December 2013
25

حقيقة احتياطاتنا النفطية وعمر النفط... مرة أخرى

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

بقلم: بدر الديحاني.

صرح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط مصطفى الشمالي "أن هناك استكشافات واعدة في مجالي النفط والغاز من شأنها أن تزيد إنتاج الكويت اليومي وحجم احتياطياتها، وفقاً لاستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية 2030، مضيفاً أن الكويت تستهدف أن يصل إنتاجها اليومي من النفط عام 2020 إلى أربعة ملايين برميل." ("الجريدة" 22 ديسمبر 2013).خبر في غاية الأهمية خصوصاً أنه يتعلق بزيادة احتياطياتنا النفطية، لكن المشكلة أننا لا نعرف حجمها المؤكد ولا نعرف، بالتالي، العمر الافتراضي للنفط، فالمعلومات الرسمية مازالت، كما ذكرنا في مقال سابق، محل خلاف لم تحسمه وزارة النفط حتى هذه اللحظة.ففي عام 2008 أعلنت وزارة النفط أن احتياطاتنا االنفطية تبلغ حوالي 99 مليار برميل، وأن عمر النفط سيمتد إلى أكثر من مئة عام، لكن الاقتصادي المتخصص بالنفط والنائب السابق عبدالله النيباري كان له رأي آخر، فقد شكك في دقة هذه المعلومات حيث كتب آنذاك "ان المعلومات قد توافرت لي بأن التقارير الداخلية في شركة نفط الكويت تقدر أن النفط القابل للاستخراج هو في حدود 35 مليار برميل، أي أن عمر النفط هو في حدود 35 سنة وليس مئة سنة، هذا إذا استمر إنتاجنا السنوي بالمعدلات الحالية أي 2.2 إلى 2.5 مليون برميل يوميا"، كما توقع النيباري "أن يتناقص عمر الاحتياطات النفطية إلى أقل من ذلك وربما يصل إلى 25 سنة إذا ما قامت وزارة النفط برفع الانتاج إلى ما بين 3 و4 ملايين برميل يومياً حسب الخطة الحكومية المعلنة". (انتهى).من ناحية أخرى، هناك تقارير رسمية سبق ان أشار إليها النائب السابق مسلم البراك في تصريح صحافي بتاريخ 6 يونيو 2008 تبين "أن الاحتياطي النفطي المؤكد هو 24 مليار برميل، وليس كما يدعي البعض 99 ملياراً"، أي أنها أقل مما أشار إليه النائب السابق النيباري، وهو ما يعني أن العمر الافتراضي للنفط أقل أيضاً (لاحظ أن ذلك كان قبل خمسة أعوام).وحيث ان حجم الإنتاج النفطي اليومي يجب أن يُربط بحجم الاحتياطات الفعلية، فإن المعلومات الرسمية حول حقيقة احتياطاتنا النفطية والعمر الافتراضي للنفط تعتبر في غاية الأهمية، وقد سبق أن قام رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون بتوجيه سؤال إلى وزراء النفط حولها أكثر من مرة وفي فصول تشريعية مختلفة، كما هو واضح من أرشيف المجلس، لكنه على ما يبدو لم يحصل على أي جواب، وهو الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام خصوصاً أن النفط هو المصدر الرئيسي للدخل القومي.لهذا فإن السؤال لا يزال قائماً حتى الآن فهل يبين وزير النفط حجم احتياطاتنا النفطية الفعلية حتى نستطيع أن نعرف العمر الافتراضي للمصدر الرئيسي لدخلنا وما إذا كان يتعرض للاستنزاف اليومي (حجم الانتاج)، إذ لا معنى لأن يبشرنا الوزير بزيادة احتياطاتنا النفطية ونحن لا نعرف أصلا حجمها المؤكد؟!

_________________________________

منقول عن جريدة الجريدة تاريخ 25/12/2013