الأهلية المدمرة، وهذا ما يتطلب إلى جانب الإجراءات القانونية الحازمة في ملاحقة الإرهاب والإرهابيين ومن يقف وراءهم، أن يتم التصدي الواضح لدعاة التكفير ومثيري الكراهية والنعرات الطائفية وإعادة النظر جذرياً في برامج التعليم والإعلام التي تبث مثل هذه السموم، والأهم من هذا كله أن يعاد الاعتبار في بلادنا إلى مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والقيم الديمقراطية والإنسانية.الكويت في يوم الجمعة 26 يونيو/ حزيران ٢٠١٥

الرفاق الأعزاء في المكتب السياسي لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، تحية طيبة وبعد ...

بسعادة بالغة تلقينا في المكتب التنفيذي للتيار التقدمي الكويتي خبر الإفراج عن الرفيق ابراهيم شريف؛ الأمين العام السابق لجمعيتكم والمناضل الوطني الفذّ، وذلك قبل انقضاء مدة حبسه التي كانت مقررة بخمس سنوات. ونحن بهذه المناسبة العزيزة ننقل لكم تهاني رفاقكم في المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي وبقية الرفاق الأعضاء، و نود كذلك أن نهنئ القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية في البحرين وبقية شعبكم الحر الأبي.

كلنا أمل بعد هذا الخبر بأن تتجه الأوضاع السياسية في البحرين إلى مزيد من الانفراج وأن يتم الإفراج عن بقية المعتقلين السياسيين، وأن تخرج بلادكم وشعبكم من مرحلة الاحتقان والتشنج والتراجع على مستويات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية إلى مرحلة يكون عنوانها التقدم في كل المجالات وعلى كل الأصعدة، وهذا يتطلب نضالاً متواصلاً وجهداً مضاعفاً وعملاً حثيثاً من القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية.

في الختام تقبلوا وافر التحايا وخالص الأمنيات من رفاقكم متمنين لوطنكم الحرية ولشعبكم السعادة

المكتب التنفيذي

التيار التقدمي الكويتي

٢٠ حزيران/ يونيو ٢٠١٥م

عقد المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي اجتماعه السابع مساء اليوم الثلاثاء ١٦ يونيو/ حزيران ٢٠١٥ برئاسة المنسق العام الزميل ضاري الرجيب، حيث بحث عدداً من القضايا الواردة على جدول أعماله المتصلة بالأوضاع السياسية في البلاد ونشاط التيار التقدمي الكويتي ومواقفه وعلاقاته الوطنية.

وتوقف المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي في اجتماعه أمام تمادي السلطة في نهجها غير الديمقراطي والإجراءات التعسفية التي اتخذتها أجهزتها الأمنية تجاه أمين عام حركة العمل الشعبي "حشد" النائب السابق مسلم البراك وأعضاء الأمانة العامة للحركة وأفراد عائلة البراك وأصدقائه، حيث أكد التيار التقدمي الكويتي ما جاء في بياناته وتصريحاته الأخيرة الصادرة في هذا الشأن، وطالب بالإسراع في إطلاق سراح المحتجزين من أعضاء الأمانة العامة لحركة العمل الشعبي "حشد" وعائلة مسلم البراك وأصدقائه، إلى جانب التأكيد على مطلب إطلاق سراح كافة المحكومين في قضايا الرأي.كما بحث المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي في اجتماعه إقرار قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، حيث رأى فيه قانوناً قمعياً جديداً مقيداً للحريات، خصوصاً حرية الرأي وحرية التعبير، تحت ستار مكافحة الجرائم الإلكترونية، يضاف إلى ما سبقه من قوانين مشابهة، ونبّه المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي إلى أن جعبة السلطة لا تخلو من مشروعات قوانين أخرى للتضييق على الهامش المحدود المتبقي من الحريات العامة مثل مشروع قانون النشر الإلكتروني، الذي لا يقل سوءاً عن القانون الأخير.ويرى المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي أن قضية الدفاع عن الحريات العامة ورفض النهج السلطوي في التضييق عليها يجب أن تكون في صدارة الاهتمامات، وهي قضية كل مواطن كويتي تعزّ عليه حرياته المنتهكة وحقوقه المصادرة.وتوقف المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي في اجتماعه أمام التطورات المؤسفة الأخيرة التي أدت لوقف الإنتاج النفطي في الخفجي والوفرة ضمن المنطقة المقسومة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة، ودعا الحكومة إلى كشف الحقائق أمام الشعب الكويتي، وضرورة التمسك بالحقوق والمصالح الوطنية للكويت وسيادتها على أراضيها، مع الحرص على حل المشكلات العالقة مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في إطار علاقات الإخوّة وحسن الجوار واحترام السيادة الوطنية والتعاون متبادل المنفعة.

وكذلك فقد توقف المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي في اجتماعه أمام الأعمال الإرهابية الإجرامية التي شهدتها المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، حيث أكد التيار التقدمي الكويتي إدانته لها و دعوته إلى التصدي للإرهاب و رفض إثارة النعرات الطائفية.كما ناقش المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي في اجتماعه المؤشرات السلبية لعدم جدية الحكومة في معالجة قضية الكويتيين البدون مع قرب انتهاء مدة السنوات الخمس لعمل ما يسمى "الجهاز المركزي"، حيث أكد التيار التقدمي الكويتي على موقفه الثابت والواضح في ضرورة تطبيق حل إنساني عادل ونهائي لقضية الكويتيين البدون.وفي ختام اجتماعه توجّه المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي بالتهنئة إلى الشعب الكويتي والمقيمين على أرض الكويت بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

الكويت في يوم الثلاثاء ١٦ يونيو/ حزيران ٢٠١٥

بقلق واستياء بالغين يتابع التيار التقدمي الكويتي المعلومات الواردة عن إساءة معاملة وزارة الداخلية لسجين الرأي النائب السابق مسلم البراك أمين عام حركة العمل الشعبي "حشد"، حيث تم حبسه في زنزانة انفرادية في العنبر رقم ٢ لا تزيد مساحتها عن متر ونصف المتر في مترين ونصف المتر، وهو العنبر المخصص للمحكومين بالإعدام من تجار المخدرات وغيرهم، بالإضافة إلى وضعه في عزلة تامة، ما أدى إلى احتجاجه على هذه المعاملة السيئة، إذ بدأ الأخ مسلم البراك منذ الساعة الواحدة من ظهر اليوم إضراباًعن الطعام للمطالبة بنقله إلى العنبر المخصص للمحكومين بقضايا أمن الدولة.ويحمّل التيار التقدمي الكويتي السلطة ممثلة بوزير الداخلية المسؤولية الكاملة عن هذا التعسف في معاملة الأخ مسلم البراك وعما يترتب على ذلك على من ضرر على صحته الجسدية والنفسية، وما يمكن أن يسوء إليه وضعه جراء إضرابه عن الطعام وعدم تلبية مطلبه العادل في نقله للعنبر المخصص للمحكومين في قضايا مشابهة.مع التأكيد على ضرورة إطلاق سراح جميع المحكومين في قضايا الرأي ضمن خطوات أخرى مستحقة للخروج من الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد.وأخيراً، يهيب التيار التقدمي الكويتي بالمنظمات الحقوقية الدولية إلى التعبير عن استنكارها للتعسف في معاملة سجين الرأي الأخ مسلم البراك، ومطالبة السلطة بإطلاق سراحه وسراح جميع المحكومين بقضايا الرأي في الكويت.الكويت في يوم السبت ١٣ يونيو/ حزيران ٢٠١٥التيار التقدمي الكويتي

لم تكن حادثة اقتحام مزرعة شقيق النائب السابق مسلم البراك في منطقة العبدلي من قبل فرقة أمنية تابعة لوزارة الداخلية مدججة بالسلاح فجر يوم أمس مفاجأة لكل متابع للشأن العام ، فأسلوب ترويع السياسيين والناشطين والمغردين بتنا نشهده بشكل متكرر في السنوات الآخيرة ، فمنذ حادثة اقتحام ديوان النائب السابق جمعان الحربش ومرورا بالعديد من الملاحقات السياسية واتباع الاجراءات التعسفية في مواجهة المسيرات والتجمعات السلمية وماصاحبها من احتجاز غير قانوني للكثير المعتقلين السياسيين ، وصولا الى أسلوب الخطف من الشارع بحق عدد من السياسيين والمغردين وتحويلهم للتحقيق في جهاز أمن الدولة واحتجازهم لمدد غير قانونية ، منذ ان حدث هذا كله والجميع بات يعرف أن الأمور في البلاد تسير من سيء إلى أسوأ .نحن نؤمن ان تعامل الأجهزة المعنية بالدولة مع قضية سجن النائب السابق مسلم البراك لمدة عامين بحكم محكمة التمييز لايحتاج إلى مثل هذه الاجراءات القمعية والتعسفية ، لوكانت هذه الاجهزة - وفي مقدمتها وزارة الداخلية - حريصة فعلا على تطبيق القانون ، خاصة وان المطلب الوحيد للنائب السابق مسلم البراك في مثل هذه القضايا - كان ولايزال - هو ان يحصل فقط على حقه باجراءات قانونية سليمة في تنفيذ الأحكام ، لكن من الواضح ان وزارة الداخلية اصبح يستهويها اسلوب " البلطجة " تجاه المواطنين دون رادع من قانون أوضمير ، واذا ربطنا ماتم في حادثة اقتحام مزرعة شقيق النائب السابق مسلم البراك مع ماقاله وزير الداخلية في مجلس الأمة ( قبل مرور ٢٤ ساعة على تلك الحادثة ) من كلام بحق البراك يفترض ألايليق بقائله ، فلقد حمل كلام الوزير كل معاني الاستهزاء والتشمت والهجوم على شخصية وطنية كالنائب السابق مسلم البراك الذي مثّل الأمة خير تمثيل طوال ١٦ عاما كان فيها مثالا للنائب المخلص لأبناء وطنه والأمين على مكتسباتهم والمدافع عن حقوقهم .اننا نستنكر نحن الموقعون على هذا البيان حادثة اقتحام مزرعة شقيق النائب مسلم البراك التي تمت بأسلوب غير قانوني تحت ذريعة البحث عن البراك خاصة مع ماصاحب هذا الهجوم من اطلاق أعيرة نارية حية داخل الفيلا الموجودة بالمزرعة وهو أمر خطير للغاية يثير العديد من التساؤلات حول مغزى هذا العمل المتهور ، ان ماتم في مزرعة شقيق البراك امر مرفوض جملة وتفصيلا فلقد تم التعامل مع النائب السابق مسلم البراك وكأنه مجرم خطير يهدد أمن البلاد أوسارق لثرواتها ، بينما هو في حقيقة الأمر لايعدو كونه سجين رأي ، قال مايعتقد وفق صحيح القانون كما يرى هو وكثير من السياسيين والقانونيين ، كما اننا نستنكر الكلام الجارح الذي تفوه به وزير الداخلية بحق النائب السابق مسلم البراك ، ونحن نحذر ناصحين ان الطريق الذي تسير عليه السلطة في ادارة الشأن السياسي المحلي لن يؤدي إلا إلى المزيد من التأزم وخلق المشاكل وتراكمها لتصبح خلال فترة وجيزة أزمة سياسية كبرى تضعف كيان الدولة برمتها .في الختام نحن نرى ان المخرج من الأزمة الحالية - قبل ان تستفحل وتتحول لأزمة سياسية كبرى - يتمثل بما سبق وان أكدناه في بياناتنا السابقة بأنّ حل الأزمة السياسية في البلاد إنما يتطلب أول ما يتطلب أن تتخلى السلطة عن نهجها غير الديمقراطي وأن تستجيب للمطالب الشعبية بإطلاق الحريات العامة والإفراج عن المعتقلين وإعادة الجناسي لمن اسقطت عنه او سحبت او فُقِدت منه وإلغاء مرسوم قانون الصوت الواحد وحلّ المجلس والحكومة الحاليين وإجراء انتخابات نيابية على أساس النظام الديمقراطي الذي تكون فيه السيادة للأمة مصدر السلطات جميعاً.حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه ..الكويت - في الرابع من يونيو ٢٠١٥حركة العمل الشعبي - حشدالتيار التقدمي الكويتيمظلة العمل الكويتي - معكحزب الأمة

بسخط وألم شديدين تابعنا في التيار التقدمي الكويتي الجرائم النكراء التي نفذتها العناصر الإرهابية لاستهداف مسجد العنود بالدمام، وقبلها بأيام ما حدث في مسجد القديح بالقطيف، بالإضافة إلى الجريمة البشعة التي اقترفتها الأيادي الآثمة في شهر نوفمبر "تشرين الثاني" من العام الماضي في حسينية قرية الدالوة شرقي الهفوف بمحافظة الإحساء في المملكة العربية السعودية، حيث أودت هذه الجرائم بحياة العديد من الضحايا الأبرياء ناهيك عن المصابين.إنّ هذه الجرائم الإرهابية إنما تهدف إلى إشعال نار الفتنة الطائفية في السعودية وعموم منطقتنا، وهي في الوقت نفسه تبيّن مدى تزايد النزعات المتطرفة التي سبق أن حذرنا من عواقبها الوخيمة ليس في السعودية فحسب، وإنما في مختلف بلدان مجلس التعاون الخليجي، بما فيها بلادنا الكويت، خصوصاً في ظل الأوضاع الملتهبة في المنطقة وتكريس سياسات التمييز الطائفي والفئوي وتهميش شعوب المنطقة ومعاملتها كرعايا وأتباع وليس كمواطنين أحرار متساوين، وانعدام العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى حالة الاستبداد وتقييد الحريات والانفراد بالسلطة وسطوة قوى الفساد، هذا بالإضافة إلى ما تواجهه منطقتنا من مؤامرات إمبريالية ومخططات صهيونية خبيثة ونشاطات إرهابية إجرامية تقوم بها القوى الظلامية وفي مقدمتها ما يسمى "داعش" التي تستهدف تفتيت مجتمعاتنا وتقسيم بلداننا ودفعها نحو صراعات دموية عبثية وحروب أهلية مدمرة.إننا في الوقت الذي نستنكر فيه هذه الجرائم الإرهابية الدموية نطالب باتخاذ خطوات جدية لردع الإرهاب وملاحقة الجماعات الإرهابية وكشف محرضيهم ومموليهم، كما ندعو إلى مجابهة دعاة الكراهية مثيري الفتن الطائفية من أي موقع أو جانب كانوا، ونؤكد أنّ قطع دابر الإرهاب والإرهابيين وحماية مجتمعاتنا الخليجية من المؤامرات الخارجية والصراعات الطائفية الدموية والحروب الأهلية المدمرة يتطلب قبل كل شيء إطلاق الحريات الديمقراطية للشعوب وتحقيق العدالة الاجتماعية على قاعدتي المساواة وتكافؤ الفرص مع تمكين المواطنين من المشاركة في إدارة شؤون بلدانهم ضمن أنظمة حكم ديمقراطية مدنية.الكويت في يوم الجمعة ٢٩ مايو "أيار" ٢٠١٥

يتقدم المكتب التنفيذي للتيار التقدمي الكويتي بخالص التهاني إلى أسرة البرغش الكريمة وعلى رأسهم النائب السابق عبدالله البرغش بمناسبة إلغاء المحكمة الإدارية لقرار إسقاط الجنسية الكويتية عنهم وإرجاع حق المواطنة الذي سلب منهم في شهر يوليو من العام الماضي في إطار ما يسمى بقرارات إعادة الهيبة التي تطرق لها مجلس الوزراء في بيانه بتاريخ ١٤ يوليو/تموز من العام الماضي، ويعتبر التيار التقدمي هذا الحكم القضائي مكسباً شعبياً وسياسياً وقانونياً ودستورياً. وفي هذا السياق يطالب التيار التقدمي بإنهاء الهجمة السلطوية على الحريات، وإرجاع الجنسية الكويتية لكل السياسيين والناشطين الذين إسقطت عنهم أو سحبت أو فقدت منهم لا سيما المواطن المنفي سعد العجمي.و ينبه التيار التقدمي القوى السياسية والجماهير الشعبية إلى أنّ إقدام الحكومة على استئناف حكم إلغاء إسقاط الجنسية الكويتية عن أسرة البرغش سيطيل معاناة هذه الأسرة من تبعات قرار الإسقاط الجائر، وأن هذا الاستئناف رغم عدم تقديم الحكومة أسباباً للإسقاط كما طلب منها القضاء يدل على استمرار الهجمة على الحريات وعدم التراجع عنها، مما يتطلب من الجميع بأن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية بالتصدي لهذه الهجمة دفاعاً عن حقوق الشعب.عاش وطننا حراً وعاش شعبنا أبياً.المكتب التنفيذي للتيار التقدمي الكويتي ٢٦ مايو/أيار ٢٠١٥م

تلقت جموع الشعب الكويتي حكم محكمة التمييز الصادر بتأييد حكم محكمة الاستئناف بسجن أمين عام حركة العمل الشعبي النائب السابق مسلم البراك لمدة عامين مع الشغل والنفاذ على خلفية الخطاب الشهير الذي ألقاه في ساحة الإراده بتاريخ ١٥/اكتوبر/٢٠١٢ في ندوة "كفى عبثا" بكثير من الحسرة والأسى لما آلت إليه أحوال البلاد ، حيث باتت الملاحقات السياسية من جانب السلطة لخصومها هي أساس هذه المرحلة بغية خنق الحريات وعدم سماع الرأي الآخر ولعل الحكم الذي صدر مؤخرا على أمين عام حركة العمل الشعبي النائب السابق مسلم البراك يعتبر حكماً سياسياً وهو إخلال صارخ بمبادئ العدالة التي كفلها الدستور ،، حيث كانت محكمة الاستئناف قد أبطلت حكم الدرجة الأولى الصادر بحق البراك وتصدت للنظر في القضية دون ارجاعها للدرجة الأولى وهذا بحد ذاته حرمان للمتهم من إحدى درجات التقاضي .ولقد هزّ هذا الحكم القاسي الذي صدر بحق شخصية برلمانية بوزن النائب السابق مسلم البراك الذي مثل الأمة لمدة ١٧ عاما بكل شرف وأمانة وصدق ، هزّ ضمير الكويتيين ، كما ترددت أصداء هذا الحكم الأوساط الحقوقية والاعلامية في العالم حينما اعتبرت منظمة العفو الدولية ( وهي المنظمة الحقوقية الأشهر والأعرق في العالم ) ان البراك بعد هذا الحكم يعد سجين رأي ، ناهيك عن تناول وسائل اعلامية عالمية الحكم من باب الاستغراب من تحول الكويت نحو هدر الحريات والتضييق على السياسيين والناشطين .ان الكويت تشهد حاليا مرحلة غير مسبوقة من جانب السلطة في اختراق الدستور والتمييز في تطبيق القوانين واستباحة المال العام وهدر الحريات ، بدأت في التفرد بالقرار في تغيير النظام الانتخابي السائد نحو نظام انتخابي جديد يكرس الفئوية ويسهل اختراق السلطة للتحكم في مخرجات العملية الانتخابية مما يمكنها من احكام قبضتها على البرلمان وبالتالي التحكم في قراراته واضعاف قدرته على الرقابة ، ثم تمادت أكثر حينما لجأت إلى سحب " جناسي " عدد من المواطنين لمجرد اختلاف خطهم السياسي عن خط السلطة ووصل استهتارها بالقضاء حينما رفضت الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية وادارة الفتوى والتشريع تزويد المحكمة المختصة بأسباب سحب جنسية النائب السابق عبدالله البرغش وأسرته الكريمة ، ثم تمادت السلطة أكثر حينما أبعدت المواطن سعد العجمي قسراً عن البلاد بعد ان جردته من جنسيته لتفرق بينه وبين زوجته وأولاده في قرار لايتصف فقط بعدم قانونيته بل انه يوصف بعدم الانسانية .ومع هذه الاجراءات التعسفية المشار اليها ، لم تتوقف السلطة عن الملاحقات السياسية والتعسف في اجراءات الحبس الاحتياطي ضد خيرة شباب الكويت ونشطائها السياسيين والحقوقيين بسبب تغريدات لهم اطلقوها في " تويتر " حتى صنفت الكويت كواحدة من أكثر الدول التي سجنت وصادرت حريات المغردين الى درجة أن بعض المغردين حوكم على نواياه في ماكتب ! كما تم اغلاق صحيفتين وقناة تلفزيونية تحت حجج ظاهرها القانون وباطنها الانتقام من اصحابها لمجرد اختلاف آرائهم عن الرأي السائد للسلطة !لذلك فان الكويت لم تعد اليوم بنظر العديد من ابنائها المخلصين كما كانت بالسابق واحة للحرية والامان في المنطقة كلها ، ولم يعد يتغنى ابناؤها كما كانوا يفعلون سابقا بأن يقولون مايريدون ويذهبون الى بيوتهم ليناموا فيها وسط ابنائهم مطمئنين ، بل ان الأمر تعدى ذلك الى ان عدد من بنات وابناء الكويت هاجروا ، بينما كثيرون منهم من يعد العدة للهجرة !ويبدو من المؤشرات الحالية التي يفصح عنها نهج السلطة الحالي المعادي للحريات والمتمادي نحو الانفراد في القرار ان القادم أسوأ ، ومالم تتوحد جهود كل القوي السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والجموع العمالية والطلابية نحو مواجهة هذا النهج بكل الوسائل السياسية السلمية الممكنة فان اعتداءها سيطال كثيرين وستمتلىء السجون بالكثيرين من اصحاب الرأي الحر .ولقد علمنا التاريخ الحديث ان الاخطار والاطماع الخارجية التي داهمت وطننا العزيز دائما تأتي بعد مراحل الانقسام الداخلي وبعد الهجمات التي تقوم بها السلطة على الحريات وتنقض فيها على المكتسبات الشعبية لابناء الكويت ، ومع ذلك يقوم أبناء الشعب الكويتي دوما بالالتفاف الوطني حول بعضهم البعض في اوقات الازمات والشدة .لذلك نحن القوى السياسية في الكويت ندعو الجميع إلى العمل على وحدة الصف لمواجهة الظلم والفساد لتصبح الكويت دولة مؤسسات وقانون قائمة على أسس الحرية والعدل والمساواة.وفي هذا السياق نجدد تأكيدنا بأنّ حل الأزمة السياسية في البلاد إنما يتطلب أول ما يتطلب أن تتخلى السلطة عن نهجها غير الديمقراطي وأن تستجيب للمطالب الشعبية بإطلاق الحريات العامة والإفراج عن المعتقلين وإعادة الجناسي لمن اسقطت عنه او سحبت او فُقِدت منه وإلغاء مرسوم قانون الصوت الواحد وحلّ المجلس والحكومة الحاليين وإجراء انتخابات نيابية على أساس النظام الديمقراطي الذي تكون فيه السيادة للأمة مصدر السلطات جميعاً.حفظ الله الكويت وشعبها من كل سوء ومكروهالكويتالأربعاء ١ شعبان ١٤٣٦ هـالموافق ٢٠ مايو ٢٠١٥مالتيار التقدمي الكويتيحركة العمل الشعبيالحركة الدستورية الاسلاميةالحركة الديمقراطية المدنيةحزب الأمةحزب المحافظين المدنيمظلة العمل الكويتي

سبق وأن أبدى التيار التقدمي الكويتي موقفه حول استمرار الهجمة السلطوية على الحرّيات والتي تلخصت بما يتعرّض له العديد من شباب الكويت المعارضين لنهج السلطة والمتصدين لقوى الفساد من ملاحقات واعتقالات وحبس تحت ذرائع قانونية وأحكام مشددة، وعلى رأسهم أمين عام حركة العمل الشعبي الأخ مسلم البراك، حيث أصدرت اليوم محكمة التمييز تأييديها لحبس الأخ مسلم البراك سنتين مع الشغل والنفاذ وذلك على خلفية الخطاب الشهير الذي ألقاه في ساحة الإرادة مساء 15 أكتوبر “تشرين الأول” من العام 2012 ، ما لا يدع مجالاً للشك أن حرية التعبير في الكويت مهددة، وسبق هذا الحكم أحكام مشابهة ضد الإخوة عياد الحربي وعبدالعزيز جارالله وفهاد العجمي وأحمد الدمخي وغيرهم.ومن الوهم الاعتقاد أنّ الملاحقات والسجون والإجراءات التعسفية ستثني الشعب الكويتي عن مواصلة التصدي لقوى الفساد، التي باتت تتحكّم في البلاد، أو ستوقفه عن مواجهة نهج الإنفراد بالسلطة، بل إنّها ستوسع دائرة الاستياء وستزيد الشعب إصراراً على المجابهة والمطالبة بحقوقه.إنّنا في التيار التقدمي الكويتي ندرك تماماً أنّ نضال الشعب الكويتي وقواه الوطنية والديمقراطية والتقدمية ضد سطوة الفساد والتصدي لنهج الإنفراد بالسلطة والهجمة على الحريات إنما هو نضال شاق يتطلّب المثابرة والنَفَس الطويل وتنظيم الصفوف، كما أننا نؤكد على سلمية حراكنا والابتعاد عن الأساليب الفوضوية والمتهورة والمتطرفة.الكويت في ١٨ مايو "أيار" ٢٠١٥

صرف النظر عن عدم دقة استخدام مصطلح «البديل الاستراتيجي» عند الحديث عن نظام جديد خاص بسلم الرواتب، والمزايا، والبدلات، والمكافآت، فإن العامل الأهم في إصلاح أي نظام إداري ومالي هو مدى تحقيق النظام الجديد للعدالة التي يبدو أنها غائبة عن بديل الحكومة الذي بُني، بحسب المعلومات المتوافرة، على معلومات وبيانات غير كاملة أو بالأحرى غير دقيقة.لا جدال بأن هناك حاجة لإصلاح شامل لنظام الرواتب والبدلات، والمكافآت، والمزايا في الدولة، خصوصاً أن الحكومة لم تُطبق القانون الصادر في الثمانينيات الذي يلزمها بمراجعته وتعديله بحسب نسبة التضخم وغلاء المعيشة، بل إنها زادت الطين بلة عندما منحت قبل سنوات قليلة زيادات و"كوادر" غير مدروسة لقطاعات معينة مثل النفط، وديوان المحاسبة، والسلطة القضائية، والسلك العسكري، وهيئة الفتوى والتشريع، وهيئة الاستثمار، والمعلمين وغيرهم. والآن فإن الحكومة تتجه إلى إقرار ما تُسميه "البديل الاستراتيجي للرواتب" تحت شعار "إصلاح نظام الرواتب" فهل يتحقق ذلك؟بصرف النظر عن عدم دقة استخدام مصطلح "البديل الاستراتيجي" عند الحديث عن نظام جديد خاص بسلم الرواتب، والمزايا، والبدلات، والمكافآت بما فيها مكافأة نهاية الخدمة لجميع موظفي الدولة، فإن العامل الأهم في إصلاح أي نظام إداري ومالي هو مدى تحقيق النظام الجديد للعدالة التي يبدو أنها غائبة عن بديل الحكومة الذي بُني، بحسب المعلومات المتوافرة، على معلومات وبيانات غير كاملة أو بالأحرى غير دقيقة، إذ إنه من غير الممكن تحديد سلم الرواتب والمكافآت والعلاوات والبدلات من خلال الاعتماد على معلومات وبيانات مستقاه من نظام غير دقيق لعمليتي توصيف الوظائف وتقييمها.إن توصيف وظيفة ما، أي تحديد مؤهلات شغلها، واختصاصاتها، ومسؤولياتها، وإنتاجيتها، وهدفها، أو تقييمها أي إعطاءها درجة ووزناً لا يمكن أن يتم كل ذلك بناء على المُسمىّ الوظيفي فقط، حيث إن هناك اختلافات في حجم العمل وطبيعته، والمسؤوليات، والواجبات من مكان عمل إلى آخر بالرغم من تشابه المُسمى الوظيفي، فمُسمّى مُهندس، على سبيل المثال لا الحصر، يختلف، من حيث حجم الوظيفة، وواجباتها، ومهامها، ومسؤولياتها، من مهندس في القطاع النفطي، إلى مهندس في البلدية أو الصحة أو الشؤون أو التربية، وقس على ذلك عند الحديث عن بقية المُسمّيات الوظيفية المتشابهة اصطلاحا لكنها في قطاعات عمل مختلفة اختلافا كليا.من هذا المنطلق فإنه يجب التفريق بشكل عام بين توصيف الوظائف وتقييمها في أجهزة الخدمة المدنيّة من جهة، وفي الهيئات والمؤسسات العامة ذات الميزانيات الملحقة والمستقلة من جهة أخرى، حيث إن المسميات الوظيفية التي قد تبدو متشابهة لا تعني تشابه الوصف الوظيفي وتقييم الوظائف وبالتالي الرواتب، والعلاوات، والمزايا، ومكافآة نهاية الخدمة. فضلا عن أن القطاعات الاقتصادية والفنية التي لكل منها طبيعة عمل خاصة وميزانية مستقلة مثل القطاع النفطي، والجامعة، والمؤسسات العامة الأخرى يمنحها القانون الحق في تحديد أنظمتها وسياساتها الداخلية كي تحافظ على استقلاليتها المالية والإدارية ضمن السياسة العامة للدولة؛ لذا من المفترض ألا تكون أنظمتها الإدارية والمالية مطابقة تماما لأنظمة الجهات الحكومية التابعة لديوان الخدمة المدنية مثل الوزارات، وإلا أصبحت المؤسسات العامة شكلا بلا مضمون، وتحوّلت إلى أجهزة خدمة مدنيّة شأنها في ذلك شأن أي إدارة، أو قسم في وزارات الدولة!بقلم د. بدر الديحاني منقول عن جريدة الجريدة تاريخ ٦ مايو ٢٠١٥

في الأول من مايو من كل عام تحتفل الطبقة العاملة وجميع الشغيلة في مختلف بلدان العالم بعيد العمال العالمي، هذا العيد الذي يمثّل مناسبة أممية لتضامن الطبقة العاملة في كفاحها المشترك ضد الاستغلال الرأسمالي ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.حيث يأتي عيد العمال هذه السنة في الوقت الذي تشتد فيه حدّة الأزمة البنيوية للنظام الرأسمالي العالمي وتفاقمها وتزداد معها معاناة الطبقة العاملة والفئات الشعبية في العالم أجمع… أما على المستوى العربي, فتأتي هذه المناسبة فيما تنهش الحروب والانقسامات السياسية والاجتماعية معظم بلداننا العربية، وذلك في ظل أوضاع وظروف بالغة الصعوبة، غير التعقيدات الناجمة عن تداخل الأجندات واستثارة الانقسامات الطائفية والاصطفافات المدمرة.أما في الكويت فتشتد معاناة الطبقة العاملة والفئات الشعبية وذوي الدخول المتدنية والمتقاعدين والمهمشين والكويتيين البدون والعمالة الوافدة من التضخم والارتفاع المطّرد للأسعار وإيجارات السكن الخاص، وذلك بالتوازي مع التوجه الحكومي المعلن نحو تقليص بعض بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية؛ وإلغاء الدعم الحكومي عن بعض السلع والخدمات؛ فيما من وصلت أعداد العاطلين عن العمل من الكويتيين المسجلين رسمياً إلى نحو عشرين ألفاً وهي أعداد مرشحة للزيادة، كما بدأت تظهر تحديات جديدة تخص وضع العمالة الوطنية في القطاعات الحكومية والعامة التي ستتعرض للخصخصة، مثل الخطوط الجوية الكويتية، بالإضافة إلى استحداث ما يسمى "البديل الاستراتيجي" للرواتب والعلاوات الذي يحرم العاملين الجدد في القطاع النفطي من عدد من الحقوق المكتسبة، ناهيك عن استمرار المعاناة الإنسانية للكويتيين البدون المحرومين من حقوقهم الأساسية، بما فيها الحقّ في العمل. وعلى المستوى النقابي العمالي يزداد الوضع سوءاً، حيث انتشرت ممارسات سلبية غير ديمقراطية داخل النقابات وتعمد بعض مجالس إدارات النقابات رفض قبول عضويات جديدة في نقاباتهم، وجرى فتح الباب أمام الاستقطابات القبلية والتحالفات بعيداً عن الأصول النقابية، وتحوّل العمل النقابي إلى عمل بيروقراطي لا صلة له حية بالطبقة العاملة وهمومها.كما تحلّ مناسبة عيد العمال العالمي هذه السنة فيما تتعمق الأزمة السياسية في البلاد مع تمادي السلطة في استخدام أساليب الترهيب والقمع، التي تجاوزت قمع الاجتماعات العامة والاعتقالات والملاحقات، بحيث أصبحت تشمل التضييق على الحريات العامة وسن قوانين تحدّ من حرية الرأي والتعبير والإعلام وتفرض القيود على مؤسسات المجتمع المدني والحركة الطلابية، هذا بالإضافة إلى سحب الجنسية الكويتية وإسقاطها وإفقادها من عدد من المواطنين بسبب مواقفهم السياسية، بل وصل الأمر إلى حد نفي المواطنين غير المرغوب فيهم عن البلاد ضمن قرارات انتقامية جائرة، مثلما حدث للمواطن سعد العجمي.وإزاء كل هذا التراجع، يدعو التيار التقدمي الكويتي الطبقة العاملة وجميع الفئات الشعبية إلى توحيد صفوفهم للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم الديمقراطية، كما يدعو النقابيين العماليين المخلصين إلى تصحيح مسار الحركة النقابية العمالية لتعلب دورها الصحيح في الدفاع عن مصالح وحقوق الطبقة التي تمثلها ولمنع التعدي على المكتسبات الاقتصادية الاجتماعية؛ وفي هذا الشأن فقد بادر التيار التقدمي الكويتي إلى تشكيل لجنة عمالية تعنى بالشؤون النقابية العمالية في إطار تنظيماته القطاعية.وكذلك يدعو التيار التقدمي الكويتي إلى ضرورة وضع حلٍّ إنساني عادل ونهائي لقضية الكويتيين البدون، والاهتمام بالقضايا المعيشية مثل حلّ مشكلات البطالة والتضخم والسكن لمصلحة الغالبية الساحقة من الشعب لا لمصلحة الطبقة الضيقة من المتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال، الذين يستأثرون بالنصيب الأكبر من مقدرات البلاد وخيراتها، كما ينادي التيار التقدمي الكويتي بضرورة حل الأزمة السياسية في البلاد وذلك بدفع السلطة لأن تتخلى عن نهجها غير الديمقراطي وأن تستجيب للمطالب الشعبية.وبمناسبة الأول من مايو عيد العمال العالمي يسر التيار التقدمي الكويتي أن يدعوكم إلى حضور احتفاليته التي ستقام في الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد 3 مايو "أيار" في ديوانية الزميل عبدالهادي الجميل في منطقة فهد الأحمد- قطعة 3 شارع 314 منزل 339. عاش الأول من مايو عيداً للطبقة العاملة ويوماً للتضامن والوحدة… والتحية لعمال الكويت وعمال العالم أجمع ولسائر العاملين بأجر وشغيلة اليد والفكر وعموم الكادحين في يوم عيدهم المجيد.1 مايو "أيار" 2015

تابع التيار التقدمي ببالغ القلق الأنباء الواردة عن اختطاف المواطن عبدالله الرسام من قبل الأجهزة الأمنية وتغييبه، ويطالب التيار التقدمي الكويتي بالإفراج فورا عن المواطن المختطف ومحاسبة المسؤولين عن اختطافه.وإن اختطاف المواطن عبدالله الرسام، الذي يعتبر ناشطا سياسيا في صفوف المعارضة، يمثل استمرارا للتصعيد القمعي الشديد الذي تمارسه السلطة، سواء عبر عمليات الاختطاف الأمني المتواترة للناشطين السياسيين، أو عبر المحاكمات السياسية وإصدار الأحكام السياسية بالسجن لسنوات، أو عبر التهديد الوظيفي وقطع الأرزاق، أو عبر فض المسيرات السلمية بالقوة، أو عبر سحب الجنسية أو إسقاطها أو فقدها، أو عبر النفي خارج الوطن، وهي جميعا ممارسات تعبر عن ضيق خيارات السلطة في التعامل مع الشأن السياسي، وفشلها في إدارة الدولة والمجتمع، وهو فشل متراكم منذ عقود.وإن فشل السلطة الواضح وتصعيدها القمعي يتطلب منا التعاضد لمواجهة هذا الواقع المتردي، عبر الصمود في وجه الترهيب، والتنسيق السياسي والشعبي ما أمكن لمقاومة تعسف السلطة.ومن جانبنا في التيار التقدمي الكويتي نجدد رؤيتنا أنّ حل الأزمة السياسية في البلاد إنما يتطلب أول ما يتطلب أن تتخلى السلطة عن نهجها غير الديمقراطي وأن تستجيب للمطالب الشعبية بإطلاق الحريات العامة وإلغاء مرسوم قانون الصوت الواحد وحلّ المجلس والحكومة الحاليين وإجراء انتخابات نيابية على أسس ديمقراطية، وذلك في الوقت الذي نتمسك فيه بالمطلب الاستراتيجي المتمثّل في تحقيق الإصلاح الديمقراطي الشامل المؤدي إلى استكمال قيام النظام الديمقراطي البرلماني وذلك في إطار الدولة المدنية الحديثة التي تحترم كرامة الإنسان وحقوقه وحريته الشخصية وتتيح للمواطن المشاركة الفعالة في بناء وطنه وتقدمه على أسس من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص.الكويت في ٢٧ أبريل/نيسان ٢٠١٥

اخبار محلية

مارسيل

حلّق بنا ليلة الاثنين الماضي الفنان الكبير مارسيل خليفة، إلى سماوات الفن الراقي والمسؤول، والمرتبط بهموم الإنسان وقضايا الشعوب، وبالأخص الإنسان المهمش والمسحوق والمستغل، ومس أرواحنا بالوتر والنغمة والكلمة، وحرك الأمل في قلوبنا وشعرنا بتحرك الدماء في عروقنا.ظُهر الاثنين كان مارسيل قلقاً من عدم حضور جمهور كاف لأمسيته، بسبب اللغط الذي سببه نفر من المتشددين والمتخلفين، ولكنه فوجئ بأن الأعداد التي استطاعت الدخول، لم تجد لها كراسي للجلوس عليها، وظل كثير من الجمهور واقفاً أو جالساً في الممرات طوال ساعتين، بل إن الأعداد التي كانت تقف خارج المسرح أكثر من الأعداد التي تمكنت من الدخول، كانت أمسية كما عبر عنها أحد الأكاديميين أعادتنا إلى سنوات الألق الثقافي الكويتي.هذا الحضور الحاشد هو الرد على أصحاب الصوت العالي والتأثير القليل على رأي ومزاج الناس وميولهم واتجاهاتهم، كان مزاج الجمهور يعكس النفس التقدمي الوطني الديموقراطي لدى الكويتيين، باختلاف الأعمار نساء ورجالاً، ومن يريد التأكد أكثر فليعد إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فأحد الأشخاص على سبيل المثال كتب تغريدة يقول فيها:«الحضور الكبير بحفلة مارسيل خليفة يؤكد أن الكثيرين إما يساريي الانتماء أو يساريين بالفطرة».فإضافة إلى الزخم الشبابي الكبير، رأيت وجوها من الزمن الجميل، أكاديميين ورجال أعمال ومتقاعدين وغيرهم من الوجوه القديمة والمألوفة من الجنسين، وهذا يعني أننا لا يجب أن نتوقف عند قراءتنا للثقافة على السائد أو الموجود على السطح، فهناك ثقافة تقدمية وطنية متوارية ولكنها موجودة وحاضرة بقوة، تعكس اهتمام الكويتيين بالثقافة والفنون الراقية.فمعظم من حاورتهم من جيلي الستيني نساء ورجالاً، يتحدثون بسخط عن رعاية الحكومة لقوى الإسلام السياسي المتشدد، حتى أصبحوا يفرضون أجندتهم على الوزراء والمسؤولين، وبنفس الوقت كانوا منتشين بعودة الوعي الحضاري الراقي، حيث جمعهم مارسيل خليفة الفنان والمثقف، وأيقظ فيهم هذا الحس الدفين والمغمور في خضم التخلف الظاهر.وفي ظني أن الحكومة يجب أن تأخذ هذا المزاج وهذا النفس لدى أبناء وبنات الكويت بعين الاعتبار، عندما تفكر بالمنع أو الحجر تحت ضغط المتخلفين، الذين يريدون جرنا للماضي السحيق والمظلم، وطمس حقيقة الشعب الكويتي ووعيه وحسه الراقي.إن للفن الملتزم بالإنسان وقضاياه رسالة سامية، فقد كان يجلس بجانبي في الحفل الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد، ولسان حالنا يقول: هناك زهور تحت ركام الخرائب، وهناك أمل متجدد بأننا سنعود كما كنا وأفضل.بقلم: وليد الرجيب منقول عن جريدة الراي الكويتية تاريخ ٢٢ أبريل ٢٠١٥

اخبار محلية

اتحاد طلبة

تأسس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت سنة 1964، وقد سبق تأسيسه نشاط الروابط الطلابية في الخمسينيات في عدة دول، ما يعني أن العمل الطلابي سابق على الاستقلال، ويعد الاتحاد من أوائل المنظمات المدنية الفاعلة عربياً ودولياً. وما إن تأسست جامعة الكويت سنة 1966 انتقلت الهيئة التنفيذية للكويت.خلال دراستي في القاهرة وبريطانيا تشرفت برئاسة فرع القاهرة وفرع المملكة المتحدة وأيرلندا، كما كنت لفترة عضواً في المجلس الإداري والهيئة التنفيذية.طوال السنوات ظل الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، ومازال، عامل بناء مجتمعي مهم، وفي غياب الأحزاب السياسية، كان يمثل المحطة الرئيسة التي أسهمت في تدريب كوادر شبابية على مفاهيم وقيم العمل العام، والديمقراطية، وتداول السلطة، والتعددية، والحوار، وقبول الآخر، والعمل التطوعي دون مقابل.طوال هذه السنين، ورغم التغيرات في الظروف والقيادات والتوجهات، استمرت علاقة اتحاد الطلبة بالحكومة سلسة، خلافاً لكل الاتحادات الطلابية في المنطقة، التي إما أن تهيمن عليها الدولة أو تقمعها، أما الكويت فقد كانت "غير". فمع أن الاتحاد لم يكن مشهراً، وكان ناقداً للحكومة، إلا أن المؤتمر العام للاتحاد، وهو أعلى سلطة في الاتحاد، كان يفتتح تحت رعاية رئيس الوزراء، وتتبرع له الدولة مادياً ولوجستياً. وفي مصر وبريطانيا، حيث خدمت فرعي الاتحاد هناك، كانت الملحقية الثقافية تدفع إيجار المقر، ولم يكن الدعم مادياً فقط.جرت عدة محاولات لإشهار الاتحاد، كلها باءت بالفشل، وبالذات لأن الحكومة كانت تريد الإشهار تحت مظلة وزارة الشؤون، دون إدراك لخصوصية المؤسسة الطلابية، كونها كياناً متغير القيادات والقواعد، فصفة الطالب صفة مؤقتة تنتهي بالتخرج، بينما ترى القيادات الطلابية المتعاقبة أن يكون تحت مظلة وزارة التعليم العالي. وبعد جهود استمرت قرابة 4 سنوات، توصلت الأطراف الطلابية ووزارة التعليم العالي إلى صيغ مقبولة من جميع الأطراف.إلا أنه وبدون سابق إنذار فوجئنا بمشروع قانون نيابي آخر يجعل تبعية الاتحاد الطلابي لوزارة الشؤون، ويتعامل مع الاتحاد بنفس منطق الجمعيات التعاونية، ما يعيد العجلة إلى الوراء.لدى الوزارة الآن مسودة مشروع قانون تمت صياغته بعناية، وهو في طريقه إلى مزيد من التعديل عبر لجنة تضم الأطراف المعنية بما فيها اتحاد الطلبة. بينما المشروع المقترح من بعض النواب لا يحقق توافقاً من أي نوع، إذاً فالخيار واضح.المهم من كل هذا أن يؤدي القانون الجديد إلى دعم وتقوية دور اتحاد الطلبة، كمنظمة مجتمع مدني، مستقلة، ديمقراطية، حرة في إبداء رأيها بالقضايا العامة، ومساهمة في تنمية المجتمع، ومدافعة عن مصالح الطلبة جميعهم أياً كانت انتماءاتهم. ذلك هو الاتحاد الطلابي الذي نعرفه، وذلك هو الاتحاد الذي يفترض أن يكون.بقلم: أ.د. غانم النجارمنقول عن جريدة الجريدة تاريخ ٢٢ أبريل ٢٠١٥

تابعنا ببالغ الأسف الخطوة التي اتخذتها السلطة بنفي المواطن سعد العجمي عن وطنه الكويت بعد أن قامت بخطفه بصورة وحشية ومرعبة ، وتأتي هذه الخطوة غير المسبوقة بعد سلسلة من الاجراءات التي اتبعتها السلطة تجاه معارضيها تراوحت بين استخدام القوات الخاصة في تفريق التظاهرات والمسيرات بشكل عنيف، واحتجاز عدد كبير من المواطنين لمدد متفاوتة على ذمة التحقيق، مروراً بأسلوب الملاحقات السياسية بغطاء قانوني لعدد كبير من النواب والناشطين السياسيين والحقوقيين، حتى وصلت السلطة إلى نزع الجنسية من عدد من المواطنين الذين لهم آراء سياسية مختلفة معها، وبعد حادثة اختطاف سعد العجمي ونفيه عن وطنه تكون السلطة قد أضافت أسلوباً قمعياً جديداً يضاف لأساليبها سالفة الذكر لترهيب وترويع كل من يخالفها بالرأي باتباع أساليب قمعية؛ فهي فضلاً عن أنها غير دستورية لمخالفتها الصريحة للضمانات المكفولة للانسان قبل المواطن التي احتواها دستور ١٩٦٢ فإنها غير إنسانية أيضاً.إنّ القوى السياسية الموقعة على هذا البيان تعتبر أنّ استمرار السلطة في التصعيد ضد المعارضة بشكل غير مسبوق إنما يزيد الأزمة السياسية المحتدمة في البلاد منذ سنوات اشتعالاً ولا يعالجها، فالقمع والإضرار بمصالح الناس ونزع المواطنة والمحاربة في الأرزاق أساليب جربتها أنظمة كثيرة في العالم ولم ترجع عليها إلا بأسوأ النتائج وأخطرها، ولقد أثبتت الأحداث في العالم كله أنّ استقرار الدول والمجتمعات لا يتأتى إلا من خلال سيادة القانون وتطبيقه من دون تمييز على الجميع وإشاعة قيم العدالة والمساواة وإنزالها على الواقع المعاش.إننا نهيب بكل القوى السياسية والمدنية الحية وبالمنظمات العمالية والاتحادات الطلابية التكاتف في رفض هذه الأساليب القمعية غير المسبوقة التي يريد لها البعض أن تصبح نهجاً معتاداً، و أن يتلاحم الجميع للتعبير عن استنكاره لمثل هذه التوجهات الخطيرة التي تزعزع الأمن والأمان في البلاد من أجل أن تعود الكويت واحة ينعم الجميع فيها بالخير والأمن والطمأنينة، ونحن نعاهد أبناء الشعب الكويتي كافة في الاستمرار برفض هذه الأساليب القمعية غير القانونية بشتى طرق الاعتراض السلمي، منطلقين من دستور عام ١٩٦٢ والذي من المفترض أن يوفر هامشاً من الحرية، كما نعلن أننا سنلجأ إلى المنظمات الدولية والرأي العام العالمي لفضح هذه الأساليب البوليسية والقرارات الجائرة التي تقوم بها السلطة في الكويت.الكويت : الخميس الموافق 2015/4/23حزب المحافظين المدنيحزب الأمةحركة العمل الشعبيالتيار التقدمي الكويتيمظلة العمل الكويتيالحركة الديمقراطية المدنية

باستياء بالغ تابعنا في التيار التقدمي الكويتي الإجراء الجائر، الذي قامت به وزارة الداخلية بنفي المواطن سعد العجمي عن بلده الكويت، بعد أن جرى إفقاده جنسيته الكويتية ضمن القرارات الانتقامية الانتقائية التي اتخذتها السلطة في السنة الماضية بإسقاط الجنسية الكويتية وسحبها أو فَقْدها من عدد من المواطنين على خلفية مواقفهم السياسية وبسبب معارضتهم لنهج السلطة.إنّ هذا الإجراء التعسفي لا يتعارض فقط مع مبادئ حقوق الإنسان وما قرره الدستور، وإنما هو إجراء استباقي يراد من ورائه حرمان المواطن سعد العجمي من شرط الإقامة في الكويت لمدة سنة الذي تنص المادة 11 من قانون الجنسية عليها لطلب استرداد جنسية الكويتية التي فَقَدَها.ونحن في التيار التقدمي الكويتي إذ نستنكر هذا الإجراء الجائر، فإننا نؤكد على حقّ المواطن سعد العجمي في العودة إلى وطنه الكويت، وندعو إلى توجيه الجهود الشعبية ونشاط القوى السياسية نحو دفع السلطة إلى إلغاء القرارات الجائرة بإسقاط الجنسية أو سحبها أو فَقْدها من عدد من المواطنين، وذلك بالتزامن مع ضرورة التراجع عن نهج التضييق على الحريات العامة وملاحقة عناصر المعارضة، والإسراع في إطلاق سراح المحكومين المعتقلين في قضايا الرأي والقضايا السياسية.وفي هذا السياق نجدد تأكيدنا بأنّ حل الأزمة السياسية في البلاد إنما يتطلب أول ما يتطلب أن تتخلى السلطة عن نهجها غير الديمقراطي وأن تستجيب للمطالب الشعبية بإطلاق الحريات العامة وإلغاء مرسوم قانون الصوت الواحد وحلّ المجلس والحكومة الحاليين وإجراء انتخابات نيابية على أسس ديمقراطية، وذلك في الوقت الذي نتمسك فيه بالمطلب الاستراتيجي المتمثّل في تحقيق الإصلاح الديمقراطي الشامل المؤدي إلى استكمال قيام النظام الديمقراطي البرلماني وذلك في إطار الدولة المدنية الحديثة التي تحترم كرامة الإنسان وحقوقه وحريته الشخصية وتتيح للمواطن المشاركة الفعالة في بناء وطنه وتقدمه على أسس من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص بعيداً عن التقسيمات الطائفية والقبلية والمناطقية والعائلية. الكويت في 22 أبريل "نيسان" 2015

اخبار محلية

خطاب الكراهية تدمير للذات

أراقب ما جرى وما يجري في العالم، من قتل، وسفك دماء، فيدفعني التفكير إلى أنه يبدو أن ما يصنع المجتمعات والحضارات هي الكراهية. حجم الكراهية وقوتها وقدرتها على تحريك الأشياء هي أقوى بكثير من أي مشاعر أخرى. وبقدر ما نجد الناس وهم يكررون أحاديثهم المرسلة عن دينهم وعاداتهم وقيمهم وتقاليدهم التي تجمع ولا تفرق، نجدهم حين الملمات، واشتعال الأزمات ينقلبون وحوشاً كاسرة، لا رحمة فيها ولا في أنيابها، أما إذا لم يكن لهم أنياب مغموسة بالدم، فهم يفرحون بدم الأعداء، ويحرِّضون على سفكه، ويسعون إلى سيلانه على الأرض، يفرحون بالموت، والتمثيل بأجساد الأعداء. دعاة التسامح لا يخلدهم التاريخ إلا فيما ندر، ومع حضور عدد منهم في التاريخ الحديث على شاكلة غاندي أو مارتن لوثر كنغ أو نيلسون مانديلا، إلا أن ذكرهم بين البشر يأتي من باب تطهير الذات من إثم الكراهية، لا في سبيل تحقيق التسامح وقبول الآخر. فلننظر حولنا كيف تدار المعارك، والحروب، والتي يحركها ساسة لا دين لهم، دينهم المصلحة والهيمنة والنفوذ، وبدون مقدمات، ولا سابق إنذار يبدأ الناس في الاصطفاف، مذهبياً، وإثنياً، وعرقياً، وعنصرياً، وحتى لغوياً، ويخرج خزين الكراهية الذي يستند إلى التاريخ القديم، وفجأة ينسى الناس حتى تجاربهم المشرقة والطيبة مع "الآخر"، ويتحول هذا الآخر إلى عدو لابد من القضاء عليه، نكرهه حتى يوم الدين، وتصبح السياسة عملية صراع بين كاره وكاره، وينزوي المنطق الصراعي الطبيعي، إلى سلسلة من الصراعات الغبية الوهمية التي يستعاض عنها بدلاً من المنطق بالغباء المطلق. يقتل الناس أنفسهم بالكراهية، بكراهية الجار والصديق، وتتحول الحياة اليومية إلى حلبة كراهية لا نهائية، ويصبح حزب الكراهية هو المتسيّد، ويصبح الكارهون هم القادة، وينزوي أصحاب الفكر المتوازن.وربما لذلك يجتمع اليوم نفر منا على المستوى العربي، بدعم من الأمم المتحدة، للبحث في كيفية التصدي لخطاب الكراهية، الذي صار مدخلاً لكل الشرور، ولا حول ولا قوة إلا بالله.بقلم: أ.د. غانم النجارمنقول عن جريدة الجريدة ٢٠ ابريل ٢٠١٥

اخبار محلية

الإصلاح يحتاج الشجعان

ظهرت على الساحة الكويتية مجدداً، قضايا تتعلق بتأثير القوى الإسلامية أو أعضاء بمجلس الأمة على القرارات الحكومية، مثل منع حفل غنائي ومنع قائمة من الروايات، من بينها رواية رجل محافظ ومتدين عقلاني هو الكاتب والناقد الكبير الدكتور سليمان الشطي، ومنها منع دخول الفنان العربي الكبير مارسيل خليفة ثم السماح مرة أخرى بدخوله، وهذا سبب له شعور بالإهانة، لأنه عادة يُستقبل في الدول العربية وغير العربية وآخرها قطر استقبالاً حافلاً، وهو الذي كرس فنه لقضية الشعب الفلسطيني ولقضايا الأمة العربية.وعندما عين الدكتور بدر العيسى وزيراً للتربية ووزيراً للتعليم العالي، وهو المعروف بجديته الأكاديمية ونزاهته ونظافة يده، بدأ مشروعاً جاداً لإصلاح العملية التعليمية، تبدأ بإيقاف الشهادات المضروبة في دراسة الحقوق وكذلك الشريعة، التي نعلم جميعاً أن بعض الخريجين من مصر والأردن، يذهبون مرة كل كذا شهر لتقديم الامتحان ونيل الشهادة، بل بعضهم يحصل على الإجابات مسبقاً، وهذا ينطبق حتى على الدراسات العليا، فبعض من يحمل شهادة الدكتوراه من بريطانيا وباكستان وغيرهما، لا يعرف جملتين باللغة الإنكليزية.ومن ضمن خطط الوزير تنقية مناهج المواد الإسلامية واللغة العربية، من التفسيرات المتطرفة والتي تولد كوارث الإرهاب التي نعاني منها اليوم، والغلو في مجتمعنا المنفتح بعد وصول بعض الغلاة إلى عضوية مجلس الأمة، وفرضهم لقوانين تتنافى مع الدستور وحتى مع المنطق، مثل قانون منع الاختلاط في الجامعة، وفرض ما يسمى بلجنة الظواهر السلبية، التي تقيد الحريات الشخصية، ومحاولة فرض قوانين لأسلمة جميع التشريعات، وهو ما يحول دولة الكويت من مدنية إلى دينية.وهذا ينطبق على استشراء القبلية والطائفية بين الطلبة والقوائم الانتخابية للاتحادات الطلابية، وإعلاناتها التي تعلن بكل وضوح وصراحة عن انتماءاتها، هذا ناهيك عن الوساطات القبلية والطائفية والإسلامية السياسية، لتعيين أكاديميين في الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي.والغريب أن الوزراء يخشون من هؤلاء وهؤلاء، وينفذون أوامرهم خوفاً من الاستجواب، بينما لا يهدد النواب المستنيرين مثلاً الوزراء بالاستجواب عند منعهم لكتب أو حفل فني أو دخول شخصية فنية أو ثقافية، لكننا لم نسمع أي احتجاج من الإسلاميين على دخول كيم كاردشيان، التي أثارت لغطاً في العالم حول أسباب شهرتها.يجب أن يضم مجلس الوزراء عناصر إصلاحية شجاعة، ورجال دولة يضعون بعين الاعتبار مصلحة الوطن وتقدمه وليس مصلحة جماعات متشددة، لا يجب على أي وزير قبول ضغط نواب إسلاميين أو طائفيين أو قبليين، فالوطن يتسع للكفاءات من جميع مكونات المجتمع، كما أن الإصلاح يبدأ بالعملية التعليمية، وتطبيق مبادئ الدستور وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.بقلم وليد الرجيب منقول عن جريدة الراي الكويتية تاريخ ١٨ ابريل ٢٠١٥

اخبار محلية

القبيلة ووحل السياسة

في الدولة الحديثة يلجأ الأفراد إلى القانون ومؤسسات الدولة لحمايتهم وحفظ حقوقهم، لذا ينحصر دور القبيلة هنا في عملية التكافل الاجتماعي الاختياري بين أبنائها، إذ إنه لا دور سياسيا لها، بل إن دخولها وحل السياسة و"وتكتيكاتها" وما يتطلبه ذلك من مناورات، وصفقات، وتنازلات، وتحالفات لا يؤثر على تماسك القبيلة داخلياً فحسب، بل يُهدد وحدة النسيج الوطني أيضا. القبيلة، كما سبق أن ذكرنا غير مرّة، كيان اجتماعي مُحترم يقوم على أساس العرق ورابطة الدم، فهي ليست تنظيماً سياسياً مفتوحاً لأي شخص يوافق على خطه الفكري وبرنامجه السياسي بصرف النظر عن أصله ونسبه مع احتفاظه بحق الخروج من التنظيم متى ما شاء، إذ إن الإنسان ذا الأصول القبلية يظل يحمل اسم قبيلته وينتسب إليها إلى الأبد باعتبارها جذوره وعائلته الكبيرة.وفي الوضع القبلي-العشائري هناك تابعون ورعايا لأمير القبيلة أو العشيرة، أما في الدولة الدستورية الحديثة فتندمج القبائل والطوائف والعوائل في مكون وطني واحد، حيث تكون المواطنة الدستورية المتساوية هي الأساس هنا، فيصبح الجميع مواطنين دستوريين أحرارا متساوين أمام القانون في الحقوق والواجبات، وبالتالي، ليس لأي أحد وصاية على أحد آخر إلا بما يمنحه القانون من سلطة؛ لهذا نرى أن أفراد قبيلة واحدة أو حتى عائلة واحدة ينتمون إلى أحزاب، أو جمعيات مهنية، أو نقابات، أو منظمات مجتمع مدني مختلفة، وقد تكون متنافسة أيضا. في الدولة الحديثة يلجأ الأفراد إلى القانون ومؤسسات الدولة لحمايتهم وحفظ حقوقهم، لذا ينحصر دور القبيلة هنا في عملية التكافل الاجتماعي الاختياري بين أبنائها، إذ إنه لا دور سياسيا لها، بل إن دخولها وحل السياسة و"وتكتيكاتها" وما يتطلبه ذلك من مناورات، وصفقات، وتنازلات، وتحالفات تُحتمها القناعات الفكرية والسياسية، والمصالح المختلفة لكل طرف من الأطراف السياسية لا يؤثر على تماسك القبيلة داخلياً فحسب، بل يُهدد وحدة النسيج الوطني أيضا.إذاً القبيلة كيان اجتماعي وتشكيل سابق للدولة الحديثة، واستخدامها بالصراع السياسي سواء من السُلطة كما حدث غير مرّة، أو أي طرف آخر كما يحدث هذه الأيام من البعض لأهداف سياسية لا تخطئها العين، يُمثّل رجوعا لما قبل الدولة الحديثة، ويُسيء إلى القبيلة ذاتها، ويُساهم في زيادة تفتيت النسيج الاجتماعي الوطني الذي يعاني أصلا مشاكل كثيرة خلقتها السياسات السيئة للحكومات المتعاقبة.صحيح أن هناك تراجعاً تنموياً وديمقراطياً، وعدم عدالة اجتماعية، وتهميشاً سياسياً للمواطنين ذوي الأصول القبلية، وتعسفاً وانتقائية في تطبيق القانون، وبطئاً في عملية التغيير الديمقراطي، وصحيح أيضا أن هناك ظروفا موضوعية أخرى بعضها ناتج عن فشل الدولة في القيام بوظائفها الأساسية، وبعضها الآخر ناتج عن العمل الدؤوب لقوى الفساد والإفساد المعادية للدستور والتقدم الديمقراطي، والتي تحاول تفتيت مجتمعنا فئويا وطائفيا، وعزل مكوناته عن بعضها حتى لا تتوحد للمطالبة في قضاياها المشتركة، وهي جميعها ظروف تدفع البعض لليأس من عملية الإصلاح السياسي والديمقراطي، وتجذبهم بقوة للعودة إلى مضارب القبيلة تحت ضغط الحاجة إلى الانتماء، وحماية الحقوق، وهو الأمر الذي يستغله تجار السياسة، فيصورونه وكأنه هو الحل السحري للمشاكل المعيشية، إلا أن الأصح أن التكتل القبلي أو الفئوي لا يحل مشاكل الحياة العصرية، بل يُورط القبيلة في وحل السياسة وألاعيبها، ويزيد الوضع سوءاً، ويُعطّل تحقيق مطالب الإصلاح السياسي والديمقراطي لبناء دولة مدنيّة ديمقراطية عادلة تتعايش فيها جميع المكونات الاجتماعية والسياسية.بقلم د. بدر الديحاني منقول عن جريدة الجريدة بتاريخ 15 أبريل 2015

اخبار محلية

تكميم العمل الطلابي

الشباب هم اللبنة الأساسية لبناء مجتمع مدني متقدم يتطلع للمزيد من الحريات والديمقراطية.ففي أواخر العام الماضي علت النغمة النشاز للاقتراح بقانون لتنظيم الاتحادات الطلابية، وهذه النغمة النشاز تعد الآن نغمة متناغمة تماماً مع نهج استمرار سلسلة الهجمات المُقيدة للحريات في الكويت، التي كنا نتفاخر بها كمنبرٍ للحريات، وللأسف لم تُعد كذلك.فها هي الحركة الطلابية تتعرَّض لواحدة من هذه الهجمات الشرسة على الحريات، فقد قام بعض أعضاء مجلس الصوت الواحد بتقديم اقتراح بقانون، ظاهره تنظيم العمل الطلابي، وباطنه تصفيته.. هذا القانون يُهمّش الحركة الطلابية، ويتجاهل دور القوى الطلابية على مدى التاريخ في المشاركة والتأثير في الشأن العام، كالتصدي لتزوير انتخابات مجلس الأمة في عام 1967، وللانقلابين على الدستور في عاميّ 1976 و1986، والمطالبة بحقوق المرأة، والمشاركة بفاعلية في حملة «نبيها خمس»، وغيرها من القضايا السياسية والاجتماعية.إن هذا الاقتراح بقانون المعيب، فيه من التناقضات ما يُبصره نظر الأعمى!فقد كشف أعضاء ملتقى الشباب الديمقراطي ما يعري هذا الاقتراح بقانون من مواده مباشرة، ويفضح هدفه، ومن النقاط الكارثية في هذا الاقتراح بقانون:1 – يقصي الاقتراح بقانون معظم الطلاب والطالبات من ممارسة حقهم في العمل النقابي الطلابي، وذلك عن طريق وضع شرط يمنع الطلبة دون الـ 21 عاماً من الترشح لعضوية الاتحاد. 2 – تناقض الاقتراح بقانون بين المادة المتعلقة بشرط السن 21 للترشح لعضوية مجلس الاتحاد والمادة التي تحدد مدة مجلس إدارة الاتحاد بـ 3 سنوات، فعن طريق هاتين المادتين، فإن غالبية أعضاء المجلس لن يستطيعوا إكمال دورة كاملة من عمر مجلس الاتحاد، بسبب تخرجهم، وبالتالي ستكون هناك انتخابات تكميلية سنوية. 3 – تشتيت العمل الجماعي، وتكريس العمل الفردي، البعيد عن الديمقراطية، وذلك عن طريق المادة المتعلقة بصوت واحد لكل ناخب لمرشح واحد، بدل التصويت لقوائم انتخابية، أي إلغاء القوائم الطلابية تماماً. 4 – نسف العمل المهم الذي تقوم به الجمعيات والروابط، والذي تنسفه المادة المتعلقة بحظر عمل الجمعيات والروابط في الكليات. 5 – قمع حرية الرأي وعزل القوى الطلابية عن المشاركة في الشأن العام، عن طريق المادة المتعلقة بحظر التفاعل مع الشأن السياسي.ومع ذلك، نجد أن الحسنة الوحيدة لهذا القانون، هي توحيد صفوف القوى الطلابية من اتحادات وقوائم ومجاميع شبابية للتصدي لهذا الاقتراح بقانون ووأده، فلم تكتفِ القوى الطلابية بكتابة بيان، بل أعدَّت خطة كاملة وحملات إعلامية وتحركات، منها إقامة ندوات في جامعة الكويت وجامعة الخليج و«التطبيقي»، حتى يُنسف هذا الاقتراح بقانون المسخ.. فهذا هو الطريق الوحيد للتصدي لنهج تقييد الحرياتبقلم أسامة العبدالرحيممنقول عن جريدة الطليعة تاريخ ٨ / أبريل / ٢٠١٥

بمناسبة الجلسة المقررة صباح غد الاثنين ١٣ أبريل ٢٠١٥ لمحكمة التمييز للنظر في قضية سجن أمين عام حركة العمل الشعبي النائب السابق مسلم البراك، يعبّر التيار التقدمي الكويتي عن تضامنه الكامل معه وكذلك مع بقية المعتقلين والمحكومين في قضايا الرأي والقضايا السياسية.ويكرر التيار التقدمي الكويتي دعوته بضرورة وقف نهج الملاحقات تحت غطاء القانون للمعارضين السياسيين لنهج السلطة، ويطالب بإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين في قضايا الرأي والقضايا السياسية، وبإصدار قانون للعفو العام الشامل غير المشروط عن هذه القضايا. الكويت في ١٢ أبريل ٢٠١٥

كتبت حنين أحمدأقامت الجامعة الأميركية في الكويت محاضرة بعنوان «الأزمة الاقتصادية العالمية: نظرة ماركسية»، حاضر فيها مرزوق النصف. وتأتي المحاضرة، ضمن نشاطات أسبوع التمويل الذي تقيمه الجامعة.وتناول النصف في محاضرته عدة محاور، أبرزها بداية الأزمة وتفسيراتها، والأزمة في اليونان، ومحاولات علاجها والبدائل المطروحة.في البداية، توقف النصف عند بداية الأزمة، حيث أشار إلى أن الإرهاصات الأولى للأزمة بدأت في الولايات المتحدة الأميركية عام 2007، بعد توقف ارتفاع أسعار المنازل، مؤكداً أنه في الفترة الممتدة ما بين عام 1996-2006 ارتفعت الأسعار نحو 85 في المائة، بمعدل نمو سنوي مركب بنحو 6.3 في المائة، مقارنة بالسنوات العشر السابقة، البالغ نموها السنوي المركب نحو 2.2 في المائة.وذكر أن الأزمة تفجَّرت مع إشهار إفلاس بنك ليمان بروذرز الأميركي صباح 15 سبتمبر 2008، موضحاً أنه تبعاً لذلك، أعلنت الحكومة الأميركية في 3 أكتوبر 2008 حزمة إنقاذ بنحو 700 مليار دولار، أي نحو 5 في المائة من حجم الاقتصاد في الربع الثاني من عام 2008، و24 في المائة من ميزانية الحكومة لعام 2008.وبيَّن أن الانهيار القوي لأسعار المنازل بدأ بحلول الربع الأول من عام 2009 بنحو 56 في المائة.تفسيرات الأزمةوتطرَّق النصف في الشق الثاني من المحاضرة إلى بعض التفسيرات المتعلقة بأسباب الأزمة، ومنها التفسير الأخلاقي، المتمثل بتسيُّد الجشع، والتفسير الفني الذي يتحمَّل مسؤوليته البنك المركزي (الفيدرالي) الأميركي، حين أخطأ في خفض معدل الفائدة وعدم ضبط تجارة المشتقات.أما التفسير السياسي، فيتمثل بأخطاء تشريعية في تخفيف الضوابط عن القطاع المالي، في حين أن التفسير المحافظ يكمن في خطأ الحكومة في التدخل لتشجيع الإقراض للفقراء.بعض التفسيرات الماركسيةهذا، وكان للماركسية وجهة نظر أخرى في تفسير الأسباب، حيث رأت أن السبب يعود إلى طبيعة رأس المال المالي- الاحتكاري العالمي، وأزمة النيوليبرالية، واحتدام المنافسة وأزمة النظام الاجتماعي للتراكم وأزمة القطاع المالي، فضلاً عن ميل معدل الربح نحو الانخفاض.وكشف النصف أن الليبرالية تعني رفع القيود عن الاقتصاد.. أما «النيو»، فهي الشكل الجديد لليبرالية، بعد السبعينات، وتتمثل برفع الضوابط عن الأسواق والخصخصة وتقليل دور الدولة في الاقتصاد وتخصيص الخدمات المقدَّمة للناس.وفند السبب الذي يحمل رأس المال المالي- الاحتكاري العالمي المسؤولية، على اعتبار أن الرأسمالية بدأت تحولها الجدي نحو الطور الاحتكاري في أواخر القرن التاسع عشر، خصوصاً أن النزعة الطبيعية للرأسمالية الاحتكارية هي نحو الركود والأزمة لا النمو، بسبب عدم كفاية الطلب الاستهلاكي في مواجهة العرض.وأوضح أن الرأسمالية الاحتكارية تحتاج إلى محفزات دائمة وكبيرة، كي لا تدخل في أزمات، مشدداً على أن الرأسمالية الاحتكارية دخلت أزمة جدية في السبعينات.ولفت إلى أن إحكام المنافسة داخل الرأسمالية، السبب في هذه الأزمات، مبيناً أن أزمة القطاع المالي متعلقة به بالدرجة الأولى، لافتا إلى أن معدل الربح في الرأسمالية ينخفض كلما تطورت الرأسمالية، وأن التفسيرات الماركسية للأزمة أكثر غنى.حل الأزمةوأشار النصف إلى أن حل الأزمة كان بتنشيط القطاع المالي لتحفيز طلب استهلاكي وهمي للتغطية على الأزمة، أي أن الرأسمالية تنتج الكثير من السلع، وفي المقابل تريد تخفيض الأجور، ما يؤدي إلى عدم قدرة الفرد على شراء السلع المنتجة والرأسمالي يزيد الإنتاج ويخفض الأجور، من دون التفكير بمسألة كيفية بيع هذه السلع.وشدد على أنه لتنشيط الاقتصاد، يجب أن نخلق محفزات، كالحروب مثلاً، كون أن الانتعاش يولد من الدمار، فاختراع السيارات نهاية القرن الـ19 وانتشارها أوائل القرن الـ20 هو الذي سمح بإقامة الطرق في أميركا.شكل الأزمة عملياوفي ما يتعلق بشكل الأزمة عملياً، فقد وجد أنه الأزمة تتمثل بالمعركة الطبقية للحركة اليسارية في الدول الرأسمالية الكبرى من عام 1968 إلى 1984ونجاح رأس المال في كبح ارتفاع الأجور وتضخم الدين الاستهلاكي للطبقة العاملة الأميركية وتراكم الفوائض عند رأس المال الاحتكاري، فضلاً عن عدم وجود قناة مجزية سوى المضاربات المالية.الأزمة في اليونانوتطرَّق النصف إلى الأزمة الاقتصادية في اليونان، حيث أوضح أنها بدأت تتفاقم بحلول عام 2010 في القطاع المصرفي، وفي 2 مايو 2010 قدمت الترويكا أول حزمة إنقاذ لليونان بقيمة 110 مليارات يورو، تضاعف لاحقاً إلى 240 مليار يورو، أي نحو 124 في المائة من حجم الاقتصاد اليوناني عام 2012، وهي أكبر حزمة إنقاذ يقدمها صندوق النقد الدولي تاريخياً، إلا أن حزمة الإنقاذ جاءت بشرط تطبيق برنامج للتقشف.التمرد على الأزمةوقد تولد عن أزمة اليونان نجاح أول حزب معارض لبرنامج التقشف – ويساري في الانتخابات اليونانية في 25 يناير 2015 ومحاولة حزب سيريزا الحاكم عكس برنامج التقشف لإنهاء «الأزمة الإنسانية» في اليونان وذكر أن المفاوضات لا تزال مستمرة بين الحكومة اليونانية المعارضة لبرنامج التقشف ودول منطقة اليورو، بزعامة ألمانيا والمؤسسات صاحبة حزمة الإنقاذ، مؤكداً أن الحالة اليونانية قد تمثل اختباراً لمعارضي التقشف في العالم.طرح البدائلوبالنسبة لمحاولات علاج الأزمة، فقد كان هناك تنافس بين مدرستين أساسيتين:الكينزية، وتكمن في التحفيز المالي والنقدي والنيوليبرالية والتقشف، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لجأت إلى مزيج من التأميم، والتحفيز المالي والنقدي، والتقشف النيوليبرالي، بينما منطقة اليورو لجأت للتقشف النيوليبرالي.وتطرَّق النصف في ختام محاضرته إلى البدائل لحل الأزمة، وهي رفض التقشف، لأنه غير عادل وغير مجدٍ اقتصادياً، ورفض إنقاذ المؤسسات الخاصة الخاسرة، إلا عبر التأميم واعتبار المؤسسات المؤممة مكسباً مستحقاً لا مؤقتاً وتطوير القطاع العام، ليتمكن من إعادة بناء الاقتصاد.

الأزمة مستمرة

اعتبر مرزوق النصف، رداً على سؤال لـ«الطليعة» حول توقعاته للاقتصاد العالمي، أنه من الصعب التوقع، لكن ما يبدو واضحاً أن الأزمة مستمرة على الأقل بمنطقة اليورو منذ عام 2008 وحتى اليوم، أي نحو 7سنوات.وأكد أنه على الأرجح أن الأزمات لن تختفي في المستقبل المنظور، خصوصاً في غياب تغيير هيكلي في النظم الاقتصادية، معتبراً أن اليونان هي الحالة الأصعب، لكنها ضمن سياق دول منطقة اليورو المأزومة اقتصادياً، مثل: إسبانيا وإيطاليا ودول أخرى بدرجات مختلفة.منقول عن جريدة الطليعة تاريخ 8 أبريل 2015

اخبار محلية

أوباما من يخدع ؟

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما لصحيفة «نيويورك تايمز»، حول تهديده المبطن لدول الخليج قبل أن يلتقي قادتها في كامب ديفيد، تساؤلات عدة من قراء ومحللين ومتابعين، فقد اعتبر أوباما أن الخطر الحقيقي على دول الخليج ليس التعرض لهجوم من إيران، وإنما السخط داخل بلادهم بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم.فالبعض رأى في هذا التصريح صحوة وجرأة أميريكية، ودعوة لتحقيق الحرية والديموقراطية في دول الخليج العربي، بينما رآه البعض الآخر تمويها وصرف نظر عن الاتفاق النووي مع إيران، بل حلله البعض بأن الولايات المتحدة سترفع يدها عن الدعم العسكري للمنطقة وشعوبها.ونحن نرى أن في هذا التصريح تسويقاً إعلامياً، للشعب الأميركي وللشعوب الغربية، فالولايات المتحدة لا يهمها قضايا الشباب والبطالة، وهي من تقود السياسة الاقتصادية النيوليبرالية التي تؤدي للفقر والبطالة حتى في مجتمعها ذاته، ولا تهمها الديموقراطية فهي تفضل شعوبنا مقموعة وجاهلة، ولا تفضلها تطالب بالإصلاح وبعدم تبعية بلداننا سياسياً واقتصادياً للامبريالية الأميركية، التي أصبحت وسياساتها مكروهة في العالم.كما أن حديثه عن ضرورة تعزيز الحياة السياسية حتى يشعر الشبان السنة أن لديهم خياراً غير «داعش»، وكأنه يجهل أن أهل الأرض جميعاً وبالأخص الشعوب العربية، تعرف أن «داعش» و«القاعدة» وجميع الجماعات الإسلامية الإرهابية، هي من صنع أميركا وتربيتها ودعمها بمعاونة ربيبتها إسرائيل، وإلا لماذا غضبت عندما قامت ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الأخوان المسلمين؟ واعتبرت الثورة انقلاباً على الشرعية، بل وحجبت المساعدات المقررة لمصر بسبب استبعادها لأهم حلفائها، ولماذا ما زالت «داعش» تتوسع وتمارس الوحشية رغم قصف التحالف الدولي؟وأوباما ليس الرئيس الأميركي الوحيد الذي تحدث عن الحرية والديموقراطية في بلداننا، فحتى عندما تم غزو العراق كانت الحجة هي إرساء الحرية والديموقراطية، ولكن ما حدث هو العكس تماماً، فقد صنع هذا الغزو كوارث على الشعب العراقي، وما زالت أميركا تسعى في مشروعها لتفتيت العراق إلى ثلاث دويلات.فالولايات المتحدة تحركها مصالحها فقط، وتحركها ثرواتنا الهائلة وإبقاء شعوبنا مقموعة ولا تتدخل بالسياسة، كما أنها تعتاش على الحروب والقتل والدمار، حتى تنتعش مصانع السلاح في محاولة لإنقاذ النظام الرأسمالي من الزوال، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها منذ 2008.فعندما يتعهد أي رئيس أميركي بالدفاع عن المملكة العربية السعودية ودول الخليج، فهو لا يفعل ذلك حباً في هذه الدول ولا من منطلق أخلاقي أو إنساني، بل من أجل الدفاع والحفاظ على الثروة النفطية وتدفقها لتحريك الآلة الاقتصادية الأميركية الغربية.الأمر لا يحتاج إلى ذكاء وتحليلات سياسية معمقة لهذا التصريح، فهو لن ينطلي إلا على السذج والبسطاء، بينما كل ما تفعله أميركا على أرض الواقع، بما فيه الدفاع المستميت عن الصهاينة وعدوانهم الوحشي والتوسعي، يدل على عكس هذا التصريح... الساذجبقلم الكاتب وليد الرجيب منقول عن جربدة الراي تاريخ 8 أبريل 2015

اخبار محلية

صراع و الشارع زحام

قد يتوهم العديد من مدعي الإلمام والنشاط السياسي فهمهم أسباب ودوافع وأهداف كل ما يحدث من حولنا، كما يؤمنون إيمان كامل بكمال تحليلاتهم السياسية للأحداث سواء كانت محلية أو دولية.

إلا أن غالبية تلك الآراء والتحليلات ووجهات النظر لا علاقة لها لا من قريب أو من بعيد بالأسباب والمحركات الحقيقية لكل ما يجري على الساحة السياسية بشكل خاص والحياة بشكل عام، ذلك لأنهم قد أغفلوا العنصر الأساسي لتحليل كل العلوم الاجتماعية.. الإنسان.

فلكل إنسان دوافع ورغبات وأهداف وطموحات وحاجات، كما له ذاك التفاوت بين الرغبة بالسلطة أو حاجة الخضوع والخنوع.

تلك التي أحدثت وتحدث وستحدث (الصراع) بين جميع البشر، فالإنسان في صراع دائم ومستمر مع بيئته ومن عليها، تلك الصراعات بديهية النشوء والتي تعود أسبابها لاختلاف وتضارب وتداخل أهداف ورغبات وطموحات وحاجات البشر.

وحتى نبسّط المسألة وننجح في إيصالها بشكل واضح، فلننظر لكل ما يجري في بيئتنا الضيقة ولمن حولنا، سنجد أن هناك صراع داخل الأسرة الواحدة لفرض الرأي وفرض الإرادة سواء بين الزوج وزوجته أو بين الأبناء والآباء أو كسعي الأبناء للحصول على القدر الأكبر من ود الوالدين أو للحصول على التميز.. إلخ.

وفي المدرسة ستجد من يحاول أن يستقطب الأضواء، ومن يحاول أن يفرض الرأي وينجح في فرض إرادته بالقوة، ومن يحاول أن يتمز في التحصيل، ومن يحاول أن يتقرب من المدرسين والإدارة ، ومن يحاول أن يخالف القوانين ويواجهها... إلخ.

وفي الدوانية وبين الأصدقاء ستجد أيضا ذاك الصراع، فذاك يرغب في فرض الرأي، وهذا يرغب في الاستحواذ على القرار ، وهؤلاء استطاعوا تكوين تكتل خفي للضغط ، وغيرهم يحارب للحصول على قدرة التأثير بالتوجهات... إلخ.

وفي العمل ستشعر بذاك الصراع بشكل واضح من خلال منافسة الزملاء للحصول على الترقيات والمناصب ، فتجد ذاك يتقرب للمدير ويداهنه ، وذاك ينشب الخلافات بين الموظفين ويغذيها ، وذاك يشوه صورة المنافسين ويعتمها ،،

والصراع ها هنا لا نعني به ذاك الصراع الجسدي أو اللفظي فقط ، فقد يكون الصراع ذهني حسي عقلي ،، إلخ ، كما أن وجود مثلك تلك الصراعات لا يعني وجود خلل ما بذاك الإنسان أو تلك الأسرة ، بل هو ما أوجدته الطبيعة البشرية ويرفض الأغلب الاقرار به والافصاح عنه علانية ،،، إلا أنه موجود لدينا جميعا لا شك في ذلك.

فإن كانت تلك الصراعات ملازمة لكل مواقع حياتنا البسيطة وبهذا الشكل ،،، كيف لها ألا تتواجد في مستويات الصراع الأعلى ؟

أفلا يعقل أن تتواجد بين أعضاء الحزب والتيار الواحد ؟ أليس من البديهي أن تتواجد بين صفوف المعارضين والحراك ؟ أوليس من المبهم أن نجدها بين أفراد السلطة وطامحيها ؟

سنجدها بكل تأكيد ،، فكلما ارتفع مستوى الطموح والهدف والغاية والنطاق كلما ارتفعت حدة ذلك الصراع

وللتوضيح أكثر ،، وجود الصراع لا يعني رغبة المتصارعين وطموحاتهم جميعا في السلطة ،،، فهناك من يرغب في القيادة ، وذاك من يرغب في المكانة ، وهؤلاء يطمحون للتأثير ، ومن يرغب في المال ، أو النفوذ ، أو الأضواء ، أو إثبات الوجود،أو بدافع الغيرة ، أو الحسد ، أو الحقد ،،،إلخ

أخيرا وليس آخراً وجود تلك الصراعات مرتبط بطبيعة النفس البشرية ووجود الإنسان ، الذي قد يتعاون في مرحلة ما مع إنسان آخر او جماعات إنسانية أخرى تلتقي أهدافهم وغاياتهم ورغباتهم لمواجهة جماعات أخرى في حالة صراعية أكبر ، وتنتهي حالة التعاون تلك لتعود لطبيعتها الصراعية متى ما تعارضت وتقاطعت تلك الأهداف والغايات والرغبات والطموحات.

متى ما أقررنا بوجود تلك الصراعات وتم أعتمادها في أجهزتنا التحليلية ،، سنستطيع فهم واستيعاب كل ما يجري من حولنا سواء في صفوف الحراك والمعارضة أو على الضفة الأخرى من الوطن.

يقول علماء السياسة لتوصيف تلك الحالة بأنه عندما خلق أول انسان ظهر السلام ، وعندما خلق الانسان الثاني ظهر الصراع ، وعندما خلق الانسان الثالث ظهرت التحالفات.

بقلم عضو التيار التقدمي الكويتي بدر علي البليّس

منقول عن جريدة سبر تاريخ 8 أبريل 2015

خلال الأسبوعين الماضيين شهدت منطقتنا وشهدت بلادنا تطورات متسارعة نجمت ويمكن أن تنجم عنها تداعيات خطيرة تستدعي التنبّه لها والتحذير منها، حتى لا تنعكس سلباً على وحدة شعبنا الكويتي والوضع الداخلي في بلادنا.فمن جهة اندلعت الحرب في اليمن، وذلك في أعقاب التطورات المؤسفة المتلاحقة التي شهدتها خلال الأشهر الأخيرة، ونحن هنا لسنا في صدد الخوض في طبيعة هذه الحرب والموقف تجاهها خصوصاً مع ما تنطوي عليه من تعقيدات وتداخلات إقليمية وسياسية واجتماعية وتاريخية، ولكننا نتفق مع ما جاء في بيان الرفاق في الحزب الاشتراكي اليمني الصادر في 27 مارس "آذار" الماضي من دعوة مخلصة "للعودة إلى طاولة الحوار بهدف الوصول إلى حل سياسي للأزمة القائمة استناداً إلى مرجعيات المبادرة الخليجية وآلياتها ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن... ودعوة دول المنطقة إلى دعم الحوار الوطني اليمني ومساعدة اليمن على تجاوز هذه الأزمة".إلا أنّ ما يعنينا على المستوى الداخلي هو تجنيب بلادنا أي انعكاسات أو تداعيات سلبية لما تشهده اليمن وما قد يمتد إلى مناطق أخرى في المنطقة، والتنبيه إلى مخاطر الانجرار وراء أصوات أصحاب النعرات الطائفية والعنصرية البغيضة، التي من شأنها تفتيت مجتمعنا الصغير وإثارة نزاعات مدمرة لا طائل من ورائها، مثلما حدث في بلدان أخرى تحوّل بعضها إلى مرتع للإرهاب.ومن جانب آخر فقد شهدت الكويت خلال الأسبوعين الأخيرين تطوراً مفاجئاً في الصراع بين مراكز النفوذ داخل السلطة وحلفها الطبقي تمثّل في قيام أحمد الفهد بالاعتذار العلني تجاه الأطراف التي سبق له أن اتهمها في بلاغه الذي حفظته النيابة العامة... وما يعنينا هنا تأكيد ما سبق أن أكدناه في بيانات سابقة من ضرورة ابتعاد المعارضة والقوى الشعبية عن أجندات أي أطراف سلطوية أو دعوات طائفية أو قبلية، والحرص على أن يكون الحراك الشعبي ذا مضامين ديمقراطية مدنية واضحة.إنّ معارضتنا لنهج السلطة وحلفها الطبقي لم تبدأ مع صراعات مراكز القوى ولن تنتهي مع طمسها أو تسويتها، وإنما هي معارضة وطنية ديمقراطية مدنية قائمة على رفض نهج الإنفراد بالقرار؛ والتضييق على الحريات؛ وملاحقة المعارضين لنهج السلطة؛ والعبث بالنظام الانتخابي؛ وسطوة قوى الفساد؛ واستئثار الحلف الطبقي المسيطر بمقدرات البلاد، مع تمسكنا بمشروع الإصلاح الديمقراطي الهادف إلى قيام نظام برلماني ديمقراطي مكتمل الأركان بالترابط مع قضايا إطلاق الحريات العامة وتحقيق العدالة الاجتماعية والطابع المدني للدولة.واستناداً إلى كل ما سبق فإنّ المطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى هو رفع درجة اليقظة عند الشعب وزيادة مستوى الوعي السياسي وتجنّب الانجرار وراء الدعوات المضللة، مع التمسك بالمطالب الأساسية التي كانت محل توافق في الحراك الشعبي. الكويت في 7 أبريل "نيسان" 2015

كما ذكرنا في مقالات سابقة فإن خطط الحكومة "التنموية"، تتنبى النهج الاقتصادي النيوليبرالي الذي يُركّز على الخصخصة، وتقليص دور الدولة في النشاط الاقتصادي بالرغم من الفشل الذريع للسياسات النيوليبرالية في كثير من دول العالم مثل الأرجنتين واليونان وإسبانيا والبرتغال وأيرلندا وتركيا، فضلا عن دول عربية مثل مصر وتونس اللتين حققتا نموا اقتصاديا قبيل الثورات أشاد به صندوق النقد الدولي، ولكنه نمو مشوه لا علاقة له بالتنمية الحقيقية التي تستهدف تحقيق التوزيع العادل للثروة، والعدالة الاجتماعية، ورفع المستوى العام للمعيشة. اليونان حاليا، على سبيل المثال لا الحصر، تبحث عن بدائل تنموية جديدة بعد أن أنهكت الشعب اليوناني السياسات الاقتصادية النيوليبرالية وإملاءات "الترويكا" (صندوق النقد والمفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي) فرفضها، في حين تُصرّ حكومتنا على تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي، وهي عبارة عن حزمة سياسات نيوليبرالية مستهلكة، مثل الخصخصة والسوق المنفلت من دون ضوابط، والتي أثبتت تجارب دول كثيرة لديها اقتصاد منتج وقطاع خاص حقيقي أن نتائجها على المجتمع سلبية للغاية، لا سيما فيما يتعلق بتركز الثروة في أيدي القلة، وزيادة الفوارق الطبقية (ثراء فاحش وفقر مدقع نتيجة عدم العدالة الاجتماعية وتدمير الفئات والشرائح الوسطى)، وارتفاع معدلات البطالة التي وصلت في بعض الدول كاليونان وإسبانيا والبرتغال إلى نسب قياسية كانت الوقود الذي أشعل المظاهرات الضخمة والغضب الشعبي العارم ضد سياسات الحكومة اليونانية السابقة، وهو الأمر الذي أوصل حزب "سيريزا"، المعارض بقوة للسياسات النيوليبرالية، إلى السلطة، ومن المتوقع أن يخطو خطوه حزب "بوديموس" في إسبانيا، وأحزاب المعارضة في البرتغال، وهو ما يشكل قلقا بالغا لدول الاتحاد الأوروبي عامة وألمانيا على وجه الخصوص.المشكلة لدينا أن أغلب المنتمين إلى الفئات الوسطى والطبقة الفقيرة لا يعون طبيعة المشاكل المعيشية الصعبة التي ستسببها لهم السياسات الاقتصادية النيوليبرالية مثل الخصخصة، وإلغاء الدعم الاجتماعي، وإطلاق يد السوق، فيظنون، على غير الحقيقة، أنها سياسات اقتصادية مفيدة بالنسبة إليهم ستحسن مستوى الخدمات العامة مثلما تُسوّق لها بشكل مُضلل وسائل الإعلام المملوكة لمجاميع تجارية متنفذة، فتصورها على أنها هي الحل السحري لتردي مستوى الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والإسكان والكهرباء والماء. أضف إلى ذلك أن المجاميع السياسية الناشطة في المجال العام، باستثناءات قليلة جدا، تنشغل وتشغل الناس معها في متابعة الشأن السياسي اليومي، لاسيما القضايا التي تتعلق بالانتخابات ومجلس الأمة، ولا تولي السياسات الاقتصادية للحكومة الاهتمام المطلوب بالرغم من تأثيرها المباشر على معيشة الناس، ناهينا عن أن السلطة السياسية، في أي دولة من الدول، تابعة للسلطة الاقتصادية.

بقلم: د. بدر الديحاني

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ ٢٥ مارس ٢٠١٥

اجتمعت القوى والتيارات السياسية مساء اليوم الثلاثاء 24/3/2015 لمناقشة تداعيات أحداث ساحة الإرادة.

وأكدت القوى السياسية على استنكارها لممارسات قوى الأمن في تصديها للمجتمعين، واقتحامها ساحة الإرادة وتعاملها العنيف الخارج عن أطر القانون والدستور والتعدي بالضرب المباشر على المتواجدين من النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم.وترى القوى السياسية ان الكويت تمر اليوم في فترة حرجة تتطلب توحيد الصفوف من الجميع مع استمرار حالات الفساد التي أخذت في الانتشار في قطاعات الدولة المختلفة، وتوقف عجلة التنمية الحقيقية ما شكل حالة من الاستياء العام شملت قطاعات واسعة من المجتمع وهو ما بدا واضحا من خلال التذمر الشعبي الكبير على السلوك الذي انتهجته قوات الأمن.والقوى السياسية الكويتية تؤكد على استمرار لقاءاتها للتنسيق فيما بينها لتوحيد المواقف والرؤى تجاه الوضع السياسي العام.وتجدد القوى والتيارات السياسية مطالبها في هذه المرحلة بالإفراج عن كافة معتقلي الرأي وإسقاط التهم عنهم وإعادة الاعتبار لهم والمحافظة على سلامتهم، كما انها بصدد إصدار بيان حول تداعيات أحداث ساحة الإرادة شاملاً برنامج عملها للفترة القادمة المبني على احترام إرادة الأمة وفقاً للمادة السادسة من الدستور التي تشير الي ان الأمة مصدر السلطات جميعاً.

حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

• حركة العمل الشعبي• التيار التقدمي الكويتي• الحركة الديمقراطية المدنية• الحركة الدستورية الاسلامية• المنبر الديمقراطي الكويتي• حزب المحافظين المدني• مظلة العمل الكويتي• حزب الأمة

كشفت الأساليب المتعسفة غير المسبوقة التي تعاملت فيها الأجهزة القمعية للسلطة وفي مقدمتها القوات الخاصة مع المواطنين والمواطنات من المشاركين في التجمع السلمي المقام بساحة الإرادة مساء أمس الاثنين 23 مارس "آذار" أنّه لم يعد هناك أمام السلطة من سبيل لتغطية أزمتها ولمواجهة الاستياء الشعبي المتنامي ضد نهجها غير الديمقراطي وافتضاح أمر عناصر الإفساد والفساد، سوى التمادي أكثر فأكثر في القمع البوليسي على أمل ترهيب الناس وإسكات صوت المعارضة.

وإلا كيف يمكننا أن نفهم ما تعرّضت له النساء المشاركات في التجمع السلمي من اعتقال وضرب وتعنيف لفظي وجسدي؟... وماذا يعني انتزاع شخص معاق من الحركة مثل الأخ فهد الميموني "أبو وحش" من كرسيه المتحرك وإلقاء القبض عليه؟.. وما هي دلالات اعتقال الراصد الحقوقي نواف الهندال انتقاماً من دوره المشهود في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في الكويت أمام المحافل الحقوقية الدولية؟... وما الهدف من وراء الممارسات البوليسية الاستفزازية التي سبقت إقامة التجمع وجرت خلاله بمنع وجود الميكرفونات والكراسي، بل حتى السجاد في ساحة الإرادة، وأخيراً إخلاء ساحة الإرادة بالقوة وملاحقة المواطنين والمواطنات داخل القرية التراثية المجاورة لساحة الإرادة المسماة "يوم البحار"؟!

إنّ تمادي السلطة في القمع والتعسف والتضييق على الحريات دليل ملموس على مدى عمق أزمتها، وبالتأكيد فإنّه كلما تمادت السلطة في استخدام هذه الأساليب البوليسية فإنّ أزمتها لن تُحل وإنما ستتفاقم وتتعقد، وهذا ما سيزيد من عزلة السلطة وحلفها الطبقي المسيطر.

ونحن في التيار التقدمي الكويتي، الذي كان ولا يزال وسيبقى جزءاً من حركة الشعب الكويتي نحو الإصلاح والتغيير الديمقراطي، نرى أنّ ما حدث الليلة البارحة يمثّل منعطفاً خطيراً في نهج السلطة يتطلّب من أبناء الشعب الكويتي كافة ومن القوى السياسية والمجاميع الشبابية توحيد الصفوف وأن يكون الجميع على مستوى الحدث بعيداً عن المساومات والصفقات، ليس فقط في استهجان النهج القمعي، وإنما في العمل على وضع حدٍّ لهذا النهج قبل أن يفوت الوقت الذي تصبح فيه الكويت دولة بوليسية لا صوت فيها غير صوت السلطة وأصوات المنتفعين وأبواق النفاق.

وفي الوقت ذاته فإننا نؤكد ضرورة الالتزام بمواصلة التحرك من أجل تحقيق المطالب الملحة المطروحة لإطلاق الحريات العامة ووقف هجمة التضييق عليها، ورحيل مجلس الصوت الواحد والحكومة الحالية، وإلغاء مرسوم الصوت الواحد، والإسراع في إطلاق سراح المعتقلين وإصدار قانون بالعفو العام الشامل غير المشروط عن المحكومين والملاحقين في قضايا سياسية وقضايا السياسيين الرأي، وإلغاء القرارات الانتقائية الانتقامية بسحب الجنسية وإسقاطها وفَقدها من عدد من المواطنين المعارضين لنهج السلطة... مع تمسكنا الكامل بالهدف الاستراتيجي لتحقيق الإصلاح الديمقراطي بالانتقال إلى نظام برلماني مكتمل الأركان.

الكويت في 24 مارس "آذار" 2015

إزاء ما تشهده البلاد من حالة تدهور وتراجع في مختلف المجالات... وبعد أن أصبح الإنفراد بالسلطة منهجاً معتمداً في تسيير أمور الدولة... وبعد أن تحوّل التضييق على الحريات مسلكاً للسلطة، بما في ذلك مصادرة حريات الرأي و التعبير والتجمع وملاحقة كل مَنْ يطرح رأياً مخالفاً لنهج السلطة أو معترضاً على سياساتها وقراراتها... وبعد أن تمادت الحكومة في التعدي على الحقوق الأساسية للمواطنين وهدر كراماتهم، بما في ذلك مصادرة حقّ المواطنة عبر قرارات انتقائية انتقامية جائرة بسحب الجنسية وإسقاطها أو فَقدها عن عدد من المواطنين لأسباب سياسية... وبعد أن تم العبث بالنظام الانتخابي عبر مرسوم قانون الصوت الواحد، وبعد أن أصبح المجلس الناجم عنه أداة طيعة بيد قوى النفوذ وتحت أمرة السلطة التنفيذية... وبعد أن استشرى الفساد في كافة أجهزة الدولة وسلطاتها بحيث استقوى المفسدون الذين استباحوا الأموال العامة ونهبوا مقدرات البلاد واستغلوا مناصبهم لخدمة مصالح شخصية... وبعد أن لمس الجميع مدى سوء الإدارة العامة للدولة ومقدار تدني الكفاءة وتردي الخدمات... بعد هذا كله لم يعد هناك من سبيل أمام الشعب الكويتي لحماية حقوقه؛ ومنع التعدي على حرياته؛ وصون كرامته؛ والتصدي لنهج الإنفراد بالقرار؛ ووقف ما تعانيه البلاد من فساد وتدهور وانحدار، غير أسلوب التجمع والاحتجاج السلمي.

ومن هنا فإنّ القوى السياسية الكويتية تهيب بالشعب الكويتي إلى الوقوف صفّاً واحداً بعيداً عن أي خلافات أو انقسامات أو اجتهادات، بحيث يلتف الجميع حول المطالب الخمسة الملحّة التالية:

أولاً: إطلاق الحريات العامة ومنع التعدي عليها، وبالأساس حرية الرأي وحرية التعبير عنه وحرية التجمع المكفولة في الدستور.

ثانياً: حلّ مجلس الصوت الواحد ورحيل الحكومة الحالية.

ثالثاً: إسقاط التهم عن الملاحقين وإطلاق سراح معتقلي الرأي والسجناء السياسيين.

رابعاً: إلغاء القرارات الجائرة والانتقامية بسحب الجنسية أو إسقاطها أو إفقادها عن المواطنين الذين تم سحبها أو إسقاطها عنهم أو إفقادها منهم لأسباب سياسية.

خامساً: مكافحة الفساد ومواجهة جرائم الأموال العامة من إيداعات وتحويلات ورشاوى ومحاسبة المتورطين.

وحرصاً من القوى السياسية الكويتية على تنظيم التحرك الشعبي فإنّها تدعو جماهير الشعب إلى عقد تجمعات حاشدة في أماسي أيام الاثنين بساحة الإرادة أو أي مكان مناسب، وذلك بدءاً من الساعة السابعة والنصف من مساء الاثنين المقبل 23 مارس 2015 في ساحة الإرادة تحت عنوان:

اثنينية استرداد كرامة الشعب

وتؤكد القوى السياسية الكويتية حرصها على الطابع السلمي الحضاري للتجمعات الاثنينية التي ستتركز حول هذه المطالب المعلنة الملحّة وذلك بعيداً عن أي طرح طائفي أو فئوي يشقّ الصفوف؛ وبمنأى عن أجندة أي أطراف سلطوية، مع التطلع إلى التوصل إلى مخرج سياسي من الأزمة المحتدمة في البلاد.

وستحرص القوى السياسية الكويتية على الإسراع في تشكيل فريق إدارة ميداني من نشطاء الشباب الكويتي لتنظيم فعاليات تجمعات الاثنين.

الكويت في يوم الخميس 19 مارس 2015

الحركة الدستورية الإسلامية

حركة العمل الشعبي

الحركة المدنية الديمقراطية

حزب الأمة

حزب المحافظين المدني

التيار التقدمي الكويتي

مظلة العمل الكويتي

لم يعد خافياً على أحد تفريغ السلطة لمؤسسات الدولة من دورها الحقيقي و تطويعها كأجهزة تابعة لاهوائها و مصالح المتنفذين فيها .فما قامت به وزارة الداخلية من فعل متجاوز للدستور والقانون بخطف رئيس الحركة الديمقراطية المدنية ( حدم) السيد/ طارق المطيري دون اتباع الإجراءات القانونية و انتهاكها لحقوقه الدستورية المتمثلة بحق الدفاع ليس بالمستغرب أو غير المتوقع .فقد سبق لها أن مارست ذات الجرم مع معظم من يخالفها من الناشطين و هذا الانحدار في تطويع مؤسسة الأمن يكشف مجدداً الجانب الانتقامي في التعامل مع معارضي نهج فساد السلطة .لذا فإن القوى السياسية الموقعة أدناه على هذا البيان تطالب باخلاء سبيل السيد / طارق المطيري و الكف عن هذه التصرفات المنتهكة للدستور و الاتفاقيات الدولية المصادق عليها من قبل دولة الكويت و الكف عن تشويه صورة دولة الكويت أمام المجتمع الدولي ، خاصة إن اختيار الكويت مركزاً انسانياً لا يصدق البتة مع تجاوزات تصرفات أجهزتها الأمنية و تناشد القوى السياسية المجتمعة في هذا البيان الشعب الكويتي الاستمرار في تصعيد المطالبات الاصلاحية فما هذه الممارسات إلا محاولة بائسة للحد من أي تحرك قادم أو انتعاش شعبي يكفل لنا الاصلاح و الاستقرار السياسي كما تدعوكم القوى الموقعه أدناه إلى الحضور الليلة في ديوان البراك للتضامن مع معتقلي الرأي جميعا ..حفظ الله الكويت و شعبها من كل مكروه ,,الحركة الدستورية الإسلامية ( حدس )حركة العمل الشعبي ( حشد )التيار التقدمي الكويتيالمنبر الديمقراطي الكويتي مظلة العمل الكويتي ( معك ) حزب المحافظين المدني ( حمم )حزب الأمةالحركة الديمقراطية المدنية ( حدم )

يواجه الأمين العام لحركة العمل الشعبي "حشد" النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي مسلم البراك عقوبة الحبس سنتين مع الشغل والنفاذ بسبب خطابه الشهير في ساحة الإرادة مساء 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2012.إن ما يتعرض له الأخ مسلم البراك ومناضلون آخرون من أجل الديمقراطية ومحاربة الفساد من اعتقالات وحبس وأساليب انتقامية أخرى وصولا إلى إسقاط الجنسية وسحبها من عشرات المواطنين وعائلاتهم، لا يساعد على حل الأزمة السياسية، بل إلى مزيد من تعقيد الأوضاع وتعميق الشرخ المجتمعي في هذا البلد الشقيق.وإننا إذ نعبر عن تضامننا القوي مع الأخ مسلم البراك وناشطي المعارضة الآخرين ونطالب بوقف ملاحقتهم غير المبررة، فإنه وحرصا منا على تماسك الجبهة الداخلية في الكويت الشقيق في وجه المخاطر الإقليمية المحدقة بالكويت وبلدان المنطقة الأخرى فإننا ندعو إلى العمل على تخفيف حدة التوتر وإحداث إنفراجة في العلاقات السياسية الداخلية والتوقف عن مصادرة المكتسبات الديمقراطية التي حققها شعب الكويت عبر نضالاته وتضحياته على مدى سنين طويلة. وندعو بدلا من ذلك إلى ترسيخ هذه المكاسب وتعميقها، بما يؤمن للكويت الشقيق تطورا آمنا ومضطردا على طريق الديمقراطية والتنمية الاقتصادية الاجتماعية الشاملة والسلام.المنبر التقدمي - البحرينالمنامة، 14 مارس 2015

استجابة للدعوة الكريمة من حركة العمل الشعبي " حشد " التقت القوى و التنظيمات السياسية الكويتية ، تحملا لمسؤولياتها الوطنية أمام الهجمة المستمرة من قبل السلطة على الحريات العامة و المكتسبات الشعبية ، و اتفق المجتمعون على أهمية اللقاءات المشتركة بينهم للتصدي لنهج السلطة .و كان للتفاعل الشعبي العفوي في ساحة الإرادة يوم الإثنين الماضي ٩ مارس ٢٠١٥ أثره الإيجابي على الاجتماع الذي بارك هذا التفاعل الوطني ، و الذي جمع مختلف الشرائح و الفئات الكويتية و يدعو المجتمعون لاستمرار هذه الفعاليات و دعمها الكامل ، في إطار حرية و التجمع السلمي المكفول دستوريا .كما أكد المجتمعون تضامنهم الكامل مع جميع سجناء الرأي و الملاحقين بسبب المواقف السياسية و تتطالب باطلاق سراحهم فورا لا سيما قيادات التنظيمات السياسية الكويتية و منهم أمين عام حركة العمل الشعبي مسلم البراك ، و رئيس حزب الأمة الدكتور حاكم المطيري ، و استنكروا ممارسات السلطة التعسفية التي بدأت بتطبيق مضامين الاتفاقية الامنية الخليجية بعد أن عجزت عن تمريرها المرفوض من جميع القوى و التنظيمات السياسية الكويتية .و كان المجتمعون قد تداولوا الازمة السياسية التي افتعلتها السلطة عبر الانفراد في القرار و المصادرة لارادة الامة ، و أكدوا جميعا أهمية الخروج بحل سياسي يمثل مخرجا للشعب الكويتي من الحالة المأزومة التي فرضتها السلطة ، و عليه تقرر من قبل المجتمعين تحديد موعد للقاء آخر خلال الأيام القليلة القادمة للخروج بالهدف السياسي المشترك فيما بين القوى السياسية المتنوعة .ختاما ، تؤكد القوى و التنظيمات السياسية وقوفها مع حق الشعب الكويتي في تحقيق الإصلاح السياسي الحقيقي و الديمقراطي ، و تلتزم أمام الشعب الكويتي بمواصلة السعي لتحقيق مطالبهو أهدافه المشروعة و المستحقة و تدعو جميع القوى و التنظيمات السياسية للمشاركة في هذا العمل الوطني .حفظ الله الكويت و شعبها من كل مكروه ،، - حركة العمل الشعبي - الحركة الديمقراطية المدنية - الحركة الدستورية الإسلامية - حزب الأمة - حزب المحافظين المدني - التيار التقدمي الكويتي - مظلة العمل الكويتي - المنبر الديمقراطي الكويتي- تجمع نهج

بينما نجد المفسدين وناهبي الأموال العامة يسرحون ويمرحون ويتقدمون الصفوف الأولى في المناسبات الرسمية من دون أن يطالهم حساب أو يلحقهم عقاب، هاهو الأمين العام لحركة العمل الشعبي "حشد" النائب السابق مسلم البراك يواجه عقوبة الحبس سنتين مع الشغل والنفاذ وذلك على خلفية الخطاب الشهير الذي ألقاه في ساحة الإرادة مساء 15 أكتوبر "تشرين الأول" من العام 2012.

إنّ حبس الأخ مسلم البراك واستمرار ملاحقته بعشرات التهم والقضايا، وكذلك ما يتعرّض له العديد من شباب الكويت المعارضين لنهج السلطة والمتصدين لقوى الفساد من ملاحقات واعتقالات وحبس تحت ذريعة القانون المُساء استخدامه، وغير ذلك من أساليب الاستبداد والتشريعات والإجراءات المقيّدة للحريات، التي كان أسوأها قرارات الانتقام الانتقائية بإسقاط الجنسية الكويتية وسحبها من عشرات المواطنين وعائلاتهم، إنما هي دليل صارخ على أنّ السلطة وحلفها الطبقي توغل أكثر وأكثر في الدفع بالبلاد نحو السير إلى نفق مسدود ومحفوف بالمخاطر بما يؤدي إلى تفاقم الأزمة السياسية التي تعاني منها الكويت منذ سنوات وتعقيد حلّها وتعميق الشرخ، وذلك في الوقت الذي نحن فيه ككويتيين أحوج ما نكون إلى تماسك الجبهة الداخلية في بلدنا الصغير المحاط بالمخاطر والتحديات والصراعات الدموية والمؤامرات التي نجحت الصهيونية والقوى الإمبريالية وبعض الأطراف الإقليمية في إشعالها بالمنطقة وأدّت إلى تمزيقها وتفتيت مجتمعاتها وتقسيم بلدانها ودفعها نحو صراعات لا طائل من ورائها وحروب أهلية مدمرة.

وغير هذا، فإنّه من الوهم افتراض أنّ الملاحقات والسجون والإجراءات التعسفية ستثني الشعب الكويتي عن مواصلة التصدي لقوى الفساد والإفساد، التي باتت تتحكّم في البلاد، أو ستوقفه عن مواجهة نهج الإنفراد بالسلطة، بل أنّها ستوسع دائرة الاستياء وستزيد الشعب إصراراً على المجابهة والمطالبة بحقوقه.

إنّنا في التيار التقدمي الكويتي ندرك تماماً أنّ نضال الشعب الكويتي وقواه الوطنية والديمقراطية والتقدمية ضد سطوة الفساد والتصدي لنهج الإنفراد بالسلطة والهجمة على الحريات إنما هو نضال شاق يتطلّب المثابرة والنَفَس الطويل وتنظيم الصفوف، كما يتطلب نبذ الشعارات الطائفية والقبلية والمناطقية المفرقة للصفوف، والحذر كل الحذر من الانسياق وراء الدعوات الاستفزازية والأعمال المتطرفة وغير المسؤولة.

وختاماً يؤكد التيار التقدمي الكويتي على ضرورة الإسراع في معالجة الأزمة السياسية عبر اتخاذ قرارات سياسية مستحقة تتصل بحلّ المجلس الحالي وإجراء انتخابات جديدة على أساس نظام انتخابي ديمقراطي عادل، ورحيل الحكومة الحالية، وإصدار قانون بالعفو العام غير المشروط عن قضايا الرأي مع وقف نهج الملاحقات وإلغاء القرارات الانتقامية الانتقائية بسحب الجنسية الكويتية من عدد من المواطنين بسبب مواقفهم السياسية، بحيث تتهيأ الأجواء بعد ذلك لوقف حالة التدهور، التي تنحدر الكويت نحوها، وتحقيق الإصلاح المنشود في مختلف المجالات، واستكمال التطور الديمقراطي وصولاً إلى إقامة نظام برلماني مكتمل الأركان.

الكويت في 22 فبراير "شباط" 2015

تمر علينا مناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، التي تحل في العشرين من فبراير "شباط"، في ظل انطلاق هجمة سلطوية على المكتسبات الاجتماعية الشعبية ومستوى المعيشة العام لذوي الدخول المتدنية والمتوسطة بهدف تحميل أوسع الفئات الشعبية أعباء العجز المتوقع في الميزانية العامه للدولة بعد انخفاض أسعار النفط. حيث تبنى الحلف الطبقي الرأسمالي المسيطر سياسات وقرارات منحازة لمصالحه وضد مصالح عامة الناس لتقليص بنود الإنفاق الاجتماعي ورفع الدعم وفرض ضرائب غير مباشرة على المبيعات مع التوجه نحو خصخصة القطاع العام والقطاع التعاوني، بل خصخصة التعليم و الصحة والإنتاج النفطي الذي تم صده شعبياً عام ٢٠١٠.

ونحن في التيار التقدمي الكويتي نؤكد في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية تمسكنا بموقفنا الداعي إلى عدم المساس بالحقوق الاجتماعية المكتسبة، وإعادة النظر في الوجهة وحيدة الجانب لسياسة ترشيد الإنفاق بحيث لا تمس بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية، ومراعاة الظروف المعيشية للطبقة العاملة والفئات الشعبية من المواطنين والمقيمين، ورفض التوجه الحكومي لتخفيض أو إلغاء الدعم الخاص بالخدمات العامة والسلع الأساسية، وكذلك رفض التوجه لخصخصة الجمعيات التعاونية، واتخاذ إجراءات سريعة لمراقبة صارمة على أسعار السلع، وتقوية أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحماية المستهلك من رفع الأسعار والغش التجاري، ومنحها صلاحيات الرقابة الفعالة والضبط القضائي، وتوسيع قائمة السلع المدعومة والمشمولة بالبطاقة التموينية بالنسبة للمواطنين أصحاب الدخول المتدنية، ونؤكد على ضرورة اعتماد سلم متحرك للرواتب والأجور بربطها بارتفاع تكاليف المعيشة (مؤشر أسعار المستهلك) مع تفعيل المادة الرابعة من القانون 49 لسنة 1982 في شأن زيادة مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين وزيادة المعاشات التقاعدية، التي تقضي بأن “يُعاد النظر كل سنتين على الأكثر في مستوى المرتبات والمعاشات التقاعدية على ضوء زيادة نفقات المعيشة”.

الكويت في ٢٠ فبراير "شباط" ٢٠١٥

الرفيق العزيز ضاري الرجيب، منسق التيار التقدمي

يسعدني، باسمي وباسم اللجنة المركزية وجميع أعضاء المنبر الديمقراطي التقدمي في البحرين أن نتقدم إليكم بخالص التهاني الكفاحية بمناسبة الذكرى الرابعة لتأسيس التيار التقدمي الشقيق في الكويت. لقد جاء تأسيس تياركم المناضل في السابع من فبراير/ شباط 2011 استجابة طبيعية لحاجات التطور الديمقراطي وحماية مصالح الطبقة العاملة وسائر الكادحين وتحقيق الحريات والدفاع عنها في دولة الكويت الشقيقة، وإضافة نوعية للحركة التقدمية في عموم منطقة الخليج والجزيرة العربية ورافدا قويا لنضالات شعوب هذه المنطقة من أجل الديمقراطية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية – دولة المؤسسات والقانون وحقوق الإنسان على طريق التقدم الاجتماعي والسلم وتحويل منطقة الخليج إلى منطقة سلم وتعاون من أجل التنمية والتقدم. وعلى هذا الطريق غدا تنظيمكم المقدام ركيزة أساسية في الحياة السياسية للمجتمع الكويتي وفي المنطقة.

إننا نعتز كثيرا بالعلاقات النضالية الوثيقة التي تربط بين تنظيمينا الشقيقين وتصب في مصلحة التقدم في هذه المنطقة البالغة الحساسية للاقتصاد العالمي. فلقد اختبر الزمن هذه العلاقات وأتت أكلها حتى في أشد الظروف قسوة.

نشد على أيديكم بحرارة متمنين لكم مزيدا من النجاحات في درب النضال الطويل.

عبد النبي سلمان

الأمين العام

أقام التيار التقدمي الكويتي في ديوانيته الأسبوعية، الأحد الماضي، حواراً مفتوحاً حول «التوجهات الخطيرة في رأي الفريق الاقتصادي» لوزارة المالية، وملامح هذا الرأي وتوجهاته، والأسس التي يسير عليها. في البداية، أكد منسق عام التيار التقدمي، ضاري الرجيب، أن رأي الفريق الاقتصادي لوزارة المالية، يوضح أن المخطط المعلن للحكومة، يستهدف تحميل عبء تغطية العجز في الميزانية العامة للدولة على الفئات الشعبية من ذوي الدخول المتدنية، سواء من الطبقة العاملة، أو صغار الموظفين، أو المتقاعدين.. وغيره، وكذلك من المهمَّشين، اجتماعياً، كفئة «البدون» والعمالة الوافدة، وتتسع الدائرة، لتصل للفئات الاجتماعية من أصحاب الدخول المتوسطة. مخطط معلن وأضاف أن هذا المخطط المعلن ينحاز باتجاه مصالح الطبقة الرأسمالية الكبيرة، لتمكينها من السيطرة على موارد الدولة، بما في ذلك النفط، إلى جانب تصفية الدور الاقتصادي للدولة، ومن ثم تحللها التدريجي من مسؤولياتها الاجتماعية، مشيراً إلى أن المطلوب في هذه المرحلة، التصدي الشعبي لهذه المخططات، وفضح وكشف عواقبه وتبعاته الخطيرة على غالبية فئات المواطنين والمقيمين. تخلٍ عن المسؤوليات وأكد الرجيب أن هذه المذكرة بمثابة محاولة لفرض التصورات الحكومية، للانقضاض على مكتسبات المواطن، بشكل غير مباشر، وتحويرها لصالح التجار، معتبراً أن البند الأول منها، والمعني بتنمية وتنويع الإيرادات العامة للدولة، من خلال مراجعة آليات تسعير السلع والخدمات العامة التي يتم تقديمها في الوقت الحالي، بحيث تتم إعادة تسعير تلك السلع والخدمات على النحو الذي يعكس كلفتها الحقيقية من جانب، ويعزز الإيرادات غير النفطية من جانب آخر، قد بدأ تنفيذ جزء منه بالفعل عن طريق رفع أسعار الديزل والكيروسين، كما أن سبل تقنين الدعم، وزيادة أسعار الكهرباء والشرائح المضاعفة، وزيادة المحروقات، لن يمس كبار التجار، إنما حياة الناس والمواطنين العاديين. وأشار الرجيب إلى أن ترشيد الإنفاق العام للدولة، من خلال وضع حدود قصوى على الوظائف الجديدة، التي يتم فتحها في القطاعين الحكومي والعام، يؤكد أن الحكومة تتوجه للتخلي عن مسؤوليتها في التوظيف، ما سيؤدي إلى خفض مستوى المعيشة. تصفية دور الدولة وأوضح أن نص البند الثالث من المذكرة حول رفع كفاءة الإنفاق العام بالإسراع بتخصيص المؤسسات العامة يعني دعوة علنية لإلغاء الحظر على المادة الرابعة من قانون الخصخصة، التي تمنع خصخصة قطاعات «الصحة والتعليم والنفط»، ومن ثم تحويل تلك القطاعات إلى مجال رأسمالي، لجلب مزيد من الأرباح، وهو ما يشير إلى تخلي الدولة عن مسؤولياتها الاجتماعية. وأضاف الرجيب: القسم الأخير من المذكرة يذهب إلى تنويع الهيكل الاقتصادي، الذي من خلاله سيتم التسويق وطرح النهج الرأسمالي بتصفية دور الدولة في النظام الاقتصادي، بما في ذلك القطاع النفطي، لإطلاق يد الرأسماليين على النفط، وهو ما يجعل القوى العاملة الوطنية في القطاع النفطي أقل من الأيدي العاملة غير الوطنية، وكذلك فتح الاستثمارات أمام الاستثمار الأجنبي في القطاع النفطي، الأمر الذي قد يمكن المستثمر الأجنبي من السيطرة على القرار الاقتصادي.

أحمد الديين غير عادلة من جانبه، أكد عضو التيار التقدمي الكويتي أحمد الديين، أن المذكرة أشارت إلى ضريبة القيمة المضافة، معتبراً أنها غير عادلة، كونها تدفع من المستهلك على الفاتورة بنسب معينة بشكل غير مباشر، موضحاً أن الضريبة العادلة الوحيدة هي الضريبة التصاعدية على الدخول، فكلما زاد الدخل زادت الضريبة، وما ضريبة القيمة المضافة سوى إرهاق لميزانيات المواطن. وأضاف: في عام 2010 عندما أقرت المداولة الأولى لقانون الخصخصة، وشعر المواطنون بوجود التفاف عليه، كون القانون أجاز تخصيص قطاعات الصحة والتعليم والنفط، تصدَّى الشارع الكويتي لهذا التوجه، وشكَّل رأي عام شعبياً، اكتمل بتجمع «لن أبيع وطني»، الذي تم خلاله تعديل المادة الرابعة في المداولة الثانية، التي حظرت تخصيص القطاعات السابقة. نهج نيوليبرالي واعتبر الديين أنهم بهذه المذكرة يحاولون الانقضاض مرة أخرى على قطاعات الصحة والتعليم والنفط، واصفاً ذلك بالجائزة الكبرى للتجار، الذي سيظفرون بتلك القطاعات. وقال: لم يعلن صراحة عن خصخصة القطاع التعاوني في المذكرة، ومن الواضح أن التوجه لخصخصتها ليس قائماً الآن.. ليس من أجل مكافحة الفساد، بل للسيطرة على مرافق التجزئة، مطلقا على ما ورد فيها بـ «النهج النيوليبرالي»، الذي كان يمثله رونالد ريغان ومارغريت تاتشر، أي أن تتخلى الدولة عن مسؤولياتها الاجتماعية والاقتصادية، وتعتمد آلية السوق. وختم أحمد الديين مداخلته، بتأكيده أن الحكومة مصرة على الانتقال من المذكرة الورقية النظرية إلى خطوات عملية، لذلك، لابد أن يعي الجميع الخطورة، عن طريق تكثيف الندوات في هذا الإطار.

منقول عن جريدة الطليعة تاريخ ٤-٢-٢٠١٥

كتب ناصر المحيسن

دعا التيار التقدمي الكويتي، إلى إجراء ما أسماه «مراجعة نقدية شاملة للحراك الشعبي ورسم خطة واقعية سياسية جديدة له تعتمد بالدرجة الأولى على العمل المنظم المثابر وطويل النَفَس من أجل رفع مستوى الوعي السياسي للجماهير».

وقال المشاركون في الاحتفالية التي نظمها التيار لمناسبة بالذكرى الرابعة لتأسيسه، واستضافتها ديوانية العضو عبدالهادي الجميل، في منطقة فهد الأحمد، مساء أول من أمس انه«علينا ان ندرك جيدا ما تواجهه الحركة الشعبية من صعوبات وتحديات وما تعانيه من تشرذم وشلل وخلل».

وأضاف المشاركون في الاحتفالية«اننا ندرك في الوقت ذاته أنّ نهج الحكومة يتناقض تماماً مع مصالح الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الكويتي»، مؤكدين أنّ«انحسار الحراك الشعبي لا يعني موته».

وقالت عضو التيار فاطمة درويش،«بعد أن التيار أنجز هذه السنة نقلة مهمة في مسيرته التنظيمية وذلك بالانتقال من مرحلة التأسيس إلى مرحلة العمل المؤسسي المنظم التي تمثلت في انعقاد المؤتمر العام الأول للتيار التقدمي في السابع من نوفمبر الماضي».

وأضافت درويش، انه«في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات، وتحديداً في يوم السابع من فبراير العام 2011 جرى الإعلان عن التيار وهي مناسبة عزيزة على قلوبنا حيث نستذكر فيها تجربتنا خلال الأعوام الأربعة الماضية وما شهدته من أحداث وتطورات والدور المتنامي الذي لعبه التيار التقدمي الكويتي خلالها».

وتابعت«يجب أن يكون واضحاً أنّ تأسيس التيار لم يكن بناء على رغبة ذاتية لأحد ولم يأت من فراغ، وإنما كان استجابة لحاجة الطبقة العاملة والفئات الشعبية متدنية الدخل من العمال وصغار الموظفين والمتقاعدين والكويتيين البدون والمهمشين إلى قيام تيار سياسي يعبّر عن مصالحهم؛ ويدافع عن حقوقهم في العيش الكريم؛ ويلبي تطلعاتهم في العدالة الاجتماعية».

وأوضحت درويش، انه «كان لابد من أن نحدد هويتنا وخطنا بكلمات قليلة فنحن التيار الذي يدافع عن المستضعفين والمهمشين وذوي الدخول المتدنية والبسطاء من أجل حياة كريمة»مؤكدة ان«التقدمي»ليس تيار النخبة.

وشددت على ان«التيار معني بالدفاع عن حقوق المرأة، والذي ينادي بالعدالة الاجتماعية وبالديموقراطية والدولة المدنية رغم الظروف بالغة الصعوبة والتعقيد التي يمر بها.

ورأت درويش،أن التيار وهو يغادر عامه الرابع أصبح اليوم بحق واحداً من أبرز مكونات الحياة السياسية الكويتية «مضيفة» علينا خلال السنوات المقبلة أن نواصل طريقنا النضالي بعزم وتصميم وثبات دفاعاً عن المصالح الوطنية وذودا عن حقوق الشعب وتلبية مطالب الجماهير».

من جانبه، قال المنسق العام للتيار التقدمي ضاري الرجيب إن«القوى التقدمية تواجه تحديات سياسية واقتصادية-اجتماعية ووطنية ونضالية وتنظيمية ليست بالهينة، قد تؤدي إن لم يتم مواجهتها بنضال مستمر وعمل دؤوب إلى تراجعها سياسياً وتراجع ثقة الجماهير بها».

وأوضح الرجيب ان«التحدي الاقتصادي الذي يواجهه التيار يكمن في النضال ضد التوجهات النيوليبرالية التي تدعو إلى إلغاء الدور الاقتصادي للدولة, وتصفية المكتسبات والضمانات الاجتماعية، وتحلل رأس المال من مسؤوليته الاجتماعية في تمويل الميزانية وتوفير فرص العمل».

وأضاف«أما التحدي الثاني فيتمثل في التحدي السياسي من أجل انتزاع حق وجود أحزاب سياسية».

وشدد الرجيب، على ان التحديات الوطنية تتمثل في تجاوز التقدميين واليساريين في تمثيلهم للفئات الشعبية للنعرات الطائفية والقبلية والمناطقية والفئوية، مع التأكيد على أن الانقسام الحقيقي في المجتمع هو الانقسام الطبقي».

ورأى ان «التقدميين واليساريين يتمثلون في قيم الدولة المدنية مع الرفض الواضح للدولة الدينية أو ما يسمى الدولة المدنية بمرجعية دينية، من دون تنكر للهوية الحضارية ومن دون مساس بالعقيدة الدينية».

بدوره، أكد عضو التيار التقدمي، أحمد الديين، ان «هناك حاجة موضوعية لوجود قوى يسارية لتكون لسان حال الفئات الشعبية»، مستذكرا، «أول تيار يساري تقدمي في الكويت الذي كان يعد العصبة الديموقراطية في خمسينات القرن الماضي»، مبينا ان «وجود القوى التقدمية اليسارية كان لأسباب موضوعية واقتصادية».

من جانبه، بين عضو التيار التقدمي الدكتور فواز فرحان،ان «البطالة وانعدام التنمية هي عوامل تؤدي لوجود القوى التقدمية»، مشيرا إنه «يجب على القوى اليسارية ان تقدم نقدا ذاتيا لنفسها لمعالجة أي أخطاء ذاتية لتراجعها».

منقول عن جريدة الراي الكويتية تاريخ ٩-٢-٢٠١٥

في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات، وتحديداً في يوم السابع من فبراير "شباط" من العام ٢٠١١ جرى الإعلان عن تيارنا التقدمي الكويتي... وهي بالتأكيد مناسبة عزيزة على قلوبنا نحن اليساريين والتقدميين الكويتيين، حيث نستذكر فيها تجربتنا خلال الأعوام الأربعة الماضية وما شهدته من أحداث وتطورات والدور المتنامي الذي لعبه التيار التقدمي الكويتي خلالها.

ويجب أن يكون واضحاً أنّ تأسيس التيار التقدمي لم يكن بناء على رغبة ذاتية لأحد ولم يأت من فراغ، وإنما كان تأسيس تيارنا التقدمي وانطلاقته استجابة لحاجة الطبقة العاملة والفئات الشعبية متدنية الدخل من العمال وصغار الموظفين والمتقاعدين والكويتيين البدون والمهمشين إلى قيام تيار سياسي يعبّر عن مصالحهم؛ ويدافع عن حقوقهم في العيش الكريم؛ ويلبي تطلعاتهم في العدالة الاجتماعية.

كما أنّ تأسس التيار التقدمي الكويتي جاء ليمثّل نقلة في تطور الحركة الوطنية والديمقراطية والعمل السياسي الشعبي.

وإنّ كان لابد من أن نحدد هويتنا وخطنا بكلمات قليلة فنحن التيار الذي يدافع عن المستضعفين والمهمشين وذوي الدخول المتدنية... تيار الإنسان البسيط الذي خرج من رحم هموم الناس... تيار الناس البسطاء من أجل حياة كريمة وليس تيار النخبة... التيار الذي يمثّل تطلعات الشباب الكويتي في غد أفضل ومشاركة أكبر... التيار المعني بالدفاع عن حقوق المرأة... التيار الذي ينادي بالعدالة الاجتماعية وبالديمقراطية وبالدولة المدنية.

إنّ احتفالنا هذه السنة بالذكرى الرابعة لتأسيس التيار التقدمي الكويتي يتم في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، حيث تكرّس أكثر وأكثر نهج الإنفراد بالسلطة، فيما تشتد أكثر من أي وقت مضى الهجمة الشرسة التي تستهدف التضييق على الحريات، وبالأساس منها حرية التعبير، ويتسع نطاق الاعتقالات والملاحقات والتحقيقات والمحاكمات التي يتعرض لها كل مَنْ يختلف مع نهج السلطة، في الوقت الذي يتم فيه تشريع المزيد من القوانين المقيدة للحريات ويتواصل إصدار القرارات التعسفية التي تصادر أبسط حقوق المواطنة، وتترافق الهجمة على الحريات مع هجمة أخرى تشنها السلطة وحلفها الطبقي الرأسمالي على المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية الشعبية وعلى مستوى المعيشة العام بهدف تحميل الطبقة العاملة والفئات الشعبية أعباء العجز المتوقع في الميزانية العامة للدولة بعد انخفاض أسعار النفط، وذلك عبر تبني سياسات وقرارات منحازة طبقياً لمصلحة الأغنياء وضد مصلحة الجموع الشعبية لتقليص بنود الإنفاق الاجتماعي وتقليص أو رفع الدعم وفرض ضرائب غير مباشرة على المبيعات، مع التوجه نحو خصخصة القطاع العام والقطاع التعاوني، بل خصخصة التعليم والصحة والإنتاج النفطي.

وفي المقابل فإننا نحتفل بالذكرى السنوية الرابعة لتأسيس التيار التقدمي الكويتي بعد أن أنجزنا خلال هذه السنة نقلة هامة في مسيرتنا التنظيمية وذلك بالانتقال من مرحلة التأسيس إلى مرحلة العمل المؤسسي المنظم التي تمثلت في انعقاد المؤتمر العام الأول للتيار التقدمي في السابع من نوفمبر "تشرين الثاني" الماضي.

ونحن في التيار التقدمي الكويتي ندرك جيداً ما تواجهه الحركة الشعبية من صعوبات وتحديات وما تعانيه من تشرذم وشلل وخلل، ولكننا ندرك في الوقت ذاته أنّ نهج السلطة وحلفها الطبقي الرأسمالي المسيطر يتناقض تماماً مع مصالح الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الكويتي، وأنّه لا مستقبل لمثل هذا النهج غير الديمقراطي والمعادي لمصالح الجماهير الشعبية، وأنّ انحسار الحراك الشعبي لا يعني موته، والمطلوب الآن إجراء مراجعة نقدية شاملة لهذا الحراك ورسم خطة واقعية سياسية جديدة له تعتمد بالدرجة الأولى على العمل المنظم المثابر وطويل النَفَس من أجل رفع مستوى الوعي السياسي للجماهير وتعبئتها وتنظيم صفوفها واستنهاض حركتها.

إن التيار التقدمي الكويتي وهو يغادر عامه الرابع أصبح اليوم بحق واحداً من أبرز مكونات الحياة السياسية الكويتية، وعلينا خلال السنوات المقبلة أن نواصل طريقنا النضالي بعزم وتصميم وثبات دفاعاً عن المصالح الوطنية وذودأ عن حقوق الشعب وتلبية لمطالب الجماهير وتحقيقاً لمتطلبات التطوّر الديمقراطي.

وأن نكون في الصفوف الأولى مع شعبنا في مواجهة الهجمة المزدوجة للسلطة وحلفها الطبقي الرأسمالي للتضييق على الحريات ولتقليص المكتسبات الاقتصادية الاجتماعية.

ومعاً أيها الزملاء والزميلات ويداً بيد لنناضل من أجل وطن كويتي حر وشعب سعيد

7 فبراير 2015

اخبار محلية

أكذوبة كفاءة القطاع الخاص

منذ بضع سنوات وهناك ترويج محموم، لضرورة خصخصة القطاع العام، أو تفكيكه وبيعه بسبب الفساد وعدم كفاءة أدائه، وافتقاد الموظف الكويتي لقيم العمل، وأشهر الليبراليون من الكتاب المنتمين لفئات البرجوازية «المتوسطة» والكبيرة، بل وحتى المنتمين من صغار البرجوازية، الذين يعانون من المزاحمة غير المتكافئة مع كبار الرأسماليين، ومنهم من ينتمي إلى قوى وطنية ناضلت لعقود طويلة، من أجل الاستقلال والحرية والحياة الديموقراطية، أشهر هؤلاء أقلامهم، ودافعوا عن سياسة الخصخصة، الحل السحري للتنمية والتقدم، وعن القطاع الخاص الذي أُطلق عليه لقب لا يخلو من المبالغة الكوميدية، فسموه «قاطرة التنمية».

ويعرف جميع خبراء الاقتصاد السياسي، بأن القطاع الخاص الكويتي ضعيف وطفيلي، يعتاش على الدعم الحكومي (القطاع العام) كلما وقع في أزمة، وهو قطاع مشوه وغير منتج، سواء كان تجارياً أم عقارياً أم مالياً بل هو ريعي، يقتات من التنفيع الحكومي من خلال المناقصات والعقود.

وكاد المواطن البسيط أن يصدق مقولة «القطاع الخاص الذي لا يقهر، والمنقذ المنتظر للبلد» من تراجع التنمية والخدمات الصحية والتعليمية، والبنية التحتية والطيران الوطني، الذي كان رائداً في المنطقة ومثالاً للكفاءة والالتزام بالمواعيد والصيانة المثلى.

هذا القطاع الضعيف والطفيلي، يضع عينه على ثروة البلد ومقدرات الشعب الكويتي بشكل دائم، ولذا يُنظّر كتابه واقتصاديوه حول قدراته الهائلة، لضمان تقدم البلد وحل لأزماته المتعددة، لكن في الواقع أن همه الأول والأخير هو الربح ومزيد من الربح، ولا تهمه مصالح البلد والشعب، فمصلحته هي الأولى والأخيرة.

والمبدأ الاقتصادي الرأسمالي لتحقيق هدف الربح، هو تقليل التكلفة لضمان عوائد أكبر، دون التفات إلى معايير الكفاءة، وهناك شواهد حية على ذلك، تحدث لنا كمواطنين بشكل يومي في حياتنا ومعيشتنا، فعلى سبيل المثال قبل أسبوع شعر أحد أصدقاء الطفولة، بألم وضيق تنفس فرأى كما تم الإيحاء له بشكل متكرر، أن أعراضاً كهذه لا تريد المستشفيات الحكومية بكل السوء الذي يعرفه الجميع عنها، فاتجه فجراً إلى مستشفى خاص، تملأ إعلاناته الصحف اليومية، وعمل له تخطيط القلب والفحوصات اللازمة مثل أنزيمات القلب، وأكد له الطبيب أن قلبه سليم تماماً وأن ضيق التنفس سببه حساسية في الرئة.

فعاد الصديق إلى بيته مطمئناً، ولكنه ظل لأربعة أيام لا يستطيع مغادرة فراشه، فاتجه به ولده إلى مستشفى حكومي تخصصي، ولما رأى الطبيب تخطيط القلب من المستشفى الخاص، سأل صديقي، منذ متى عمل هذا التخطيط فأخبره منذ أربعة أيام، فغضب الطبيب مستنكراً وقال أن الجلطة واضحة كل الوضوح في التخطيط، فحتى طبيب التخرج والسنة النهائية يستطيع تمييز ذلك.

فأدخل غرفة العمليات فوراً، كان لديه انسداد في ثلاثة شرايين، بعضها مئة في المئة، وأحدها شريان رئيسي، فهذا هو الفرق بين مستشفى خاص يهدف إلى الربح فقط، وليس من المهم كفاءة الطاقم الطبي، بل قد تكون شهادة بعض الأطباء مزوّرة، المهم أن رواتبهم أو تكلفة تشغيلهم قليلة لضمان الربح، والفرق بين المستشفى الحكومي.

وهذا ينطبق على التعليم الخاص، وعلى كفاءة معلميه ونتائج العملية التعليمية، فالأمر يتعلق بحياتنا وصحتنا ومستقبل أطفالنا، فكفاءة القطاع الخاص وهمٌ أو أكذوبة يطلقها الجشعون ليصدقها البسطاء.

وليد الرجيب

___________________________

منقول عن جريدة الراي الكويتية تاريخ ١٩-١-٢٠١٥

بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008 تخلت دول لديها اقتصاد صناعي منتج وقطاع خاص إنتاجي عن السياسات الاقتصادية النيوليبرالية المتوحشة (الخصخصة الشاملة والسوق المنفلتة بلا ضوابط، وإلغاء شبكة الضمان الاجتماعي، وتحرير الأسعار، وتحويل الدولة إلى مجرد حارس أمين على الملكية الخاصة)، التي روّج ويُروّج لها صندوق النقد الدولي؛ لهذا فمن المستغرب أن تتجه الحكومة إلى تنفيذ ما يُسمى "روشتة" صندوق النقد الدولي، وهي سياسة اقتصادية نيوليبرالية نتائجها كارثية اجتماعيا وسياسيا، إذ إنها تؤدي إلى غياب العدالة الاجتماعية، حيث تتركز الثروة في أيدي القلة في مقابل إفقار غالبية الشعب (أي محو ما يُسمى الطبقة الوسطى وزيادة إفقار الفقراء)، وهو ما أثبتته الأيام في كل من مصر وتونس واليونان وإسبانيا مثالا لا حصرا. قبيل الثورة التونسية عام 2011، على سبيل المثال، كانت تقارير صندوق النقد الدولي تُطلق على الوضع الاقتصادي في تونس "المعجزة الاقتصادية التونسية" لوجود بيانات إحصائية تشير إلى نمو اقتصادي، لكنه، في الواقع، كان نموا مُضرا ومشوّها تجني ثماره القلة القليلة في مركز اتخاذ القرار وحوله، في حين كانت غالبية الشعب التونسي تعاني معاناة في غاية القسوة رأيناها مجسّدة أمامنا في حالة الشاب الراحل "البوعزيزي" الذي انتحر محترقا نتيجة الظلم الاجتماعي والبؤس والفقر المدقع، وارتفاع الأسعار وتردي مستوى المعيشة، إذ كانت معدلات المُعطّلين (البطالة) ترتفع بشكل قياسي عاما بعد آخر.توصيات صندوق النقد الدولي التي تنوي الحكومة تطبيقها تتضمن فيما تتضمن الخصخصة وإلغاء الدعم الاجتماعي تدريجيا وزيادة الرسوم أو فرض رسوم جديدة، (مادة 24 من الدستور تنص على أن العدالة الاجتماعية أساس الضرائب والتكاليف العامة)، وهي توصيات، إن نُفذت، فسيترتب عليها بكل تأكيد آثار سيئة اجتماعيا وسياسيا، حيث ستؤدي إلى انخفاض مستوى معيشة الفئات الوسطى والشعبية، وهو الأمر الذي اتضح جليا عند إلغاء دعم الديزل والكيروسين وارتفاع الأسعار قبل أيام معدودة، مما أثار غضب واستياء قطاع واسع من المواطنين.ومما سيزيد الطين بلة أن الحكومة تتجه أيضا إلى خصخصة الجمعيات التعاونية في الوقت الذي يُطرح القطاع التعاوني في العالم كبديل ناجح للسياسات النيوليبرالية المتوحشة، فضلا عن أن الدستور ينص على تشجيع الدولة للتعاون. التوجه الحكومي الذي أُعلن عنه قبل مدة هو خصخصة الجمعيات التعاونية سواء الاستهلاكية (55 جمعية) أو الإنتاجية الزراعية (4 جمعيات) والتي تعتبر ملكية اجتماعية، وذلك عن طريق تحويلها إلى شركات مساهمة يدخل في ملكيتها القطاع الخاص الذي من المؤكد أنه سيسيطر عليها في النهاية، كما هو الوضع حاليا في الشركات المساهمة، ثم يوجهها من أجل تعظيم أرباحه، ولا سيما أن الجمعيات التعاونية الاستهلاكية لديها مئات المنافذ الخاصة بالبيع والتسويق، والتي تعتبر فرصة ذهبية لا تقدر بثمن بالنسبة إلى أي شركة خاصة. خصخصة الجمعيات التعاونية تُطرح تحت ذريعة واهية هي وجود فساد في إدارة عدد من الجمعيات، إذ من الممكن لو توافرت الإرادة السياسية إصلاح إدراة الجمعيات التي تعاني الفساد الإداري والمالي، ثم أليس الفساد الذي تعانيه بعض الجمعيات التعاونية مستشريا، مع الأسف الشديد، في جميع مفاصل الدولة؟! أضف إلى ذلك أن القطاع الخاص أيضا لا يخلو من الفساد والصراعات المصلحية التي ستكون نتائجهما كارثية على المجتمع لو تمت خصخصة الجمعيات التعاونية، وخير دليل على أن الفساد من الممكن أن يصيب القطاع الخاص أيضا هو واقع كثير من الشركات الاستثمارية والمالية الذي انكشف بشكل فاضح بعد الأزمة المالية العالمية، علاوة على ما يجري حاليا في سوق الأوراق المالية "البورصة".

د. بدر الديحاني

___________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ ٧-١-٢٠١٥

عقد المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي اجتماعه مساء يوم الأربعاء ٢١ يناير "كانون ثاني" ٢٠١٥ برئاسة المنسق العام الزميل ضاري الرجيب، حيث بحث عدداً من القضايا الواردة على جدول أعماله.وقد توقف الاجتماع أمام ما تتعرض له الحريات العامة من تضييق، وخصوصاً حرية الرأي وحرية التعبير، واستمرار نهج الملاحقات السياسية تحت غطاء قانوني لكل صاحب رأي معارض للسلطة أو مخالف لتوجهاتها، وتحويل إجراء الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق في بعض القضايا المرفوعة ضد معارضي السلطة إلى عقوبة غير مقررة لحجز الحرية، مثلما حدث مع النائب السابق صالح الملا وقبله آخرون.وتوقف اجتماع المجلس العام كذلك أمام التوجّه الحكومي لتحميل الطبقة العاملة والفئات الشعبية من أصحاب الدخول المتدنية أعباء العجز المتوقع في الميزانية العامة للدولة جراء انخفاض أسعار النفط، وما أدت إليه الإجراءات الأخيرة برفع أسعار الديزل والكيروسين من آثار تضخمية وزيادة في أسعار العديد من السلع.وحذر المجلس العام من التوجهات الخطيرة التي انطوت عليها الوثيقة الحكومية المسماة "رأي الفريق الاقتصادي في وزارة المالية حول ملاحظات النواب بشأن تنويع مصادر الدخل" التي تضع خطة هجوم طبقي رأسمالي على المكتسبات الاجتماعية الشعبية، حيث يتضمن دعوة إلى تقليص بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية والدعم الحكومي للسلع والخدمات، بما يؤدي إلى زيادة أسعار تعرفة الكهرباء والماء وأسعار البنزين، وفرص التوظيف في القطاع الحكومي، إلى جانب استحداث ضريبة المبيعات على المستهلكين وضريبة الطرق، بالإضافة إلى التوجه لخصخصة الإنتاج النفطي والتعليم والصحة بما يتعارض مع المادة الرابعة من قانون الخصخصة الصادر في ٢٠١٠، وتقليص دور الدولة في الاقتصاد وتحللها من مسؤولياتها الاجتماعية... وهذا ما من شأنه إلحاق الضرر بالطبقة العاملة والفئات الشعبية ذات الدخول المتدنية واشتداد معاناة العمال وصغار الموظفين والمتقاعدين والكويتيين البدون والوافدين وزيادة أعبائهم المعيشية.وعبّر المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي عن استيائه من التوصية الأخيرة الموجهة إلى مجلس إدارة جامعة الكويت برفع نسب القبول في الجامعة بدءاً من العام الجامعي المقبل بحيث تصل إلى ٧٥% للعلمي و٨٠% للأدبي، ما سيؤدي إلى حرمان الآلاف من الطلبة والطالبات من فرص الدراسة في جامعة الكويت.وحيا المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي الجهود المخلصة التي بذلها المواطن الكويتي الدكتور فهد الراشد لملاحقة الاختلاسات التي تعرضت لها أموال المشتركين في التأمينات الاجتماعية وسعيه من أجل الحصول على حكم بتمكين النيابة العامة في الكويت من الاطلاع على الحسابات المصرفية للمتورطين في هذه الاختلاسات، كما أشاد باهتمام صاحب السمو الأمير في هذا الشأن وتوجيهاته لملاحقة المتطاولين على المال العام في هذه القضية، ويأمل المجلس العام للتيار التقدمي الكويتي أن يشمل هذا التوجيه الملاحقة الجادة لجميع المتطاولين على المال العام في مختلف قضايا الاختلاسات والسرقات وفضائح الفساد والإفساد التي جرى الكشف عنها، وعدم توفير أي غطاء للمتورطين فيها أياً كان موقعهم.وأكد المجلس العام للتيار التقدمي في نهاية اجتماعه الثالث أنّ الأولويات الثلاث التي يجب التركيز عليها تتمثّل في:- الدفاع عن الحريات العامة.- حماية المكتسبات الاجتماعية الشعبية ومستوى المعيشة العام لذوي الدخول المتدنية.- التصدي للفساد. مع التأكيد على أنّه لا يمكن أن نفصل هذه الأولويات الثلاث الملحة عن ضرورة معالجة الأزمة السياسية التي لا تزال تلقي بظلالها السوداء على البلاد وتشلّ حركتها، ما يتطلب الإسراع في اتخاذ قرارات سياسية مستحقة تتصل بحلّ المجلس الحالي وإجراء انتخابات جديدة على أساس نظام انتخابي ديمقراطي عادل، ورحيل الحكومة الحالية، وإصدار قانون بالعفو العام غير المشروط عن قضايا الرأي مع وقف نهج الملاحقات وإلغاء القرارات الانتقامية الانتقائية بسحب الجنسية الكويتية من عدد من المواطنين بسبب مواقفهم السياسية، بحيث تتهيأ الأجواء بعد ذلك لوقف حالة التدهور، التي تنحدر الكويت نحوها، وتحقيق الإصلاح المنشود في مختلف المجالات، ومعالجة المشكلات العامة، وإنجاز الحلّ الإنساني العادل والشامل والنهائي لقضية الكويتيين البدون، وإنجاز التنمية وإقامة اقتصاد وطني منتج، وبناء الدولة الكويتية الحديثة على أسس من العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمساواة وسيادة القانون واستكمال التطور الديمقراطي وصولاً إلى إقامة نظام برلماني مكتمل الأركان.الكويت في ٢٢ يناير "كانون الثاني" ٢٠١٥

اخبار محلية

فقط ١٤٠ حرف

عالم تويتر فضاء شاسع من المعلومات والأخبار الذي أصبح كمصدر لتزويد الأخبار والمعلومات ومكان للحصول على معلومة تخصصية من متخصص في مجال معين، ولكن الغريب في الأمر أن البعض لا يعي بخطورة ال140 حرف فأما ان تكون قاتلة تبث سمومها القاتله لما تحمله الكلمات من تأجيج أو تأزيم للوضع وعلى جانبها المحايد تكون الأحرف ذي دلالة جميلة وسلسة يتداولها الكل في نطاق سلمي و ايجابي المقصد، فالتويتر ليس مجرد بوابة سهلة الاستعمال بمجرد إنشاء كلمة دخول ورقم سري وانما تحتاج منا الى ثقافة بكيفية الاستعمال والتي تتطلب براعة في صياغة الجمل وترتيبها بصياغ العام لمعنى التغريدة ولا نجعل من تويتر ساحة للعراك وتصفية الحسابات وفرض هيمنة القوى فالنتيجة تعتمد على براعة الكاتب في نقش الجمل وصياغتها لا على عدد المتابعين ونهتم بصغائر الأمور بمن أعاد إرسال التغريدة ومن جعلها في المفضلة فالتويتر ماهو الا ساحة لفرض هيمنة قوة العقل والفكر والوضوح في توصيل الفكرة لا تجريح أو إساءة لأحد من الطرف المحايد لتوجهاتي الفكرية او السياسية.. للأسف في الآونة الآخيرة انتشرت حالات القذف والسب الغير مبرر في تويتر حتى جعل منه ساحه معركة... فأجعل من ال140 حرف بوابة لعرض مهارات عقلك الفكرية والثقافية.. والقياس الحقيقي لقوة حسابك تكمن فيما تقدم من كلمات وجمل فكرية لا بعدد المتابعين...نائل العبداللهعضو التيار التقدمي الكويتي

طالعتنا وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل خلال لقاء مفتوح في محافظة مبارك الكبير بمعلومة خطيرة، تدل على عمق إدراكها بتلك المركبة التي تحملها وتحمل باقي الوزراء (الحكومة)، حيث اعربت عن اسفها لعدم وجود مفهوم حقيقي للتخطيط في معظم الوزارات.والمصيبة الأكبر بعد معرفة هذه الحقيقة والمعلومة التي تشربها الانسان العادي في الشارع الكويتي "الفساد والفوضى" بأغلب الدوائر الرقابية والتنفيذية والخدمية؛ تبشرنا الوزيرة الصبيح في سياق حديثها بخصخصة الجمعيات التعاونية كطوق للنجاة من الفساد المالي والاداري، محذرة من الانسياق وراء احكام مسبقة عن الخصخصة ونتائجها وتجاربها السابقة قبل اختبارها!!والسؤال الذي يطرح نفسه بشده، قبل الخوض بالخصخصة نفسها، كيف ستدير الحكومة العاجزة عن التخطيط والرقابة هذا التحول الاقتصادي، في نقل ممتلكات الدولة والمجتمع كالقطاع التعاوني الى مجموعة رأسماليين هدفهم مضاعفة ارباحهم!وكيف ستقود هذه الحكومة العاجزة عن التخطيط وحماية مؤسسات الدولة من الفسادين المالي والاداري الخصخصة بإتجاه خدمة المواطن كما يروج دائما المستفيدين من الخصخصة كموقف اقتصادي، اوالذين يجهلونها او الذين يعتقدون ان النجاة من الفساد هو نقل ملكية عامة لخاصة فقط، بعدما رأينا فشل محطات الوقود المخصصة!!وكيف سيقود اصحاب رؤوس الاموال هذه العملية الحساسة ونحن نعلم مدى حرصهم للوصول بأي شكل من الاشكال للمناقصات والعقود في التنظيف والتشجير والشوارع واغلب انواع الخدمات لكسب الأموال دون الجدية في العمل، ومؤخرا المنشآت التي اصبحت موجودة مجرد ذكرى للفساد ومضاعفة الارباح والهروب من المسؤولية!ناهيك عن الفهم الحقيقي والعميق لما تبشر به الصبيح "الخصخصة"، ومشاكله التي تتلخص في ضعف وفشل الادارة العامة للدولة وجشع التجار، متجاوزة بذلك كل مشاكل الخصخصة وتجاربها القريبة جداً في مصر والجزائر وتركيا والاردن والارجنتين وبوليفيا والبوسنة والهرسك وصربيا وكرواتيا ومونتنيغرو واغلب دول العالم الثالث تحديداً، التي تخضع فيه البلدان تحت سيطرة نخبة سياسية فاسدة وغير قابلة للعزل.وبكل بساطة تتلخص نتائج الخصخصة التي تقودها الحكومات العاجزة عن التخطيط وحماية المجتمع من الفساد المالي والاداري تدريجياً في تجربتها الى ارتفاع حاد في نسبة البطالة، واحتكار السلطة والثروة وغياب العدالة الاجتماعية "غنى فاحش وفقر مدقع"، تهديد الديمقراطية وغياب المساءلة العامة، الفساد المالي والاداري وهدر المال العام.ومن الواضح ان هذا التوجه متفق عليه من اغلب النخب السياسية، مهما كانت متخاصمة، فجمعية الاصلاح التي تمثلها بشكل او بأخر السيدة وزيرة الشؤون (الصبيح) تتفق تماما مع هذه الرؤية التي يتبناها التحالف الوطني مثلا، والتجمع السلفي، واغلب النخب السياسية اليمينية، مايعطي انطباع ان الرؤية الاقتصادية لهذه النخب السياسية تخدم الطبقة الحاكمة (كبار الرأسماليين وتجار التجزئة، تحديداً)، بمعنى تسهيل متطلبات هذه الطبقة، والخوض الى حد الاحتراب والمخاصمة في مايجتمع عليه غالبية المجتمع، انها متخاصمة او متخالفة سياسياً على امور ثانوية التأثير على المجتمع مثل "خصومة الصوت الواحد" وقد تتفق عليه لاحقاً، لكنها متوافقة على الرؤى الاقتصادية كبيرة التأثير على الفئات الشعبية ومحدودة الدخل كالخصخصة الذي يربح منه الكبار ويخسر الناس كلهم، أي الشريحة العريضة والاوسع في المجتمع الكويتي ككل.وللاطلاع اكثر على الخصخصة كمفهوم وتاريخ ونتائج يمكنكم العودة لكتاب الدكتور بدر الديحاني الذي صدر مؤخراً بعنوان "الخصخصة من مواطنين الى زبائن" لمعرفة تجاربها وتأثيرها، ثم معرفة مستوى وعي الحكومة ومستوى الجشع والاستغلال.سعدون محمد.صحفي

بأسف واستياء بالغين يتابع المكتب التنفيذي للتيار التقدمي الكويتي ما يتعرض له النائب السابق صالح الملا من ملاحقة أمنية وسياسية، وذلك في إطار الهجمة التي تشنها السلطة للتضييق على الحريات ولملاحقة معارضيها.ونحن في التيار التقدمي الكويتي نجدد رفضنا لنهج الملاحقات الأمنية والسياسية تحت غطاء قانوني لمعارضي السلطة، كما ننبه إلى خطورة نهج التضييق المتواصل على الهامش المتاح من الحريات السياسية والإعلامية وغيرها من الحريات العامة التي كفلها الدستور.وإننا في التيار التقدمي الكويتي في الوقت الذي ندعو فيه إلى الإفراج عن النائب السابق صالح الملا، فإننا نحذر من مغبة استخدام إجراءات الحبس الاحتياطي كعقوبة، ونكرر مطالبتنا بالإفراج عن بقية المعتقلين والمحكومين في قضايا سياسية، وذلك بإصدار قانون بالعفو العام الشامل وغير المشروط عن القضايا السياسية كافة، وإلغاء الإجراءات التعسفية الانتقائية الانتقامية في سحب الجنسية الكويتية من عدد من الناشطين السياسيين والإعلاميين المعارضين لنهج السلطة. الكويت في 6 يناير "كانون الثاني" 2015

في حديث وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح خلال اللقاء المفتوح في محافظة مبارك الكبير أعلنت أن خصخصة الجمعيات التعاونية ستنصب في صالح المستهلك وتقضي على ما يقارب 50% من الفساد الاداري والمالي مع القضاء على البضائع الراكدة!ويهمنا في التيار التقدمي الكويتي أن نؤكد أنّ توجّه الحكومة لخصخصة الجمعيات التعاونية والتصفية النهائية للقطاع التعاوني تتعارض تماماً مع ما قضى به الدستور في المادة ٢٣ بأن "تشجع الدولة التعاون والادخار وتشرف على تنظيم الائتمان".كما أننا ندرك أنّ الهدف الأساسي من خصخصة الجمعيات التعاونية هو بسط سيطرة الرأسماليين الكبار على تجارة التجزئة بأكملها التي تقع ٧٠ في المئة منها حالياً بأيدي الجمعيات التعاونية، بالإضافة إلى استحواذ الرأسماليين الكبار على أملاك الدولة المتمثلة في مساحات الأراضي المقامة عليها الجمعيات التعاونية بأسواقها المركزية وفروعها المنتشرة عبر البلاد، التي تقدر قيمتها بمئات ملايين الدنانير.هذا إلى جانب الهدف الرأسمالي المتمثل في إلغاء أي شكل من أشكال الملكية العامة والملكية الاجتماعية في الاقتصاد وذلك لتكريس الملكية الرأسمالية الخاصة كشكل وحيد للملكية في الاقتصاد.وبالتالي فإنّ الهدف من خصخصة الجمعيات التعاونية هو تحقيق مصلحة الرأسماليين الكبار وليس تحقيق مصلحة المستهلكين.أما عن الفساد في الجمعيات التعاونية فإن القضاء عليه مرتبط باخضاع هذا القطاع لمزيد من الرقابة المالية ورقابة أعضاء الجمعيات العمومية لهذه الجمعيات التعاونية وملاحقة الفاسدين ومعاقبتهم وليس عبر تصفية القطاع التعاوني بأكمله وخصخصة الجمعيات التعاونية وتحويلها إلى شركات تجارية رأسمالية خاصة لا هدف لها غير الربح والمزيد من الربح من دون تأدية أي وظيفة اجتماعية.الكويت في ٦ يناير "كانون الثاني" ٢٠١٥

استقبل المواطنون والمقيمون في الكويت العام الجديد مصحوباً بموجة جديدة من الغلاء ورفع الأسعار لعدد من السلع والخدمات وذلك في أعقاب القرار الحكومي بخفض الدعم عن الديزل والكيروسين وزيادة أسعاره، وهي الزيادة التي جرت في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط ناهيك عن أنّ هذه الزيادة قد تجاهلت تحذيرات وزارة التجارة والصناعة من العواقب التضخمية لهذه الزيادة وانعكاساتها السلبية على أسعار العديد من السلع والخدمات.

ونحن ندرك أنّ قرار زيادة أسعار الديزل والكيروسين إنما هو مقدمة لقرارات مشابهة ستطاول زيادة أسعار البنزين والكهرباء والماء؛ وخفض الدعم أو إلغائه عن المواد الغذائية الأساسية المشمولة في البطاقة التموينية، وغير ذلك من أوجه تقليص بنود الإنفاق الاجتماعي، وبينها قرار وقف علاوات الموظفين وتأجيل ما يسمى "البديل الاستراتيجي" الموعود للمزايا الوظيفية، هذا غير رفع نسبة الاستقطاع من الراتب للاشتراك في التأمينات الاجتماعية تحت ذريعة استحداث مكافأة نهاية الخدمة على نحو مشوّه بحيث يتحملها بالأساس العامل أو الموظف وليس رب العمل، مثلما يفترض.

إنّ هذه القرارات والسياسات تمثل في مجموعها جزءاً من هجمة أشمل ستشنها السلطة وحلفها الطبقي المسيطر على مستوى معيشة الطبقة العاملة والفئات الشعبية متدنية الدخل وعلى حقوقها المكتسبة وذلك بهدف تحميلها العبء الأكبر من العجز المنتظر للميزانية العامة للدولة جراء انخفاض أسعار النفط... وفي هذا السياق فإنّنا نحذر من أنّ هذه الهجمة الطبقية المعادية لمصالح الجماهير الشعبية ستستهدف من بين ما ستستهدف خصخصة الجمعيات التعاونية وتحويلها إلى شركات تجارية لإحكام سيطرة رأس المال الخاص على تجارة التجزئة؛ ولتصفية وجود أي شكل من أشكال الملكية العامة والملكية الاجتماعية، بالإضافة إلى التوجه لفرض ما يسمى ضريبة القيمة المضافة على المستهلكين، وهذا ما سيزيد من معاناة الطبقة العاملة والفئات الشعبية متدنية الدخول أكثر فأكثر، وذلك في الوقت الذي تطلق فيه السلطة أيدي كبار الرأسماليين من دون أي ضوابط للاستحواذ على مقدرات البلاد وللانتفاع شبه المجاني من أملاك الدولة والتنفيع المتواصل عبر المناقصات والعقود الحكومية، وسن القوانين التي تخدم مصالح كبار الرأسماليين، وآخرها التعديلات التي أجريت على مشروع قانون الوكالات التجارية.

وإزاء هذا فإننا في التيار التقدمي الكويتي ندعو الجماهير الشعبية والقوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية إلى التصدي لهذه الهجمة على المستوى المعيشي وكذلك إلى الضغط على السلطة من أجل إجبارها على اتخاذ إجراءات سريعة لمراقبة صارمة على أسعار السلع، وتقوية أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحماية المستهلك من رفع الأسعار والغش التجاري، ومنحها صلاحيات الرقابة الفعالة والضبط القضائي، وتوسيع قائمة السلع المدعومة والمشمولة بالبطاقة التموينية بالنسبة للمواطنين أصحاب الدخول المتدنية، ونؤكد على ضرورة اعتماد سلم متحرك للرواتب والأجور بربطها بارتفاع تكاليف المعيشة (مؤشر أسعار المستهلك) مع تفعيل المادة الرابعة من القانون 49 لسنة 1982 في شأن زيادة مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين وزيادة المعاشات التقاعدية، التي تقضي بأن "يُعاد النظر كل سنتين على الأكثر في مستوى المرتبات والمعاشات التقاعدية على ضوء زيادة نفقات المعيشة".

كما أننا في التيار التقدمي نتمسك بموقفنا الداعي إلى عدم المساس بالحقوق الاجتماعية المكتسبة، وإعادة النظر في الوجهة وحيدة الجانب لسياسة ترشيد الإنفاق بحيث لا تمس بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية، ومراعاة الظروف المعيشية للطبقة العاملة والفئات الشعبية من المواطنين والمقيمين، ورفض التوجه الحكومي لتخفيض أو إلغاء الدعم الخاص بالخدمات العامة والسلع الأساسية، وكذلك رفض التوجه لخصخصة الجمعيات التعاونية.

الكويت في 4 يناير "كانون الثاني" 2015

كتب ناصر المحيسن*

تواجه الكويت شبح أزمة «بطالة» في ظل عدم وضوح الرؤية في آليات التوظيف في ديوان الخدمة المدنية وتدني أسعار النفط وقد يكون من الصعب بعد اليوم توفير فرص عمل مناسبة للشباب، بسبب تشبع قطاعات الدولة من بعض التخصصات وتكدس العمالة الوافدة في الدرجات العليا في السلم الوظيفي، بالاضافة إلى عدم ربط احتياجات سوق العمل مع المؤسسات التعليمية، الأمر الذي خلق خللاً في نظام التوظيف في «الديوان» الذي يحتاج إلى نظام.

وليس من المستبعد ان نرى اعلانات لمواطنين يطلبون فيها وظائف، بعد أن أصبحت الخيارات ضيقة أمام الشباب للحصول على وظائف تلبي طموحاتهم.

وتشير الإحصائيات إلى ان عدد منتظري الوظائف الحكومية من المسجلين في النظام الآلي للتوظيف لتخصص «الحقوق» بلغ 641 من الذكور والإناث، فيما بلغ عدد المنتظرين لتخصص «المحاسبة» 527 من الجنسين أيضا، بعد أن كانا تخصصين نادرين قبل سنوات قليلة ما يشير إلى عدم ربط احتياجات سوق العمل مع التخصصات المطروحة في المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى حاجة سوق «الديوان» إلى إعادة النظر في سياسات التوظيف.

وتشير إحصائية رسمية من ديوان الخدمة المدنية، حصلت «الراي» على نسخة منها إلى إن حصيلة آخر تسجيل في النظام الآلي للتوظيف بلغت 2449 من الذكور والإناث ليصل عدد منتظري الوظائف المؤهلين للترشيح 18899 حتى نهاية الأسبوع الفائت.

وتقسم الإحصائية المؤهلين للترشيح حسب الفترات تسجيل الكويتيين الراغبين في العمل بوزارات وهيئات ومؤسسات الدولة منذ بداية العمل بنظام التوظيف، وحسب الجنسين.

وبتفصيل الأرقام حسب الفترات والفئات، بينت الإحصائية أن عدد المسجلين في النظام الآلي للتوظيف منذ الفترة الأولى للتسجيل في العام 1999 ولم يترشحوا حتى الآن بلغ 13 من الإناث و1 من الذكور،ما يشير إلى الخلل في آلية التوظيف المطبقة في ديوان الخدمة المدنية.

وبينت الدراسة، أن عدد المسجلين في نظام التوظيف، والذين مضى على تسجيلهم سنة ونصف حتى أقل من سنتين في فترة التسجيل الحادي والأربعين قد بلغ 6 إناث، والفترة الثانية والأربعين بلغ عددهم 274 من الإناث و 48 من الذكور، والفترة الثالثة والأربعين قد بلغت 270 من الإناث و35 من الذكور، في مجموع كلي 633.

ونوهت الدراسة إلى أن أعداد الذين مضى على تسجيلهم من سنة حتى أقل من سنة ونصف في نظام التوظيف الآلي خلال فترة التسجيل الثالثة والأربعين بلغ 148 من الذكور و277 من الإناث، وفي الفترة الرابعة والأربعين بلغ عددهم 226 من الذكور و641 من الإناث، وفي الفترة الخامسة والأربعين بلغ عددهم حتى الآن 171 من الذكور و310 من الإناث، في مجموع كلي 1773.

ولفتت الدراسة إلى ان عدد المسجلين منذ ستة أشهر حتى نهاية الأسبوع الفائت، من منتظري الوظائف الحكومية، بلغ في الفترة السابعة والأربعين 187 من الذكور و263 من الإناث، فيما بلغ عددهم في الفترة الثامنة والأربعين 1218 من الذكور و2139 من الإناث، والفترة التاسعة والأربعين بلغت1091 من الذكور و1358 من الإناث، مجموع ممن سجل حتى 6 شهور بلغوا 6256 من الجنسين.

وقال مصدر في ديوان الخدمة المدنية، إن «أسباب التأخير في التوظيف تعود لرغبة الكثيرين في التوظيف في جهات معينة والربط بهذه الجهات ما يزيد من تراكم الأعداد في نظام التوظيف»، مشيرا إلى «افتقاد الديوان للدراسات التي تبنى عليها سياسات التوظيف لاسيما التنسيق بين الديوان وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لربط احتياجات سوق العمل مع التخصصات المطروحة في هذه المؤسسات التعليمية».

وبسؤاله عن انتظار أعداد كبيرة للترشيح، ورفض البعض للجهات المرشحين لها، أوضح المصدر، إن، «الكوادر المالية أغرت الكثيرين للربط في بعض الجهات، ومن حق أي مترشح رفض الجهة التي لايرغب بها»، مضيفا انه، «عندما يترشح لجهة راتبها 700 دينار بينما الآخر وفي نفس التخصص يحصل على راتب 1200 دينار، لأنه حصل على (كتاب احتياج) من جهة أخرى، فمن الطبيعي أن يرفض»، مشددا على «ضرورة إيقاف مايسمى بـ(كتاب احتياج) من أي جهة حكومية، فالديوان هو صاحب الشأن في الترشيح حسب احتياجات الجهات التي تقدمها للديوان».

وبين المصدر، أن «تخصصي المحاسبة والحقوق كانا من التخصصات النادرة واليوم قفز عدد منتظري الوظائف في هذين التخصصين إلى أكثر من 500 متقدم لكل منهما»، داعيا إلى «عقد ورش عمل لطلبة المدارس الثانوية حول التخصصات المطلوبة في سوق العمل للسنوات العشر المقبلة بعد إجراء الدراسات لحصر الاحتياجات منها».

وبين المصدر، أن «الحلول لخفض الأعداد من منتظري الوظائف يبدأ من توعية الناس بالتخصصات المطلوبة في سوق العمل، والفرض على الجهات الحكومية من مجلس الوزراء بإيقاف (كتب الاحتياج) وعدم السماح لهم برفض من يرشحهم الديوان، بالإضافة إلى إعطاء المواطن الأولوية في التوظيف بدلا من الوافدين الذين يتم توظيفهم من الجهات بنفس اليوم والمواطن ينتظر دوره بالآلاف».

منقول عن جريدة الراي الكويتية تاريخ ٢٧-١٢-٢٠١٤

—————————————– *عضو التيار التقدمي الكويتي.

إن عملية إعادة تسعير مشتقات النفط والطاقة، لن تكون مُفيدة للمجتمع ككل وعادلة بحق ما لم تكن جزءاً من حزمة إصلاحات سياسية واقتصادية ومالية جذرية وشاملة، يترتب عليها توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع السياسات واتخاذ القرارات التي من شأنها تحقيق العدالة الاجتماعية.تتجه الحكومة، كما صرح وزير المالية قبل عدة أيام، إلى زيادة أسعار الكهرباء والماء، وذلك بعد تخفيض الدعم الحكومي بحيث تُقسّم تعرفة الأسعار بحسب نظام الشرائح الاستهلاكية، والذي من الممكن أن يساهم في ترشيد الاستهلاك، ويحد من الإسراف والتبذير ويدعم الميزانية العامة للدولة، ويكون مقبولاً من حيث الشكل إذا ما تم استثناء أصحاب الدخول المتدنية ووضع سقف مرتفع نسبيا للاستهلاك المنخفض التعرفة بالنسبة إلى السكن المنزلي الخاص، بحيث يتم التفريق بينه وبين السكن الاستثماري والقطاعات التجارية والصناعية والزراعية، فالنظام المعمول به حاليا غير عادل من هذه الناحية؛ لأن الدعم الذي يحصل عليه السكن الخاص أقل من الدعوم الإجمالية التي تحصل عليها القطاعات الأخرى.بيد أن المشكلة لا تنحصر في جزئية ترشيد استهلاك الكهرباء والماء والمحروقات رغم أهميتها، بل تمتد إلى أبعد من ذلك، إذ إن ترشيد استهلاك الطاقة ليس هدفاً بحد ذاته بل وسيلة من وسائل المحافظة على البيئة، ووقف هدر الأموال العامة، وترشيد عملية استخدام الموارد، ودعم الموازنة العامة للدولة من أجل تحقيق تنمية شاملة ومستدامة يستفيد منها الجميع بشكل متساو وعادل؛ ولهذا فما لم تتوافر إدارة عامة ديمقراطية وصالحة ورشيدة، بحيث تكون هناك مشاركة واسعة وفعلية في صنع السياسات واتخاذ القرارات، وشفافية في إدارة المالية العامة، وأجهزة رقابة مستقلة وفاعلة، وتوزيع عادل للثروة الوطنية، فإن الأموال أو الإيرادات التي ستُحصّل بعد زيادة أسعار الكهرباء والماء والخدمات العامة الأخرى ستذهب في نهاية المطاف، كما ذهبت الفوائض المالية من قبل، إلى مجموعة صغيرة هي التي تستفيد أكثر وأكثر من الثروة الوطنية.أضف إلى ذلك أن نظام الشرائح الاستهلاكية بالنسبة إلى الكهرباء والماء والمحروقات سيترتب عليه تخفيض بنود الدعم الاجتماعي الضرورية، وتحميل أصحاب الدخول المتوسطة والمتدنية وحدهم العجز المالي في الموازنة العامة للدولة، حيث سترتفع أيضا تكاليف المعيشة وأعباؤها، لأن الشركات الخاصة وتجار التجزئة سيحملونهم بدل زيادة أسعار الكهرباء والماء والمحروقات، خصوصاً في ظل ضعف الأجهزة الرقابية المستقلة أو غيابها واستشراء الفساد بجميع أشكاله.على هذا الأساس، فإن عملية إعادة تسعير مشتقات النفط والطاقة (البنزين والمحروقات والكهرباء والماء)، لن تكون مُفيدة للمجتمع ككل وعادلة بحق ما لم تكن جزءاً من حزمة إصلاحات سياسية واقتصادية ومالية جذرية وشاملة، يترتب عليها توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع السياسات واتخاذ القرارات التي من شأنها تحقيق العدالة الاجتماعية، وتصحيح الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد الوطني والمالية العامة.

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ ٢٤-١٢-٢٠١٤

كتب آدم عبدالحليم:أكد عضو التيار التقدمي الكاتب أحمد الديين، أن التوجه الحكومي لتحميل طبقة محدودي الدخل والمواطن البسيط أعباء العجز في الميزانية قضية مهمة، كونه يمس المواطن وحياته، وله انعكاسات خطيرة ليست بالهينة على الطبقة العامة ومحدودي الدخل وأصحاب الدخول المتدنية.وأضاف خلال محاضرة له في الحلقة النقاشية التي نظمها التيار التقدمي في ديوانه بميدان حولي، وحملت عنوان «مستوى المعيشة وأعباء العجز»، والتي كان من المقرر أن يحاضر فيها د.محمد السقا من جامعة الكويت، إلا أنه اعتذر بشكل مفاجئ، أن بوادر هذا التوجه ظهرت بانخفاض أسعار النفط، مشيراً إلى أن ما يزيد الأمر سوءاً في الكويت، أننا نعتمد على اقتصاد أحادي الجانب،مما سبب خللاً رئيساً في الاقتصاد، كون النفط مصدراً آيلاً للنضوب، بفضل استنزافه، والمصادر البديلة التي قد تقلل الطلب عليه وتخفض من سعره.وأرجع أسباب انفراد الحكومة بقرارها الاقتصادي إلى افتقاد الشارع للنفوذ والحركات النقابية النشطة ووسائل الإعلام، في الوقت الذي يسيطر فيه الحلف الطبقي المسيطر على المشهد على «رؤوس المال، والصحف، والقوى السياسية التي تخدم مصالحه»، إلى جانب النهج الحكومي، الذي يسير في اتجاه حماية تلك مصالح ورعايتها.صراعوقال الديين إن القضايا الاجتماعية ببعدها السياسي (التشريعات والسياسات) ميدان مهم للصراع في أي مجتمع ينقسم فيه شعبه إلى طبقات متعددة المصالح، منها ما يمتلك معظم مصادر الإنتاج ويتحكم في الاقتصاد والقرار السياسي، ومنها طبقة السواد الأعظم التي لا تملك سوى قوة عملها «الذهنية والعضلية»، وليس لها دخل آخر، ومصالحها بالطبع تختلف عن مصالح الفئات الأخرى التي تملك رؤوس الأموال.واعتبر أن ذلك التقسيم أنتج قضايا عدة أصبحت صراعاً بين الطرفين، ومنها قضايا «الميزانية، وتقليل الإنفاق، والأجور والرواتب، والمعاشات، والتأمينات الاجتماعية، والضمان الاجتماعي، وحق الإضراب، والتضخم، والبطالة، والخصخصة».. وغيرها من القضايا.وأضاف الديين أن عناصر مجتمعنا لا تختلف عن العناصر الرئيسة للمجتمعات، ولكن ما يزيد الأمر سوءاً في الكويت، أننا نعتمد على اقتصاد أحادي الجانب، ما سبب خللاً رئيساً في الاقتصاد، كون النفط مصدراً آيلاً للنضوب، بفضل استنزافه والمصادر البديلة التي قد تقلل الطلب عليه وتخفض من سعره.سياسات اقتصاديةولفت إلى أن تلك الصورة جعلت الاقتصاد الكويتي، كغيره من اقتصادات الخليج، عُرضة للأزمات الناتجة عن تذبذب الأسعار، الأمر الذي يجعله سهل التأثر بالأحداث العالمية والإقليمية، كالحروب والتصعيد العسكري وإغلاق المعابر والمضايق وغيرها، موضحاً أن هناك غيرنا من دول العالم التي تنتج النفط تتبع سياسات اقتصادية عكس التي نعتمد عليها في منطقة الخليج تتعلق بتنويع مصادر الدخل لكي تحافظ على اقتصادها من الأزمات المتعلقة بأسعار النفط.وأشار إلى أنه في فترات انخفاض أسعار النفط يدور سؤال مهم: «مَن سيتحمَّل فاتورة انخفاض الأسعار؟»، مؤكداً أن أصحاب البنوك ومالكي الشركات العملاقة وغيرها والمقاولين لا يريدون تحميل أنفسهم أعباء انخفاض أسعار النفط، لذلك سيتصدون لتقليل الإنفاق على المناقصات، وسيرفضون أعباء وضغوطاً لتوفير فرص عمل للعمالة الوطنية، وبالطبع سيرفضون دفع ضرائب تصاعدية، أسوة بما هو معمول به في دول العالم.وأجاب الديين عن سؤاله السابق، قائلاً: هم يريدون تحميل المواطن والطبقات محدودة الدخل تلك الفاتورة، مشيراً إلى أنه في أي مجتمع طبقي، كما هو الوضع عليه في الكويت، لا تكون الحكومة حيادية، لكنها تميل إلى القوى الاقتصادية التي بيدها السياسة والتشريعات، التي تنفذها الحكومة وتعبّر عن مصالح أصحاب رؤوس الأموال.وضرب الديين عدة أمثلة على النهج الحكومي، الذي يدعم طبقة أصحاب القوى الاقتصادية، قائلاً: إن كل التشريعات التي تتبناها الحكومة تعبّر عن تلك الفئة، فتقارير ديوان المحاسبة أكدت وجود 540 مليون دينار لميتم تحصيلها من القطاع الخاص المحلي والأجنبي والدولي يتعلق ببند الضرائب على الدخل، فضلاً عن 524 مليون دينار ديون أخرى غير محصلة.تراخ فاضحوأضاف: يأتي هذا، في ظل تراخٍ فاضح من جانب الدولة في تحصيل الرسوم على الأراضي الفضاء «غير المستغلة»، بالإضافة إلى توجه حكومي ودعاوى لتقليص باب الأجور والرواتب بالميزانية، معتبراً أن ذلك يأتي في إطار الهجوم الطبقي الرأسمالي للحلف المسيطر على مقدَّرات الشعب.واعتبر الديين أن قرار زيادة مشتقات النفط «الديزل» بدأ تنفيذه، على الرغم من تحذير وزارة التجارة من تلك الزيادات، وتأكيدها على أن ذلك سيؤثر في الأسعار، ولاسيما المواد الغذائية والإنشائية والنقل البري، الأمر الذي سيرفع جميع الأسعار معه.وقال: يأتي هذا إلى جانب الدراسة التي يعدها المجلس الأعلى للتخطيط عن طريق فرض شرائح لاستهلاك الكهرباء، ورفع سعر الكيلو وات إلى 12 فلساً، في مثال صارخ لعدم التفرقة بين مجمع الأفنيوز ومواطن يمتلك بيتاً حكومياً.وضرب الديين أمثلة أخرى لذلك التوجه، الذي وصفه بأنه يخدم حلف رؤوس الأموال، قائلاً: التوجه لرفع أسعار البنزين الذي سينعكس على الأسعار بشكل عام ورفع سعر أسطوانة الغاز إلى 100 في المائة وزيادة مصاريف الخدمات واستحداث رسوم جديدة.. كلها تأتي في هذا الإطار.واعتبر أن الأخطر يأتي في توجه الحكومة لسنّ تشريع لإنشاء ضريبة القيمة المضافة، والتي ستقتطع 12.5 في المائة من دخل المواطن لميزانية الدولة، موضحاً أن كل هذا يأتي بالتزامن مع الارتفاع الفاحش في الإيجارات وأسعار السكن الخاص والتوجه نحو خصخصة الجمعيات التعاونية.ضعف الحركة النقابيةوزاد الديين أن المشكلة تكمن في عدم وجود حركة نقابية عمالية، كما كان في السابق، والتي كانت تحسب لها السلطة حساباً، وذلك بعد أن أصبحت الحركة النقابية حاليا ضعيفة، وسيطرت عليها الطائفة والقبلية، ومن ثم فقدت دورها الحقيقي في الدفاع عن مصالح المواطن ومكتسباته.وأشار إلى أن القوى السياسية ليست في حال أحسن من النقابات، فكل تنظيم سياسي يعبّر عن مصالح فئات معينة في المجتمع، كما هي الحال في قانون الخصخصة، الذي أقر عام 2010، حيث دافع التجمع السلفي والتحالف الوطني عن هذا القانون، وهما اللذان كانا يدفعان نحو الخصخصة الشاملة، مؤكدا أن القوى السياسية ليست يداً واحدة، فهي تمثل أطرافاً مستفيدة من الوضع القائم.وأضاف أنه إلى جانب تلك القوى هناك قوى دينية أخرى لا تنشغل بقضايا المواطن الاجتماعية بقدر ما تتلخص مهمتها في الطائفة الدينية، وكيف تحصل على عدد أكبر من المقاعد في المجلس، إلى جانب محاولتها السيطرة على الحياة الخاصة، وفرض سطوة المؤسسة الدينية على الحياة العامة.واختتم الديين محاضرته، قائلاً: لدينا مشكلة في ميزان القوى، فهناك تلفزيونات وصحف خاصة وتنظيمات سياسية لها ممثلون في المجلس والحكومة بمثابة منفذ لما يريده الكبار للحلف الطبقي المسيطر على مقدَّرات البلاد، إلى جانب حركة نقابية ضعيفة ومخترقة وحركة تقدمية تحاول لعب دور، لكنها لم تصل إلى التفاف القوى الجماهرية بمفهومها الأشمل حولها.لقطات من الحلقة النقاشيةـ أجاب الديين عن سؤال أحد الحضور: هل تمتلك الحكومة رؤية وخطة عمل؟ فقال: على العكس، الحكومة لديها خطة كونها تمثل بُعدين «كبار الشيوخ وكبار الرأسمالين»، مضيفا أن الشيوخ لديهم مشروع محدد، يتمثل في الانفراد بالسلطة، ومن ثم إعادة نظام المشيخة.. أما بالنسبة لكبار الرأسماليين، وجزء منهم من كبار الشيوخ، فإن الحكومة تسعى إلى الاستئثار أكثر بثروات وخيرات البلاد وتدافع عن مصالحهم بطرق مختلفة.ـ أكد الديين أن تخبط وسوء إدارة الحكومة يظهران عندما يتعلق الأمر بالمواطن ومحاربة الفساد وقضايا تطوير التعليم والصحة ومعيشة الناس، كون تلك الأمور لا تهمها.ـ أشار الديين إلى أن القاعدة تؤكد أن المسؤولية على قدر السلطة، وعلى الحكومة أن تتحمَّل مسؤولياتها، فالنفط يصدر منذ عام 1946، ولم تسعَ الحكومة منذ ذلك التاريخ إلى تنويع مصادر الدخل، وأصبح المستقبل غير مضمون.ـ أكد الديين أنه على الرغم من قتامة المشهد، فإن قوة الشارع كفيلة بتغيير الدفة، ضاربا مثالاً بتحرك القوى السياسية في 2010 تجاه قانون الخصخصة بعدد من الفعاليات والندوات، حيث افتتحت بندوة في ديوان النائب السابق عبدالله النيباري، والذي أجبر المجلس من خلال تلك الحملة على استثناء قطاعات النفط والصحة والتعليم من قانون الخصخصة بعد صناعة رأي عام مضاد للقانون.ـ جدد الديين تأكيده على قدرة الشارع في تغيير الوضع الحالي، قائلاً: إنه يمكن لنا، بقدراتنا المتواضعة، تعبئة الرأي العام وشرح مخاطر السياسات الاجتماعية الموجهة ضد طبقات محدودي الدخل.منقول عن جريدة الطليعة تاريخ ٢٤-١٢-٢٠١٤

لا جدال في أن تنظيم العمل السياسي أو النقابي أمر في منتهى الأهمية، فكلما كان المجتمع منظما على أسس مدنية ديمقراطية دل ذلك على تحضره ورقيه وتقدمه، ولكن هنالك فرق شاسع بين تنظيم العمل السياسي والمجتمع المدني وبين تقييد حريتهما تحت ذريعة التنظيم؛ بكلمات أخرى، تنظيم الحريات العامة المكفولة دستوريا وفي المواثيق الدولية ومن ضمنها حرية العمل السياسي والنقابي والعام لا يعني بأي حال من الأحوال حظرها أو فرض قيود مُشددة عليها تحت مبرر تنظيمها.

كما أنه لا جدال أيضا حول أهمية الأمن العام وضرورته من أجل استقرار المجتمع، إذ لا يمكن الحديث عن تنمية المجتمع وتطوره في ظل غياب الأمن وعدم الاستقرار، ولكن الأمن بمفهومه الحضاري لا يتعارض البتة مع الحريات والديمقراطية وإلا فقد دوره الطبيعي وفعاليته وتحوّل إلى أداة قمع وتسلط واستبداد.

من هذا المنطلق فإن الحديث عن ضرورة تنظيم الحركة الطلابية بهدف فسح المجال أمامها للعمل بحرية وديمقراطية شيء، أما فرض قيود مُشدّدة عليها تحد من حركتها وحريتها، أو التدخل في شؤونها الداخلية فشيء آخر مختلف تماما، إذ إن الحركة الطلابية في جميع أنحاء العالم الديمقراطي منظمة نقابية مستقلة يتولى الطلبة تشكيلها، ويديرونها بأنفسهم بما لا يتعارض مع الأنظمة والقوانين العامة المعمول بها في الدولة.

والحديث عن الحركة الطلابية المحلية يقودنا إلى التطرق لما تعانيه من مشاكل كثيرة، بعضها مثل الانتخابات الفرعية القبلية والطائفية والفئوية انعكاس لواقع المجتمع وظروفه السيئة، إذ لو كان العمل السياسي مُشهراً ومُنظّماً على أسس وطنية ديمقراطية لما شهدنا انتخابات فرعية سواء خارج العمل الطلابي أو داخله، ولكن ذلك لا يعفي الطلبة من المسؤولية، إذ إن دورهم الوطني المفترض هو رفع مستوى الوعي العام للطلبة، والمساهمة في تطوير المجتمع وتقدمه وحل مشاكله وليس نقلها إلى الوسط الطلابي، والعمل على تكريس الممارسات المتخلفة في المجتمع.

من جانب آخر فإن المؤسسات الأكاديمية والتعليمية عليها مسؤولية إجراء مراجعة شاملة للأنظمة واللوائح الإدارية المتعلقة بالأنشطة الطلابية وتطويرها باستمرار كي تكون أكثر مدنية وديمقراطية، وفي هذا السياق يجب أن يُنص صراحة على منع الانتخابات الفرعية بكل أشكالها ومعاقبة من يُنظمها ويشترك فيها، بالإضافة إلى تحديد سقف لتكلفة الدعاية الانتخابية كي تتيح فرصاً متكافئة لجميع الطلبة؛ لأن ما يُصرف أحيانا على الإعلانات سواء الانتخابية أو الخاصة بالأنشطة الطلابية خلال العام الأكاديمي يفوق القدرة المالية للطلبة. صحيح أن بعض الدعم المالي للاتحاد والروابط الطلابية يأتي من القطاع الخاص عن طريق رعاية النشاط، ولكن هذا أيضا بحاجة إلى مراجعة وتطوير.

إن تقييد حرية العمل النقابي والطلابي تحت ذريعة تنظيمه، مخالف للدستور والمواثيق الدولية، ولا يخدم التطور المدني الديمقراطي، أما تجديد العمل الطلابي وتطويره من خلال طرح برامج وطنية جامعة تساهم في رفع مستوى وعي الطلبة، وتفعيل مشاركتهم في قضايا مجتمعهم ووطنهم فهذا شيء ضروري ومطلوب، وهي مهمة منوطة بالطلبة ذاتهم الذين عليهم جميعا تقييم عملهم النقابي بشكل مستمر، وابتكار أساليب جديدة ومبدعة، من أجل تطويره كي يخلق قيمة مضافة للمجتمع لا العكس.

د. بدر الديحاني

___________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ 17-12-2014

اخبار محلية

تحميل الناس تبعات فشل السلطة

بقلم: د. فواز فرحان*رغم وجود الكثير من الانتقادات على الأنظمة الديمقراطية البرجوازية -حيث يتم تداول السلطة في حدود الطبقة البرجوازية فقط- إلا أن هناك هامشاً لا يستهان به يسمح للناس بمحاسبة حكوماتهم في حال فشلها. بينما في الكويت حيث دولة المشيخة ذات الثوب (الدستوري) لا توجد محاسبة جدية وحقيقية لمسلسل فشل الإدارة الحكومية الطويل والممل، فمجلس الأمة يكاد ينحصر دوره في المشاركة بالتشريع فقط، وأقصى عقوبة قد تطال كبار المسؤولين هي الراحة على مقاعد التقاعد الوثيرة من غير إرجاع الحقوق لأصحابها ومن غير وضع حلول جذرية للمشاكل والأزمات التي تعصف بالبلد.

أزمة ميزانية الدولة التي تطل برأسها على الكويت بسبب الهبوط المتزايد لأسعار النفط لا تعود فقط إلى الوضع الإقليمي المشتعل بالثورات والثورات المضادة أو إلى الوضع العالمي الذي تتنافس فيه القوى الرأسمالية الكبرى فقط، بل تعود إيضاً للطبيعة الريعية لاقتصاد الدولة والمتمثلة ببيع النفط وعدم وجود اقتصاد انتاجي حقيقي، وفوق ذلك كله التبعية للشركات الرأسمالية العالمية. نحن أمام أزمة جدية ربما تجلب الكوارث للطبقات العاملة والفئات الشعبية ومحدودة الدخل، ليس بسبب الأزمة بحد ذاتها بل بسبب السياسات الحكومية المزمع اتخاذها أيضاً. المصيبة الكبرى ألا أحد يستطيع محاسبة الإدارة الحكومية على كل هذا؛ بدءاً بعدم وجود اقتصاد انتاجي ومصادر متنوعة لدخل الدولة وانتهاءً بتحميل الناس تبعات عجز الميزانية القادم لا محالة!

السياسات النيوليبرالية للبنك وصندوق النقد الدوليين جرّت الويلات على الشعوب لأن حلولها تتمحور حول إعطاء دور أكبر للقطاع الخاص و رفع الدعوم عن معيشة الناس، حتى الدول المتطورة سياسياً والناضجة اقتصادياً بدأت تعيد النظر بهذه السياسات لعدم إنسانيتها وضررها المباشر على الطبقات العاملة والفئات الشعبية ومحدودة الدخل، بينما الإدارة الحكومية الكويتية اليوم تقرر تطبيق هذه السياسات! هناك اتجاه واضح لتصفية القطاعين العام والتعاوني وبيعهما -تنفيعياً- على الأطراف المتنفذة في الحلف الطبقي المسيطر، وهناك اتجاه للمساس مباشرة بمكتسبات الناس وبرواتبهم وعلاواتهم وزياداتهم تحت شعار (إنقاذ الدولة من عجز الميزانية) بينما الفساد ينخر عظم مختلف مفاصل الدولة و وزاراتها. بدل أن يتم ترقيع أزمة الميزانية باسترجاع أموال الدولة المنهوبة والمقدرة بالمليارات سيتم ترقيعها عبر التضييق على الناس برفع أسعار الوقود ورفع الدعم عن السلع الغذائية، وكل ذلك تحت تطبيل النخب البرجوازية المستفيدة من هذا الوضع.

على القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية في البلد التصدي لهذه الهجمة السلطوية على معيشة الناس؛ هذه الهجمة التي تعتبر هروباً إلى الأمام من فشل الإدارة الحكومية الذريع. نعم نحن مع اكتمال النظام البرلماني الديمقراطي في ظل وجود الأحزاب ونظام انتخابي عادل، ولكن هذا يعتبر هدفاً استراتيجياً لا يجوز رفعه كشعار يبرئ ذمتنا السياسية فقط بينما لا نتحرك للتصدي للمشاكل اليومية التي تعصف بالناس. نحن ركبنا رحلة سفينة الإصلاح والتغيير السياسي ونعرف وجهتها تماماً، ولكن في هذه الرحلة قد تحدث بعض الظروف التي تضطر السفينة إلى أن تناور وتغير وجهتها مؤقتاً وربما إلى أن تتوقف قليلاً لتتصدى للظروف التي تعرقل رحلتها، والتصدي لهجمة السلطة على الحريات وعلى معيشة الناس بات اليوم مركزاً لثقل نضالنا اليومي والذي لا يخرج عن إطار الهدف الاستراتيجي بعيد المدى.

----------------------------------------*عضو التيار التقدمي الكويتي.

بقلم: د. فواز فرحان*

عندما قررت الصديقة لمى العثمان التوقف عن الكتابة في الشأن العام أصبت بخيبة أمل مؤقتة بدّدتها معرفتي بحدود الخط الليبرالي الاجتماعي الذي ُتكرر دائماً بأنها تنتمي إليه، ثم افتقدتها بمواقع التواصل الاجتماعي التي هجرَتها الصديقة منذ مدة لأسباب تخصها، لكنني فرحت عندما جاءتني إضافة جديدة باسمها في موقع (أنستغرام) وتوقعت بأنها جاءت ويحدوها الأمل للتغيير من واقعنا المؤلم، ولكن خاب ظني -نسبياً- عندما وجدتها تشن هجومها الليبرالي على الخط اليساري وبالأخص الشيوعي منه، وكأن هذا الخط هو أساس مآسي اليوم وتناقضات الواقع! سيكون مقالي هذا للرد على كلامها الحادّ والذي هلل له مجموعة من مريدي الحدة وربما أكثر من ذلك.

وضعتُ صورة جدار كُتب عليه: الشيوعيون مرّوا من هنا، وعلقتُ على الصورة بمقولة الرفيق لينين: حيث هناك إرادة هناك وسيلة، فكان تعليق الصديقة لمى دوغمائياً كعادة بعض الليبراليين في الكويت؛ كان يتمحور حول اختزال الخط الشيوعي بالديكتاتورية واعتبار الليبرالية الاجتماعية مخلّصاً، وضربت مثالاً بالدول الإسكندنافية. فلما رددت على تعليقها بذكر نضالات الشيوعيين وتضحياتهم والقمع الذي تعرضوا له كمثال على الجانب الآخر من الحقيقة -والذي تتحاشاه الصديقة لمى- اتهمتني بعدم تقبل النقد لأنني دوغمائي على حد وصفها. لم أستغرب من اتهامها لي بعدم تقبل النقد، لأن بعض الليبراليين في الكويت يعتبرون رد الشيوعيين على الاتهامات عدم تقبل للنقد وبعضهم قد يذهب أبعد من ذلك ليضع تعليقات الشيوعيين في خانة الإقصاء لغيرهم!

اليساريون عموماً والشيوعيون خصوصاً هم أكثر من يراجع تجاربه وينتقد تحليلاته واستنتاجاته لأنهم يتبنون الفكر المادي الجدلي؛ هذا الفكر الذي يقوم على معطيات الواقع وتتغير مشاريعه بحسب الظرف الموضوعي للمكان والزمان وبحسب الظرف الذاتي للطليعة التي تتبنى هذا الفكر. أكثر من انتقد وراجع تجربة الاتحاد السوڤييتي وتجربة الصين الإشتراكية هم اليساريون والشيوعيون، وكتبوا في ذلك العديد من المقالات والدراسات وألّفوا الكثير من الكتب التي توثق ذلك، ولكن هذه المراجعات والانتقادات قامت على التحليل العلمي وليس على ردود الأفعال والانجراف وراء الدعاية الغربية عموماً والأميركية خصوصاً. اليساريون والشيوعيون اليوم يحكمون أغلب أميركا اللاتينية، يحكمونها عبر الانتخابات الحرة النزيهة والتداول السلمي للسلطة وليس عبر تكرار طرق وأساليب أي تجارب يسارية وشيوعية أخرى، وتجربة اليسار في أميركا اللاتينية تتطور يومياً باتجاه المزيد من العدالة الاجتماعية وصولاً إلى الإشتراكية، وبالمناسبة فإن هذه التجربة تعرضت وتتعرض للتدخلات (الليبرالية) الأميركية عبر الانقلابات العسكرية -كما حدث مع أليندي وتشافيز- وعبر ضغط الشركات الرأسمالية كما يحدث اليوم في الأوروغواي والأرجنتين وبوليڤيا. التجربة الصينية الإشتراكية كذلك قفزت عدة قفزات خلال تاريخها وتعرضت للنقد والتعديل عدة مرات على أيدي مناضلي الحزب الشيوعي الصيني وغيره، قد يكون نظامها غير المكتمل ديمقراطياً أحد مثالب تجربتها؛ ولكنها بالتأكيد انتشلت الصين من بلد متخلف ومُستعمَر وغارق بالفقر والأوبئة إلى بلد قوي اقتصادياً ويصنف ثاني قوة اقتصادية في العالم. الأحزاب اليسارية والشيوعية في الدول الأوروبية انتقدت تحليلاتها وتجاربها السابقة وطوّرت مشاريعها، واليوم هي قوة لا يستهان بها في الكثير من برلمانات جنوب أوروبا. حتى الحزب الشيوعي الروسي الذي تلقى ضربة قوية بإلغاء الاتحاد السوڤييتي لايزال يحصل على قرابة ثلث مقاعد البرلمان! إذن التجارب اليسارية والشيوعية تتطور وليست مقدسة وهذا ينفي دوغمائيتها و وصمَها بالديكتاتورية.

بالنسبة للدول الإسكندنافية فهناك لبس شديد بخصوصها عند الصديقة لمى العثمان و عند الكثير ممن ينسب نفسه للخط الليبرالي في الكويت، أنظمة هذه الدول تقوم على (الإشتراكية الديمقراطية) والتي تعتبر أحد خطوط الماركسية، وتنطلق هذه الإشتراكيات الديمقراطية من مبدأ العدالة الاجتماعية، هذه الأنظمة يختلف خطها عن خط (الليبرالية الاجتماعية) والتي تعتبر أحد خطوط الليبرالية بنت الرأسمالية؛ ويضع هذا الخط مسألة الحرية الفردية فوق مبدأ العدالة الاجتماعية. ما يزال الواقع الرأسمالي مسيطراً على تجارب الإشتراكيات الديمقراطية في الدول الإسكندنافية ولكن الشعوب هناك تنعم برفاهية نسبية بسبب العامل الإشتراكي في أنظمة حكمها وليس بسبب العامل الرأسمالي بالتأكيد ولا بسبب علمانيتها فقط كما يعبّر بعض السطحيين. قد يكون تشابه المشاريع على الأرض بين (الإشتراكية الديمقراطية) و(الليبرالية الاجتماعية) أحد أسباب اللبس عند ليبراليي الكويت.

أين سنجد الدوغمائية والجمود الفكري؟ عند الأحزاب والتيارات والحركات اليسارية والشيوعية التي تطوّر تجاربها ومشاريعها بشكل دائم؟ أم عند البرجوازية التي تريد الحفاظ على الواقع عبر أحزابها الليبرالية الجديدة أو تحسين هذا الواقع شكلياً وجزئياً غير أحزابها الليبرالية الاجتماعية؟ من هو المثالي؟ اليساري والشيوعي الذي ينطلق من الواقع المادي ويطور فكره ومشروعه على حسب هذا الواقع؟ أم الليبرالي الذي يتبنى فكرة ثابتة ويريد فرضها على المجتمع؟ لماذا يعتبر الليبراليون تقديس الحرية الفردية ليس دوغمائية ولا جموداً فكرياً بينما يعتبرون التزام اليساريين والشيوعيين بالعدالة الاجتماعية دوغما وأصولية؟ لماذا ينتقد الليبراليون أي اقتباس من مقولات مفكرين كلينين وستالين وماو بينما لا يجدون غضاضة باقتباس مقولات من العنصري نيتشه أو ڤولتير الذي يعتبر الديمقراطية تمكيناً للرعاع؟ لماذا يتذكر الليبراليون من قتل في حروب أهلية وعالمية شارك بها اليساريون والشيوعيون بينما لا يركزون على ملايين الضحايا على أيدي (الليبراليين) الأميركيين في مناطق كثيرة من العالم؟ لماذا يعتبر الليبراليون كل اليساريين والشيوعيين من دعاة الدكتاتورية بسبب تجارب محددة ولها ظروفها بينما لا يجيئون على ذكر المليون شهيد من الحزب الشيوعي الإندونيسي وضحايا حرب ڤيتنام وزعماء اليسار والشيوعية الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الناس كالرفيق فهد وفرج الله الحلو وشهدي عطية وعبدالخالق محجوب وسلام عادل وغيرهم؟

كانت آخر فقرة من مقالي هذا عبارة عن تساؤلات أرجو أن تتم الإجابة عليها بعيداً عن التشنج، وأرجو ألا يتم اعتبار هذه التساؤلات عدم تقبل للنقد أو أنها دليل على أنني دوغمائي وإقصائي.

-----------------------------------------

*عضو التيار التقدمي الكويتي.

اخبار محلية

لسنا في أفضل أحوالنا

رغم التطمينات الحكومية حول عدم تأثر الميزانية العامة بالانخفاض الحاد لأسعار برميل النفط، إلا أن القلق بدأ يساور أكثر المتفائلين بالاستقرار والأمان المعيشي، ومهما أكد المسؤولون أن ترشيد الإنفاق لن يمس الفئات متوسطة ومحدودة الدخل، إلا أن التوجهات الحكومية والمنشورة في الصحافة اليومية، تشير إلى نية لتقليص بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية، وتحميل الفئات الشعبية أعباء العجز القادم في الميزانية.


فكل السياسات والقرارات لا تشير إلى توجه لرفع أو تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، أو إلى تنمية إنسانية «مستدامة»، أو لوضع حلول جادة منها تنويع مصادر الدخل والتنمية الذاتية، وصناعات لا تنضب مثل سلعتنا الوحيدة وهي النفط، الذي تشهد أسعاره انخفاضاً وتذبذباً مقلقاً.

وجاء عرض وزير المالية على مجلس الوزراء في اجتماعه رقم (49-2 /2014)، حول مناقشة مشروع ميزانية السنة المالية 2015-2016، بخلاصة اتخاذ إجراءات مقترحة، بشأن مواجهة الانخفاض الذي طرأ على أسعار النفط العالمية، مثل ضرورة عدم الموافقة على أي تعديلات في كوادر المرتبات الحالية، وتوجيه ديوان الخدمة المدنية وجميع الجهات الحكومية بعدم النظر في أي توسع في الهياكل التنظيمية الحالية، تجنباً لتحميل الميزانية العامة للدولة أعباء مالية إضافية، وكذلك بحث التوقيت المناسب لطرح وتنفيذ البديل الاستراتيجي للمرتبات نظراً لما يتضمنه من أعباء مالية إضافية وما لها من مزايا على المدى البعيد، وأيضاً إيقاف الترقية بالاختيار في حال استمرار انخفاض أسعار النفط.

فهل من بين هذه القرارات ما يتناول أو يعالج الهدر العام للميزانية؟ أو معالجة الخلل البنيوي في اقتصادنا؟ أو سوء استغلال الثروة؟ أم أن الوضع الاقتصادي المأزوم آخذ بالتدهور جراء التوجه لتنفيع كبار الرأسماليين، عبر ضخ المال العام من خلال المناقصات المليونية، والاتجاه لتصفية القطاعين العام والتعاوني عبر خصخصتهما، تنفيذاً لأوامر صندوق النقد والبنك الدوليين، التي أثبتت فشلها وكارثيتها على شعوب ودول أخرى.

هذا ناهيك عن استيلاء كبار الرأسماليين المتنفذين على الأراضي المملوكة للدولة، وتعرض المال العام وصندوق الأجيال القادمة للنهب المنظم دون حسيب أو رقيب، واستشراء الفساد والإفساد، في ظل تدهور البنية التحتية وتردي جميع الخدمات.

إن المواطن الكويتي مقبل على زمن مظلم ومستقبل مجهول، ستتدهور خلاله مستويات المعيشة في جوانبها المختلفة، وسيحمل هذا المواطن مزيداً من الأعباء ثمناً لمقامرة الكبار وتسابقهم على نهب ما تبقى من ثروة البلاد بكل الطرق، فكل المشروعات الضخمة التي تزمع الحكومة إقامتها هي مشروع سرقة وتنفيع.

وليد الرجيب

_________________________

منقول عن جريدة الراي تاريخ 01/12/2014 العدد:12936

اخبار محلية

إصلاحات سياسية مُستحقّة

زخم إعلامي ضخم رافق عملية انفراد الحكومة بتعديل النظام الانتخابي وتغييرها للمعادلة السياسية المعمول بها وفقاً للدستور، ما أدى إلى تضييق قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار وامتداد نفوذ الحكومة ليشمل السيطرة على السلطة التشريعية، وهو ما يتعارض مع أسس النظام الديمقراطي، مثلما نصت عليه المادة (50) من الدستور المتعلقة بفصل السلطات، والمادة السادسة التي تنص على أن "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً".

وبالإضافة إلى الدعاية الإعلامية كانت التصريحات الرسمية "تُبشّر" منذ تعديل النظام الانتخابي، أي منذ قرابة ثلاثة أعوام بإنجازات تنموية "غير مسبوقة" واستقرار سياسي، إلا أن الأمور على المستويات كافة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، سارت ومازالت بعكس ما كان يقوله الإعلام المُوجّه وما كان يُروّج له مؤيدو القرار الحكومي المنفرد، فالوضع العام في تراجع مستمر والجميع، من دون استثناء، غير راضٍ عنه، وإن بدرجات متفاوتة ولأسباب مختلفة، الأمر الذي يعني أن تغيير المعادلة السياسية نتائجه سلبية، وأن الإصلاحات السياسية والدستورية مُستحقّة، فبدونها لا يمكن إنجاز أية إصلاحات حقيقية في أي مجال من المجالات، سواء الاقتصادية أو الرياضية أو غيرهما.

من هذا المنطلق، فإن وقف التراجع التنموي ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية يتطلبان تقديم مشروع إصلاح سياسي شامل، أي حزمة إصلاحات سياسية ودستورية تُصحح الأخطاء وتستكمل بناء الدولة المدنية الحديثة، إذ كلما تأجلت الإصلاحات المستحقة زادت كلفتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً مع الحاجة الماسة هذه الأيام إلى إصلاحات اقتصادية تخفف من تداعيات انخفاض أسعار النفط واحتمال عجز الموازنة العامة، وبالتالي، عدم قدرة الدولة على المحافظة على المستوى المعيشي الحالي لقطاعات شعبية واسعة، فضلاً عن تسارع المتغيرات السياسية في الإقليم والمنطقة والعالم ككل.

الدول المُستقرِة سياسياً واجتماعياً هي الدول المدنيّة الديمقراطية التي توجد فيها مشاركة شعبية واسعة في اتخاذ القرارات العامة التي لها تأثير على حياة الناس ومستقبلهم، فمن يشارك في صنع القرار واتخاذه يتحمل مسؤولية فشله أيضاً، والعكس صحيح تماماً، إذ إن الناس لن يقبلوا تحميلهم نتائج قرارات لم يكن لهم دور في اتخاذها من الأساس.

والمشاركة الشعبية الحقيقية والفاعلة لا يمكن أن تتحقق من خلال أجهزة صورية بمسميات شعبية، بل من خلال أنظمة انتخابية عادلة، وحياة سياسية مُنظّمة وقائمة على أسس مدنية ديمقراطية، ومؤسسات دستورية حقيقية وفاعلة ودساتير عصرية متوافق عليها، حيث إن الاضطرابات السياسية والاجتماعية تحدث عادة عندما تُحتكَر السُّلطة والثروة فيختلّ التوازن السياسي- الاقتصادي نتيجة تهميش شرائح وفئات اجتماعية واسعة، بعد أن تُغلق في وجوه الناس الخيارات والمنافذ السياسية، وتُفرض عليهم فرضاً ظروف اقتصادية مُزرية تُحوّل حياتهم ومعيشتهم إلى جحيم لا يُحتَمل.

د. بدر الديحاني

___________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ 01/12/2014

اخبار محلية

ما الدولة؟

د. حسن مدن*

تطرح التحولات في البلدان العربية منذ عام ،2011 دور الدولة المركزي في وحدة كل بلد عربي طالته التغييرات، بنسبة من النسب. الحق أن هذه المسألة ليست جديدة على الفكر السياسي العربي، وفيها وحولها كتب مفكرون وباحثون عرب الكثير، وحذر بعضهم، مبكراً، من المآلات التي بلغناها، لكن هذه المسألة تطرح اليوم بحدة تحت ضغط هذه المآلات بالذات.

دور الدولة حاسم ومركزي في كل المجتمعات، بما فيها تلك البلدان ذات التقاليد الديمقراطية العريقة في الغرب، حيث للمجتمع قوة متكافئة معها، ولكن هذا الدور يزداد أهمية في أحوال بلدان شبيهة ببلداننا العربية، في غياب مؤسسات المجتمع المدني الحديثة أو هشاشة بنيتها ودورها، واختراق البنى التقليدية المحافظة، كالعشيرة أو القبيلة أو الطائفة، لبنية الدولة، وفي بعض الحالات تماهيها معها.

مؤسستان لا يجرى التفريق بينهما بعناية: النظام والدولة، وهذه الأخيرة هي منظومة متكاملة تشكلت عبر مسار تاريخي يطول أو يقصر في تطور البلد المعني، معنية بحفظ النظام العام وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين التي يمكن أن تبدأ بأمر من قبيل تنظيم حركة المرور في الشارع، بلوغاً إلى خدمات الصحة والتعليم والشؤون البلدية. يمكن لشكل أو طبيعة النظام السياسي أن يتغير بإرادة مواطني البلد المعني، ولكن يجب الحفاظ على بقاء مؤسسات الدولة، لأن انهيارها يعني إشاعة الفوضى التامة في المجتمع.

حين أسقط الضباط الأحرار في مصر النظام الملكي، ميزوا بينه وبين الدولة المصرية التي صانوا مؤسساتها، وهذا ما لم يحدث في كثير من البلدان العربية التي طالتها التغييرات، فقد استهدفت الدولة من حيث هي مؤسسات، حتى أطيحت أو أضعفت، ولما لم تكن هناك قوة بديلة تتمتع بالإجماع، آل مصير الأوطان إلى التشظي والاحتراب الأهلي، لأن التغيير لم تقده قوة تحظى بالقبول الذي كان لحركات التحرر الوطني من الاستعمار بعد انتصارها: نموذج جبهة التحرير الوطني في الجزائر والجبهة القومية في جنوب اليمن مثالاً، حيث أمكن بناء مؤسسات الدولة بدرجة كافية من التراضي الشعبي.

يبدو النموذج التونسي استثناء لسبب مهم هو نضج وقوة ووعي المجتمع المدني ذي التقاليد الراسخة، ما مكن تونس، حتى الآن على الأقل، من عبور المرحلة الانتقالية بأقل قدر من الخسائر، وأكثر من ذلك عدم التفريط بمنجزات الجمهورية البورقيبية وصونها، والبناء عليها، بالعمل على تطوير المنجز السابق، وما أكثرها.

_____________________________

*الأمين العام السابق للمنبر الديمقراطي التقدمي - البحرين

منقول عن موقع التجديد العربي تاريخ 24/11/2014

د. بدر الديحاني

يبدو أن تعامل الحكومة مع تداعيات انخفاض أسعار النفط والعجز المحتمل في الموازنة العامة للدولة لن يخرج عن توصيات البنك وصندوق النقد الدولييين، وهي توصيات "مُعلّبة" وجاهزة ومعروفة على مستوى العالم، لأنها تتبنى، في محصلتها النهائية، وبعيداً عن تفاصيلها الدقيقة، نماذج اقتصادية نيوليبرالية متوحشة وفاشلة سبق أن طُبِّقت في الدول الرأسمالية الصناعية منذ سبعينيات القرن المنقضي، وكانت نتيجتها مشاكل اجتماعية- اقتصادية عديدة، خاصة في الدول العربية ودول شرق أوروبا، وفي مقدمتها ارتفاع معدلات البطالة ووصولها إلى أرقام قياسية، واتساع الفوارق أو الهوة الطبقية، نتيجة احتكار السلطة والثروة من قِبل قلة مُتنفذة، وسحق "الطبقة" الوسطى، والمزيد من الإفقار لفئات شعبية واسعة وتهميشها سياسياً.

السياسات الاقتصادية النيوليبرالية المتوحشة التي تنظر إلى الإنسان باعتباره مجرد سلعة من السلع يرمز لها برقم أو حرف، وتُنادي باقتصاد السوق المنفلت أي الخصخصة، وإلغاء الضوابط والقيود القانونية على رأس المال وتصفية النشاط الاقتصادي للدولة، وتقليص شبكة الضمان الاجتماعي إلى أقصى حد ممكن، والتبعية الاقتصادية، لن تعالج عجز المالية العامة للدولة أو اختلالات الاقتصاد الوطني، فقد كانت نتيجتها أزمة مالية واقتصادية خانقة عام 2008، عانى منها، ولا يزال، الاقتصاد العالمي، علاوة على تبعاتها الاجتماعية- السياسية السيئة على الدول التي تبنتها ونادت بتطبيقها ومن ضمنها أميركا.

وكما ذكر التقرير الاقتصادي الأسبوعي لشركة الشال للاستشارات بتاريخ 30 ديسمبر 2012، فإن دراسة "معهد السياسات الاقتصادية في واشنطن قد أكدت، وفقاً لبيانات جمعها أستاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا بيركلي، إيمانويل سايز، أن منافع النمو كلها في الولايات المتحدة الأميركية، على مدى 32 سنة (من 1976 إلى 2008) ذهبت إلى أغنى 10%". ويقول إن "متوسط النمو الحقيقي في الدخل، خلال هذه الفترة بلغ 12.157% دولاراً، وأن أغنى 10% حصلوا على هذه الزيادة كلها، بينما الـ90% الباقون كان نمو دخلهم صفراً. وحتى ضمن أغني 10%، تقدر الدراسة أن نحو ثلثي هذه الزيادة ذهب إلى أغنى 1%، في حين ذهب الثلث الآخر إلى الـ9% الأقل غنى، ووفرة المعلومات حول الولايات المتحدة لا تعني أن هذا النموذج من التوزيع، أو شيئاً قريباً منه، ليس صحيحاً في باقي الاقتصادات الرئيسة".

ومنذ حدوث الأزمة الاقتصادية الرأسمالية عام 2008، التي أثبتت فشل السياسات النيوليبرالية وسقوط خرافة السوق، بعد أن طالب كبار أصحاب رؤوس الأموال بتدخل مباشر للدولة في النشاط الاقتصادي، فإن كثيراً من دول العالم، بما فيها الدول الرأسمالية الصناعية، مازالت تبحث عن بدائل اقتصادية جديدة وعادلة تخفف ثقل المشاكل التي سببتها السياسات الاقتصادية النيوليبرالية المتوحشة.

وعلى النقيض من ذلك نجد أن الحكومة في طريقها إلى تبني هذه السياسات، وهذا معناه أنها تسير عكس السير، لأنها، على ما يبدو، لا تستطيع التفكير خارج "الوصفة السحرية الجاهزة" المقدمة من قِبل البنك وصندوق النقد الدوليين، والتي تتبنى نماذج مستهلكة وفاشلة لسياسات اقتصادية نيوليبرالية غير عادلة لا تراعي طبيعة ظروفنا الاجتماعية- الاقتصادية ومرحلة تطورنا، وبنية القطاع الخاص المحلي وطبيعته.

______________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ 24/11/2014

حوار: آدم عبد الحليم

أكد المنسق العام للتيار التقدمي ضاري الرجيب أن التنظيم يتّسم بالمرونة، ولديه أفق للتحاور وفق مبادئه وخطوطه العريضة، واصفاً كل ما يقال عن أن خطاب التيار التقدمي “حديدي” بالكلام المرسل وغير المتعمق، مضيفاً أن التيار حقق نجاحات كبيرة، أهمها الانتشار بمختلف مناطق الكويت، وقبول أفكاره وتوجهاته، الأمر الذي أدى إلى سعي القوى والتيارات الأخرى اللاعبة في المشهد السياسي للتنسيق معه، وأخذ آرائه في القضايا المختلفة.

وأكد الرجيب في حواره مع “الطليعة” لمناسبة انتهاء أعمال المؤتمر العام الأول للتيار، أن التقدميين يتميزون بعلاقات جيدة مع القوى السياسية مختلفة الاتجاهات، على الرغم من وجود تفاوت في مدى قوة العلاقة بين تنظيم وآخر، مشيرا إلى ضرورة نبذ ثقافة الإقصاء المبنية على حجج واهية، وإلى أن تلك العلاقة المميزة قد تستخدم مستقبلا في طرح مبادرة أو مشروع وطني لكل القوى السياسية كحل للأزمة السياسية الدائرة حالياً.

وهنا الحوار مفصَّلاً:

● في البداية نهنئك باحتفاظك بموقع المنسق العام من جديد، ونود أن توضح لنا، ماذا يعني المؤتمر العام الأول للتيار التقدمي؟– شكراً على تهنئتكم، وأود أن أشير إلى أن المؤتمر العام الأول للتيار التقدمي بمنزلة انتقال من مرحلة التأسيس إلى العمل المؤسسي، فقد مرّ التيار التقدّمي بعدة مراحل بدأت بالمجموعة المؤسسة، ثم تلا ذلك تشكيل أول مجلس عام مكوّن من هيئة تنفيذية وهيئة استشارية بالاختيار من بين المؤسسين، ثم توسّع المجلس العام ليضم ٢٥ عضواً وانبثق منه مكتب تنفيذي، ثم تم إنشاء اللجان الجغرافية، وقد أجرينا تطويراً للشكل السابق، بحيث ننتقل من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التيار السياسي المنظم، الذي يمتلك نظاماً أساسياً ومبادئ واضحة، تعكسها وثائق المنطلق الفكري والخطوط السياسية والاقتصادية والاقتصادية-الاجتماعية والنضالية.

● ومتى سيحل موعد المؤتمر العام المقبل؟– في نوفمبر 2015 ، حيث إن المؤتمر العام ينعقد كل سنتين.

● وكيف سارت الأمور على صعيد المناقشات التي دارت بالمؤتمر؟– بشكل عام كان المؤتمر ناجحاً، لاسيما لو أخذنا بعين الاعتبار النقلة النوعية التي طرأت على التيار التقدمي وتحوّله إلى مرحلة العمل المؤسسي، أما على صعيد المناقشات حول وثائق المؤتمر فأستطيع أن أؤكد لك بأنها كانت مثرية من جميع الجوانب وأدت بالنهاية إلى إقرار عدد من الوثائق بموافقة أعضاء المؤتمر.

قرارت جديدة

● ما أهم ملامح القرارات التي اتخذتموها أخيراً؟– القرارات التي اتخذت وتمت الموافقة عليها أغلبها يتعلق بالتنظيم وأعضائه، لكن فيما يتعلق بالخط السياسي فقد تم التركيز أكثر على قضية الأزمة السياسية وأبعادها الذاتية والموضوعية، وما آلت إليه الأمور حالياً، وقد تطرّقنا إلى الأسباب والحلول والبدائل المطروحة من جانبنا، والتي نراها مناسبة وتشكل الحد الأدنى للتوافق بين القوى السياسية.

● وهل كان للجانب الاقتصادي دور في مناقشاتكم؟– بالطبع فقد قمنا بتحديث مجموعة من الأرقام، وتم التركيز على عدة قضايا كان على رأسها محاولات خصخصة الجمعيات التعاونية ودعوات رفع الدعم.

● ما أسباب رفع عدد أعضاء المكتب التنفيذي إلى خمسة أعضاء؟– المجلس العام هو قيادة التيار التقدمي، والمكتب التنفيذي جزء من هذا المجلس، وهو الذي يدير اجتماعاته ويسيّر أعماله بين فترات اجتماعاته وينفذ قراراته، وبالعودة إلى سؤالك فقد تمت زيادة عدد أعضاء المكتب التنفيذي لكي يتناسب مع مستوى العمل، كماً ونوعاً، وذلك بعدما استفدنا من التجارب السابقة، فضلاً عن أن المستحقات السياسية المقبلة تتطلب ضمان سير العمل بجودة عالية.

انتقادات عدة

● ينتقدكم البعض لاستخدامكم بعض المصطلحات التي يعتقد أنها لا تلقى قبولاً في الشارع الكويتي “كالنهج السلطوي المشيخي، العمل الجبهوي، الاستغلال الرأسمالي، تحرير المؤسسات”.. وغيرها، ما ردكم على هذه الانتقادات؟– من كان ينتقدنا بسبب استخدامنا لتلك المصطلحات وغيرها أصبح يستخدمها فيما بعد، وفي النهاية هي ليست مصطلحات اخترعناها أو من نسج الخيال، ولكنها معروفة في قواميس السياسة، وعند الأحزاب المنظمة التي تحتاج لأن تصف الحالات السياسية المختلفة بأوصاف لها أساس علمي ولغوي صحيحين، ومن أدوار التيار السياسي نشر الوعي السياسي والطبقي وتوجيه الناس لما يراه صحيحاً، وليس تسطيح التحليل وتبسيط المصطلحات إلى درجة تسلب المعنى.

● من ضمن الانتقادات أيضا ما يقال عن أن أفكاركم حبيسة الأدراج و لا تتحول إلى واقع عملي..– أولاً، كنت أتمنى لو كنت أخرجت لي من الوثائق التي نشرناها أفكاراً حبيسة أدراج، أو لا تتحول إلى واقع عملي، ثانياً، نحن طرحنا برنامجنا عدة مرات عبر وثيقة التيار التقدمي عن الإصلاح الديمقراطي التي نشرناها في أغسطس ٢٠١٣، وكذلك عبر رسالتنا إلى الناخبين قي انتخابات فبراير ٢٠١٢، وشاركنا في صياغة مشروع ائتلاف المعارضة، فكيف لأفكار حبيسة الأدراج أن تشارك بصياغة هذا الكم الواقعي من البرامج السياسية؟ثالثاً، الرؤى والمواقف والبرامج التي نصل إليها هي نتاج جهد وعمل ودراسات، ونتاج حوارات ونقاشات، سواء في إطار التيار التقدمي أو في إطار الجبهة العريضة للمعارضة، أو حتى من خلال اللقاءات مع القوى السياسية الأخرى.

علاقات جيدة

● ما مقاييس النجاح التي تقيِّمون من خلالها جهدكم؟– للنجاح وجوه كثيرة، الانتشار بمختلف مناطق الكويت وقبول أفكارنا ومنهجيتنا في العمل، وسعي القوى والتيارات للتعاون معنا، وأخذ آرائنا في القضايا المختلفة، والتيار التقدمي اليوم طرف أساسي في المعادلة السياسية بالبلاد، ولا يمكن عزله أو تهميشه أو تجاهل وجوده.

● البعض يصف علاقتكم ببعض التيارات الأخرى بغير الجيدة بسبب تبنيكم خطاباً سياسياً “حديدياً”، يبتعد عن المرونة وغير قابل للتفاوض، على عكس التنظيمات الأخرى.. ما رأيك؟– نحن نتميز بعلاقات جيدة مع القوى السياسية مختلفة الاتجاهات، وبالطبع هناك تفاوت في مدى قوة العلاقة بين تنظيم وآخر، ويمكننا أن نتناقش مع أي من القوى السياسية، فالتنظيمات المنغلقة على نفسها لن تنجح وعليها أن تستمع لكل الآراء والتوجهات المماثلة. وهذا لا يمنع وجود ملاحظات وتحفظات على أداء بعض التنظيمات، ولكن كما نرفض إقصاء آراء الآخرين نرفض في المقابل أن يتم إقصاؤنا بحجج واهية، وفيما يتعلق بعدم مرونة خطابنا السياسي وفقاً لوجهات نظر البعض، فأود أن أؤكد أننا متمسكون بمبادئنا كما تتمسك القوى السياسية الأخرى بمبادئها وخطوطها العريضة، ومن الطبيعي أن يرى البعض أن وثائقنا وخطوط التيار المهمة هي موقف “حديدي” وغير مرن، مقارنة بالمواقف السياسية الفردية أو الوضع غير المنظم سياسياً، ولكن يمكن الوصول إلى الحد الأدنى من التوافق إذا كان هذا التوافق لا يمسّ مبادئنا.

ركود عام

● على الرغم من وصفك العلاقة بينكم وبين التيارات الأخرى بالجيدة، لكن إلى الآن لم تستثمر تلك العلاقة في مشروع وطني يسعى إلى حل الأزمة السياسية ولمّ الشمل مع القوى خارج المجلس، والدفع باقتراحات بديلة.. لماذا؟– كل ما ذكرته تحت الدراسة، ولكن عليك أن تعلم أن هناك ركوداً عاماً يسيطر على المشهد السياسي منذ بداية الصيف، تخلله عدم تحرّك نشط للقوى السياسية، وهذا له أسباب عدة، بعضها يتعلق بالظرف الموضوعي الذي فرضته السلطة، وبعضها يتعلق بالظرف الذاتي للقوى السياسية، ونحن في التيار نعمل في الاتجاه الذي نراه مناسباً.

ولكن في الإطار التنفيذي كانت هناك اتصالات مع القوى السياسية المختلفة، ولأسباب ما تم إلغاؤها وإلغاء الاجتماعات من الأطراف الأخرى.

● هل تمتلكون مبادرة حالياً؟– في الوقت الحالي لا يوجد شيء محدد لكي نطرحه، ولكن قد يكون هناك في المستقبل القريب.

● ما قراءتكم للمشهد السياسي الحالي؟– على الصعيد المحلي تشهد الكويت تكريس نهج الانفراد بالسلطة واشتداد العداء للديمقراطية والتضييق على الحريات، كما ازدادت هوة التناقض بين مصالح شعبنا ومصالح الحلف الطبقي المسيطر ونهجه السياسي والاقتصادي المعادي لمصالح الجماهير الشعبية، والرافض لتلبية مطالب تحقيق الإصلاحات الديمقراطية والسياسية والاجتماعية.

● وماذا على الصعيد الإقليمي؟– نحن نعي محاولات الإمبريالية، متمثلة في الولايات المتحدة في تفتيت المنطقة وإدخالنا في حروب عبثية نحن في غنى عنها، وفي دوامة وفتن طائفية لتقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية واثنية وفئوية، وذلك لشرعنة وجود دولة يهودية، وبسط سيطرة الكيان الصهيوني.

● وفيما يتعلق بالوضع دولياً؟– دولياً تتعمَّق أزمة النظام الرأسمالي العالمي، وتمت إعادة الاعتبار للخط اليسار التقدمي في المجالين الاقتصادي، والاقتصادي-الاجتماعي، وهناك انبعاث لروح التغيير الديمقراطي الثوري تجتاح العالم أجمع، لتحقيق التقدم والعدالة الاجتماعية والسلم العالمي.

د. فواز فرحان*

الطبقات الحاكمة -كلها- من أجل الحفاظ على سيطرتها تحتاج إلى وظيفتين اجتماعيتين: الجلاد والكاهن؛ هكذا عبّر لينين عن دور الدين في السياسة. من منطلق التحليل الماركسي نعتقد بأن الصراع الحقيقي في كل المجتمعات ليس إلا صراعاً طبقياً؛ أي أن الصراع يكون بين طبقة تستحوذ على ثروات المجتمع وطبقة ليس لها إلا الفُتات وتخضع لقوانين هذه الطبقة المستحوذِة بسبب موازين القوى. وتلجأ هذه الطبقة المستغِلة المستحوذة على ثروات المجتمع إلى وسائل وأساليب تضمن استمرارية هذا الاستغلال والاستحواذ، و من ضمنها استخدام الموروثات الدينية والاجتماعية. وتستخرج الطبقة المسيطرة وما يمثلها من سلطة سياسية من الموروث الديني والاجتماعي ما يساعدها على إقناع الناس بأن الوضع الحالي هو الوضع الطبيعي، بل هو الوضع الأمثل.

يقول ماركس في كتابه (نقد فلسفة الحق عند هيغل): إن العذاب الديني هو تعبير عن العذاب الفعلي، وهو في الوقت ذاته احتجاج على هذا العذاب الفعلي. فالدين هو زفرة المخلوق المضطهد، وهو بمثابة القلب في عالم بلا قلب، والروح في أوضاع خلت من الروح. إنه أفيون الشعوب. واضح من تعبير ماركس في سياق نقده أنه يتطرق إلى الدين من وجهة نظر سياسية - اقتصادية - اجتماعية وليس من وجهة نظر تنتقد أصل الدين أو صحته من عدمها، هو هنا يحلل دور الدين واستخدامه سياسياً في التخفيف عن الناس في ظل وضع غير عادل اجتماعياً. ومن هذه النظرة وهذا التحليل يجب على الماركسيين أن ينطلقوا، وليس من منطلقات مثالية يتبناها من يسمون أنفسهم بالتنويريين أو العقلانيين. فنقد محتوى الدين مباشرة أو استهجان وجوده في المجتمع من غير قراءة سياسية اقتصادية واجتماعية له في سياقه التاريخي الصحيح يعتبر سطحية وسذاجة وافتعال لصراعات لا نتيجة لها مع السواد الأعظم من الناس، هؤلاء الناس الذين وجدوا في (التفسيرات) الدينية راحة نفسية وخروجاً مؤقتاً من زوبعة المشاكل اليومية التي تواجههم.

إذن الصراع الرئيسي في أي مجتمع هو صراع (طبقي) أو أفقي، بينما الصراعات (الفئوية) بين المؤمنين والملحدين وبين أتباع الأديان والمذاهب المختلفة هو صراع عمودي؛ أي جانبي وغير رئيسي وغير حاسمٍ لحل المشاكل الحقيقية التي تلف المجتمع مثل الفقر والبطالة وعدم العدالة في توزيع الثروة والتشرّد وانتشار الأمراض والأوبئة وغيرها. والمسألة المهمة الأخرى هي أن الموروثات الدينية والاجتماعية تشكل رافداً رئيسياً للكثير من العادات والأعراف والأخلاق التي تنظم حياة الناس في مرحلة تاريخية معينة، بغض النظر عن نظرتنا لهذه الموروثات وموقفنا منها، والاصطدام بها بطريقة مباشرة وفجّة تعني استفزازاً لمشاعر الناس من غير تقديم بديل يضع حداً لما يواجهونه في حياتهم اليومية، ناهيك عن أن الخطاب المنتقِد للموروث يعتبر خطاباً فوقياً متعالياً على السواد الأعظم من المجتمع والذي لا يملك الثقافة والاطلاع كما تمتلكه الطليعة الواعية والتي لا تشكل شيئاً إذا ما نظرنا إلى نسبتها في المجتمع. كل تغذية للصراعات الفئوية تعني ابتعاداً عن الصراع الطبقي الرئيسي؛ وهذا يعني عدم وجود حل حقيقي لمشاكل الناس. وكل مجموعة مهما ادعت التنوير والعقلانية وما يتبعهما من مبادئ الحرية والمساواة والعدالة تغذّي الصراع الفئوي هي بشكل من الأشكال تدعم سيطرة الطبقة المستغِلة وديمومة سطوتها واستمرار المشاكل الناتجة عن استغلالها.

في منطقتنا العربية انطلق الحراك الثوري الذي تم الاصطلاح على تسميته بالربيع العربي لسبب محدد؛ ألا وهو انعدام العدالة الاجتماعية و وجود التفاوت الطبقي، وليست المطالبات بالحرية والديمقراطية وسيادة القانون إلا تعبيراً عن الحاجة لوجود وضع صحي تترسخ به هذه العدالة الاجتماعية. ورأينا كيف انحازت أغلب النخب (التنويرية والعقلانية) إلى جانب السلطات القمعية بسبب خلل في تحليلها. هذه النخب تعتقد بأن التغيير يكون من خلال تغيير ثقافي؛ أي من خلال صراعات جانبية بين الأفكار المختلفة (إيمان وإلحاد أو علمانية ودينية)، وهذا بحد ذاته ابتعاد عن الصراع بين الطبقات المستَغَلة والطبقات المستغِلة. نحن لا ننفي رجعية الأفكار الأصولية وخطورة وصولها إلى السلطة، ولكننا نعتقد بأن الحركة الثورية يجب أن تقودها الطلائع الديمقراطية والوطنية والتقدمية للابتعاد بها عن هذه الأفكار، و في نفس الوقت لتوجيهها نحو الصراع الرئيسي مع من يستغل المجتمع ويرسخ هذا الاستغلال بمختلف الوسائل والأساليب؛ والتي من أبرزها استغلال الموروثات لتشويه طبيعة الصراع وقمع الأفكار والحركات التي توجّه الناس نحو الصراع الرئيسي.

--------------------------------------

*عضو التيار التقدمي الكويتي.

في إطار الجهود المبذولة لتجاوز حالة الخلاف وتباين وجهات النظر التي مر بها المنبر الديمقراطي التقدمي على خلفية تداعيات الأزمة السياسية التي تمر بها البحرين منذ منتصف فبراير 2011، ومن أجل استعادة دوره النضالي ووحدته التنظيمية على أسس أكثر ثباتا، ومن أجل تعزيز وإبراز خطه السياسي الوطني المستقل، فقد تكثفت جهود المخلصين من أعضاء وكوادر المنبر، ومن بينهم عدد من المبتعدين والمستقيلين، وقيادات "التقدمي" وأصدقائهم على مدى الشهور الماضية من أجل التوصل إلى حالة من التوافق تسمح بعودة من ابتعدوا أو استقالوا.

وكشف الرفيق الأمين العام للمنبر التقدمي عبدالنبي سلمان عن الاتفاق الذي تم من أجل استعادة وحدة المنبر الديمقراطي التقدمي على قاعدة التوافق وبالاستناد الى البرنامج العام والنظام الداخلي للمنبر ووثيقة المراجعة النقدية والتقرير السياسي المقرين من المؤتمر السادس ووثيقة "نحو توافق على رؤية سياسية وطنية للمنبر الديمقراطي التقدمي للأزمة في البحرين وسبل الخروج منها". وذلك على ضوء محاولة تشخيص للواقع الراهن للأزمة السياسية الوطنية بكل تناقضاتها وتعقيداتها، والتي من شأنها أن تعزز الخط النضالي للمنبر التقدمي وتعيد اللحمة الى صفوفه. وتكون الوثيقة المذكورة أساسا توجيهيا للخط السياسي للمنبر وعلاقاته الى حين انعقاد المؤتمر السابع، وتعرض عليه لإقرارها.

وأوضح الأمين العام أن هذه الروية مبنية على الـتأكيد على تمايز الخط الفكري والسياسي للمنبر التقدمي واستقلاليته، خاصة لجهة إبراز التمسك بشعار الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على أسس الحداثة والتقدم والمواطنة الدستورية المتساوية وضرورة فصل الدين عن السياسة، وصوغ شعارات وخطط سياسية واقعية تنبذ التطرف والمغامرة والعنف، تنسجم مع ما اختطه "التقدمي" منذ تأسيسه في التمسك بأساليب النضال السلمي، وتوجيه الجهود نحو أهداف الإصلاح السياسي والدستوري، وعلى التمسك بالخط النضالي في الدفاع عن مصالح الجماهير الشعبية ومن أجل الحياة الكريمة والتقدم والديمقراطية.

وفي هذا الإطار أشاد الرفيق الأمين العام للتقدمي بعزيمة وإصرار كافة الرفيقات والرفاق من القيادات والكوادر والأصدقاء الذين عملوا بإخلاص وتفان على تجاوز الحالة الراهنة للخروج إلى مساحة أرحب من التوافق داخل التنظيم، تعزز من تلاحم صفوفه وتؤكد احترام وجهات النظر وتعددها في داخله على أسس من الممارسة الديمقراطية الفاعلة وذلك في اطار الإلتزام بالبرنامج والوثائق المقرة في مؤتمرات المنبر، من أجل الإرتقاء بالدور الطليعي للتنظيم في الحراك السياسي والوطني العام، والذي يستمده من إرث وتاريخ مجيد من نضالات جبهة التحرير الوطني البحرانية التي يمثل المنبر التقدمي امتدادها النضالي والفكري لما يزيد على ستة عقود خلت.

وحول الخطوات العملية، التي تم التوصل اليها من خلال تلك الحوارات، ذكر الأمين العام منها أن يعقد المؤتمر العام الاستثنائي المقر سلفا من المؤتمر العام السادس والمنوط به مراجعة التعديلات التي ادخلت على النظام الأساسي. وقد تم الاقرار بضرورة انعقاده في فترة لا تتجاوز شهر يناير/كانون الثاني 2015، ويلي ذلك المؤتمر العام السابع والذي من المقرر انعقاده في فترة لا تتجاوز نهاية مارس/آذار 2015. وتم الاتفاق على دعوة أعضاء المنبر المبتعدين والمستقيلين للعودة للعمل في صفوف التنظيم والمساهمة في عقد وانجاح أعمال المؤتمرين.

وأكد الأمين العام في هذا الصدد ان اللجنة المركزية للمنبر التقدمي قد دعمت تلك الخطوات التوافقية الايجابية ووثيقة "نحو توافق على رؤية سياسية وطنية للمنبر التقدمي للأزمة في البحرين وسبل الخروج منها" لعرضها على المؤتمر العام السابع للمنبر التقدمي.

وفي ختام تصريحه حيا الرفيق الأمين العام كافة الجهود المخلصة التي هيأت لحالة التوافق هذه، مؤملا سرعة تجاوز المنبر التقدمي لحالة الانقسام الداخلي نحو التركيز على الإرتقاء الفاعل بدوره ورسالته في مجمل الحراك السياسي في البحرين، موضحا أن التجربة أثبتت أن البحرين باتت بالفعل تحتاج بشدة لإبراز دور وإسهامات هذا التيار الوطني المناضل للخروج من حالة الانقسام والتشرذم التي طالت بلادنا ووحدتنا الوطنية، بفعل تداعيات وإرهاصات الأزمة السياسية القائمة منذ أكثر من ثلاث سنوات، مشددا على ان أولويات المرحلة القادمة وتحدياتها تتطلب من المنبر التقدمي وكافة التنظيمات والشخصيات الوطنية والديمقراطية ضرورة تطوير هياكلها ودورها في المشهد السياسي العام، والاستفادة من تجربة السنوات الماضية بسلبياتها وايجابياتها، والارتقاء برؤاها وبرامجها وتحالفاتها والتوجه بإخلاص نحو بناء تيار وطني ديمقراطي جامع تلتف حوله مكونات وشرائح المجتمع الطامحة في بناء دولة مدنية ديمقراطية عصرية تقوم على أسس العدالة والمساواة والمواطنة الحقة واحترام حقوق الإنسان.

المنبر الديمقراطي التقدمي

المنامة،17 نوفمبر 2014.

اخبار محلية

في ذكرى الدستور

د. بدر الديحاني

حلت يوم أمس الذكرى الثانية والخمسون على إصدار الدستور الذي وضع أسس بناء الدولة المدنيّة الديمقراطية الحديثة، وكان من المفترض، كما ينُص، أن يُطوَّر بعد مرور خمسة أعوام لمزيد من ضمانات الحرية والمساواة، ولكن ذلك لم يحصل، بل على العكس، كانت هناك محاولات دؤوبة، فشلت حيناً ونجحت في أحايين كثيرة، للتراجع عن الإطار العام الذي حدده الدستور لنظام الحكم الديمقراطي، وخصوصاً فيما يتعلق بتفعيل دور المؤسسات الدستورية وتجذير المشاركة السياسية وحماية الحريات العامة وتوسيعها وفصل السلطات.

ومن أسف أنه وبعد أكثر من نصف قرن على إصدار الدستور، أصبحت شهادة المواطنة مادة للتجاذبات والصفقات والمساومات والعقوبات السياسية، وأُصيبت المؤسسات الدستورية، وخاصة المؤسسة التشريعية، بالهُزال، ففقدت جزءاً مُعتبراً من التأييد الشعبي بعد أن اقتنع قطاع مهم من المواطنين أنه لا جدوى من العمل البرلماني، لاسيما بعد أن أصبحت الحكومة تتحكم في مجلس الأمة وتُسيّره كيفما تشاء.

علاوة على ذلك، فقد شُوهت قيمة المواطنة الدستورية المتساوية حتى في أذهان أطفال المدارس وطلبة الجامعة نتيجة لبعض السياسات الحكومية الفاشلة التي تتعامل مع المواطنين وتُقيّمهم بحسب قربهم من دائرة اتخاذ القرار، أو بحسب انتماءاتهم العرقية والفئوية والطائفية، الأمر الذي جعل الهويات الصغرى مثل القبيلة والطائفة والعائلة تبرز بقوة، أكثر من أي وقت مضى، وتتحكم في سلوك الجيل الجديد وتصرفاته على حساب الهوية الوطنية الجامعة.

ونتيجة لهذا الوضع السياسي غير السليم الذي تراجعت فيه المشاركة الشعبية واختلت فيه موازين القوى في غير صالح استكمال بناء الدولة المدنية الدستورية العصرية، أصبحت هناك مطالبات شعبية اتخذت أشكالاً عديدة تنادي بإصلاحات سياسية ودستورية، وهو الأمر الذي فتح النقاش الشعبي حول مدى ضرورة تعديل الدستور للخروج من الأزمة السياسية.

وفي هذا السياق، طرحت بعض العناصر والقوى السياسية الدينية والمحافِظة فكرة مشروع دستور جديد، أو على الأقل إجراء تعديلات دستورية كثيرة وجذرية ستؤدي في النهاية، كما اتضح من المشروع الذي تقدموا به في بداية العام الحالي، إلى إقامة دولة دينية حتى وإن غُلِّف المشروع بشعارات مثل "الحكومة المنتخبة"، وهي شعارات قد تبدو جذابة و"ديمقراطية" من حيث الشكل، لكنها خاطئة وغير ديمقراطية من حيث الموضوع، لأنها تنقض الأسس التي قام عليها الدستور الحالي، من حيث كونه توافقاً وطنياً عاماً على بناء دولة مدنيّة ديمقراطية.

وعلى الجانب الآخر، طرحت قوى وطنية ديمقراطية وتقدمية مشروع إصلاحات سياسية ديمقراطية مع بعض التعديلات الدستورية اللازمة والتي من شأنها تعبيد الطريق للانتقال إلى النظام البرلماني الكامل في دولة مدنيّة ديمقراطية.

وعلى أية حال، فالدستور ليس نصوصاً مُقدسة لا تُمسّ، بل من المفروض أن تُنقح مواده مع الوقت بحسب ظروف المجتمع ومتطلبات تطوّره وتقدمه، ولكن بشرطين: أولهما أن تَسبق تنقيح مواد الدستور إصلاحات سياسية تُجذِّر المشاركة السياسية وتُعمقها، (مثل وجود نظام انتخابي عادل وعصري مع تنظيم الحياة السياسية على أسس مدنيّة ديمقراطية وليست قبلية أو طائفية أو فئوية)، مع الأخذ في الاعتبار موازين القوى السياسية والشعبية وقت طرح مشروع التنقيح. أما الشرط الثاني فأن تكون التعديلات الدستورية المقترحة تعديلات مدنيّة، أي لمزيد من ضمانات الحرية والمساواة، وتحظى بتوافق وطني عام، بحيث تُمهد الطريق للانتقال إلى النظام البرلماني الكامل، واستكمال متطلبات بناء الدولة الدستورية المدنيّة العصرية.

____________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ 12/11/2014

كتب علي حسين العوضي:

أنهى التيار التقدمي الكويتي يوم الجمعة الماضي، الموافق 7 من نوفمبر الجاري، أعمال مؤتمر العام الأول، الذي عُقد بحضور ومشاركة المندوبين المنتخبين عن لجان المناطق والقطاع النسوي وأعضاء المجلس العام، حيث تم استعراض الأوضاع السياسية على كل المستويات، سواء المحلية أو الإقليمية والعربية أو الدولية، كما ناقش المؤتمرون مشاريع الوثائق الخاصة حول المنطلقات الفكرية للتيار التقدمي، والخط السياسي، والتوجهات الاقتصادية والاقتصادية الاجتماعية، وكذلك المسار النضالي، كما ناقش المؤتمرون مشروع النظام الأساسي والتعديلات الضرورية عليه، وكان أبرزها نقاشاً حول رفع عدد أعضاء المكتب التنفيذي من 3 أعضاء إلى 5.

ويمثل هذا التعديل تطوراً مهماً في الأداء التنظيمي، فرضته عوامل موضوعية، في مقدمتها اتساع نطاق قاعدة المنتمين إلى التيار التقدمي، وتوزيع الأدوار فيما بينهم وفق الأطر اللائحية.

وبعد ذلك انتقل المؤتمر إلى مناقشة التقريرين، التنفيذي والمالي، المقدمين من المجلس العام للدورة السابقة، حيث تم إقرارهما، مع رفع عدد من التوصيات إلى المجلس الجديد المكوَّن من 15 عضواً تم انتخابهم بعدما تقدَّم للترشح 21 عضواً من المشاركين، ليعقد هو الآخر اجتماعه الأول، حيث تم تشكيل المكتب التنفيذي المكون من 5 أعضاء، الذين اختاروا بدورهم ضاري الرجيب منسقاً عاماً للتيار التقدمي للمرحلة المقبلة.

ومع نهاية أعمال المؤتمر الأول، أصدر التيار التقدمي الكويتي الوثائق التنظيمية والفكرية والاتجاهات السياسية والاقتصادية التي يتبناها، ويعمل من خلالها، ويسعى إلى تحقيقها، و»الطليعة» بدورها تلقي الضوء على أهم ما جاء في هذه الوثائق.

يتمثل المنطلق الفكري للتيار التقدمي في كونه تياراً ذا وجهة تقدمية، وهي ظاهرة اجتماعية تعبر عن انتقال المجتمع إلى مستوى أرقى من الثقافة والمقدرة الإنتاجية والتعامل مع الطبيعة، وجوهر ذلك يكمن في سيطرة الإنسان على الضرورات الطبيعية والاجتماعية، وإزاحة العقبات التي تعترض تطور قوى الإنتاج في المجتمع، وتعطل الطاقات الإبداعية في الإنسان، التي في مقدمتها التخلف والاستغلال الطبقي والتهميش.

ويرى التيار التقدمي أن معيار التقدم الاجتماعي ينطلق من درجة تطور القوى الإنتاجية والنظام الاقتصادي ومؤسسات البناء الفوقي، إلى جانب انتشار العلم وتطور الثقافة والفرد ودرجة اتساع الحرية الاجتماعية، كما أن تطور أسلوب الإنتاج يعتبر عاملاً أساسياً وحاسماً نحو الوصول إلى مجتمع الكفاية والعدل وتقليص التفاوت الطبقي ثم تلاشيه.

الاتجاه السياسي

يؤكد التيار التقدمي الكويتي أن الأزمة السياسية التي تشهدها الكويت ليست وليدة اللحظة، بل هي قائمة ومتفاقمة بسبب الطبيعة الرجعية للسلطة ونزعتها غير الديمقراطية، والطابع الطفيلي لمصالح قوى الحلف الطبقي المسيطر، والتناقض الواضح بين عقلية «المشيخة» ومتطلبات بناء الدولة الكويتية الحديثة، التي يفترض أن تكون دولة ديمقراطية ودولة مؤسسات.

ويتحدد الخط والاتجاه السياسي للتيار في المطالبة بإطلاق الحريات الشخصية والعامة، والدفاع عن الحقوق والمكتسبات الديمقراطية، والعمل على توسيعها وتعميقها، وصولاً لقيام نظام برلماني كامل، وبناء دولة ديمقراطية حديثة، مع التصدي لنهج المشيخة في الانفراد بالسلطة والتضييق على الحريات وإعاقة التطور الديمقراطي.

ويطرح التيار أجندة للنضال من أجل تحقيق الإصلاح الديمقراطي تتكون من 5 مطالب، وهي: وجود أحزاب سياسية، وتداول ديمقراطي للسلطة، ونيل الحكومة لثقة البرلمان، وأن يكون رئيس مجلس الوزراء والوزراء من بين أعضاء كتلة أو حزب الأغلبية في البرلمان، وأن يكون رئيس الدولة حكماً بين السلطات.

الموقف الاقتصادي والاجتماعي

يتمحور الخطان الاقتصادي، والاقتصادي الاجتماعي للتيار التقدمي حول بناء اقتصاد وطني منتج ذي وجهة اجتماعية عادلة، فما يعانيه الاقتصاد الكويتي من اختلالات يرجع لارتكازه على بنية اقتصادية ريعية ذات مورد أحادي مرتبط بالنظام الراسمالي العالمي، إضافة إلى النهج الاقتصادي للقوى الاجتماعية المتنفذة، وإعاقة نمو وتطور القوى المنتجة، وغيرها من العوامل.

وللوصول إلى سياسة اقتصادية وطنية، فإن ذلك يتطلب: تنويع وتوسيع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الوطني، والاستخدام العقلاني الرشيد وطويل الأمد للثروة النفطية، وتنمية الموارد البشرية، والاهتمام بالقطاع العام في الاقتصاد وتوسيعه، وتشجيع النشاطات الإنتاجية في القطاع الخاص، والحد من الفساد ومكافحته، ومعالجة مشكلة التضخم وارتفاع الأسعار، ومعالجة مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل للشباب الكويتي، وتحسين مستوى الخدمات العامة، وغيرها من المتطلبات.

كلمة أخيرة

ما طرحه التيار التقدمي الكويتي في وثائقه من الممكن أن يشكل مدخلاً مهماً لكل القوى السياسية، على الأقل في الحد الأدنى من التوافق السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فالساحة السياسية الكويتية والقطاع الشبابي لا يزالان ينتظران مشاريع حقيقية تؤطر الحراك الشعبي باتجاه صحيح، بعيداً عن المزايدات والمصالح الضيقة، والهروب من المواجهة.

________________________________

منقول عن جريدة الطليعة تاريخ 12/11/2014

تحلّ الذكرى السنوية الثانية والخمسون لإصدار الدستور في ظل تمادي السلطة في نهجها الانفرادي غير الديمقراطي واشتداد هجومها على الحدّ الأدنى من حقوق المواطنة والحريات الديمقراطية التي كفلها الدستور واستمرار عبثها في النظام الانتخابي.

إنّ دستور 1962 على الرغم من كل ما يعتوره من نواقص إلا أنّه كان يمثّل مكسباً شعبياً هاماً في ظل الظرف التاريخي لإصداره بعد نيل الكويت استقلالها، ولم يكن هذا الدستور منحة أو هبة من السلطة وإنما هو نتاج تاريخ طويل من المطالبات الديمقراطية وتضحيات سطّرها شهيدا حركة مجلس الأمة التشريعي في العام 1939 محمد القطامي ومحمد المنيس والمعتقلون من قادة الحركة حينذاك، هذا بالإضافة إلى جملة من الظروف الدولية والإقليمية التي فرضت على السلطة حينذاك الاستجابة لوضع دستور للبلاد.

وبالطبع فإنّ دستور 1962 ليس دستوراً ديمقراطياً مكتمل الأركان، وإنما هو دستور الحدّ الأدنى، حيث ينعدم فيه وجود آلية ديمقراطية لتداول مناصب السلطة التنفيذية، ويغيب فيه حقّ إشهار الأحزاب السياسية، ولا يكتمل فيه الطابع التمثيلي لمجلس الأمة جراء اكتساب الوزراء المعينين من غير المنتخبين عضوية المجلس، وتحظى فيه الحكومة بضمانات مبالغ فيها تجاه الرقابة البرلمانية من حيث عدم اشتراط حصولها على الثقة وعدم إمكانية طرح الثقة فيها كاملة أو في رئيسها.

ومع ذلك فقد سعت السلطة منذ السنوات الأولى لبدء العمل بالدستور في تعطيل العديد من أحكامه وإفراغه من محتواه، وذلك إما بالانقلاب مباشرة على الوضع الدستوري مثلما حدث أول مرة في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين ومرة أخرى في النصف الثاني من الثمانينيات حتى بداية التسعينيات؛ أو عبر التواطؤ مع الغالبية النيابية الموالية للسلطة في معظم المجالس النيابية المتعاقبة عندما تمّ تمرير مجموعة من القوانين المقيدة للحريات الشخصية والعامة والسالبة للحقوق الديمقراطية المقررة في الدستور، وتثبيت تدابير وإجراءات وتقاليد كرّست انفراد السلطة بالقرار.

وزاد الطين بلّة تكرار العبث السلطوي في النظام الانتخابي ما أدى إلى تحكّم السلطة في العملية الانتخابية ومخرجاتها وعرقلة إمكانية وجود غالية نيابية خارجة عن طوعها، وتكريس الطابع الفردي في خوض الانتخابات وفي العمل البرلماني... وبذلك فقد تمكنت السلطة من إعاقة التطور الديمقراطي وتقليص هامش الحريات وتخريب العملية الانتخابية وإضعاف المؤسسة البرلمانية.

وفي المقابل فإنّ القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية والشعبية وإن كانت قد تمكنت من التصدي للانقلابين المباشرين على الدستور في أواسط السبعينيات وأواسط الثمانينيات، إلا أنّ هذه القوى حصرت حركتها في نطاق الموقف الدفاعي الذي تشكّل تاريخياً لحماية دستور 1962 من الانقلاب السلطوي عليه، ما أدى إلى تحييد المطالبة بإقامة نظام ديمقراطي برلماني كامل، كما أنّ هذه القوى الوطنية والديمقراطية والشعبية عوّلت على نحو مبالغ فيه العمل الانتخابي والبرلماني كشكل شبه وحيد للعمل السياسي والنضال الجماهيري من أجل تحقيق الإصلاح والتغيير، وهذا ما مكّن السلطة من الإمساك بزمام المبادرة في الهجوم عليها وإضعافها أكثر وأكثر.

ومن هنا فإنّ القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية والشعبية مطالبة بإعادة النظر في نضالها من أجل تحقيق الإصلاح الديمقراطي عبر بلورة أجندة واضحة لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في قيام نظام ديمقراطي برلماني كامل يستند إلى وجود حياة حزبية سليمة، وتداول ديمقراطي للسلطة؛ وضرورة نيل الحكومة ثقة البرلمان ونظام انتخابي ديمقراطي يقوم على القوائم والتمثيل النسبي.

وعلى المستوى المباشر لابد من مواصلة النضال من أجل تفعيل أحكام “دستور الحدّ الأدنى” ونصوصه التي لما تطبّق بعد ولا تزال مُعطلة ومعلّقة، مع مكافحة مختلف أشكال الإفساد والفساد والرشاوى واستخدام المال السياسي واستغلال النفوذ والتنفيع، وتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد, والملاحقة القانونية والفضح السياسي للمفسدين والفاسدين، والعمل على إلغاء القوانين المقيدة للحريات وخصوصاً حرية الاجتماع العام وحرية التعبير عن الرأي والحقّ في تشكيل مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك إلغاء القيود المفروضة على حق التقاضي أمام المحكمة الإدارية، إلى جانب التأكيد على حماية الحريات الشخصية للأفراد من الوصاية والتدخل؛ وعدم المساس بالطابع المدني للدولة، إلى جانب المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وسنّ قانون للعفو العام عن قضايا الرأي المعروضة أمام جهات التحقيق والمحاكم حالياً، وذلك من دون أي شروط أو تعهدات، وإلغاء عقوبة إسقاط الجنسية الكويتية أو سحبها أو فقدها عن المواطن الكويتي لاعتبارات سياسية وإلغاء القرارات الانتقامية الانتقائية الجائرة التي جرى اتخاذها في هذا الشأن.

الكويت في 11 نوفمبر "تشرين ثاني" 2014

اخبار محلية

العمل الجبهوي واستنهاض الشارع

د. فواز فرحان*

انعقد المؤتمر الأول للتيار التقدمي الكويتي في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني من عام ٢٠١٤م، وهو بالمناسبة أول مؤتمر علني لحركة يسارية تقدمية منذ انطلاق الحركات اليسارية التقدمية في الكويت كالعصبة الديمقراطية في خمسينيات القرن الماضي والحركة الثورية الشعبية في الستينيات وحزب اتحاد الشعب في السبعينيات. انتقل التيار التقدمي بهذا المؤتمر من الوضع التأسيسي إلى الوضع المؤسسي، فبعد أن كان المجلس العام مُعيناً ومكوناً من المؤسسين ومن التحق بهم بعد إعلان التأسيس أصبح منتخباً ومحكوماً بنظامٍ أساسي ولوائح وقوانين طوّرها المؤتمر الأول وأقرّها. فتهانينا لكل الرفيقات والرفاق بهذه الخطوة التاريخية المهمة ونتمنى لهن ولهم المزيد من التقدم والحرية والعدالة الاجتماعية.

الذي قام به التيار التقدمي ليس إنجازاً غير مسبوق، بل هو من أبجديات العمل السياسي المنظّم. فمن غير المنطقي المطالبة بإشهار الأحزاب وهي غير موجودة على الأرض، ومن غير المفهوم المطالبة بالتداول السلمي لمناصب السلطة التنفيذية بينما الحركات السياسية غير جاهزة ولا يحكمها نظام أساسي أو لائحة داخلية وليس لديها خطوط سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة، ومفارقة كبيرة أن نسعى لاكتمال النظام البرلماني الديمقراطي بينما بعض الأطراف في المعارضة لا قيادة جماعية لها وتقوم على الرغبات الشخصية وتفتقد للبرامج المرحلية. وكنا دائماً كتقدميين نحاور بعض الأصدقاء الناشطين في الحراك الشعبي المعارض والذين يرفضون فكرة الانتماء إلى حركات سياسية منظمة لإقناعهم بعدم جدوى العمل الفردي وانسداد أفقه مستقبلاً. وأعتقد بأن الكثيرين منهم اليوم باتوا شبه مقتنعين بذلك خصوصاً بعد حالة الركود التي سادت أوساط المعارضة لأسباب موضوعية وذاتية يصعب حصرها هنا.

وعندما راجعنا تجربتنا كتقدميين في الحراك الشعبي توصلنا إلى أن أغلب أسباب تعثر أغلب مراحله كانت تعود لغياب العمل المنظّم القائم على لوائح واضحة. ونظرة سريعة لتجربة الجبهة الوطنية لحماية الدستور وائتلاف المعارضة ستجعلنا نتلمس ذلك، وحتى الحركات الاحتجاجية كحركة (السور الخامس) و(كافي) و(نريد) و(كرامة وطن) يعود تعثر مسيراتها إلى غياب العمل التنظيمي و وجود النزعات الفردية في القرارات؛ رغم أهمية الأدوار المرحلية التي قامت بها. وفي مرحلة لاحقة انجرّت بعض أطراف المعارضة إلى معارك جانبية وتبنى بعضها لغة تخوينية وإقصائية، ثم وجدت بعضها الأخرى نفسها غارقة في مستنقعات الصراعات السلطوية-السلطوية. لذلك فأنا أدعو الأصدقاء والأحبة في الحراك الشعبي سواء كانوا مستقلين أو أعضاء في حركات سياسية إلى مراجعة هذه التجارب ليصلوا إلى ما وصلنا إليه من تشخيص وتحليل.

تتصاعد في هذه الأيام دعوات من هنا وهناك لإعادة (إنعاش) الحراك الشعبي، وهي دعوات نقدر دوافع أصحابها النبيلة والسامية، ولكننا يجب أن نتوقف عندها قليلاً. كلنا رأينا كيف أثرت الضربات السلطوية للناشطين المعارضين في حيوية ونشاط الحراك الشعبي، فالملاحقات الأمنية والقضائية والقمع الشديد للاعتصامات والمسيرات السلمية وحملات سحب الجناسي آتت أُكُلها بالنسبة للسلطة. وفي المقابل تفتقد أغلب القوى السياسية المعارضة للتنظيم والقيادة الجماعية والاحتكام للوائح لا للآراء الفردية، وبالتالي فشلت في إكمال أي عمل جبهوي لمواجهة هذه الضربات. نجاح النهج السلطوي بفعل القمع وعجز المعارضة عن مواجهة هذا النهج بفعل فقدان التنظيم هما أسباب ما نراه اليوم من تراجع للحراك الشعبي. لذلك من غير المنطقي أن نعيد تكرار نفس التجارب مع وجود نفس عوامل فشلها، ومن غير الملائم أن نطالب الناس بالنزول للشارع من غير مشروع متفق عليه وأسلوب مدروس و وسيلة واقعية، خصوصاً وأنهم يتعرضون لقمع السلطة من غير وجود منقذ. برأيي المتواضع: على القوى السياسية المنظمة مراجعة تجاربها، وعلى القوى السياسية شبه المنظمة إكمال تنظيم أنفسها، وعلى المعارضين المستقلين الانتماء للتنظيمات حتى لا يصحبوا مجرد ضحايا من غير قضايا. بعدها نتحدث عن العمل الجبهوي واستنهاض الشارع.

------------------------------------------

*عضو التيار التقدمي الكويتي.

يتحدد الخط السياسي للتيار التقدمي الكويتي في المطالبة بإطلاق الحريات الشخصية والعامة والدفاع عن الحقوق والمكتسبات الديمقراطية والعمل على توسيعها وتعميقها وصولاً إلى قيام نظام برلماني كامل وبناء دولة ديمقراطية حديثة، مع التصدي لنهج المشيخة في الانفراد بالسلطة والتضييق على الحريات وإعاقة التطور الديمقراطي.

إنّ الأزمة السياسية التي تشهدها الكويت ليست وليدة اللحظة، وإنما هي أزمة قائمة تكمن حيناً وتتفاقم حيناً آخر منذ السنوات الأولى للاستقلال، ويعود السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى الطبيعة الرجعية للسلطة ونزعتها غير الديمقراطية والطابع الطفيلي لمصالح قوى الحلف الطبقي المسيطر، والتناقض الواضح بين عقلية المشيخة ومتطلبات بناء الدولة الكويتية الحديثة التي يفترض أن تكون دولة ديمقراطية ودولة مؤسسات.

إنّ النضال من أجل تحقيق إصلاح ديمقراطي يتطلّب بالأساس تشخيص العيوب والنواقص البنيوية التي تعانيها المنظومتان السياسية والدستورية، كما يتطلب تحديد العوامل التي أدّت إلى تعطيل عملية الانتقال نحو الديمقراطية، ليمكننا بعد ذلك أن نبلور أجندة للنضال من أجل تحقيق الإصلاح الديمقراطي المنشود.

أولاً: تشخيص العيوب والنواقص البنيوية الرئيسية التي تعانيها المنظومتان السياسية والدستورية، وهي تتلخص في العيوب والنواقص التالية:

1- عدم اكتمال الطابع التمثيلي لمجلس الأمة، الذي يفترض أن يكون مؤسسة نيابية منتخبة بالكامل، إذ أنّ الوزراء غير المنتخبين هم أعضاء بحكم وظائفهم في مجلس الأمة ويشاركون في مختلف الأعمال البرلمانية، باستثناء أمرين هما: عدم إمكان ترشيحهم إلى عضوية لجان المجلس، التي يشاركون في انتخاب أعضائها، وعدم مشاركتهم في التصويت على طلبات طرح الثقة في الوزراء منفردين وعدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء... وهذا يعني أنّ مجلس الأمة ليس منتخبا بالكامل، وأنّ طابعه التمثيلي النيابي كان ولا يزال ناقصا.

2- الضمانات المبالغ فيها، التي تتمتع بها الحكومة، إذ لا يشترط دستور الحدّ الأدنى حصولها على الثقة النيابية المسبقة، ولا يمكن طرح الثقة في الحكومة ككل، وإنما يمكن فقط أن يتم طرح الثقة في كل وزير على حدة وذلك بعد استجوابه، أما رئيس مجلس الوزراء فلا يمكن أن تُطرح فيه الثقة، بل يمكن فقط تقديم طلب بعدم إمكان التعاون معه، وذلك بعد استجوابه، وهو طلب محفوف بالمخاطر لأنّه يفتح الباب أمام إمكانية حلّ مجلس الأمة نفسه.

3- انعدام وجود آلية مقررة دستوريا لتداول مناصب السلطة التنفيذية، مثلما هي الحال في أي نظام ديمقراطي، ما أدى إلى تثبيت ما يشبه الاحتكار الدائم أو طويل الأمد للعديد من هذه المناصب.

4- غياب الحياة الحزبية المنظمة، التي هي أحد أهم مكونات النظام الديمقراطي، ما أدى إلى تكريس الطابع الفردي للعملية الانتخابية، التي يخوضها المرشحون فرادى، وكذلك الطابع الفردي للعمل البرلماني.

5- نجاح السلطة في تعطيل العمل بالدستور وإفراغه من محتواه وتكريس نهج الإنفراد بالسلطة، وذلكإما بالانقلاب مباشرة على الوضع الدستوري مثلما حدث أول مرة في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين ومرة أخرى في النصف الثاني من الثمانينيات حتى بداية تسعينيات القرن العشرين؛ أو عبر التواطؤ مع الغالبية النيابية الموالية للسلطة في معظم المجالس النيابية المتعاقبة عندما تمّ تمرير مجموعة من القوانين المقيدة للحريات الشخصية والعامة والسالبة للحقوق الديمقراطية المقررة في الدستور، أو باستغلال ضعف المعارضة لتثبيت تدابير وإجراءات وتقاليد كرّست انفراد السلطة بالقرار.

6- النظام الانتخابي المعبوث به، الذي أدى إلى تحكّم السلطة في العملية الانتخابية ومخرجاتها وعرقلة إمكانية وجود غالية نيابية خارجة عن طوعها، وتكريس الطابع الفردي في خوض الانتخابات وفي العمل البرلماني.

ثانياً: تحديد العوامل التي أدّت إلى تعطيل عملية الانتقال إلى الديمقراطية في الكويت طوال نصف القرن المنصرم، التي نستطيع أن نلخصها في العوامل الموضوعية التالية:

1- موقف السلطة المعادي للديمقراطية ومحاولاتها المتواصلة لإعاقة تطورها وتقليص هامش الحريات وتكريس نهج الانفراد بالقرار، ونجاحها في إفراغ دستور 1962 من العديد من مضامينه الديمقراطية وفرضها ترسانة من القوانين المقيدة للحريات أو المناقضة لأسس النظام الديمقراطي، وتحكّمها في النظام الانتخابي، ما أدى شيئاً فشيئاً إلى انسداد أفق الإصلاح عبر الانتخابات وأساليب العمل البرلماني.

2- سطوة الدولة الريعية واستقلال قرارها عن المجتمع.

3- التأثيرات السلبية لقيم المجتمع الاستهلاكي، وكذلك التأثيرات السلبية للبُنى الاجتماعية التقليدية الطائفية والقبلية والعائلية، خصوصاً في ظل محاولات السلطة تمزيق النسيج الوطني الاجتماعي وتأجيج النزعات الطائفية والقبلية والفئوية والمناطقية.

أما العوامل الذاتية فتتمثّل في:

1 - عدم إشهار الأحزاب السياسية.

2- الموقف الدفاعي الذي تشكّل تاريخياً لحماية دستور 1962 من الانقلاب السلطوي عليه، ما أدى إلى تحييد المطالبة بإقامة نظام ديمقراطي برلماني كامل.

3- التعويل المبالغ فيه على الانتخابات والعمل البرلماني على حساب أشكال النضال السياسي الأخرى وبالأساس منها النضال الجماهيري.

ولئن كان من المهم إدراك العوامل الموضوعية وتأثيراتها، فإنّه يمكن بذل الجهود من أجل تعديل العوامل الذاتية أو العمل على تغييرها.

ثالثاً: بلورة أجندة النضال من أجل تحقيق الإصلاح الديمقراطي:

حتى يمكننا أن نبلّور أجندة واضحة من أجل تحقيق الإصلاح الديمقراطي، لابد أولاً من تحديد الهدف المراد بلوغه بدقة ووضوح، وبعدها لابد من رسم خارطة الطريق من أجل تحقيق هذا الهدف.

إنّ تحديد الهدف بدقة أمر مستحق، ذلك أنّ هناك التباسات تثيرها بعض الدعوات المطروحة للإصلاح الديمقراطي، فهناك مَنْ يدعو إلى "الإمارة الدستورية"، وهناك آخرون يدعون إلى "الحكومة الشعبية" أو "رئيس الوزراء الشعبي"، وغيرهم ينادي بما يسميه "الحكومة البرلمانية"، فيما تنتشر دعوات تطالب بإقامة "الحكومة المنتخبة"، وهي دعوات لا نرفضها ولكننا نرى ضرورة تدقيقها وإزالة ما يحيط بها من التباسات وخلط.

ذلك أنّ "الإمارة الدستورية" يمكن أن تُفسّر في حدّها الأدنى المتحقق شكلياً الآن بمعنى وجود دستور ينظم سلطات الأمير، بينما القصد من طرح هذا المطلب يتجاوز ذلك، كما أنّ مطلب "الحكومة الشعبية" يمكن أن يعني فقط أن يكون رئيس الوزراء والوزراء من المواطنين وليس من الشيوخ من دون استكمال شروط النظام البرلماني، حيث يتم توزيرهم كأفراد، ومثلها الدعوة إلى "الحكومة البرلمانية" التي يمكن أن تُختزل في حكومة تتشكّل في معظمها من أعضاء مجلس الأمة كأفراد... أما مطلب "الحكومة المنتخبة" فهو لا يمكن أن يتحقق بصورة دقيقة إلا في النظم الرئاسية، عندما يتم انتخاب الرئيس الذي يعيّن إدارته، بينما الأمر مختلف تماماً في الأنظمة البرلمانية، التي هي مآل التطور الديمقراطي للأنظمة الوراثية، إذ لا يتم انتخاب رئيس مجلس الوزراء والوزراء مباشرة، بل يتم تعيينهم من بين أعضاء كتلة أو حزب الغالبية في البرلمان.

ومن هنا فإنّ المصطلح الأدق للهدف الذي نسعى إلى بلوغه من تحقيق الإصلاح الديمقراطي هو إقامة نظام ديمقراطي برلماني كامل، الذي يقوم على خمسة أركان هي:

أولاً: وجود أحزاب سياسية.

ثانياً: تداول ديمقراطي للسلطة.

ثالثاً: ضرورة نيل الحكومة ثقة البرلمان.

رابعاً: اختيار رئيس مجلس الوزراء والوزراء من بين أعضاء كتلة أو حزب الغالبية في البرلمان.

خامساً: أن يكون رئيس الدولة حَكَمَاً بين السلطات لا طرفاً في المنازعات السياسية.

ويمكن القول إنّ هناك مستويين مختلفين ولكنهما مترابطان للإصلاح الديمقراطية، المستوى الأول هو مستوى الإصلاح السياسي الذي يمكن تحقيقه من دون الحاجة إلى تنقيح الدستور، والمستوى الآخر هو الإصلاح الدستوري الذي يتطلب مثل هذا التنقيح المستحق.

المستوى الأول هو مستوى الإصلاح السياسي الديمقراطي:

والقصد هنا هو الإصلاح السياسي الذي يمكن تحقيقه من دون الحاجة إلى تنقيح "دستور الحدّ الأدنى"، ويتمثّل في:

1-تفعيل أحكام “دستور الحدّ الأدنى” ونصوصه التي لما تطبّق بعد ولا تزال مُعطلة ومعلّقة فيما يتصل بأمور عديدة من بينها تغليب الطابع البرلماني على الرئاسي في نظامنا الدستوري، واستعادة مجلس الوزراء لدوره الدستوري المفترض، وعدم احتكار مناصب رئاسة مجلس الوزراء ووزارات السيادة، والتمسك باحترام مبدأ الفصل بين السلطات؛ واستقلال القضاء، وتأكيد حق الأفراد في اللجوء المباشر إلى القضاء الدستوري من دون أي عراقيل، وكفالة حقّ التقاضي من دون تحصين لبعض القرارات الإدارية، وتشكيل مجلس الدولة ليتولى مهام القضاء الإداري والإفتاء والصياغة القانونية، وهي أحكام ونصوص دستورية معطّلة لما توضع بعد موضع التطبيق على الرغم من مرور نحو نصف قرن على إصدار الدستور.

2- مكافحة مختلف أشكال الإفساد والفساد والرشاوى واستخدام المال السياسي واستغلال النفوذ والتنفيع، وتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد, والملاحقة القانونية والفضح السياسي للمفسدين والفاسدين.

3- رفض أي شكل من أشكال التدّخل السلطوي في العملية الانتخابية، وتعديل قانون الانتخابات بما يحدد سقفاً أعلى للإنفاق الانتخابي للمرشحين مع تقديم إعانات للمرشحين غير القادرين على توفير حد أدنى ومكافئ من الإنفاق الانتخابي.

4- إلغاء نظام الصوت الواحد في ظل الدوائر الخمس، الذي فرضته السلطة منفردة، وإصلاح النظام الانتخابي وصولاً إلى صيغة متوافق عليها في شأن نظام الدائرة الانتخابية الواحدة بالارتباط مع استحداث نظام التمثيل النسبي للقوائم الانتخابية، شريطة أن تكون هذه القوائم مؤلفة على أسس سياسية ووطنية بعيدة عن التفرقة والاستقطابات القبلية والطائفية والفئوية. بالإضافة إلى توسيع القاعدة الانتخابية بتخفيض سن الناخب إلى 18 عاماً، وإلغاء وقف حقّ العسكريين في الانتخاب.

5- انتزاع الحق الديمقراطي في إشهار الأحزاب السياسية عبر قانون ديمقراطي يعتمد آلية قيام مؤسسي كل حزب بالإخطار عن تأسيس حزبهم من دون حاجة إلى حصول هؤلاء المؤسسين على الترخيص الحكومي بذلك، مع ضرورة تأكيد القانون على أن تتشكّل الأحزاب السياسية وفق أسس وطنية وليس طائفية أو قبلية، وأن تعمل بوسائل سلمية.

6- إلغاء القوانين المقيدة للحريات وخصوصاً حرية الاجتماع العام وحرية التعبير عن الرأي والحقّ في تشكيل مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك إلغاء القيود المفروضة على حق التقاضي أمام المحكمة الإدارية، إلى جانب التأكيد على حماية الحريات الشخصية للأفراد من الوصاية والتدخل؛ وعدم المساس بالطابع المدني للدولة.

7- إطلاق سراح المعتقلين وسنّ قانون للعفو العام عن قضايا الرأي المعروضة أمام جهات التحقيق والمحاكم حالياً، وذلك من دون أي شروط أو تعهدات.

8- إلغاء عقوبة إسقاط الجنسية الكويتية أو سحبها أو فقدها عن المواطن الكويتي لاعتبارات سياسية وإلغاء القرارات الانتقامية الانتقائية الجائرة التي جرى اتخاذها في هذا الشأن .

9- تحقيق المساواة الكاملة بين الكويتيين كافة على أساس المواطنة الدستورية الحقة، ورفض سياسات التفرقة والتمييز وفق الاعتبارات العائلية والقبلية والطائفية والمناطقية.

10- المساواة الدستورية والقانونية الكاملة بين المرأة والرجل على أسس من العدالة وفي مختلف المجالات ومؤسسات الدولة وقوانينها وخدماتها، وإلغاء ما يتعارض مع هذا المبدأ الديمقراطي من قوانين وإجراءات تمييزية، مثلما هي عليه الآن قوانين الجنسية والرعاية السكنية والتعيين في القضاء والترقيات للمناصب الإدارية القيادية.

11- إلغاء الأجهزة الأمنية القمعية، وتحديداً الإدارة العامة لأمن الدولة، وتجريم التجسس السياسي على المعارضين وملاحقتهم، ووقف الاستدعاء غير القانوني لهم واستخدام أساليب التهديد والتعذيب أثناء التحقيق، وحظر استخدام العنف مع المتظاهرين السلميين.

12- رفض الاتفافيات الأمنية الموجهة نحو تقييد الحريات العامة أو الماسة بالسيادة الوطنية.

13- احترام الحقوق والحريات النقابية، وضمان حق الإضراب عن العمل، وتكوين النقابات الجديدة على أساس الاكتفاء بالتسجيل عن طريق إيداع وثائق التأسيس، والإقرار بحق التفرغ النقابي وحرية نشاط النقابيين في مرافق العمل.

14- المصادقة على المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تضمن حقوق الإنسان، والتعامل معها كجزء من القانون الوطني، والالتزام بتطبيق هذه المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات وتقديم تقارير منتظمة عن مدى تنفيذها.

المستوى الثاني هو مستوى الإصلاح الدستوري الديمقراطي:

الذي يتطلب بدءاً تصحيح الموقف الدفاعي عن دستور 1962 الذي تشكّل تاريخياً في مواجهة الانقلابات السلطوية على الدستور، بحيث يتحوّل إلى موقف الدفاع عن المكتسبات الديمقراطية المتحققة في دستور الحدّ الأدنى، مع المطالبة بإصلاح دستوري يستكمله ليصبح دستوراً ديمقراطياً.

إنّ عنوان الإصلاح الدستوري المستحق هو الانتقال إلى النظام البرلماني الكامل، وهو ما يتطلّب في حدوده الدنيا تنقيح عدد من مواد الدستور، وذلك كالتالي:

- تنقيح المادة 80 من الدستور لقصر عضوية مجلس الأمة على النواب المنتخبين.

- تنقيح المادة 98 بحيث تتقدم كل وزارة فور تشكيلها ببرنامجها إلى مجلس الأمة لتنال الثقة النيابية على أساسه.

- تنقيح المادتين 101 و102 بحيث يمكن طرح الثقة في الوزراء ورئيس مجلس الوزراء من دون الحاجة إلى المرور بآلية الاستجواب، ومن دون تفريق بين طرح الثقة في الوزراء أو في رئيسهم واعتباره معتزلاً لمنصبه شأنه شأنهم من تاريخ عدم الثقة به، وعدم اشتراط تحكيم رئيس الدولة عند طرح الثقة في رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ قراره إما بإعفاء الرئيس أو بحلّ مجلس الأمة، مثلما هي الحال الآن عند تقديم طلب عدم إمكان التعاون معه.

- تنقيح المادة 116 من الدستور، أو تعديل اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، بما يؤدي إلى تأكيد صحة انعقاد جلسات مجلس الأمة من دون اشتراط حضور الحكومة، حتى لا يؤدي غيابها إلى تعطيل جلسات المجلس مثلما حدث وتكرر.

***

هذا هو الخط السياسي للتيار التقدمي الكويتي، الذي يوجّه نضالنا من أجل إطلاق الحريات الشخصية والعامة والدفاع عن الحقوق والمكتسبات الديمقراطية والعمل على توسيعها وتعميقها وصولاً إلى قيام نظام برلماني كامل وبناء دولة ديمقراطية حديثة، مع التصدي لنهج المشيخة في الانفراد بالسلطة والتضييق على الحريات وإعاقة التطور الديمقراطي.

يتبنى التيار التقدمي الكويتي في عمله على النضال الجماهيري بعد أن انسد الأفق للإصلاح والتغيير بالانتخابات والعملية البرلمانية, حيث أن النضال الجماهيري هو الطريق الرئيسي لبلوغ شعبنا أهدافه وتحقيق التغيير والتقدم، وذلك من خلال رفع مستوى الوعي السياسي للجماهير وتعبئتها وتنظيم حركتها، مع نبذ الأساليب الفوضوية والمغامرة.

إنّ النضال الجماهيري هو كل نشاط نضالي له ارتباط وثيق بهموم الجماهير الشعبية ويعبّر عن مطالبها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ناهيك عن النضال الجماهيري هو أحد أهم وسائل الارتقاء بوعي الجماهير للدفاع عن حقوقها ومن أجل تحررها من التهميش والاستغلال والاستبداد، بالإضافة إلى كونه أحد أشكال الصراع الطبقي وتجلياته.

النضال الجماهيري هو بالأساس النضال اليومي الملموس الذي تخوضه الجماهير بالاعتماد على قواها؛ وتتمرّس خلاله على النضال والتنظيم وتوحيد الصفوف وتحديد الأهداف وتشخيص الأعداء والأصدقاء ورسم التكتيكات، وذلك لـتأخذ هذه الجماهير زمام المبادرة بيدها بدلاً عن الإتكالية والخضوع والاستسلام.

من الطبيعي أن تستفيد الجماهير الشعبية في نضالها من منظماتها النقابية ومؤسساتها الاجتماعية، بالإضافة لاستنادها إلى التقاليد والخبرات النضالية المتراكمة، وذلك بالارتباط الجدلي مع الأحزاب السياسية الممثّلة لمصالح الجماهير، وتحديداً التنظيمات التقدمية، التي تسهم بدورها في توعية الجماهير الشعبية وتعبئتها وتنظيم حركتها، بما يؤدي إلى ربط النضالات اليومية العفوية المشتتة للجماهير بالاتجاه العام للنضال السياسي المنظّم من أجل إحداث التغيير الشامل.

ومن الناحية الموضوعية يرتبط تطور النضال الجماهيري ونهوضه بتفاقم أزمة النظام الرأسمالي؛ أو باحتدام الأزمة السياسية أو الاقتصادية في البلاد؛ واشتداد التناقضات الاجتماعية... فيما يرتبط تطور النضال الجماهيري من الناحية الذاتية بتنامي الوعي السياسي والطبقي لدى الجماهير ومستوى تطور الحركة السياسية والاجتماعية.

ليس هناك شكل وحيد وثابت للنضال الجماهيري، وإنما هناك أشكال متعددة وأساليب مختلفة ومتغيّرة ومستويات متفاوتة للنضالات الجماهيرية... ومن الخطأ اعتماد شكل وحيد من أشكال النضال الجماهيري أو تقديسه، فما هو مناسب في ظروف زمان ومكان معينة قد يكون غير ممكن التحقق في ظروف أخرى، أو قد يكون متقدماً أو ربما يكون متخلفاً عن مستوى الحركة العامة ودرجة تطورها... حيث تختلف أساليب النضال الجماهيري وأشكاله في حالات الصعود والمد عنها في حالات التراجع والجزر، ما يتطلب ابتداع أساليب خلاقة من النضال الجماهيري تتناسب مع الواقع وخصوصيته.

ومن بين أشكال النضال الجماهيري على سبيل المثال:

  • خوض الانتخابات والنضال البرلماني: وهو أحد أهم أساليب العمل السياسي والجماهيري ولكن المؤسف أنّ هناك تراثاً من التقديس المبالغ فيه لهذا الأسلوب، الذي جرى التعامل معه وكأنّه الأسلوب الوحيد، من دون ربطه بالأشكال الأخرى من النضال السياسي والجماهيري، ناهيك عما يعانيه العمل الانتخابي والعمل البرلماني من انسداد أفق في إحداث التغيير الديمقراطي في ظل "دستور الحدّ الأدنى" وعدم إشهار الأحزاب وقصور النظام الانتخابي والطابع الفردي لخوضها، بل الطابع الفردي للممارسة النيابية، خصوصاً في ظل مرسوم قانون الصوت الواحد.
  • مقاطعة الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً: أنّ مقاطعة الانتخابات هي فعل سياسي وجماهيري ينطوي على التعبئة وتنظيم حملات الإقناع والشرح، وإن بدت كأنّها موقف سلبي وامتناع عن المشاركة.
  • الاحتجاج: الاحتجاج الجماعي على سياسة ما، أو للتنديد بقانون، أو الاعتراض على قرار، أو رفض إجراءات معينة، أو استنكاراً لجريمة تهز الرأي العام، أو قد يكون تحركاً من أجل تلبية مطالب محددة، وذلك عبر عقد تجمعات جماهيرية أو الاعتصامات أو المهرجانات الخطابية في الساحات العامة أو أمام مقرات رسمية.
  • النضال الاقتصادي: من أجل تحسين شروط العمل أو رفع الأجور وشكله الرئيسي هو الإضراب عن العمل، وقد يكون الإضراب جزئياً في أحد القطاعات أو المرافق أو شاملاً، أو يمكن أن يكون رمزياً أو تضامنياً، وقد يكون محدد المدة أو مفتوحاً، حسب المطالب المطروحة والظروف والإمكانات ومستوى الاستجابة.
  • تنظيم المسيرات: من المهم الحرص على أن تكون شعارات المسيرات والمظاهرات، التي نشارك فيها، وهتافاتها ذات محتوى وطني وديمقراطي بعيدة عن الطرح القبلي والطائفي والعنصري وتمجيد الزعماء.
  • الانضمام والمشاركة الفاعلة في النقابات العمالية والمهنية وهيئات المجتمع المدني.
  • الإضرابات والاعتصامات الطلابية.
  • جمع التوقيعات على عرائض ومذكرات وبيانات قد تكون للشكوى أو لطرح مطالبات أو للتعبير عن موقف أو تضامن.
  • تشكيل لجان شعبية.
  • تكوين جماعات ضغط حول قضية محددة أو مطلب معين.
  • تشكيل وفود شعبية لتقوم بجولات على الديوانيات للشرح والتوضيح والتعبئة، أو للالتقاء بالمسؤولين في الدولة من وزراء ونواب لطرح المطالب (هذا النوع من النضال الجماهيري يعتمد على ميزان القوى بالبلاد ومدى قدرة القوى السياسية على التنظيم والعمل ما يعمتد على طبيعة السلطة ومدى قدرتها على صد أو الموافقة على مطالب الشعب).
  • تنظيم حملات التحرك، بما في ذلك حملات التحرك الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  • إقامة الندوات والحلقات النقاشية.
  • إصدار البيانات الجماهيرية والمطويات والملصقات وتوزيعها.

يتركز دور التقدميين في تطوير النضال الجماهيري إلى المهام التالية:

  • رفع مستوى الوعي السياسي للجماهير، وإزالة ما رسخ في أذهانها من أوهام حول طبيعة السلطة وطريق الانتقال نحو الديمقراطية، وذلك عبر عمل دءوب من الشرح والتوضيح والإقناع.
  • تعبئة الجماهير حول مطالب الإصلاح الديمقراطي، وتعزيز ثقتها في قدراتها على إحداث التغيير.
  • تنظيم حركة الجماهير والانتقال بها من مستوى النضال العفوي إلى النضال السياسي الواعي والمنظم عبر أساليبه المختلفة بهدف تغيير ميزان القوى السياسية في البلاد ليصبح مواتياً لتحقيق مطالب الإصلاح الديمقراطي.

***

ومن واجب التقدميين المشاركة في النضالات الجماهيرية بمختلف أشكالها، مهما كانت بسيطة، وعدم الانفصال عن هموم الناس وقضاياهم ومشكلاتهم، وإنما المطلوب من التقدميين أن يعملوا في صفوف الجماهير الشعبية ويناضلوا معها ويتعلموا منها، وفي الوقت نفسه عليهم واجب تعليم هذه الجماهير بعيداً عن الأستذة والتعالي عليها عبر العمل الدءوب لرفع مستوى وعيها السياسي والطبقي وتنظيم صفوفها وحركتها، وشحذ يقظتها تجاه العناصر الاستفزازية.

يتمثّل الخطان الاقتصادي والاقتصادي - الاجتماعي للتيار التقدمي الكويتي في بناء اقتصاد وطني منتج ذي وجهة اجتماعية عادلة.

إذ أنّ ما يعانيه اقتصادنا الوطني من اختلالات هيكلية إنما هي نتاج ارتكازه على بنية اقتصادية ريعية ذات مورد أحادي، وارتباطه التبعي بالنظام الرأسمالي العالمي عبر تأدية وظيفة متخلفة في إطار التقسيم الدولي للعمل تتمثّل في تصدير النفط الخام؛ بالإضافة إلى النهج الاقتصادي للقوى الاجتماعية المتنفذة وما أدى إليه من اختلال توازن البنية الاقتصادية لصالح القطاعات غير المنتجة والتطور الأحادي الجانب، وإعاقة نمو وتطور القوى المنتجة المادية والبشرية وتكريس تخلفها، عبر سياسات اقتصادية وتوظيفية حجر الزاوية فيها الاعتماد على الأيدي العاملة غير المُستقرة كبديل وليس كمُكمّل للأيدي العاملة الوطنية والمُستقرة، وأصبحت إيرادات بيع النفط الخام تشكّل مصدر النشاط الاقتصادي، مع ملاحظة ضعف صلتها ببقية القطاعات الاقتصادية باستثناء صلة التمويل، وما يتهدد الموارد النفطية من مخاطر النضوب بفعل الاستنزاف أو جراء ما يمكن أن يسمى “النضوب التقني” في حال إنتاج طاقة بديلة بكلفة مناسبة.

وتبرز تبعية الاقتصاد الكويتي في أدائه وظيفة متخلفة في إطار التقسيم الدولي للعمل تتمثل في تصدير النفط كمادة خام واستيراد كافة احتياجات البلاد من الخارج، واستثمار الاحتياطي المالي العام وتحويلات القطاع الخاص إلى الخارج على هيئة ودائع أو أصول ثابتة مما يعزز الشراكة الطبقية مع الرأسمال العالمي من موقع التبعية. مع ملاحظة ما تواجهه هذه الاستثمارات من انخفاض لدخولها وتآكل قيمة أصولها، وكونها بالأساس تحت سيطرة وإدارة أجنبية، وتؤكد التطورات الاقتصادية العالمية أنّ ذلك يزيد من مخاطر تآكلها نقدياً واستثمارياً قياساً بالاستثمار المحلي المنتج، هذا إلى جانب الاعتماد على الخبراء والبيوت الاستشارية الأجنبية في الأجهزة الاقتصادية.

ويتضح الطابع الطفيلي للاقتصاد الكويتي في تلك الفجوة الكبيرة بين الإنتاج والاستهلاك لغير صالح تراكم حقيقي لرأس المال، والتي تتم تغطيتها عن طريق ريع النفط، وتضخم الإنفاق الحكومي وارتباطه بسياسة غير عادلة لتوزيع الدخل والتصرف بالثروة الوطنية. وهذا ما أدى إلى إهدار جانب كبير من هذه الثروة وتنامي فئات طفيلية لا تقوم بأية وظيفة اجتماعية مفيدة، ونمو رأس المال المالي والربوي واتساع عمليات المضاربة والسمسرة، وضعف ارتباط القطاع المصرفي بالاستثمار الإنتاجي، بالإضافة إلى هيمنة القطاعات غير الإنتاجية كالخدمات والتجارة، وما يرافق ذلك من انتشار لقيم المجتمع الاستهلاكي والموقف السلبي من العمل المنتج.

ويتخذ التوزيع غير العادل للدخل والثروة الوطنية مظاهر عديدة أدت إلى اتساع الفوارق الطبقية في المجتمع الكويتي وتمركز رأس المال والثروة في أيدي فئة وأسر محدودة، وتوجيه سياسة الإنفاق لصالحها.

ونحن في “التيار التقدمي الكويتي” نرى أنّه إزاء فشل وإفلاس النهج الاقتصادي القائم وعدم ارتباطه بالمصالح الأساسية لغالبية الفئات الشعبية، لابد من انتهاج سياسة اقتصادية وطنية بديلة لبناء اقتصاد وطني متطور ومستقل بهدف تجاوز أوضاع التخلف والتبعية والنهب الطفيلي واستباحة المال العام والتوزيع غير العادل للثروة وغياب التخطيط، وهذا ما يتطلب:

1- تنويع وتوسيع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الوطني، بإقامة صناعة وطنية تعتمد على أحدث التقنيات، وتوفير الحماية والدعم لها باعتماد خطة تصنيع تتلاءم مع إمكانيات البلاد ومتطلبات السوق الداخلي والإقليمي، وتسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، وذلك بتشجيع الصناعة الوطنية وتوفير الحوافز الملائمة لتطويرها وتطوير الكادرين الفني والإداري المحلي فيها، والتركيز على الصناعات البتروكيماوية وتطوير الصناعات القائمة وخصوصاً المعتمدة على النفط. هذا إلى جانب تطوير قطاع الملاحة والنقل البحري.

2- الاستخدام العقلاني الرشيد وطويل الأمد للثروة النفطية وإبقائها بيد الدولة ورفض خصخصتها وصد الأبواب أمام سعي شركات النفط العالمية الكبرى لإعادة هيمنتها عليها تحت غطاء اتفاقيات المشاركة في الإنتاج، وربط سياسة إنتاج النفط وتصديره بمتطلبات تطوير اقتصادنا الوطني واحتياجاته الفعلية؛ وكذلك ربطها بحجم الاحتياطيات النفطية الحقيقية القابلة للاستخراج، ووضع ضوابط للحد من استنزاف الثروة النفطية، وتعزيز وحدة الأوبيك في مواجهة الاحتكارات، والعمل مع بقية دول الأوبيك والدول الأخرى المنتجة والمصدرة للنفط على اعتماد وحدة حسابية أخرى لمعاملات النفط الدولية بدلاً من عملة الدولار الأميركي التي يتحدد مصيرها في الولايات المتحدة لا الدول المصدرة للنفط.

3- البدء في أبحاث تأسيسية للاستثمار في مجال الصناعة المستقبلية للطاقة الشمسية لتميّز بلادنا بموقع الاستفادة الاقتصادية الأكثر إنتاجية وبالتالي إمكانية توفر ميزة للربح في مجال هذه الصناعة الوليدة حالياً، والمربحة مستقبلياً، واستعمال بدائل أخرى لتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه مثل الطاقة الشمسية خصوصاً لمرحلة ما بعد النفط، والانتباه إلى العواقب البيئية لأي إصلاح اقتصادي والاهتمام بالبيئة كأولوية لأي مشاريع مستقبلية .

4- تنمية الموارد البشرية المحلية وتعبئتها، وتأهيل قوة العمل الوطنية والاعتماد عليها وعلى العمالة المستقرة من “البدون” والوافدين العاملين، وبالأساس منهم الخليجيون والعرب، بدلاً من جلب المزيد من العمالة الأجنبية الجديدة.

5- الاهتمام بقطاع الدولة (القطاع العام) في الاقتصاد وتوسيعه، وتحسين إدارته وإعادة تنظيم مؤسساته وتنشيط فعاليتها وفقاً لأصول الإدارة الحديثة، ومراقبة أدائها، وتطوير القطاع المشترك، واستثمار المال الاحتياطي العام للدولة في مشاريع منتجة من أجل رفع وتائر النمو الاقتصادي، ورفض التصفية النهائية لقطاع الدولة (القطاع العام) ومحاولات تقليص الدور الاقتصادي للدولة، وعدم تخصيص النشاطات الاقتصادية الأساسية أو الناجحة في القطاع العام. مع التأكيد على أهمية الدور الريادي للدولة في الاقتصاد كضمانة ليس لتعظيم الإنتاج فقط، بل وعدالة التوزيع وحماية النشاطات الخدمية الحيوية، كذلك التنبّه إلى مخاطر رهن هذا القطاع الهام والحيوي لخدمة المصالح الطفيلية الخاصة التي تعتاش على تخريب القطاع العام وتعمل على استشراء الفساد والاختلالات فيه لتحقيق المنافع الطبقية.

6- عدم تقديس آلية السوق ومحاولة إضفاء طابع سحري خادع عليها في حلّ المشكلات الاقتصادية، حيث ثبت أنّ اعتماد آلية السوق من شأنه تجاهل المسؤولية الاجتماعية لرأس المال؛ وعدم تحقيق نمو اقتصادي متوازن واستغلال أنسب للموارد، وإنما الهدف منه تعظيم الأرباح، بل لقد أكدت التطورات المعاصرة في عالم رأس المال مدى الدمار الذي يلحقه انفلات رأس المال بمجمل النظام الاجتماعي وقيمه، وأنّ عدم ضبطه سيؤدي إلى الخراب ويفضي إلى نتائج غير محسوبة.

7- عدم تقديس آراء المؤسسات الاقتصادية العالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي كثيراً ما تُغفِل تقييماتها لاقتصادات الدول عن الجانب الاجتماعي وحقوق الطبقة العاملة والفئات الشعبية، كما أنّ نصائحها للإصلاح الاقتصادي كثيراً ما تعتمد على وصفة عامة تتمحور حول تحرير الأسواق المحلية من الضوابط وفتح الاقتصاد الوطني على الاقتصاد العالمي دون قيود؛ ومن دون اعتبار للمصلحة الوطنية للدولة ومصلحة ومواطنيها؛ ودون اعتبار لاختلاف مراحل التطور الاقتصادي بين الدول. كما لا يخلو تاريخ هذه المؤسسات العالمية من التقييمات الخاطئة لاقتصادات الدول والنصائح الفاشلة التي قدمتها لها، وتعامل هده المؤسسات مع دول مثل مصر وتونس قبل ثورتيهما خير دليل على سوء هذه النصائح.

8- تشجيع النشاطات الإنتاجية في القطاع الخاص، وتقديم التسهيلات والحوافز اللازمة كي يدخل القطاع الخاص في مجالات استثمار إنتاجية ذات مستويات تقنية عالية، ليسهم في إعادة البناء الاقتصادي وتوازنه، بدلاً من اختلاله الناجم عن غلبة الاستثمارات في قطاعات الاقتصاد الساخنة كالأسهم والعقار، مع ضرورة تحمّل هذا القطاع تبعات اختياراته الاقتصادية، وتأكيد المسؤولية الاجتماعية لرأس المال في توفير فرص العمل ودفع ضرائب على الأرباح بهدف المساهمة في تمويل الميزانية العامة للدولة، والتأكيد على أنّ محاربة النتائج الطفيلية للعولمة الرأسمالية، والحماية الضرائبية للمنتجات المحلية وذات القيمة المضافة الوطنية، يشكلان أمرين ضروريين لدعم الميزانية العامة.

9 - الأخذ بسياسة مالية ونقدية تستهدف تشجيع الاستثمار الإنتاجي؛ والحدّ من التضخم النقدي، والرقابة على القطاعين المالي والمصرفي وتجنّب محاولات فرض السيطرة الأجنبية عليهما، ووضع نظام ضريبي تصاعدي على أرباح الشركات الكبيرة والبنوك، والتركيز الرقابي النوعي على ميزانيات هذه الشركات والبنوك لمنع الاختلال الاستثماري وكبح الانجراف الطفيلي ومحاربة النشاطات الوهمية في أسواق المال، وتوجيه الاستثمارات الحكومية نحو تحقيق أهداف استثمارها بأقل درجة من المخاطر وأكبر مردود وعدم استثمارها في البلدان التي قامت بتجميد أرصدة الدول الأخرى، وتوجيهها نحو البلدان العربية ما أمكن، ورفض تدفقات الاستثمارات الأجنبية لأغراض المضاربة.

10- وضع سياسة عقلانية للاستيراد، ودعم الجمعيات التعاونية عن طريق إعادة تنظيم القطاع التعاوني وتطويره وتعزيز دوره في فروع الاقتصاد الوطني الإنتاجية والخدمية، مع العمل على تخليصه من الفساد، وإخضاعه للرقابة والشفافية من جانب المساهمين وتحريره من الوصاية الحكومية المفروضة عليه، ورفض أي توجه لخصخصة الجمعيات التعاونية بوصفها شكلاً من أشكال الملكية الاجتماعية العامة. مع توفير التسهيلات والحماية لصغار ومتوسطي التجار.

11- إحداث إصلاح إداري شامل بحيث يتم تطوير الإدارة الحكومية لتكون في خدمة المواطنين والمجتمع، ومعالجة مشاكل التضخم الوظيفي وانخفاض الإنتاجية والفساد الإداري، ووضع أسس موضوعية عادلة وشفافة للترقية والتقدم الوظيفي، والتخفيف من الشكليات الإدارية والروتين.

12- الحد من الفساد ومكافحته تكتسبان أهمية قصوى، وهذا ما يتطلب سن قوانين وتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، ووضع إجراءات وتدابير لمنع استغلال النفوذ، والكشف عن الذمة المالية لكبار المسؤولين في الدولة، وتضارب المصالح، وفضح التجاوزات ومحاولات التطاول على المال العام ونهبه، مع تعزيز أجهزة الرقابة الدستورية ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة بالشفافية ومكافحة الفساد، والعمل على وقف إفساد الحياة السياسية والبرلمانية والمؤسسات الإعلامية، وذلك بوضع سقف أعلى للإنفاق الانتخابي وكشف مصادر تمويل الحملات الانتخابية ووسائل الإعلام، وتقديم الدعم من المال العام، دون توجيه سياسي، للمرشحين ذوي الدخول المتدنية لتمويل الحد الأدنى من نشاطاتهم الانتخابية لتعزيز المنافسة المتكافئة بين المرشحين أصحاب الدخول المتفاوتة.

13- إصلاح السياسات الاقتصادية الاجتماعية واتخاذ جملة من التدابير الاقتصادية والاجتماعية والقانونية لصالح أوسع الفئات الشعبية وتلبية احتياجاتها الحيوية، ومنها:

أ‌. معالجة مشكلة التضخم وارتفاع الأسعار، التي بلغت 26 في المئة بين أغسطس 2007 وأغسطس 2011، وما يلحقه التضخم من ضرر على المستوى المعيشي لعموم المستهلكين والفئات الشعبية منهم على وجّه أخص، يتطلّبتقوية شبكة الأمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية وتوسيع نطاقها لصالح الفئات الشعبية متدنية الدخول والقطاعات المهمشة، وأن تشمل وضع سياسة أسعار تقوم على أساس المراقبة الصارمة على أسعار السلع، وتقوية أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحماية المستهلك من رفع الأسعار والغش التجاري، ومنحها صلاحيات الرقابة الفعالة والضبط القضائي. وتوسيع قائمة السلع المدعومة والمشمولة بالبطاقة التموينية بالنسبة للمواطنين أصحاب الدخول المتدنية، واعتماد سلم متحرك للرواتب والأجور بربطها بارتفاع تكاليف المعيشة (مؤشر أسعار المستهلك) مع تفعيل المادة الرابعة من القانون 49 لسنة 1982 في شأن زيادة مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين وزيادة المعاشات التقاعدية، التي تقضي بأن “ُعاد النظر كل سنتين على الأكثر في مستوى المرتبات والمعاشات التقاعدية على ضوء زيادة نفقات المعيشة.

ب.‌ معالجة مشكلة السكن، حيث تجاوز عدد الطلبات المتراكمة للحصول على السكن أكثر من 111 ألف طلب في العام 2014، ناهيك عن الطلبات المقدمة أخيراً من النساء، ومحدودية المساحة المأهولة من البلاد التي لا تتجاوز 7 في المئة من إجمالي مساحة الدولة، ما يرفع سعر العقار خصوصاً في ظل المضاربات، بحيث لا يستطيع المواطن العادي الحصول على سكن خاص عبر مدخراته الشخصيةمما يتطلب توسيع نطاق المساحات المتاحة للسكن من الأراضي المملوكة للدولة بهدف توفير المزيد من الأراضي وخفض أسعارها، وفرض ضريبة عقارية على الملكيات الكبيرة والأراضي الفضاء غير المستغلة، والحد من المضاربات العقارية، وإنشاء مناطق سكنية داخل العاصمة, و تحسين خدمة الرعاية السكنية وتنوعها من حيث التصاميم والمساحة وقروض التأثيث الميسرة، مع تقليص فترات الانتظار الطويلة للحصول على الرعاية السكنية وتحديد مواقيت زمنية ملزمة وسن قانون إيجارات عادل يراعي مصالح جمهور المستأجرين من السكان وأصحاب المحلات ويأخذ بعين الاعتبار مصالح صغار الملاك.

ت. عدم المساس بالحقوق الاجتماعية المكتسبة، وإعادة النظر في الوجهة وحيدة الجانب لسياسة ترشيد الإنفاق بحيث لا تمس بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية، ومراعاة الظروف المعيشية للطبقة العاملة والفئات الشعبية من المواطنين والمقيمين، ورفض التوجه الحكومي لتخفيض أو إلغاء الدعم الخاص بالخدمات العامة والسلع الأساسية.

14- معالجة مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل للشباب الكويتي، وربط مخرجات التعليم بحاجات الاقتصاد، حيث تشير الدراسات الحكومية إلى أنّ عدد العاطلين عن العمل من الشباب الكويتي في 2012 كان أكثر من 19 ألف عاطل، وهذا العدد مرشح للارتفاع في السنوات المقبلة في ظل ضيق فرص التوظيف في الدولة وعدم قيام القطاع الخاص بمسؤولياته الاجتماعية في توفير فرص عمل كافية للشباب الكويتي, وهذا ما يتطلب إحداث تغييرات في الخطط التنموية بحيث يكون محورها الإنسان وهدفها خلق بنية اقتصادية منتجة تديرها عمالة وطنية تتأهل في مواقع الإنتاج والعمل:

أ‌. تعديل قانون دعم العمالة الوطنية بما يلزم القطاع الخاص، وخصوصاً الشركات التي تساهم الدولة فيها؛ وشركات المقاولات في القطاع النفطي بتوفير فرص عمل حقيقية وليس توظيفاً وهمياً للشباب الكويتي، وزيادة نسبة تشغيل الكويتيين. وفرض عقوبات جزائية على مخالفي نسب العمالة والتسريح الكيفي مع إغراءات تشجيعية للجهات الملتزمة، وإلغاء العراقيل المفروضة على العاملين الكويتيين في القطاع الخاص للحصول على إجازات وبعثات دراسية.

ب. ‌وضع خطط لتشجيع القطاع الخاص على تشغيل الكويتيين، بحيث تتحمّل الدولة نسبة من الأجر تنخفض تنازلياً مع مرور الوقت، وفرض نسب متصاعدة للإحلال الوظيفي للعمالة الوطنية في القطاع الخاص.

ت. منع تحويل الأعمال الفنية والإدارية في القطاع النفطي إلى شركات المقاولات، واقتصار التعيين فيها على الشباب الكويتي، وإعادة تأسيس معاهد التدريب على الأعمال النفطية التي كانت قائمة في السابق.

ث. تعديل قوانين العمل واستكمال نواقصها، من خلال توحيدها وتضمينها حقوقاً أوسع للعمال وشروطاً أفضل لعملهم، بالأخص إقرار سلم لأجور القطاع الخاص.

15– معالجة مشكلة القبول في الجامعة المرشحة للتفاقم أكثر في السنوات المقبلة، وهذا ما يتطلّب:

أ- الإسراع في إنجاز مشروع إنشاء المدينة الجامعية، ومحاسبة المتسببين في تأخيره.

ب- إنشاء جامعات أخرى وافتتاح كليات في المحافظات، مع إتاحة خياري التعليم المشترك والتعليم المنفصل عبر إنشاء كليات بنات جامعية.

ت- توجيه الطلبة نحو الدراسة في التخصصات التي تحتاجها البلاد، وذلك على ضوء دراسات علمية تحدد التخصصات المطلوبة، وبالتوافق مع الاحتياجات الفعلية ضمن سياسة تخطيط تنموية تتحكم في مخرجات التعليم وتولي أهمية قصوى للأعمال غير المكتبية في القطاعات الإنتاجية والخدماتية.

16- حلّ قضية الكويتيين البدون وفق قواعد واضحة انطلاقاً من اعتبارات إنسانية واجتماعية وتنموية وبعيداً عن المعايير العنصرية، وذلك بمنح الجنسية الكويتية لحملة إحصاء 1965 وللذين ولدوا في الكويت وتلقوا تعليمهم واستقروا فيها وليس هناك موطن آخر يمكنهم الانتقال إليه، مع ضرورة إقرار الحقّ الدستوري في الجنسية لأبناء المواطنات الكويتيات تطبيقاً لمبدأ المساواة بين المرأة والرجل وفقاً للدستور، مثلما فعلت أخيراً دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك الإقرار بحقّ الجنسية لأسر الشهداء والأسرى، واستيعاب الكفاءات والأيدي العاملة الماهرة، وانضمام الكويت إلى الاتفاقيات الدولية الخاصة بعديمي الجنسية، وتفعيل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتصلة بحقوق الإنسان، حيث لم يعد مقبولاً استمرار الحرمان من هذه الحقوق وكذلك لم يعد مقبولاً استمرار المماطلة والتسويف في التعامل مع هذه القضية.

17- تحسين مستوى الخدمات العامة ونشرها على قدم المساواة في جميع المناطق ومن دون تمييز بين جميع السكان، وبالأخص الخدمات الصحية والتعليمية، بتوفير الخدمات النوعية كالخدمات العلاجية المتخصصة وزيادة أَسرّة المستشفيات، وفتح فروع للمعاهد الخاصة والتطبيقية في المحافظات، وزيادة عدد الحدائق العامة وتوفير الخدمات الترفيهية والمرافق الرياضية المناسبة للأطفال والشباب والأسر والمسنين. بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية من شبكات صرف صحي والطرق الرئيسية والمطار والمنافذ البرية والبحرية، وإيجاد وتطوير مرافق صحية و اجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة و المسنين، وإنشاء هيئة رقابية تشرف على سير مناقصات الدولة وتتابع مراحل تطبيقها في الخطة الزمنية المدرجة.

18- الاهتمام بالبيئة عبر تجريم الاستغلال السيئ للبيئة بكافة أشكالها في الصحراء و البحر، ووضع حد لإنبعاثات المصافي والمصانع البتروكيماوية واستبدالها بتقنيات مسالمة للبيئة.

يتمثّل المنطلق الفكري للتيار التقدمي الكويتي في كونه تياراً ذا وجهة تقدمية، والتقدمية صفة تطلق على أولئك الناس الذين يرون أنّ المجتمع البشري تحكمه قوانين ضرورية تحتّم عليه التغيّر والتطور والتقدم وصولاً إلى مجتمع الكفاية الإنتاجية والعدل الاجتماعي وتقليص التفاوت الطبقي وتلاشيه لاحقاً... وفي الوقت ذاته فإنّ هذه القوانين إنما تتحقق بنضال الجماهير وإرادتها وحركتها، ولهذا فإنّ الإنسان التقدمي ليس مَنْ يؤمن فقط بالتقدم، وإنما الإنسان التقدمي هو الذي يشارك بالنضال وبالفكر من أجل تحقيق هذا التقدم... أي أنّ التقدمي هو الذي يتخذ موقفاً تقدمياً إزاء ضرورات ومتطلبات تطور المجتمع، وفي الوقت نفسه هو الذي يرفض الاستغلال الطبقي للرأسمالية ويدافع عن حقوق الطبقة العاملة والفئات الشعبية.

إنّ التقدم ظاهرة اجتماعية تعبّر عن انتقال المجتمع البشري إلى مستوى أرقى من حيث الثقافة والمقدرة الإنتاجية والتعامل مع الطبيعة. والتقدم قانون أصيل في تاريخ الإنسان، لأنّ التاريخ الإنساني تقدم متصل في مواجهة معوقات وعقبات لا حصر لها، سواء أكانت معوقات طبيعية أو اجتماعية أم عملية أم نظرية.

وإنّ جوهر التقدم هو سيطرة الإنسان على الضرورات الطبيعية والاجتماعية، وإزاحة العقبات التي تعترض تطور قوى الإنتاج في المجتمع، وتعطّل الطاقات الإبداعية في الإنسان، وفي مقدمتها التخلف والاستغلال الطبقي والتهميش.

والتقدم ليس مجرد تحرر من الضرورات المادية وحدها، وإنما هو كذلك توفير الثقافة والحرية وضمانهما. إنّ معيار التقدم الاجتماعي هو درجة تطور القوى الإنتاجية والنظام الاقتصادي ومؤسسات البناء الفوقي، إلى جانب انتشار العلم وتطور الثقافة والفرد ودرجة اتساع الحرية الاجتماعية، وتطور أسلوب الإنتاج هو عامل أساسي وحاسم هنا وصولاً إلى مجتمع الكفاية والعدل وتقليص ثم تلاشي التفاوت الطبقي.

وأما عن وصف الاتجاه التقدمي بأنّه يساري، فإنّه يعود إلى تعبيري اليسار واليمين اللذين هما تعبيران سياسيان يتصلان بمقاعد جلوس النواب في البرلمان الفرنسي أثناء الثورة الفرنسية عام 1789، حيث جلس النواب المعارضون للنظام الملكي إلى يسار رئيس البرلمان والمؤيدون للنظام الملكي جلسوا إلى يمينه... ومع أنّ تعبيري يسار ويمين تعبيران مطاطان يتغيران مع تغيّر الأوضاع، إلا أنّه يمكن القول إنّ اليسار هو المعارضة التي تسعى من أجل تغيير الوضع القائم، بينما يمثّل اليمين القوى الساعية إلى المحافظة على الوضع القائم أو إلى الارتداد عنه إلى الوراء.

وهناك مَنْ يلتبس عليه الأمر فيفترض أنّ التقدمية والليبرالية اتجاه واحد... وهذا ما يتطلب توضيحاً يزيل هذا الالتباس والخلط، إذ صحيح أنّ الليبرالية والتقدمية، تتفقان في ما بينهما حول الموقف تجاه الحريات الشخصية، ولكنهما تختلفان حول الرؤية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتقدم المجتمعات، هذا بالإضافة إلى التفاوت في الموقف تجاه الطبقة العاملة والفئات الشعبية وملكية وسائل الانتاج، حيث لا تولي الليبرالية اهتماماً بمطالب العمال، وأصحاب الدخول المتدنية والمهمشين، بينما تدافع التقدمية عن الطبقة العاملة، والفئات الشعبية والمهمشة من المجتمع.

لقد بدأت فكرة الليبرالية في عصور النهضة في أوروبا، لمواجهة سلطة الكنيسة والملكية، واتخذت شكل الكتابات النخبوية، إلى أن توجت بالثورة الفرنسية، التي رفعت شعار "حرية إخاء مساواة"، ولكنها بعد سنوات تمسكت بمبدأ الحرية، وأهملت الإخاء والمساواة، ومع نسيان مبدأ المساواة، أصبحت الحرية مبدأً مقدساً، فيما أتاح إهمال المساواة المجال لتبرير الليبراليين استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.

أما الليبرالية الاجتماعية فقد برزت في أعقاب الأزمة الرأسمالية الكبيرة عام 1929، التي سميت بالكساد الكبير، عبر كينز ونظريته الاقتصادية الليبرالية الاجتماعية، فتحسن وضع الإنسان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى السبعينات من القرن العشرين... وفي الثمانينات برز "النيوليبراليون" أو الليبراليون الجدد ومنهم الرئيس الأميركي رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر، واستندوا إلى مدرسة شيكاغو الاقتصادية، نسبة لجامعة شيكاغو الأميركية التي تركز فيها الاقتصاديون دعاة النيوليبرالية، التي تدعو إلى رأسمالية وحشية عدوانية ، لا تعرف العدل ولا التنمية ولا البناء، وتحتقر الإنسان وتستغله إلى آخر مدى، وتمتص ثروات الدول النفطية، لتنعش الشركات والكارتيلات الضخمة، مثل المجمعات العسكرية، وتدعو إلى رفع وصاية الدول عن الاقتصاد وسياسة الرعاية الاجتماعية، وذلك ضمن شروط واملاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، اللذين يفرضان على الدول تصفية القطاع العام وبيعه للقطاع الخاص.

الرفاق الأعزاء رئاسة وأعضاء المؤتمر الأول للتيار التقدمي الكويتي الشقيق

تتقدم اللجنة المركزية للمنبر الديمقراطي التقدمي في البحرين باسم جميع أعضاء وأنصار حزبنا، بأحر التهاني والتحيات الكفاحية بمناسبة انعقاد مؤتمركم العام الأول، متمنين لأعماله النجاح في رسم طريق تعزيز الدور النضالي المميز لتنظيمكم الشقيق في الحركة الوطنية والتقدمية في الكويت والمنطقة. ولكون المؤتمر ينعقد في هذا اليوم التاريخي الذي يصادف الذكرى السابعة والتسعين لانتصار ثورة أكتوبر الإشتراكية، الحدث الذي غير وجه العالم في القرن العشرين، فإننا ننتهز هذه المناسبة الغالية أيضا لنقدم لكم أحر التهاني الرفاقية، واثقين أن راية اليسار والتقدم ستظلان خفاقتين ومتجددتين عبر اشتراكية القرن الحادي والعشرين التي تُعمل الحركة الاشتراكية والعمالية العالمية الفكر على بلورة وتجسيد طرازها. فليس حقيقة فقط أن الاشتراكية اليوم، أو طريق التطور الاشتراكي، هي واقع تعيشه الشعوب في بلدان كثيرة في آسيا وأميركا اللاتينية، ولكنها أيضا تظل الحلم الواقعي لبقية شعوب العالم بمستقبلها الوضاء، خصوصا مع انسداد آفاق الرأسمالية العالمية الواقعة راهنا في واحدة، هي الأشد، من دورات أزماتها الاقتصادية العامة، والتي تتسع إلى أزمة سياسية وأخلاقية تتجلى في تزايد عدوانية الإمبريالية واحتداد التناقضات فيما بين دولها، وبينها وبقية الشعوب، مشيرة إلى مآلها التاريخي الذي يفتح أمام شعوب العالم طريق التطور اللاحق.

أيها الرفاق الأعزاء

إنه لحدث بارز في تاريخ منطقة الخليج والجزيرة العربية أن ينعقد مؤتمرتكم العام الأول ليرسخ في بلدكم والمنطقة وجود تنظيم سياسي تقدمي يسترشد بالنظرية العلمية، تنظيم قطع منذ عام 2011 وحتى الآن بسرعة قياسية أشواطا هامة ليتبوأ مكانته الريادية التي يستحقها في الحركة الوطنية الكويتية بعد أن أبلى بلاءا حسنا مقدما ليس التضحيات فقط، بل والرؤى السديدة التي ساعدت كثيرا على خوض نضال ناجح على طريق استعادة وحماية المكاسب الدستورية والديمقراطية التي حققها الشعب الكويتي الشقيق عبر نضاله التاريخي الطويل. ومع حداثة التيار، إلا أنه لم يأت من فراغ، بل جاء حاملا إرث اليسار الكويتي منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي الذي شكل جزءً هاما في الحركة التقدمية في منطقة الخليج والجزيرة العربية وخاض معها نضالا مشتركا من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والسلم في هذه المنطقة. وفي هذا الصدد فإن رفاقنا في المنبر الديمقراطي التقدمي، كامتداد تاريخي لجبهة التحرير الوطني البحرانية لن ينسوا التضامن الفعال الذي أبداه رفاقكم منذ ذلك الوقت وفي أصعب الظروف مع قضية حزبنا وشعبنا، والذي أتى أُكلِه في المكاسب التي تحققت لاحقا. ولعلنا هنا ننحني بإجلال أمام ذِكرى الفقيد الغالي الرفيق عمار العجمي الذي يحتل بلا شك مكانه الرمزي في هذا المؤتمر كما في قلوبنا جميعا.

ولا يزال شعبنا يمر بفترة سياسية عصيبة منذ أحداث عام 2011. ورغم حرص قوى المعارضة على إيجاد مخرج من الأزمة السياسية التي عطلت الحياة الاقتصادية وأحدثت شرخا مجتمعيا هدد الوحدة الوطنية، فقد مضت في حوار التوافق الوطني بحثا عن هذا المخرج. إلا أن السلطات أفرغت الحوار من أي محتوى وضيقت الخناق على قوى المعارضة متجاهلة أهمية إنجاز الإصلاحات الدستورية والسياسية لتصحيح مسار العملية السياسية، وانفردت بتصميم كامل العملية الانتخابية وفق رؤاها الخاصة. وقد دفع ذلك بقوى المعارضة إما لمقاطعة أو عدم تقديم مرشحين لهذه الانتخابات. وبذلك تظل الأزمة السياسية في تفاقم، ولا يزال مطلوبا من السلطات أن تبادر إلى ما يساعد على الخروج من هذه الأزمة، خصوصا في ظل المخاطر الذي تم التطرق إليها أعلاه.

أيها الرفاق الأعزاء ..

ينعقد مؤتمركم في ظروف شديدة التعقيد والمخاطر ، تهدد بمصادرة مكتسبات شعوب المنطقة العربية وتمزيق وحدة كل شعب وبلد على حدة، وضرب فكرة الدولة الوطنية أصلا. فاستراتيجية نشر ما سمي "بالفوضى الخلاقة" التي أطلقتها الولايات المتحدة الأميركية تعمل الآن بكل قوتها. وزجت مكونات شعوب المنطقة في حروب متزامنة عدة بالوكالة وتشكل الجزء الأهم من حروب أخرى في مناطق أخرى من العالم، تعني في مجملها أن عالمنا يعيش انعكاسات أزمة الرأسمالية العالمية وصراع الدول الكبرى من أجل إعادة اقتسام العالم من جديد. وبينما تتم إعادة الروح لقوى الفاشية في أوروبا، ففي الشرق الأوسط أنشأت قوى فاشية جديدة تزحف ليس كمليشيات مسلحة فقط، بل وكنموذج دولة ماضوية تعمق التخلف في بلداننا وتكرس تبعيتها للدول الإمبريالية. هذا الخطر لم يعد يهدد كيان سوريا والعراق ودول الشرق الأوسط فقط، بل هو يزحف بقوة نحو بلدان الخليج التي منها تم تمويل هذه القوى. وما حدث من هجوم إرهابي مجرم وغير مسبوق أسفر عن مجزرة في حسينية في السعودية قبل أيام ليشير إلى الأثر الارتدادي الذي أصبح واقعا خطرا يهدد شعوب وبلدان مجلس التعاون.

إن هذا الوضع الصعب يتطلب من أحزابنا الشقيقة، كما من بقية القوى التي يهمها درء خطر الدمار عن شعوبنا ومنطقتنا أن تتداعى لوقف هذا الغول قبل أن يدمر الأخضر واليابس ويعيدنا قرونا إلى الوراء. إننا لعلى ثقة بأن مؤتمركم سيطرح رؤاه السديدة في هذا الصدد أيضا.

نشد على أياديكم بحرارة، ومرة أخرى نتمنى لمؤتمركم كامل النجاح.

اللجنة المركزية

المنبر الديمقراطي التقدمي

7 نوفمبر 2014

المكتب التفيذي للتيار التقدمي الكويتي،

تحية رفاقية،

يتقدم اللقاء اليساري العربي بأحر التحيات الرفاقية إلى المؤتمر الأول للتيار التقدمي الكويتي الذي سيعقد في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2014. كما يتقدم بأحر التحيات الرفاقية إلى قيادة وأعضاء التيار التقدمي الكويتي، الذي خاض منذ تأسيسه في 7 فبراير/ شباط 2011 معارك سياسية ضد سياسات القمع وضرب الحريات والديمقراطية التي تمارسها السلطة الكويتية، كما خاض المعارك دفاعاً عن حقوق الطبقة العاملة والفئات الاجتماعية المهمشة، رافعاً لواء العدالة الاجتماعية والتقدم والديمقراطية.

الرفاق الأعزاء،

يأتي انعقاد مؤتمركم الأول في ظروف استثانية تمر بها منطقتنا العربية عنوانها الهجمة العدوانية الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، الهادفة الى تفتيت منطقتنا الى دويلات طائفية ومذهبية متصارعة، لامرار مشروعها الأساس، "مشروع الشرق الأوسط الجديد". وتستخدم الامبريالية في سبيل ذلك التنظيمات الإرهابية كأداة من أدوات مشروعها الهدّام، الهادف أيضاً الى تصفية القضية الفلسطينية، ومنع تحقيق أهداف ثورات الشعوب العربية وانتفاضاتها.

لذا، فإن انعقاد مؤتمركم الأول يشكل خطوة متقدمة، في مواجهة هذا المخطط الامبريالي والاحتلال الصهيوني لفلسطين، على أساس الجمع الثوري الديمقراطي ما بين مواجهة العدوانية الامبريالية والنضال من أجل التغيير الديمقراطي.

الرفاق الأعزاء،

إن تأسيس التيار التقدمي الكويتي في 7 فبراير/ شباط 2011 هو استمرار لنضال بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي، كان للتيار التقدمي موقع بارز في صفوف الحركة الوطنية والديمقراطية الكويتية.

تحية إلى المؤتمر الأول للتيار التقدمي الكويتي

اللقاء اليساري العربي

التأم يوم الجمعة 7 نوفمبر "تشرين الثاني" 2014 المؤتمر العام الأول للتيار التقدمي الكويتي بحضور المندوبين المنتخبين عن لجان المناطق والقطاع النسوي وأعضاء المجلس العام، وترأس المؤتمر الزميل ضاري الرجيب بوصفه المنسق العام للتيار التقدمي الكويتي، حيث عرض جدول أعمال المؤتمر وتمت الموافقة عليها وفق البنود التالية:

  1. كلمة المنسق العام.
  2. تقرير رئيس لجنة إعداد المؤتمر.
  3. مناقشة الوثائق وإقرارها.
  4. عرض التقريرين التنفيذي والمالي ومناقشتهما والتصويت عليهما.
  5. انتخاب المجلس العام الجديد.

وقد ألقى الزميل المنسق العام ضاري الرجيب كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر، وأكد فيها أنّ هذا المؤتمر يمثل نقلة من المرحلة التأسيسية إلى العمل المؤسسي وفق الآليات الديمقراطية، كما استعرض الزميل المنسق العام في كلمته الأوضاع السياسية الدولية والإقليمية والمحلية التي ينعقد المؤتمر العام الأول في ظلها.

ثم تليت رسالتا التحية الموجهتان للمؤتمر العام الأول من "اللقاء اليساري العربي" و"المنبر الديمقراطي التقدمي" في البحرين.

وبعد ذلك عرض رئيس لجنة الإعداد للمؤتمر تقريره عن عضوية المؤتمر، واختيار المندوبين، ومدى توافر النصاب، وتوضيح آلية عمل المؤتمر.

ثم ناقش المؤتمرون مشروعات الوثائق التي سبق عرضها في اجتماعات اللجان وأدخل عليها التعديلات المناسبة وأقرها، وتتكون هذه الوثائق من:

- مشروع المنطلق الفكري

- مشروع الخط السياسي

- مشروع الخطين الاقتصادي والاقتصادي الاجتماعي

- مشروع الخط النضالي

- مشروع النظام الأساسي وتعديلاته

وانتقل المؤتمر بعد ذلك لمناقشة التقريرين التنفيذي والمالي المقدمين من المجلس العام السابق، حيث أقرهما بعد أن أبدى حولهما عدداً من الملاحظات والتوصيات.

وقدّم أعضاء المجلس العام السابق استقالتهم، حيث ترأس المؤتمر رئيس السن، وأجريت انتخابات المجلس العام الجديد، إذ تقدم للترشيح 21 عضواً وفاز منهم 15 عضواً.

ثم عقد المجلس العام الجديد اجتماعه واختار مكتباً تنفيذياً مكوناً من خمسة أعضاء، حيث اختار المكتب التنفيذي الجديد الزميل ضاري الرجيب لتولي مسؤولية المنسق العام للتيار التقدمي الكويتي خلال الفترة المقبلة.

وسيتم نشر الوثائق التي أقرها المؤتمر العام الأول على موقع التيار التقدمي الكويتي على شبكة الانترنت وسترسل نسخ منها إلى وسائل الإعلام والقوى السياسية.

الكويت في 8 نوفمبر "تشرين الثاني" 2014

تابعنا في التيار التقدمي الكويتي باستياء وسخط بالغين الجريمة النكراء التي نفذتها العناصر الإرهابية في قرية الدالوة شرقي الهفوف بمحافظة الإحساء في المملكة العربية السعودية وأدّت إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء بين قتيل وجريح خلال إحيائهم ذكرى عاشوراء.

إنّ هذه الجريمة الدموية تمثّل منعطفاً خطيراً في محاولات تأجيج الصراع الطائفي وتكشف مدى تنامي النزعات المتطرفة التي سبق أن حذرنا من عواقبها الوخيمة ليس في السعودية فحسب، وإنما في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها بلادنا الكويت، خصوصاً في ظل أوضاع الاستبداد وتقييد الحريات والانفراد بالسلطة وسطوة قوى الفساد وانعدام العدالة الاجتماعية وتهميش شعوب المنطقة والتعامل معها كرعايا وأتباع وليس كمواطنين أحرار متساوين وتكريس سياسات التمييز الطائفي والفئوي والمناطقي، هذا بالإضافة إلى ما تواجهه منطقتنا من مؤامرات إمبريالية ومخططات صهيونية خبيثة تستهدف تفتيت مجتمعاتنا وتقسيم بلداننا ودفعها إلى صراعات عبثية وحروب أهلية مدمرة.

إننا في الوقت الذي نشجب فيه هذه الجريمة النكراء ونطالب بردع الإرهاب وملاحقة الجماعات الإرهابية وكشف محرضيهم ومموليهم، فإننا ندعو إلى التصدي لمثيري الفتن الطائفية ودعاة الكراهية من أي موقع أو طرف، مع تأكيدنا على أنّ السبيل الوحيد لقطع دابر الإرهاب وحماية مجتمعاتنا الخليجية من المؤامرات الخارجية والصراعات الطائفية والحروب الأهلية المدمرة إنما يتمثل في ضرورة إطلاق الحريات الديمقراطية للشعوب وتحقيق العدالة الاجتماعية على قاعدتي المساواة وتكافؤ الفرص مع تمكين المواطنين من المساهمة الفعالة في إدارة شؤون بلدانهم في إطار أنظمة حكم ديمقراطية مدنية.

الكويت في 5 نوفمبر "تشرين ثاني" 2014

مرت في 2 نوفمبر الجاري الذكرى 97 لوعد بلفور المشؤوم، من خلال الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور إلى الزعيم اليهودي اللورد ليونيل روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، فيما وصفه مناصرو القضية الفلسطينية بأنه «وعد من لا يملك لمن لا يستحق»، إذ لم تكن تتعدى نسبة عدد اليهود حينها 5 في المئة من مجموع السكان، في مقابل 95 في المئة من العرب في فلسطين، كان ذلك في 2 نوفمبر 1917، قبل أن يحتل الجيش البريطاني فلسطين ويحدث الانتداب.

ورغم جملة «تنظر بعين العطف» التي وردت في رسالة بلفور إلى روتشيلد حول اليهود، إلا أن بلفور كان معروفاً بمعاداته لليهود، كما أن القرار لم يكن ملزماً للحكومة البريطانية، لكنها السياسة والمخطط للهيمنة على المنطقة العربية ووراثتها بعد الحكم العثماني، والذي استلزم تقسيم الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا من خلال سايكس – بيكو، ووجود وكيل معتمد في المنطقة هو إسرائيل.

عندما هُزمت الجيوش العربية وفشلت في تحرير فلسطين، كانت تواجه عصابات «الهاغانا» فقط ولم تكن تواجه الجيش الذي لا يُقهر، كما سّمي الجيش الإسرائيلي، وآنذاك لم يكن الصهاينة يسيطرون على أكثر من ثلاثة في المئة من الأراضي الفلسطينية، وهذه الهزيمة لها تفسير واحد هو تواطؤ الأنظمة العربية وخيانتها لشعوبها ورضوخها للمستعمر ومصالحه، بالضد من مصالح شعوبها، فالتقى مشروعا الاستعمار والأنظمة العربية في استغلال وإذلال الشعوب العربية.

بينما أثبتت المقاومة الوطنية الشعبية قدرتها على هزيمة ودحر أقوى الجيوش، فقد أورد الأستاذ علي غريب في (الطريق العدد 10)، أن «الأوبزيرفر» البريطانية كتبت في 9 مارس 1985:«لأول مرة منذ عام 1948 يشعر العرب أنهم مقاتلون ممتازون كعدوهم إن لم يكونوا أفضل بكثير، فالحروب العربية-الإسرائيلية انتهت قبل أن يتوافر للعالم العربي الوقت الكافي لمعرفة ماذا حدث، فبدت إسرائيل قوة لا تقهر لكن المفهوم انقلب رأساً على عقب، نتيجة الضربات التي وجهتها (جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية)، فبالنسبة للعرب أصبحت إسرائيل فجأة قوة قابلة للتحطيم»، أليس ذلك ما تكرر مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية عدة مرات، وآخرها الهزيمة المذلّة لإسرائيل في حربها على غزة بفعل بسالة فصائل المقاومة الفلسطينية؟ لقد تطور وعد بلفور إلى المخطط الأميركي لخلق شرق أوسط جديد، من خلال تفتيت أكبر تكون أداته التأجيج الطائفي والإرهابي، وبقاء الأنظمة العربية على تواطئها ضد شعوبها، من أجل إيجاد دويلات طائفية صغيرة متناحرة، تمهيداً للسيطرة السياسية التامة والاستيلاء على ثروات المنطقة، وضمان تفوق إسرائيل.

إن المخططات ضد الدول العربية مستمرة بأشكال مختلفة، وآخرها استغلال جماعات الإسلام السياسي والفاشية الدينية الإرهابية الطائفية، ولن تستطيع الجيوش ولا التحالفات الدولية أو لا ترغب في مقاومة الاحتلال «الداعشي»، بينما حققت المقاومة الشعبية الكردية والعربية انتصارات ملحوظة على العصابات الإرهابية المزروعة في أراضينا العربية.

وقد كررنا كثيراً أن نجاح أي مقاومة وطنية شعبية، يجب أن يرتبط بمشروع النضال من أجل تحقيق الإصلاح والتغيير السياسي والاجتماعي، وإلا ستكون انتصاراتها لو حدثت وقتية، وسيكون ضحاياها وشهداؤها قد راحوا هباءً، ما دام الظلم الاجتماعي والاستغلال الطبقي يظلان بوضع مصلحة الولايات المتحدة وأوروبا أولاً، بدلاً من مصلحة الشعوب في الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية وإنهاء التبعية وتحقيق التنمية الذاتية.

وليد الرجيب

___________________________

منقول عن جريدة الراي تاريخ 05/11/2014 العدد:12910

تعمل غالبية المواطنين (96%) في القطاع الحكومي، حيث يتجاوز معدل الرواتب بالكاد الألف دينار شهرياً، أما رواتب المتقاعدين فتقل أحياناً كثيرة عن الألف دينار، وهناك أكثر من 25 ألف أُسرة تتلقى مساعدات اجتماعية من الدولة.

وإذا ما أخذنا في الاعتبار معدل التضخم النقدي، (بحسب بيانات الإدارة المركزية للإحصاء إذ ارتفع معدل التضخم بنسبة 3.16% في سبتمبر الماضي مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي )، والطبيعة الاستهلاكية البذخية للمجتمع الناتجة عن نمط الاقتصاد الريعي وما يفرضه على الأسر من ضغوط معيشية والتزامات اجتماعية، فضلاً عن تردي مستوى الخدمات العامة واضطرار بعض الأُسر إلى الصرف من رواتبها على الدروس الخصوصية، وعلى "التطبيب" والتعليم في القطاع الخاص، فإن الراتب الشهري لرب الأسرة لا يكفي للوفاء بالالتزامات المعيشية الضرورية.

وفي ظل واقعنا الاجتماعي، وما يفرضه من التزامات كمالية، من الصعوبة بمكان في أحايين كثيرة الفكاك منها، علينا أن نتخيل حجم الضغوط النفسية والمعيشية التي تعانيها أسرة صغيرة تدفع أحياناً أكثر من نصف دخلها الشهري لإيجار السكن، وجزء كبير منه يذهب إلى المصاريف الشهرية الثابتة، فلا يتبقى ما يكفيها حتى نهاية الشهر. وسيزداد الأمر سوءاً إن لم تضبط الحكومة الأسعار بعد رفع الدعم عن الديزل والكيروسين ووقود الطائرات، لأنه من المتوقع أن تقوم شركات القطاع الخاص بتحميل المُشتري بدل الدعم عن طريق زيادة الأسعار.

على هذا الأساس فإن الدعوات غير الرشيدة أو المنحازة التي تطالب الحكومةَ بتحميل المواطنين نتائج الإدارة السيئة للمالية العامة من خلال ما يُسمى "ترشيد" الإنفاق العام الذي يقصدون به تخفيض الدعم الاجتماعي والإسراع في تنفيذ سياسات "نيوليبرالية" متوحشة يُمليها صندوق النقد والبنك الدوليان مثل الخصخصة، ستؤدي، في حال استجابة الحكومة، إلى زيادة المعاناة المعيشية للناس، مما سيترتب عليه زيادة عدد الفقراء والقضاء على الفئات الوسطى بينما تتركّز الثروة في أيدي القلة.

وأخيراً، تجدر الإشارة إلى بعض المؤشرات الاقتصادية التي تُستخدم أحياناً بشكل مضلل يترتب عليه تحليل واستنتاجات خاطئة، مثل التعامل مع متوسط نصيب الفرد في إجمالي الناتج المحلي (حاصل قسمة الناتج المحلي الإجمالي على عدد السكان) على أساس أنه مؤشر دقيق يعكس بالفعل مستوى دخل الفرد أو رفاهيته مقارنة بدول أخرى، مع أنه مجرد مؤشر حسابي عام لا يتطرق إطلاقاً إلى نوعية السياسات الاقتصادية والمالية وانحيازاتها الاجتماعية، أي كيفية توزيع الثروة في المجتمع، وحصة كل فرد منها في الواقع الفعلي!

د. بدر الديحاني

___________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ 03/11/2014

اخبار محلية

كل فن حقيقي سياسي

د . حسن مدن*


رفضت توني موريسون الروائية الإفرو- أمريكية، الفائزة بنوبل للآداب عام 1993 أن تكتب رواية يكون بطلها الرئيسي أبيض، وحين سئلت عن السبب أجابت أنه هو السبب ذاته الذي يجعل الكتاب البيض لا يختارون الأسود شخصية رئيسية، وتقول إنها لم تنشغل بعالم البيض خلال طفولتها، لذا لم تظهر شخصيات بيضاء مهمة في كتبها .

ليس بوسع مجتمع عانى طويلاً التمييز العنصري أن يشفى بسرعة من آثار ذلك، في التكوين النفسي بشكل خاص، حين يتعين التحرر لا من الشعور بالاضطهاد الطويل وحده، وإنما من الشعور بالدونية أو النقص أيضاً، ومعالجة الألم الذي يسببه شعور المرء بالظلم بسبب لون بشرته .

في طفولتها اهتمت توني موريسون بالباليه . تمنت لو تصبح راقصة باليه، وتابعت دروس الرقص سنوات طويلة، لكن الكتابة ظلت حاضرة في مكانٍ ما في رأسها، ولأنها كانت أول من التحق بالجامعة في عائلتها، فإن العائلة تمنت لو أنها عثرت على عمل مناسب، مما أبعد راقصة الباليه، وأحل محلها أستاذة الجامعة، الأمر الذي لاءم العائلة .

بين أسباب أخرى جعلتها تكتب تأتي رغبتها في أن تسمع صوت المجتمع الأسود الأمريكي، وكسر الصورة النمطية التي شكلتها عنه كتابات أسلافها وقرناؤها من الكتاب السود، يفسر ذلك أنها لم تتوجه إلى الكتابة إلا على مشارف الأربعين .

ومع أنها لم تتوقع أن تمنح نوبل جائزتها لروائية سوداء، لا بل لأي روائية، لكنها حين منحت الجائزة، قالت إنها لم تمنح لها، إنما لكتبها، التي تستحق الجائزة برأيها، لذا لم تشعر بأن نيلها الجائزة يرتب عليها مسؤوليات جديدة، قائلة: "لقد ميزت على الدوام بين هذه الفائزة بالجائزة وأنا . إنهما شخصيتان مختلفتان: إحداهما هي الشخصية التي تبتسم، وثانيتهما هي هذه المرأة التي شرعت في الكتابة، وهي حياتي" .

ومع أنها لم تفكر في أن تكون سياسية، لكنها تعتقد أن كل فن حقيقي سياسي، وأن تحويل أي شيء لا سياسياً هو فعل سياسي في حد ذاته . إذ يتحدث "شكسبير" في مسرحياته عن الحكومة، والحرب، والسلطة، فكل هذا سياسي في نظرها . بسبب الحرب الباردة ومناهضة الشيوعية ساد في أمريكا مبدأ ألا يكون الفن إلا جمالياً . وهكذا، حُرف معنى كلمة "سياسة"، وتمت مساواتها بالدعاية .

لذا ترى أن عملها، وهي تكتب، يكمن في إحياء العلاقة بين السياسة والأدب بما للكلمة من معنى .

____________________________

*الأمين العام السابق للمنبر الديمقراطي التقدمي

منقول عن صحيفة الخليج تاريخ 02/11/2014

اخبار محلية

محرّم والحسين

نعيش هذه الأيام شهر محرّم وهو من الأشهر الحُرم، حيث كانت القبائل العربية قبل الإسلام تتوقف خلالها عن الحروب والعداءات، لقداسة هذه الأشهر بالنسبة لها، كما يُحيي أخوتنا وأبناؤنا من الطائفة الشيعية الكريمة أيام عاشوراء، تعبيراً عن حزنهم وحزن المسلمين بشكل عام على مأساة الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) سبط الرسول عليه الصلاة والسلام، واستشهاده في سبيل الحق بيوم العاشر من محرم 61 للهجرة الموافق 10 أكتوبر 680 م.

واستذكر في هذه الأيام استلهام العديد من الأدباء والشعراء والمسرحيين والفنانين التشكيليين العرب، من هذه المأساة أعمالهم الفنية والأدبية مثل رائعة عبد الرحمن الشرقاوي «الحسين ثائراً والحسين شهيداً»، وهي من الأعمال المسرحية المهمة، كما استلهم الشاعر البحريني المرموق قاسم حداد بعض روائعه الشعرية من هذه المأساة.

وأستذكر أيضاً علاقاتي وصداقاتي منذ الطفولة بأبناء الطائفة الشيعية الكريمة، حيث لم يلتفت أهل الكويت قديماً إلى أصل ودين وطائفة جاره، بل لم يكن أبناء الطائفة السنية يطلقون لقب شيعة على أبناء الطائفة بل يقولون جعفرية أو بحارنة، وأتذكر أنني كنت أشارك في يوم عاشوراء أخوتي وأصدقائي من الطائفة الشيعية، وأساعدهم في التحضير للمناسبة ونستمتع جميعاً كأطفال بشراب «الشربت» وغداء عاشوراء، فهم كانوا وما زالوا منا وكنا منهم بل وبيننا وبينهم علاقة نسب وتزاوج من دون تفرقة.

وتُحيا ذكرى عاشوراء هذه الأيام في ظل تفتيت طائفي بغيض يعم دولنا العربية والإسلامية، لا يستفيد منه سوى أعداء الشعوب العربية، التي تتغذى على الفرقة وتؤجج الكراهية والعداء بين أبناء شعوبنا.

إن التعصب الطائفي لا يأتي من طرف واحد فقط، بل دائماً يأتي من طرفين بغض النظر عن البادئ، ومن هنا مأساتنا ومقتلنا ونقطة ضعفنا التي ينفذ منها أعداء الأمة، فسياسة فرق تسد التي ابتدعها الاستعمار البريطاني، ما زالت هي السياسة السائدة والمعتمدة لدى الولايات المتحدة ودول أوروبا وإسرائيل، والتي تُوجت بزرع داعش والقوى التكفيرية في مجتمعاتنا.

وتزداد هذه الأيام النغمة الطائفية ونفَسُ الكراهية والعداء بين مكونات مجتمعنا الكويتي، الذي جُبل على المحبة والتسامح والاعتدال واحترام الأديان والطوائف، وانعكس ذلك في دستور البلاد وعلاقة الحاكم بالمحكوم وهو ما شكل الطبيعة الكويتية.

فلم تكن توجد أي إشارة إلى الفُرقة في مناهجنا الدراسية، ولا في الوظائف أو الحقوق والواجبات ،فالجميع بلا استثناء يعود إلى مرجعية المواطنة الدستورية في الدولة المدنية، وليس إلى مرجعية القبيلة أو العائلة أو الطائفة، لكن الشر والجهل والتخلف كان يتربص بنا بعد ما كانت الشعوب تحسدنا على وحدتنا الوطنية واستقرار وتآخي مكونات مجتمعنا، حيث اختلطت دماء السنة والشيعة أثناء الاحتلال الغاشم.

إن موضوع التعصب الطائفي والديني يحتاج إلى معالجة دولة، بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية وعقلائها ومثقفيها، وسن تشريعات متشددة ضد هذه الاتجاهات المدمرة، التي نعاني وتعاني الدول العربية منها، وسببت قتلاً ودماراً بل وفظائع وحشية، وأججت ناراً قد لا تنطفئ حتى تدمر مجتمعاتنا، وتعيدنا إلى العصور الوسطى وعصور الظلام.


وليد الرجيب

____________________________

منقول عن جريدة الراي تاريخ 01/11/2014 العدد:12907

بالرغم من رصد التقارير السنوية التي يُصدرها ديوان المحاسبة كماً هائلا من التجاوزات المالية في الأجهزة والمؤسسات الحكومية فإنه لا يترتب عليها محاسبة أحد من كبار المتجاوزين، فلم نسمع أو نقرأ أن مسؤولا حكوميا كبيرا قد استقال أو أُقيل إثر التجاوزات المالية التي سجلها ديوان المحاسبة، بل على العكس تماما، إذ إن كبار المسؤولين يُرقون إلى مناصب أعلى أحيانا بغض النظر عن حجم التجاوزات المالية التي ارتكبتها الجهات الإدارية التي يشرفون عليها.

صحيح أنه سبق أن أحيل بعض المسؤولين إلى النيابة العامة، ولكن مصير البلاغ كان الحفظ لعدم كفاية الأدلة، فالإحالة إلى النيابة قد تكون في أحايين كثيرة مجرد وسيلة، الغرض منها تبرئة المتجاوزين لأن البلاغات تُحال إما بمستندات ناقصة أو أنها غير مكتملة الأركان القانونية كما سبق أن رأينا في قضايا عدة، أشهرها قضية سرقة الناقلات والاستثمارات الخارجية التي حصلت أثناء الاحتلال العراقي الغاشم.

ومع أن تقارير ديوان المحاسبة ليست كاملة وشاملة، لأنها تسجل فقط ما تستطيع فرق العمل أن تصل إليه ضمن إمكاناتها وصلاحياتها القانونية ودرجة تعاون الجهات الحكومية معها، إلا أن ما ترصده هذه التقارير من تجاوزات مالية وعمليات تنفيع يبين حجم الفساد المستشري ودرجة تغلغله في الأجهزة الحكومية بمستوياتها كافة. والسؤال هنا ترى ما فائدة تقارير ديوان المحاسبة إن لم يترتب عليها محاسبة كبار المسؤولين ووقف التجاوزات واسترجاع الأموال التي صرفت دون وجه حق؟ إذا لم يتم ذلك فإن الرسالة التي ستصل إلى المسؤولين هي استمروا في تجاوزاتكم، ولا تلتفتوا إلى تقارير أي جهة رقابية بما في ذلك ديوان المحاسبة التابع للسلطة التشريعية، وهذا سيعطي انطباعا سيئا للغاية، وهو أن هناك حماية مؤسسية ورعاية رسمية للفساد.

ومن ناحية ذات صلة، فإن لم ير الناس، وهم يقرؤون ويتابعون باهتمام تقارير "المحاسبة"، جدية الحكومة وعملا ملموسا لوقف الهدر المالي في أجهزة الدولة ومؤسساتها، ثم محاسبة كبار المسؤولين وإعادة الأموال التي صرفت بشكل غير قانوني إلى الخزينة العامة فإنهم لن يثقوا بما تطرحه الحكومة هذه الأيام لمعالجة اختلالات الميزانية، ولا سيما ما تُسميه "ترشيد الإنفاق"، لأنه لن يعني بالنسبة إليهم سوى شيء واحد وهو سحب ما في جيوبهم، في حين تعجز الحكومة عن محاسبة أجهزتها الإدارية ووقف التجاوزات المالية وعمليات التنفيع والتكسب التي يرتكبها بعض كبار المسؤولين في الدولة!

د. بدر الديحاني

_________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ 29/10/2014

استياء وقلق تلقينا الأخبار المتواترة عن إساءة معاملة سجين الرأي عياد الحربي الذي تعرّض إلى الضرب والإهانة والتكبيل بالحديد والحبس الانفرادي فيما يسمى "الصاجة" على أيدي بعض المسؤولين في السجن، وهي إجراءات تعسفية تشكّل مخالفة صريحة للمعاهدات الدولية الضامنة لحقوق الإنسان، بل هي مخالفة صارخة للمادة 31 من الدستور الكويتي التي تنص من بين ما تنص عليه بأنه "لا يُعرّض إنسان للتعذيب أو للمعاملة الحاطة بالكرامة".

وبالإضافة إلى ما سبق فإنّ ما تعرّض له سجين الرأي عياد الحربي من إجراءات تعسفية يتعارض تماماً مع ما نص عليه القانون رقم 26 لسنة 1962 بتنظيم السجون، الذي يحدد إجراءات تأديب المسجونين، إذ يلزم القانون أن يتم إعلان المسجون بالمخالفة المنسوبة إليه قبل توقيع العقوبة عليه، وله الحق في إبداء أقواله دفاعاً عن نفسه، ناهيك عن أنّ هذه الإجراءات التأديبية لا تشمل الضرب على الإطلاق، بل إنّه حتى إجراء التكبيل بالحديد يجب أن يتم بقرار من وزير الداخلية نفسه، وليس من ضابط السجن وفق المادة 60 من قانون تنظيم السجون.

ونحن في "التيار التقدمي الكويتي" إذ نرفض إساءة معاملة سجين الرأي عياد الحربي أو أي سجين آخر، فإننا نطالب الجهات المختصة بحقوق الإنسان في الكويت وكذلك المنظمات الإنسانية الدولية بالتحرك السريع ضد هذا التعسف المرفوض.

الكويت في 30 أكتوبر 2014

اخبار محلية

عن حرمان أطفال "البدون" من التعليم

د. بدر الديحاني

التعليم، خاصةً في مراحله الأولى، حق إنساني أساسي كفله الدستور والمواثيق والقوانين الدولية، ومن المفترض ألا يُحرَم الأطفال، تحت أي ذريعة، حقَّهم في التعليم، إذ أكدت المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن "لكل شخص الحق في التعليم، ويجب أن يكون التعليم في مراحله الأولى والأساسية على الأقل بالمجان". كما تنص اتفاقية حقوق الطفل الدولية التي تعتبر ملزمة للكويت على حق الأطفال في التعليم، لهذا فإن حرمان أطفال "البدون" حقَّهم في الحصول على التعليم يعتبر مخالفة صارخة للمواثيق الدولية وللدستور أيضاً.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن حرمان أطفال أبرياء لا ذنب لهم من التعليم، في الوقت الذي تَعرف الحكومة عدم قدرة أهاليهم على تعليمهم في المدارس الخاصة، سيخلق منهم في المستقبل القريب شباباً غير متعلمين، وناقمين على المجتمع، وهو الأمر الذي سيكون له تبعاته السلبية سياسياً واجتماعياً.

والأمر الآخر المؤسف أن الحكومة تستخدم حرمان أطفال "البدون" الأبرياء من التعليم أداةَ ضغط على أولياء أمورهم، بعد أن فشلت أدوات الضغط الأخرى التي جربتها منذ ربع قرن تقريباً ولم ينتج عنها سوى المزيد من المعاناة والظروف القاسية واللا إنسانية التي تعانيها فئة "البدون"، وهو ما رصدَتْه، مراتٍ عديدة وتحدثتْ عنه كثيراً، تقارير منظمات حقوق الإنسان، سواء الدولية أو المحلية، حيث يعاني أفراد فئة "البدون" وأُسرهم ظروفاً معيشية بالغة القسوة وغير إنسانية، بعد أن حُرم أغلبهم الحصولَ على حقوقهم الإنسانية والاجتماعية تحت حجج ومبررات واهية تدين الحكومة في المقام الأول لأنها تُثبت، مرة تلو الأخرى، فشل سياساتها خلال نصف قرن في حل المشكلة جذرياً، حيث زادتها تشعباً وتعقيداً.

والآن بدلاً من الاعتراف بفشلها في حل المشكلة والبحث عن بدائل جديدة تخفف معاناة "البدون" وتسهل حل مشاكلهم الحياتية، فإن الحكومة تلجأ إلى أساليب عقيمة تنتهك حقوق الإنسان، مثل حرمان الأطفال الأبرياء حقَّ التعليم.

حسناً فعلت جمعية المعلمين عندما فتحت أبوابها للأطفال الأبرياء لتلقي التعليم الأولي على أيدي معلمين متطوعين، بالرغم من أن ذلك يخفف قليلاً من حدة المشكلة، لكنه لن يعالجها بشكل جذري. معالجة مشكلة تعليم الأطفال "البدون" تتطلب تراجع الحكومة عن قرارها غير الإنساني على الفور والسماح لهم بالانضمام إلى المدارس النظامية.

____________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ 27/10/2014

اخبار محلية

ذكريات مع السنديانة الحمراء

مرت يوم الجمعة 24 أكتوبر الجاري الذكرى السنوية الأولى لوفاة المفكر اللبناني الكبير محمد دكروب، والتي صادفت الاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني، حيث تأسس في العام 1924 تحت اسم «حزب الشعب».واستدعيت العديد من الذكريات والأحاديث والحوارات مع الصديق الرائع محمد دكروب، والتي كانت تستغرق في بعض الأحيان ساعات، وكان لي شرف تقديم ورقة في الندوة التكريمية له والتي أقامتها مجلة الطريق في أواخر مارس الماضي.

ودكروب الذي يعد من أبرز المفكرين العرب، كتب تاريخ الحزب الشيوعي في كتابه الشهير «جذور السنديانة الحمراء»، الذي كما كان يقول إنه لم يكن يتوقع أن يكون بهذا الحجم الضخم، ويستغرق سنوات في كتابته، وحكى لي بصدق وحميمية الصعوبات والتحديات التي واجهته في جمع العديد من التفاصيل والمعلومات، كثير منها أخذه من شهادة بعض من لهم علاقة بالتأسيس، وبالسنوات الأولى لعمل الحزب ونضالاته وشهدائه.

وقال دكروب ضمن ذكرياته وما اكتشفه أثناء بحثه، أن كل شيء جميل وتأسيسي في هذا البلد «لبنان»، كان للشيوعيين المبادرة الأولى فيه والعمل الدؤوب من أجل تحقيقه، مثل مقاومة الاستعمار الفرنسي وتحقيق الاستقلال الوطني والتعليم الحديث بمناهجه، وبالأخص تأسيس الجامعة اللبنانية، إضافة إلى المساهمات الثقافية الأدبية والفنية العديدة، وكذلك المساهمات الفكرية التي يعتبر الشهيدان د.حسين مروه ومهدي عامل وآخرين من أبرز روادها وواضعي أسسها العلمية، مروراً بتأسيس جبهة المقاومة الوطنية «جمول» التي كان لها الدور الأبرز في مقاومة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، حتى تم دحره وانسحابه، ولم يكن ذلك من دون ثمن بل قدم الحزب الآلاف من الشهداء والمعتقلين، وكان أكثر التنظيمات السياسية التي قدمت ضحايا، منهم أمناء عامون وكوادر متقدمة ومفكرون ومثقفون ومعلمون وطلبة وعمال وفلاحون، وواجه الحزب ببسالة ودأب التحديات الخارجية والنظام الطائفي الداخلي، إذ يكاد أن يكون الحزب الوحيد العابر للطوائف ونظام المحاصصة في لبنان.

وعندما سألته:« وماذا عن حملة العداء للحزب وفكره، وأن الفكر وأحزابه انتهت بعد سقوط تجربة الاتحاد السوفييتي»، ضحك وقال:«هل يوجد حتى الآن ناس وقوى سياسية يتحدثون عن ذلك؟»، ويؤكد رحمه الله أن العداء هو الجامع المشترك بين القوى الدينية المتشددة والأنظمة التابعة والعميلة، وللأسف بعض القوى الليبرالية والقومية، التي بعدائها هذا تضعف معركة التقدم وبناء مجتمعاتنا العربية، والتصدي للهيمنة الغربية والإسرائيلية وقوى الإرهاب، في الوقت الذي يجب فيه أن نحترم أفكار بعضنا وتوجهاتنا وخياراتنا، ونفكر في المصلحة الوطنية والقومية المشتركة لا المعارك الجانبية التافهة.

هذا الحديث دار في الوقت الذي يشهد فيه العالم نهوضاً يسارياً، وتعود مكانته إلى الصدارة خاصة بعد الأزمة الاقتصادية الرأسمالية البنيوية الحادة في العام 2008، التي أثبتت أن هذا النظام ليس نهاية التاريخ كما يزعم فوكوياما.

وليد الرجيب

______________________________

منقول عن جريدة الراي تاريخ 27/10/2014 العدد:12901

أخبار حول العالم

حرب المئة عام

الجميع بات يدرك عدم جدية الولايات المتحدة وحلفائها في القضاء على إرهاب الدولة الإسلامية، فبعدما قال أوباما إن الحرب قد تستغرق ثلاث سنوات، خرج مصدر عسكري أمريكي أخيراً علينا بالقول:»إن الحرب ضد الدولة الإسلامية في العراق وسورية ستستغرق ثلاثين عاماً وربما أكثر.

كما أن الولايات المتحدة أوعزت لبعض الدول العربية في التحالف للمشاركة في الحرب البرية، بعد أن أدركت أن الضربات الجوية لم تعد فعّالة، فالدولة الإسلامية تتمدد وتزداد ثرواتها ونفوذها، فحتى قوات النخبة الخاصة لبعض الدول العربية ستتكبد خسائر بشرية في حال واجهتها، فقيادات داعش العسكرية هم من كانوا ضباطاً في الجيش العراقي أيام حكم صدام حسين، ولا يقلّون كفاءة وتدريباً عن أي جيش بمن فيهم قوات النخب الخاصة.

والتصريحات حول حرب طويلة الأمد تعود في ظننا، إلى أولاً: من الصعب على الجيوش النظامية الانتصار على الميليشيات المسلحة والمدربة على الكر والفر، خاصة إذا كان لديها قضية أو إيمان، ثانياً: سوء تقديرات القيادة الأميركية حول قوة هذه الميليشيات، ثالثاً: وهذا أهم العوامل أن الولايات المتحدة وأوروبا تغرق في أسوأ أزمة اقتصادية رأسمالية منذ العام 2008، ولن تستطيع إنقاذ النظام الرأسمالي الآيل إلى زوال سوى بالحروب وإعادة تقسيم العالم.

ولنتذكر أن هذا السيناريو أو المخطط قد وضعه هنري كيسنجر قبل سنوات طويلة، من أجل خلق «الفوضى الخلّاقة» ومخطط الشرق الأوسط الجديد، الذي يستند إلى تفتيت الدول العربية، وخلق دويلات ضعيفة لضمان تفوق إسرائيل في المنطقة، واستمرار تدفق ثروات البلدان العربية لإنقاذ الشركات الأميركية، فالرأسمالية هي من يوجه السياسية والسياسيين في بلدانها، وما رؤساء هذه الدول سوى ألعوبة بيد النظام الرأسمالي، وها هي الشركات المصنّعة للسلاح تجني أرباحاً هائلة، جراء بيع السلاح والذخيرة وقطع الغيار على الدول المشاركة في هذا التحالف الدولي، والاستفادة من الحروب وهو ما أطلق عليه كيسنجر «حرب المئة عام في الشرق الأوسط»، وتأجيج العداء والكراهية بين الأديان والطوائف.

***

رحل يوم أمس الصديق والأديب البحريني عبد الله خليفة، ويعتبر الراحل من رواد القصة القصيرة والرواية في البحرين إلى جانب بعض الأسماء الأدبية المرموقة، وقد كان غزير الإنتاج وينتهج مدرسة الواقعية الاجتماعية.

رحم الله الأديب البحريني عبد الله خليفة.

وليد الرجيب

__________________________

منقول عن جريدة الراي تاريخ 22/10/2014 العدد: 12896

د. بدر الديحاني

إذا كان الإصلاح السياسي والدستوري مهماً في السابق، فإنه أهميته تزداد الآن في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية المُعقّدة والمتسارعة، وفي ظل التحديات الجديدة في الساحتين الدولية والإقليمية، التي لا يمكن التعامل معها بجدية والتخفيف من تأثيراتها السلبية ما لم يكن هناك إدارة سياسية عصرية عالية الكفاءة، ولها قاعدة شعبية عريضة توفر الظهير الشعبي اللازم للسلطات والقرارات العامة.

المنطقة الآن فوق صفيح ساخن، فهناك صراع دولي حاد من أجل إعادة تقسيمها بما يضمن استمرارية مصالح ونفوذ الدول الرأسمالية الاحتكارية التي تعاني أزمة بنيوية أشد وطأة من أزمة الكساد الكبير في عام 1929، حيث إنها تسببت في تدهور الاقتصاد العالمي. وفي السياق ذاته، هناك في الدول العربية كافة، وبدرجات متفاوتة، مطالبات شعبية واسعة ومستحقة تهدف إلى إقامة نظم حكم ديمقراطية تحمي الحريات وتحافظ على حقوق الإنسان، وتوفر العيش الكريم والعدالة الاجتماعية، ناهيك عن المشكلات الاقتصادية التي سيزيدها سوءاً انخفاض أسعار النفط، وما يسببه ذلك من اختلالات جديدة في الميزانية العامة للدولة التي تعاني أصلاً اختلالات هيكلية سببها الأول سوء إدارتها وانحيازها الاجتماعي، وهو الأمر الذي يعني المزيد من المعاناة وارتفاع تكاليف المعيشة بالنسبة إلى الفئات الوسطى وذات الدخول المحدودة، وهي مشكلات ومصاعب حياتية لا يمكن معالجتها من الإدارة السياسية التي سببتها وفشلت فشلا ذريعا في حلها.

إصلاح الاقتصاد والمالية العامة بما يحقق العدالة الاجتماعية يستلزم اتخاذ قرارات صعبة سياسياً وشعبياً، فالوضع الاقتصادي الحالي من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استمراره، ولكن اتخاذ القرارات الصعبة يتطلب، بداية وقبل كل شيء، إدارة سياسية متطورة بنهج جديد يرتكز على مشروع واضح ومتكامل لبناء دولة مدنية دستورية عصرية، وهذا الأمر لن يتحقق ما لم يكن هناك إصلاح سياسي دستوري شامل ينتج عنه تفعيل المؤسسات الدستورية وتوسيع المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات وتحمل تبعاتها مهما كانت قاسية.

الإصلاح السياسي والدستوري ليس ترفاً بل ضرورة مُلحّة إن كنا نريد الاستقرار الاجتماعي-السياسي لوطننا، فالمنطقة العربية مُقبلة على تغييرات كبيرة وخطيرة بفعل عوامل داخلية أو خارجية، ولن تستطيع الدول المُقسّمة داخليا، طائفيا وفئويا ومناطقيا وإثنيا، أو التي تعاني أزمة سياسية داخلية حادة، مواجهتها، لا سيما أن المراهنات السابقة على القدرة المالية للدول النفطية، خصوصا دول مجلس التعاون، التي تمكّنها من شراء الرضا السياسي من خلال قرارات شعبوية لن تكون متوافرة في المستقبل القريب، إذا ما أخذنا في الاعتبار الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة، وانخفاض أسعار النفط لمستويات قياسية، ناهينا عن احتمال نضوبه في العقود القليلة القادمة أو وجود بدائل جديدة للطاقة.

________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ 20/10/2014

اخبار محلية

تطور مؤسف بين الأشقاء

في تطور مؤسف قامت المملكة العربية السعودية الشقيقة، بإيقاف إنتاج النفط في المنطقة المقسومة أو حقل الخفجي بقرار أحادي، دون الرجوع إلى اللجنة العليا المشتركة، وهو أمر يكبّد الكويت خسائر تصل إلى أربعة مليارات دولار سنوياً، ويخفض الإنتاج الكويتي 135 ألف برميل يومياً، بما يساوي 11 مليون دولار يومياً.

ورغم نفي المصادر النفطية السعودية أن يكون القرار قد اتخذ بسبب خلافات سياسية، إلا أن الأزمة مؤهلة للتفاقم، فالجانب الكويتي يقلل من أهمية التبرير السعودي حول خطر الغازات المنبعثة، ويرى أن التذرع السعودي حول الأسباب البيئية ليس جديداً، ولا يمكن أن يكون وليد اللحظة، بل هناك تفاهم على خفض الانبعاثات لتصل إلى مستوى مقبول في العام 2017 («الراي» عدد 19 أكتوبر الجاري).

وتذكر المصادر العربية والأجنبية أن السبب قد يكون رفض الكويت لتجديد العقد الذي أبرم بين البلدين في العام 1959 لمدة خمسين سنة، لاستخدام ميناء الزور الذي يقع في الأراضي الكويتية لتصدير النفط السعودي، حيث انتهت مدة العقد في العام 2009، وكذلك قيام الجانب السعودي بتجديد العقد مع شركة «شيفرون تكساكو» النفطية الأميركية لثلاثين عاماً، من دون التنسيق مع الجانب الكويتي، على اعتبار أن الكويت ستوافق على تجديد العقد المبرم حول استخدام ميناء الزور، بينما الكويت تخطط لإقامة المصفاة الرابعة في المكان نفسه.

وكان البلدان يتقاسمان منصبي مدير العمليات ومدير الإنتاج، لكن وفي تطور لافت احتكر الجانب السعودي هذين المنصبين، وهذا أتاح التفرد في إيقاف إنتاج النفط في المنطقة المقسومة.

وتنعكس خطورة هذا التطور ليس فقط على العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، ولكن أيضاً على الاقتصاد الكويتي خاصة في ظل أزمة انخفاض سعر برميل النفط إلى مستويات متدنية، كما ستنعكس حتماً على المواطن الكويتي ومستوى معيشته، وما يمكن أن تفرضه الحكومة من رفع الدعم عن السلع الغذائية والخدمات، وهذا ما جعلنا كمواطنين نطالب ونلح بضرورة تنويع مصادر الدخل.

وفي هذه الفترة حيث تتعرض الكويت والسعودية إلى أخطار محدقة من إرهابيي (داعش)، فإن البلدين أحوج إلى التعاون والتنسيق لدرء الأخطار عن شعبيهما، حيث تشير مصادر المعلومات أن احتلال الدولة الإسلامية للأنبار التي تقدر بثلث مساحة العراق، تجعلها على مسافة خطوات من عرعر على الحدود السعودية، بل أن البعض يعتقد أن الإرهابيين استطاعوا التسلل إلى عرعر، كما أن الحدود الشمالية للكويت تشترك مع العراق، ما يعني أن الكويت ليست بعيدة عن الخطر الداهم.

نتمنى أن تحل هذه المشكلة بين البلدين الشقيقين بطرق ودية كما جرت العادة، وأن يتم احتواؤها قبل أن تتفاقم، فإضافة إلى أواصر القربى بين الشعبين فإن المصير واحد والمصلحة مشتركة، فالخلاف جاء في أسوأ توقيت.

وليد الرجيب

____________________________

منقول عن جريدة الراي تاريخ 20/10/2014 العدد:12894

تتابع السلطات الكويتية حملة القمع التي بدأتها منذ فترة ضد المطالبين بالإصلاح السياسي. وأول الغيث الحكم بالسجن شهر مع الشغل والنفاذ على مشاركين في مسيرة الأندلس في الكويت، ومنهم عضو التيار التقدمي الكويتي الرفيق علي الهاملي وعضو (رصد) سليمان الجاسم.

إن الحزب الشيوعي اللبناني ومعه كل أحزاب "اللقاء اليساري العربي" يجددون، اليوم، تضامنهم مع الشعب الكويتي المكافح من أجل حقوقه، وفي طليعته التيار التقدمي الكويتي. ويدعون الى وقف تنفيذ الأحكام الجائرة وإطلاق سراح المعتقلين.

بيروت في 19 أكتوبر 2014

اخبار محلية

عن إصلاح التعليم

د. بدر الديحاني

من العبث التحدث عن تعليم نوعي متطور باعتباره رافعة التنمية والتطور والتقدم بينما المنظومة السياسة فاسدة وغير صالحة. فساد الإدارة السياسية وعدم كفاءتها ينعكسان حتماً على المجالات الأخرى كالتعليم والاقتصاد والثقافة ويؤثران فيها سلبياً، وفاقد الشيء لا يعطيه كما يقال، فكيف يمكن، مثلاً، رسم خطط وسياسات اقتصادية أو تعليمية أو ثقافية جيدة والقيام بتنفيذها من منظومة سياسية غير صالحة تعتمد على الاجتهادات الفردية، ولا علاقة لها بالعمل المؤسسي، بل تتدخل في أدق تفاصيل العمل اليومي وتوجهه لمنافعها الشخصية ومصالحها الآنية؟

كيف نتوقع أن يكون هناك تعليم متطور في حين سياسة القبول في كليات التربية تُركز على الكم لا الكيف ويغلب عليها الاعتبارات السياسية والاجتماعية لا الأكاديمية؟!
لنأخذ، على سبيل المثال لا الحصر، موضوع المناهج الدراسية أو الشهادات "المضروبة"، ولنسأل أنفسنا: كيف يمكن وضع مناهج نوعية متطورة تدعو إلى التفكير النقدي والبحث العلمي وحرية الفكر والانفتاح على العالم بما فيه من نقاشات حيّة ووجهات نظر متباينة تبحث مشاكل العصر وتتطلع إلى المستقبل، في حين النظام السياسي متخلف فكرياً وسياسياً لا يسمح بالرأي الآخر، بل يقمع الحريات العامة، ويحتكر وسائل الإعلام ويسيطر عليها ويوجهها؟! وكيف يمكن وقف الشهادات "المضروبة" إذا كان بعض كبار صانعي السياسات العامة ومنفذيها، ومن ضمنهم بعض كبار المسؤولين في قطاع التعليم، يتسابقون للحصول عليها وهم جالسون على مقاعدهم يمارسون عملهم التنفيذي اليومي؟!

وفي السياق ذاته، كثيراً ما نسمع من بعض المتخصصين أو المهتمين بالشأن العام أن مشكلة التعليم هي المواطن لأنه لا يشارك إيجابياً في العملية التعليمية بالرغم من أن التعليم مسؤولية مشتركة، لكنهم ينسون أنه حتى يكون للمشاركة المجتمعية في العملية التعليمية معنى فإنه لا بد من وجود بناء تنظيمي ومؤسسي سليم، وقنوات مشاركة ديمقراطية فعلية، وإلا أصبحت العملية مجرد مشاركة شكلية لا قيمة لها ولا فائدة، فقد تصلح لالتقاط الصور التذكارية لكنها حتماً لا تُطوّر التعليم.

التعليم مهم للغاية في تحقيق تنمية إنسانية مستدامة، لكنه يفقد فعاليته ويصبح عبئاً على المجتمع إذا لم يكن جزءاً من منظومة متكاملة في دولة مؤسسات ديمقراطية، فالدول المتقدمة تعتمد على التعليم النوعي العالي الجودة من أجل تنفيذ خططها وبرامجها وسياساتها العامة التي يرسمها صانعو السياسات أو السياسيون لا التنفيذيون، إذ لا يمكن أن يكون هناك تعليم متطور في دولة مُتخلّفة سياسياً، والصرف المالي ليس دليلاً على تطور التعليم، فقد تذهب الأموال والجهود البشرية هباءً منثوراً. هل معنى هذا أنه يجب ألا نعمل شيئاً لتطوير قطاع التعليم قبل البدء بالإصلاح السياسي؟ إطلاقاً، فمن الممكن تحقيق بعض التحسينات هنا وهناك، لكن المشكلة أنها تظل تحسينات هامشية مؤقتة لا تمس الجوهر، ولأنها ترتبط بوجود بعض المسؤولين فهي مُعرّضة للإلغاء، أي التراجع عنها تماماً في أي لحظة؛ لهذا فإن الإصلاح السياسي يأتي أولاً، ثم تتبعه بعد ذلك إصلاحات في القطاعات الأخرى وفي مقدمتها التعليم.

__________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ 15/10/2014

لم يتم العثور على نتائج
لا توجد نتائج مع هذه المعايير. حاول تغيير بحثك.
Filters