June 2015
30

أرواحنا سورها

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

«ورأيت الشهداء واقفين كلٌ على نجمته، سعداء بما قدّموا للموتى الأحياء من أمل».. (محمود درويش)

أُعزي الوطن وأهالي الشهداء، وأدعو بالشفاء العاجل للمصابين، بعد التفجير الإرهابي الجبان لمسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر.. صدمة كبيرة للشعب الكويتي، بعد هذه الفاجعة، التي راح ضحيتها 28 شهيدا و221 مصابا غالبيتهم من كبار السن والأطفال.

بعد التفجيرات الإرهابية في حسينية الدالوة في الإحساء ومسجد القديح بالقطيف ومسجد العنود في الدمام، حذّرت من هذه الجماعات الدينية المتطرفة، كـ «داعش» وأخواته، ومن أن الكويت مهددة بالإرهاب، في ظل هذه الأوضاع الملتهبة، كونها جزءا من هذه المنطقة، فـ «داعش» ما هو إلا مخطط إمبريالي صهيوني مُدمر، يسعى لإشعال نار الفتنة الطائفية، لتفتت مجتمعاتنا، ما يزيد من استقرار الكيان الصهيوني، ويخدم القوى الرجعية العربية، لعرقلة التطور الديمقراطي للشعوب، وسبق أن تحدثت في مقالة سابقة عن إعادة النظر جذرياً في المناهج التعليمية، التي تُقصي كل مَن يختلف معها، وتغرس روح الكراهية، والقنوات الإعلامية التي تزرع سمومها في المجتمع.

لكن سرعان ما قدَّم الشعب الكويتي للعالم نموذجاً رائعاً للوحدة الوطنية، بعد تكاتف وتلاحم جميع أطياف المجتمع، باستنكار الحادثة، والتبرع بالدم، ومساعدة أهالي الشهداء، فقد كان رد الشعب الكويتي قاسياً لمن أراد الشر ونشر الفتنة في البلاد، فنحن شعبٌ لا نعيش في الكويت، بل هي من تعيش فينا، فالوطن هو عرضنا وشرفنا وملاذنا الأول والأخير، فلنتوحد جميعاً، للتصدي لهذه الفئة الضالة ومَن يتعاطف معها، أو يؤيدها، ونحارب كل فكر دموي يهدد أمن الكويت.. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

بقلم عضو التيار التقدمي أسامة العبدالرحيم

جريدة الطليعة ۱ تموز / يوليو ٢۰۱٥