ليلى خالد لـ»الطليعة»: المفاوضات مع إسرائيل عبثية.. ولا يمكن أن تعيد لنا الأرض (2-2)
حوار بدر النجار:دعت عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المناضلة ليلى خالد إلى رفع شعار «الوحدة.. النهوض.. المقاومة» وإلى رسم سياسة واستراتيجية وطنية لمواجهة العدو الصهيوني، وإعادة بناء منظمة التحرير، بحيث تكون ممثلاً حقيقياً للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
وأكدت خالد في الجزء الثاني من حوارها مع «الطليعة»، أن المفاوضات التي تجري بين القيادة الفلسطينية والكيان الصهيوني حالياً هي مفاوضات عبثية، بكل ما تحملة الكلمة من معنى، وأنها فقط من أجل أن نكون في الإعلام، مشيرة إلى أن إسرائيل تحاصر الآن مليوناً ونصف المليون مواطن في غزة، التي أصبحت أكبر سجن في التاريخ.
● نشاهد الآن حملات متعددة بشأن استكمال المفاوضات بين القيادة الفلسطينية والكيان الصهيوني.. ما رأيك في الحل الدبلوماسي؟ وهل هو بديل مرحلي للكفاح المسلح؟
ـ هناك معادلة لم نخترعها نحن، بل اخترعتها البشرية، أينما وجد الاحتلال وجدت المقاومة، هذه المعادلة طبيعية، لا يستطيع أحد أن يغيرها، وبالتالي في ظل تطور البشرية، فإن هناك وسائل أخرى في المواجهة استخدمتها الشعوب، مثل الدبلوماسية والعمل السياسي، لكن هذه روافد، وليست النهر الرئيسي، فالمجرى الرئيسي هو المواجهة، فلا يوجد بلد تحرر من المحتل من غير السلاح، لأن العدو يكون مسلحاً بكل الوسائل العسكرية وغير العسكرية، لذلك هو أقوى من شعب ضعيف وإمكاناته محدودة، لكن الإرادة هي التي تجعل الناس تقاتل، وبالتالي، هذه المعادلة لا يستطيع الفلسطيني أو غيره أن يغيرها، فإذا ما قمنا بهذه المعادلة بتكتيتات ورؤية استراتيجية صحيحة، نكون قادرين على المواجهة، ونستطيع استخدام أسلوب التظاهرات والاعتصام.. الخ، فهذه المقاومة الشعبية نحن قادرون عليها، والنقطة الثانية أن تجمع القوى الأخرى المحيطة بك من الدول العربية.. أما النقطة الثالثة، فهي أن يكون لنا صوت على المستوى العالمي، فنحن كسبنا من العالم الكثير من المواقف حقيقةً، ومن هنا الجانب السياسي يجب أن نلعبه، وكذلك الجانب العسكري، فهو مسؤولية، ولا يمكن للمحتل أن يغادر إلا إذا شعر بأن الاحتلال يسبب له خسائر، وهو بطبيعته يظل لأنه مستفيد من الأرض وما تحتها، وللأسف الآن هذه المفاوضات جرت سابقاً وتوقفت قبل سنتين، ولم يحصل شيء، بل وصلوا إلى طريق مسدود، ثم رجعوا مرة أخرى، وقد كان الشرط هو وقف الاستيطان، لكن هذا الشرط ألغي الآن، وبالتالي، فإن الأرض لم يتبقَ منها شيء، بسبب الاستيطان، كما أنهم يحاصرون مليوناً ونصف المليون مواطن في غزة، التي أصبحت أكبر سجن في التاريخ.. لذلك، فإن هذه المفاوضات عبثية بكل ما تحملة الكلمة من معنى، هي فقط من أجل أن نكون في الإعلام، فهذه المفاوضات ما حصيلتها، وماذا يمكن أن تعطي الشعب الفلسطيني؟ هل من الممكن أن تعيد لنا الأرض، هم لا يسمحون بالحديث عن القدس أو عن حق عودة اللاجئين، فهذا خط أحمر بالنسبة لهم، لذلك هذه المفاوضات عبثية، والأهم من ذلك أن الذي يريد أن يذهب للتفاوض يجب أن يكون متسلحاً بنقاط قوة، أولى هذه النقاط هي الوحدة، نحن لدينا اليوم انقسام، وهذا يضر بالمشروع الوطني ويدمره، أليس من الأفضل أن نرتب البيت الفلسطيني أولاً، ونعيد مكانة منظمة التحرير، التي استبدلوها بسلطة أي كلام، هذه هي الأولويات في العمل، ويجب أن نرسم سياسة واستراتيجية وطنية للمواجهة، وأن نعيد بناء منظمة التحرير، بحيث تكون ممثلاً حقيقياً للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، لأن هذه السلطة الآن لا تمثلنا، والشيء الآخر إذا ما أخذنا عوامل قوة الشعب والقيادة، فإن القضية الفلسطينية في طريقها للتصفية، لذلك نرفع شعار «الوحدة.. النهوض.. المقاومة»، حتى نتمكن حقاً من تحشيد شعبنا، الذي جرَّب المفاوضات، وجرَّب الانقسام، وشاهد النتائج، وبالتالي نحن نفكر كيف نخط هذا الطريق الثالث الذي يمنع أياً من الطرفين أن يقوم باللعب على شعبنا بغير أن يصل إلى أهدافه.
دور المرأة
● باعتبارك أيقونة المرأة الثورية في الوطن العربي.. ما الدور الذي لعبته المرأة في الحركات الفلسطينية؟
ـ في تاريخ القضية الفلسطينية، لعبت النساء دوراً مهماً، لكن لم يكن هذا الدور منظماً، والآن يتم التوثيق لتلك المرحلة، وتسليط الضوء على المرأة الفلسطينية، فمن دعا إلى الإضراب العام في سنة 1936 هو الاتحاد النسائي، وقد استجابت له القوى الأخرى، وقد كان أطول إضراب في تاريخ فلسطين أثناء الانتداب البريطاني، وأثناء الثورة كان هناك مئات وآلاف من النساء، بدليل أن هناك عدداً كبيراً منهن استشهد، ويقال إن حصيلة الشهيدات من 12 ـ 15 في المائة من شهداء الثورة، وكذلك هناك نساء في المعتقلات الإسرائيلية، وهذا يدلل على أن نشاط المرأة ودورها، وهناك اعتراف من قِبل منظمة التحرير الفلسطينية في وثيقة الاستقلال بمساواة المرأة بالرجل، وهذه المسألة دلالة على احترام المكانة والدور التي لعبته المرأة الفلسطينية في مسار هذا النضال الفلسطيني، وأهم ما في ذلك الموضوع أن المرأة الفلسطينية استطاعت أن تحافظ على نفسها من التفتيت، فالزوج يستشهد أو يعتقل أو يغادر إلى بلد لتحسين ظروف الحياة، ورغم ذلك كانت مسؤولة عن هذه العائلة، ونحن لدينا آلاف العائلات المعيل الأول لها هي الأم، بسبب الظروف السابقة التي تصيب الزوج، وهذا يدل على فهم المرأة لدورها في هذا النضال، فتعمل على المستويين الاجتماعي والوطني، ورغم أن هناك تراجعاً لدورها الآن، فإننا يمكن أن نقول إن المرأة الفلسطينية هي نموذج للنضال الثوري.
● هل كانت المرأة، بالنسبة للفصائل الفلسطينية، في مطبخ صناعة القرار أم هي واجهة لإثبات حالة المساواة؟
ـ في البداية، لم تكن في مطبخ صناعة القرار السياسي، لكن مع تطور الوضع أصبح لها حضور في بعض الفصائل في صنع القرار.. أما على مستوى منظمة التحرير، فقد أصبحت حنان عشراوي في اللجنة التنفيذية، لكن باستمرار كانت المرأة ممثلة في هيئات المنظمة بنسبة لا تتناسب مع دورها، وكنا دائماً نطرح هذا الموضوع، لأن هذا الدور لم تأخذه منةً من أحد، بل كانت على الأرض فعلاً، ومع ذلك، فإن المرأة الفلسطينية لاتزال جزءاً من النضال الوطني الفلسطيني، لكنها لا تشارك في صناعة القرار، وأفتخر بأنني في تنظيم يساري أصبحت فيه المرأة تشارك في صناعة القرار.
● ما رأك بالتحولات التي مرَّت بها المرأة العربية في الآونة الأخيرة؟
ـ من متابعتي لهذه المسألة، أعتقد بأن النساء العربيات مستمرات في النضال، من أجل مزيد من الحقوق، حتى يصبحن جزءاً من صناعة القرار، هذا ما لمسته في المنتديات التي حضرتها وقرأت عنها، فالمرأة العربية تعرف تماماً بأنها أصبحت رقماً لا يمكن تجاهله في أي بلد من البلدان، والدليل على ذلك ما شاهدته في شاشات التلفزة، أو من خلال الإنترنت، فنجد كيف النساء يخضن الانتخابات بتحد، فمثلاً في الكويت لم تكن المرأة ممثلة في البرلمان، أما اليوم فأصبحت تخوض الانتخابات، كما أن دور المرأة كان مذهلاً في الحراك الشعبي، كما حصل في مصر واليمن والبحرين، وهذه الجموع من النساء التي تخرج في الشارع دليل على أنها جزء من نضال الشعوب.
● هل هناك مشروع حقيقي لوحدة اليسار الفلسطيني في إطار معيَّن؟
ـ اليسار طالما هو مجزأ، فهو الخاسر الأكبر، بكل أطرافه، لذلك نحن مررنا بعدد من التجارب، من أجل وحدة اليسار، وهناك خلافات سياسية أساسية لم نتمكن من تجاوزها، وندعو الآن إلى تيار وطني ديمقراطي يكون اليسار هو عموده الفقري، لكن هذا اليسار ما لم تكن له رؤية واضحة في مواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها شعبنا سيبقى اليمين قادراً على إنهاكه أيضاً، أو جذب بعض أطرافه، سواء كان اليمين الليبرالي أو اليمين الديني، لذلك علينا أن نبذل جهوداً كبيرة، من أجل أن يتوحد هذا اليسار في جبهة واحدة الآن، ثم بعد ذلك يتوحد تنظيمياً، فالمرحلة طويلة عموماً، وعلينا أن نلعب هذا الدور، وقد تقدَّمنا فعلياً بكثير من المبادرات لهذه المسألة، لكنها كانت تصطدم بعض الأحيان بظروف موضوعية، وفي أكثر الأحيان بظروف ذاتية للفصائل أو الشخصيات، وقد وضعنا هذا المشروع في برنامجنا السياسي بعد المؤتمر السابع بأن التيار الوطني الديمقراطي مهمة عاجلة الآن.
انتفاضة جديدة
● في الآونة الأخيرة حرك مخطط برايفر، ولو قليلاً، الشارع في فلسطين وبعض الدول العربية.. هل ترين أنها بداية لانتفاضة ثالثة؟ وهل الفصائل الفلسطينية قادرة على إشعال فتيل انتفاضة جديدة؟ـ أي انتفاضة يجب أن تسبقها عوامل مساعده لها، لكنها الآن غير موجودة، بمعنى أن الشعب في لحظة معينة لا يعود يقبل الحالة التي يعيش فيها، ولا يستطيع أن يتحمَّل من هم في السلطة، وكذلك السلطة لم تعد قادرة على أن تستمر في الحكم.. بهذا المنطق تقوم الثورات والانتفاضات، أما أن نقول للشعب تعالوا وانزلوا في الشوارع كما الانتفاضة الأولى والثانية، فعلياً لا يملك أحد ذلك، وأي ادعاء بأن هناك تنظيماً حرَّك الشارع غير صحيح، فالتنظيم ساهم في حركة الشارع والبناء الداخلي فيها، لكن لم يكن هو من أمر الناس بالخروج للشوارع، إنها حالة عفوية، ومخطط برايفر هو مشروع لمنطقة 48، والذي حرك الشارع هم الناس في هذه المنطقة، كما أن هناك إعادة بناء للمناطق التي تقوم بهدمها إسرائيل، على سبيل المثال، قرى العراقيب هدمت 56 مرة وعاد الناس وبنوها، لكن مشروع برايفر توقف، بمعنى جمد القرار، لذلك يجب على الشعب أن يعرف أن هناك إمكانية فك التجميد عن المشروع ويعاد هذا القرار، ونحن تعودنا من الصهاينة بأن أي مشروع يريدون القيام به يقومون به ولو على جثث شعبنا، لذلك يجب أن نعرف طبيعة هذا العدو، لكي نعرف كيف نواجهه، وما جرى الآن في منطقة النقب يعطي مؤشراً بأن شعبنا لديه الإمكانات والطاقات الكبيرة التي تمكنه من مواجهة العدو في هذا المشروع وغيره من المشاريع، صحيح ان الكل يتحدث عن أنه قد تكون هناك انتفاضة جديدة، وأتمنى ذلك، لكن هناك فرقا بين الرغبة والواقع، والواقع لا يقول إن هناك انتفاضة ثالثة، هذه هي رؤيتنا على الأقل.
كسر حاجز الخوف
● ما رأيك بالثورات العربية بعد 3 سنوات على انطلاقتها؟
ـ أهم ما في هذه الثورات أن الشعوب كسرت حاجز الخوف من قمع السلطات، لكن هذا الحراك جاء من دون قيادة أو برنامج، لذلك هناك من سمى هذا الحراك الشعبي العارم انتفاضة، وهناك من سماه ثورة، وبالنسبة لي هو حراك شعبي واسع شعاره إسقاط الأنظمة، لكن ما حصل فعلياً أن الأنظمة لم تسقط، بل سقطت رؤوسها فقط، ولم يستكمل هذا الحراك أهدافه حتى هذه اللحظة، إلا أن هناك طاقة وقدرة على الاستمرار من أجل تحقيق ما قام من أجله هذا الحراك من تطهير لمؤسسات الدولة القائمة على البيروقراطية والفساد، كل هذا يحتاج إلى وقت عموماً، وكذلك هذا الحراك الشعبي بدأ يتشكل على شكل أحزاب، مثل الجبهة الشعبية في تونس، لكن هناك اختلاف في الحالة المصرية، فهي مرَّت بمرحلتين، الأولى نجاح الإخوان المسلمين الذين لم يحققوا أهداف الثورة، بل قاموا بالإساءة إليها، ثم خرجوا من السلطة، وهذه دلالة على أن الحركة الشعبية لاتزال قائمة لإسقاط أي قيادات سياسية جديدة لا تلبي طموحات الشعوب، وسيظل الشعب في الشارع، حتى تتحقق مطالبه الرئيسة.. أما في اليمن، فقد اختلفت الصورة، علي عبدالله صالح سقط من الحكم، لكنه لا يزال يدير البلاد من الخلف، وأصبح هناك نوع من مصالحة بين الأطراف المتنازعة.. أما في سوريا، فإن الوضع لا يشبه أي بلد آخر، وهو مختلف عن كل الحالات، وفي البحرين لايزال هذا الحراك قائماً، لكن مع الأسف لم يحقق أهدافه بعد.
ما أريد أن أقوله إن أهم ما في ذلك أن الشعب عرف الطريق، لكن الأهم كيف نسلك هذا الطريق، حتى تتحقق أهداف الجماهير الشعبية.
● هل حصدت القضية الفلسطينية شيئاً يذكر من الثورات العربية؟
ـ أعتقد بأن الحراك العربي لم ينسَ القضية الفلسطينية، وهذا الأمر كان واضحاً بالنسبة لنا، والأهم ألا يتم احتواء هذا الحراك، لأن أي بناء ديمقراطي حقيقي هو لصالح القضية الفلسطينية، لأن البناء الديمقراطي هو بناء وطني وقومي في الوقت نفسه، وكذلك إذا تجذرت الديمقراطية والحريات العامة، فستقدم للقضية الفلسطينة ما لم يقدمه أحد، لذلك إسرائيل والولايات المتحدة ضد هذا الحراك، لأن أي بناء ديمقراطي حول دولة فلسطين سيعود بالفائدة على القضية الفلسطينية.
● ما رأيك في ما يحصل في مصر في الفترة الأخيرة وإغلاق معبر رفح المتكرر؟ ومن يتحمَّل المسؤولية؟
ـ العلاقة ما بين مصر وفلسطين تاريخية، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأت مصر تتخوَّف كثيراً من مسألة العلاقة بين «حماس» والإخوان المسلمين في مصر، كما أن هناك اشتباكات بين الجيش المصري والإرهاببين، ونسمع بأن هناك اعتقالات لفلسطينيين من أنصار القدس، لذلك كون «حماس» اعتمدت على الإخوان المسلمين في التسليح والأموال وتسهيل حياة الناس في غزة، جعل المصريين يتشككون في هذا الأمر، لكي لا تنتقل عدوى الإرهاب إلى أراضيهم، هنا لا أتحدث عن غزة، لكن ما يحصل في سيناء يعطي مؤشراً على وجود خلايا مسلحة تواجه الجيش، وأعتقد بأنه لا أحد من الفلسطينيين له مصلحة في ذلك، وأولهم «حماس»، لكي لا تتوتر العلاقات بين الطرفين، هم قاموا بإغلاق الأنفاق، بسبب عبور الأسلحة منه، وفي النهاية كل بلد يفكر بأمنه أولاً، وهذا من حقهم، لأن هناك تخوفاً حقيقياً من الإرهاب عموماً، لكن المعبر يتم فتحه في فترات متقطعة لتسهيل حياة شعب غزة.
محطات كويتية
استذكرت المناضلة ليلى خالد أثناء الحوار السنوات التي عاشتها في الكويت، وقالت: لقد عشت في الكويت ست سنوات، وهي أيام أحبها، لأنني كنت أدرّس فيها، وفي كل سنة كنت أدرّس تسعين طالبة، لذلك دائماً أشعر بشوق كبير للكويت، رغم هذا الانقطاع، لأنني لم أزر الكويت منذ مدة طويلة، وأنا أريد أن أقول شيئاً دائماً كنت أردده باستمرار، في إحدى السنوات زرت الكويت وقمت بزيارة المدارس، كانت المديرة تتحدث حينها في الطابور بأن هناك فدائيات عندنا في المدرسة، وكنت مع صديقتي أمينة دحبور، فطلبت المديرة من الطالبات إعطاءنا ما يستطعن – كان ذلك في الزمن الذهبي كما تعرف – فأتت طالبة وقدمت لي تفاحة، وقالت: هذا كل ما أملك، فأنا اعتبرت أن هذه التفاحة أعظم هدية في حياتي، ليس بقيمتها المادية، لكن بقيمتها المعنوية، لذلك أنا لا أستطيع أن أنسى تلك الأيام في الكويت، وكيف كان يعاملنا الناس بكل محبة واحترام وتقدير، وكيف كانت النساء يقدمن لنا الذهب من أجل القضية الفلسطينية، هذه دلالة على أصالة الشعب الكويتي حقيقة، لذلك أنا أوجه تحية أولاً لطالباتي اللاتي أعتز بهن كثيراً، وللشعب الكويتي الذي قدم الكثير للقضية الفلسطينية، ولم يبخل عليها يوماً، رغم الخلافات السياسية، لكن تبقى الحقيقة للتاريخ، كذلك أريد أن أشير إلى أمر، بأنني متابعة للحراك الديمقراطي في الكويت، وأوجه تحية للشباب الذي يناضل من أجل مزيد من الحرية والديمقراطية، وأكرر تحيتي لشعب الكويت.
__________________________________
منقول عن جريدة الطليعة تاريخ 26/03/2014