January 2014
5

هل «الإخوان» مع المعارضة... أم ضدها؟

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

تابعت باهتمام لقاء الأخ الفاضل الدكتور جمعان الحربش في جريدة عالم اليوم المنشور في 1 يناير 2014، والدكتور جمعان يعتبر من صقور الحركة الدستورية الإسلامية «حدس»، أو كما يعرفها الجميع بالاخوان المسلمين في الكويت، رغم تنصلهم من ذلك بعد التحرير وتأسيس ذراعهم السياسية «حدس» بعد موقف التنظيم الدولي للإخوان من قضية غزو واحتلال الكويت، والحقائق التي ذكرها الشيخ الراحل سعود الناصر عنهم رحمه الله.طرح الدكتور جمعان الحربش بعض الإجابات التي تخلق تساؤلات لدينا كمواطنين مهتمين بشأن الوطن والقوى السياسية وعملية الاصلاح والديموقراطية، فهو أكد في هذا اللقاء أن علاقتهم بالسلطة لم تنقطع، رغم خصومة المعارضة معها بسبب واضح للجميع وهو نهج الانفراد بالسلطة والقرار، ونهج الملاحقات السياسية والقمع البوليسي لأبناء الشعب الكويتي، وأضاف الحربش بأن الإصلاح يتم بالتفاهم مع الحكومة، وهو يعني الوهم بأن الحكومة ستدعو المعارضة والتيارات السياسية لطاولة حوار تتم من خلالها تلبية مطالب المعارضة بالإصلاح السياسي المطلوب.وما يثير تساؤلاتنا المشروعة هو أين تقف حدس؟ هل مع المعارضة أم مع السلطة؟ أم تضع رجلاً هنا ورجلاً هناك؟ وماذا عن مستقبل ائتلاف المعارضة الذي تمزّق ولم يبق فيه سوى الشعبي وحدس؟ وكيف يمكننا أن نعوّل عليه في تحقيق إصلاح جدي وأهم طرف فيه «حدس» يهتم بعلاقته مع السلطة ويحرص عليها؟ وهذا يفسر أن الوزير السابق محمد العليم وهو من كوادر حدس أصبح هو الأمين العام لها بتزكية من الجميع بعد أن رفضت معظم كوادر حدس هذا المنصب بسبب الأزمة الداخلية والخارجية التي يعيشها اخوان الكويت، والأخ العليم يعتبر من الحمائم الذي من خلاله يستطيع اخوان الكويت إعادة العلاقة مع السلطة من خلف ظهر المعارضة.من هذا اللقاء يتضح لنا أن الاخوان ما زالوا مصرين على مشروعهم بتعديل المادة الثانية من الدستور سعياً لإقامة دولة دينية، رغم موافقتهم الشكلية على ورقة المشروع السياسي، التي تنص كما قال الأخ الفاضل جمعان الحربش على أن الإصلاح السياسي يتطلب الانتقال من النظام الخليط بين البرلماني والرئاسي إلى البرلماني الكامل وهو مشروع إصلاحي مدني وليس ديني.وقد كان واضحاً للجميع ومنذ بداية الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد أن أخوان الكويت لا يريدون أن يرموا بثقلهم في الصراع، ولا نعرف ما هي تضحيات حدس التي تحدث عنها الحربش إن كان معظم المعتقلين والملاحقين سياسياً والمحاكمين هم من التيارات السياسية التقدمية والقوى الشبابية.وتحدث كذلك عن عدم صلتهم بالتنظيم الدولي للأخوان وصلتهم باخوان مصر، إلا أن رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الأخ الكبير حمود الرومي، أقر بأنهم يتبنون فكر الاخوان الذي وضعه حسن البنا، بعدما تم الإنكار قبلها بيوم، لكن الحربش أكد دعم اخوان مصر ودان الثورة المصرية التي خرج فيها أكثر من ثلاثين مليون مصري ضد حكم الاخوان، ويصدف وجودي هذه الأيام في مصر وكعادتي أحاول أن أتلمس بنفسي وعلى أرض الواقع ما تبثه وسائل الإعلام عن أحداث مصر، ففي أول يوم وصلت فيه إلى مدينة 6 أكتوبر قام الاخوان ومناصروهم «وليس الجيش» بحرق الإطارات وحاويات القمامة وإلقاء زجاجات المولوتوف على السكان الآمنين قبل أن تأتي قوات الأمن وتفرقهم، كما تحدث الإنسان المصري البسيط مثل سائقي سيارات الأجرة عن خطر الاخوان الذين يدعون بأن الجيش انقلب على الحكم وارتكب المجازر، بأن مصر لم تشهد تفجيرات وأعمالا إرهابية إلا على يد الاخوان وأعوانهم، بل تحدث الجميع عن أنه تم توزيع السلاح ليس فقط على أعضاء التنظيم السري للاخوان ولكن حتى على المؤيدين والبلطجية لتخريب عملية الاستفتاء على الدستور.بالطبع أنا أكن الاحترام والتقدير لجميع شخوص المنتمين لحدس رغم عدم معرفتي الشخصية بهم عن قرب، لكن ذلك لا يلغي رأيي بتفكيرهم وأجندتهم وسلوكهم غير المفهوم وتصريحاتهم المتضاربة ومواقفهم المتناقضة، وهذا يجعلنا كمهتمين بالإصلاح السياسي والتطور الديموقراطي وبناء الدولة الحديثة لا نثق بالمعارضة ولا مستقبل ائتلافها، وخاصة أن شبهات تحوم حول بعض أطرافها.وليد الرجيبosbohatw@gmail.com

-------------------------------------------------------

منقول عن جريدة الراي تاريخ 04/01/2014 العدد:12605