November 2014
19

حوار جريدة الطليعة مع المنسق العام للتيار التقدمي الكويتي ضاري الرجيب.

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

حوار: آدم عبد الحليم

أكد المنسق العام للتيار التقدمي ضاري الرجيب أن التنظيم يتّسم بالمرونة، ولديه أفق للتحاور وفق مبادئه وخطوطه العريضة، واصفاً كل ما يقال عن أن خطاب التيار التقدمي “حديدي” بالكلام المرسل وغير المتعمق، مضيفاً أن التيار حقق نجاحات كبيرة، أهمها الانتشار بمختلف مناطق الكويت، وقبول أفكاره وتوجهاته، الأمر الذي أدى إلى سعي القوى والتيارات الأخرى اللاعبة في المشهد السياسي للتنسيق معه، وأخذ آرائه في القضايا المختلفة.

وأكد الرجيب في حواره مع “الطليعة” لمناسبة انتهاء أعمال المؤتمر العام الأول للتيار، أن التقدميين يتميزون بعلاقات جيدة مع القوى السياسية مختلفة الاتجاهات، على الرغم من وجود تفاوت في مدى قوة العلاقة بين تنظيم وآخر، مشيرا إلى ضرورة نبذ ثقافة الإقصاء المبنية على حجج واهية، وإلى أن تلك العلاقة المميزة قد تستخدم مستقبلا في طرح مبادرة أو مشروع وطني لكل القوى السياسية كحل للأزمة السياسية الدائرة حالياً.

وهنا الحوار مفصَّلاً:

● في البداية نهنئك باحتفاظك بموقع المنسق العام من جديد، ونود أن توضح لنا، ماذا يعني المؤتمر العام الأول للتيار التقدمي؟– شكراً على تهنئتكم، وأود أن أشير إلى أن المؤتمر العام الأول للتيار التقدمي بمنزلة انتقال من مرحلة التأسيس إلى العمل المؤسسي، فقد مرّ التيار التقدّمي بعدة مراحل بدأت بالمجموعة المؤسسة، ثم تلا ذلك تشكيل أول مجلس عام مكوّن من هيئة تنفيذية وهيئة استشارية بالاختيار من بين المؤسسين، ثم توسّع المجلس العام ليضم ٢٥ عضواً وانبثق منه مكتب تنفيذي، ثم تم إنشاء اللجان الجغرافية، وقد أجرينا تطويراً للشكل السابق، بحيث ننتقل من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التيار السياسي المنظم، الذي يمتلك نظاماً أساسياً ومبادئ واضحة، تعكسها وثائق المنطلق الفكري والخطوط السياسية والاقتصادية والاقتصادية-الاجتماعية والنضالية.

● ومتى سيحل موعد المؤتمر العام المقبل؟– في نوفمبر 2015 ، حيث إن المؤتمر العام ينعقد كل سنتين.

● وكيف سارت الأمور على صعيد المناقشات التي دارت بالمؤتمر؟– بشكل عام كان المؤتمر ناجحاً، لاسيما لو أخذنا بعين الاعتبار النقلة النوعية التي طرأت على التيار التقدمي وتحوّله إلى مرحلة العمل المؤسسي، أما على صعيد المناقشات حول وثائق المؤتمر فأستطيع أن أؤكد لك بأنها كانت مثرية من جميع الجوانب وأدت بالنهاية إلى إقرار عدد من الوثائق بموافقة أعضاء المؤتمر.

قرارت جديدة

● ما أهم ملامح القرارات التي اتخذتموها أخيراً؟– القرارات التي اتخذت وتمت الموافقة عليها أغلبها يتعلق بالتنظيم وأعضائه، لكن فيما يتعلق بالخط السياسي فقد تم التركيز أكثر على قضية الأزمة السياسية وأبعادها الذاتية والموضوعية، وما آلت إليه الأمور حالياً، وقد تطرّقنا إلى الأسباب والحلول والبدائل المطروحة من جانبنا، والتي نراها مناسبة وتشكل الحد الأدنى للتوافق بين القوى السياسية.

● وهل كان للجانب الاقتصادي دور في مناقشاتكم؟– بالطبع فقد قمنا بتحديث مجموعة من الأرقام، وتم التركيز على عدة قضايا كان على رأسها محاولات خصخصة الجمعيات التعاونية ودعوات رفع الدعم.

● ما أسباب رفع عدد أعضاء المكتب التنفيذي إلى خمسة أعضاء؟– المجلس العام هو قيادة التيار التقدمي، والمكتب التنفيذي جزء من هذا المجلس، وهو الذي يدير اجتماعاته ويسيّر أعماله بين فترات اجتماعاته وينفذ قراراته، وبالعودة إلى سؤالك فقد تمت زيادة عدد أعضاء المكتب التنفيذي لكي يتناسب مع مستوى العمل، كماً ونوعاً، وذلك بعدما استفدنا من التجارب السابقة، فضلاً عن أن المستحقات السياسية المقبلة تتطلب ضمان سير العمل بجودة عالية.

انتقادات عدة

● ينتقدكم البعض لاستخدامكم بعض المصطلحات التي يعتقد أنها لا تلقى قبولاً في الشارع الكويتي “كالنهج السلطوي المشيخي، العمل الجبهوي، الاستغلال الرأسمالي، تحرير المؤسسات”.. وغيرها، ما ردكم على هذه الانتقادات؟– من كان ينتقدنا بسبب استخدامنا لتلك المصطلحات وغيرها أصبح يستخدمها فيما بعد، وفي النهاية هي ليست مصطلحات اخترعناها أو من نسج الخيال، ولكنها معروفة في قواميس السياسة، وعند الأحزاب المنظمة التي تحتاج لأن تصف الحالات السياسية المختلفة بأوصاف لها أساس علمي ولغوي صحيحين، ومن أدوار التيار السياسي نشر الوعي السياسي والطبقي وتوجيه الناس لما يراه صحيحاً، وليس تسطيح التحليل وتبسيط المصطلحات إلى درجة تسلب المعنى.

● من ضمن الانتقادات أيضا ما يقال عن أن أفكاركم حبيسة الأدراج و لا تتحول إلى واقع عملي..– أولاً، كنت أتمنى لو كنت أخرجت لي من الوثائق التي نشرناها أفكاراً حبيسة أدراج، أو لا تتحول إلى واقع عملي، ثانياً، نحن طرحنا برنامجنا عدة مرات عبر وثيقة التيار التقدمي عن الإصلاح الديمقراطي التي نشرناها في أغسطس ٢٠١٣، وكذلك عبر رسالتنا إلى الناخبين قي انتخابات فبراير ٢٠١٢، وشاركنا في صياغة مشروع ائتلاف المعارضة، فكيف لأفكار حبيسة الأدراج أن تشارك بصياغة هذا الكم الواقعي من البرامج السياسية؟ثالثاً، الرؤى والمواقف والبرامج التي نصل إليها هي نتاج جهد وعمل ودراسات، ونتاج حوارات ونقاشات، سواء في إطار التيار التقدمي أو في إطار الجبهة العريضة للمعارضة، أو حتى من خلال اللقاءات مع القوى السياسية الأخرى.

علاقات جيدة

● ما مقاييس النجاح التي تقيِّمون من خلالها جهدكم؟– للنجاح وجوه كثيرة، الانتشار بمختلف مناطق الكويت وقبول أفكارنا ومنهجيتنا في العمل، وسعي القوى والتيارات للتعاون معنا، وأخذ آرائنا في القضايا المختلفة، والتيار التقدمي اليوم طرف أساسي في المعادلة السياسية بالبلاد، ولا يمكن عزله أو تهميشه أو تجاهل وجوده.

● البعض يصف علاقتكم ببعض التيارات الأخرى بغير الجيدة بسبب تبنيكم خطاباً سياسياً “حديدياً”، يبتعد عن المرونة وغير قابل للتفاوض، على عكس التنظيمات الأخرى.. ما رأيك؟– نحن نتميز بعلاقات جيدة مع القوى السياسية مختلفة الاتجاهات، وبالطبع هناك تفاوت في مدى قوة العلاقة بين تنظيم وآخر، ويمكننا أن نتناقش مع أي من القوى السياسية، فالتنظيمات المنغلقة على نفسها لن تنجح وعليها أن تستمع لكل الآراء والتوجهات المماثلة. وهذا لا يمنع وجود ملاحظات وتحفظات على أداء بعض التنظيمات، ولكن كما نرفض إقصاء آراء الآخرين نرفض في المقابل أن يتم إقصاؤنا بحجج واهية، وفيما يتعلق بعدم مرونة خطابنا السياسي وفقاً لوجهات نظر البعض، فأود أن أؤكد أننا متمسكون بمبادئنا كما تتمسك القوى السياسية الأخرى بمبادئها وخطوطها العريضة، ومن الطبيعي أن يرى البعض أن وثائقنا وخطوط التيار المهمة هي موقف “حديدي” وغير مرن، مقارنة بالمواقف السياسية الفردية أو الوضع غير المنظم سياسياً، ولكن يمكن الوصول إلى الحد الأدنى من التوافق إذا كان هذا التوافق لا يمسّ مبادئنا.

ركود عام

● على الرغم من وصفك العلاقة بينكم وبين التيارات الأخرى بالجيدة، لكن إلى الآن لم تستثمر تلك العلاقة في مشروع وطني يسعى إلى حل الأزمة السياسية ولمّ الشمل مع القوى خارج المجلس، والدفع باقتراحات بديلة.. لماذا؟– كل ما ذكرته تحت الدراسة، ولكن عليك أن تعلم أن هناك ركوداً عاماً يسيطر على المشهد السياسي منذ بداية الصيف، تخلله عدم تحرّك نشط للقوى السياسية، وهذا له أسباب عدة، بعضها يتعلق بالظرف الموضوعي الذي فرضته السلطة، وبعضها يتعلق بالظرف الذاتي للقوى السياسية، ونحن في التيار نعمل في الاتجاه الذي نراه مناسباً.

ولكن في الإطار التنفيذي كانت هناك اتصالات مع القوى السياسية المختلفة، ولأسباب ما تم إلغاؤها وإلغاء الاجتماعات من الأطراف الأخرى.

● هل تمتلكون مبادرة حالياً؟– في الوقت الحالي لا يوجد شيء محدد لكي نطرحه، ولكن قد يكون هناك في المستقبل القريب.

● ما قراءتكم للمشهد السياسي الحالي؟– على الصعيد المحلي تشهد الكويت تكريس نهج الانفراد بالسلطة واشتداد العداء للديمقراطية والتضييق على الحريات، كما ازدادت هوة التناقض بين مصالح شعبنا ومصالح الحلف الطبقي المسيطر ونهجه السياسي والاقتصادي المعادي لمصالح الجماهير الشعبية، والرافض لتلبية مطالب تحقيق الإصلاحات الديمقراطية والسياسية والاجتماعية.

● وماذا على الصعيد الإقليمي؟– نحن نعي محاولات الإمبريالية، متمثلة في الولايات المتحدة في تفتيت المنطقة وإدخالنا في حروب عبثية نحن في غنى عنها، وفي دوامة وفتن طائفية لتقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية واثنية وفئوية، وذلك لشرعنة وجود دولة يهودية، وبسط سيطرة الكيان الصهيوني.

● وفيما يتعلق بالوضع دولياً؟– دولياً تتعمَّق أزمة النظام الرأسمالي العالمي، وتمت إعادة الاعتبار للخط اليسار التقدمي في المجالين الاقتصادي، والاقتصادي-الاجتماعي، وهناك انبعاث لروح التغيير الديمقراطي الثوري تجتاح العالم أجمع، لتحقيق التقدم والعدالة الاجتماعية والسلم العالمي.