No items found.
April 2025
17

الحركة التقدمية الكويتية تنبّه إلى مخاطر دعوات إلغاء القانون ٤٤ لسنة ١٩٩٤ بشأن "المواطنة بصفة أصلية" لأبناء الكويتيين بالتجنس وأحفادهم

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

لقد كان موقف الحركة التقدمية ولا يزال تجاه ملف الجنسية يستند إلى المنطق الإنساني الوطني، الذي يتعامل مع قضية المواطنة وفقاً للتعريف العصري لها المرتبط بمتطلبات بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، وذلك بما يتجاوز منطق القوانين الرثة، التي تستند إلى منظور ضيق عفا عليه الزمن.


ونحن ندرك أن قانون الجنسية منذ صدوره في العام ١٩٥٩ قبل استقلال الكويت وقبل وضع الدستور لم يعد اليوم يتناسب مع متطلبات بناء الدولة الحديثة، ناهيك عما تعرّض له من تعديلات عديدة متناقضة، وما رافق تطبيقه من ممارسات سلبية وخروقات، كان بينها عدم الاعتداد على نحو كامل وواضح بالمبدأ العام الذي قررته المادة الثانية من القانون بأنّ الكويتي هو مَنْ وُلِدَ لأب كويتي، بحيث جرى التعامل على نحو خاطئ لسنوات طويلة مع أبناء المواطنين الكويتيين، الذين اكتسبوا الجنسية بالتجنس وأحفادهم على أنهم "متجنسون"، إلى أن تم إجراء تعديل جزئي غير مكتمل بشأن الإقرار بالمواطنة الأصلية لأبناء الكويتيين بالتجنس وأحفادهم عبر القانون ٤٤ لسنة ١٩٩٤ وذلك بعد كارثة الغزو والاحتلال، وما مثّلته في تاريخ الكويت بوصفها "سنة تأسيس" جديدة للمواطنة لا تقل قيمة ولا أهمية عن سنة تأسيس الأولى في العام ١٩٢٠، حيث قدّم فيها الكويتيون جميعاً التضحيات وضربوا مثالاً وطنياً رائعاً في الصمود والوحدة الوطنية والدفاع عن حرية الوطن الكويتي وسيادته، بحيث لم يعد هناك من مبرر لاستمرار تقسيم المواطنة إلى فئات وتصنيف المواطنين على درجات.


ولكن المؤسف أنّ هناك اليوم مَنْ يروّج لدعوات التراجع لإلغاء القانون ٤٤ لسنة ١٩٩٤ الذي كان بمثابة خطوة جزئية لتصحيح أوضاع أبناء المواطنين الكويتيين بالتجنس وأحفادهم، فيما هم بالأساس وفقاً للمبدأ المقرر في المادة الثانية من قانون الجنسية كويتيون شأنهم في ذلك شأن أبناء الكويتيين بالتأسيس وأحفادهم كونهم جميعاً ولدوا لآباء كويتيين، وهو ما كان يتطلب استكمالها بتوحيد المواطنة وليس تكريس المزيد من التمييز بين المواطنين .


إنّ هذه الدعوات الخطرة من شأنها أولاً تكريس تطبيق خاطىء آخر لقانون الجنسية...وهي تمثّل ثانياً انتقاصاً غير مقبول لحقّ مشروع وليس مجرد حقّ مكتسب...كما أنها تشكّل ثالثاً تفتيتاً مرفوضاً للمواطنة وشقَّاً لأسس الوحدة الوطنية، التي هي عماد استقرار المجتمع وسلامة البلاد.

الكويت في ١٧ أبريل ٢٠٢٥