April 2015
21

الإصلاح يحتاج الشجعان

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

ظهرت على الساحة الكويتية مجدداً، قضايا تتعلق بتأثير القوى الإسلامية أو أعضاء بمجلس الأمة على القرارات الحكومية، مثل منع حفل غنائي ومنع قائمة من الروايات، من بينها رواية رجل محافظ ومتدين عقلاني هو الكاتب والناقد الكبير الدكتور سليمان الشطي، ومنها منع دخول الفنان العربي الكبير مارسيل خليفة ثم السماح مرة أخرى بدخوله، وهذا سبب له شعور بالإهانة، لأنه عادة يُستقبل في الدول العربية وغير العربية وآخرها قطر استقبالاً حافلاً، وهو الذي كرس فنه لقضية الشعب الفلسطيني ولقضايا الأمة العربية.وعندما عين الدكتور بدر العيسى وزيراً للتربية ووزيراً للتعليم العالي، وهو المعروف بجديته الأكاديمية ونزاهته ونظافة يده، بدأ مشروعاً جاداً لإصلاح العملية التعليمية، تبدأ بإيقاف الشهادات المضروبة في دراسة الحقوق وكذلك الشريعة، التي نعلم جميعاً أن بعض الخريجين من مصر والأردن، يذهبون مرة كل كذا شهر لتقديم الامتحان ونيل الشهادة، بل بعضهم يحصل على الإجابات مسبقاً، وهذا ينطبق حتى على الدراسات العليا، فبعض من يحمل شهادة الدكتوراه من بريطانيا وباكستان وغيرهما، لا يعرف جملتين باللغة الإنكليزية.ومن ضمن خطط الوزير تنقية مناهج المواد الإسلامية واللغة العربية، من التفسيرات المتطرفة والتي تولد كوارث الإرهاب التي نعاني منها اليوم، والغلو في مجتمعنا المنفتح بعد وصول بعض الغلاة إلى عضوية مجلس الأمة، وفرضهم لقوانين تتنافى مع الدستور وحتى مع المنطق، مثل قانون منع الاختلاط في الجامعة، وفرض ما يسمى بلجنة الظواهر السلبية، التي تقيد الحريات الشخصية، ومحاولة فرض قوانين لأسلمة جميع التشريعات، وهو ما يحول دولة الكويت من مدنية إلى دينية.وهذا ينطبق على استشراء القبلية والطائفية بين الطلبة والقوائم الانتخابية للاتحادات الطلابية، وإعلاناتها التي تعلن بكل وضوح وصراحة عن انتماءاتها، هذا ناهيك عن الوساطات القبلية والطائفية والإسلامية السياسية، لتعيين أكاديميين في الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي.والغريب أن الوزراء يخشون من هؤلاء وهؤلاء، وينفذون أوامرهم خوفاً من الاستجواب، بينما لا يهدد النواب المستنيرين مثلاً الوزراء بالاستجواب عند منعهم لكتب أو حفل فني أو دخول شخصية فنية أو ثقافية، لكننا لم نسمع أي احتجاج من الإسلاميين على دخول كيم كاردشيان، التي أثارت لغطاً في العالم حول أسباب شهرتها.يجب أن يضم مجلس الوزراء عناصر إصلاحية شجاعة، ورجال دولة يضعون بعين الاعتبار مصلحة الوطن وتقدمه وليس مصلحة جماعات متشددة، لا يجب على أي وزير قبول ضغط نواب إسلاميين أو طائفيين أو قبليين، فالوطن يتسع للكفاءات من جميع مكونات المجتمع، كما أن الإصلاح يبدأ بالعملية التعليمية، وتطبيق مبادئ الدستور وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.بقلم وليد الرجيب منقول عن جريدة الراي الكويتية تاريخ ١٨ ابريل ٢٠١٥