April 2014
2

محمد دكروب... المثقف الثوري والتغيير

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

عنوان هذا المقال هو عنوان الندوة التي تشرّفت بالمشاركة فيها مع نخبة من المثقفين والمفكرين العرب، مثل د. يمنى العيد ود. حسن اسماعيل من لبنان ود. فيصل درّاج والأستاذة فريدة النقاش ود. صلاح السروي من مصر ود. الشفيع خضر من السودان ود. فايز الفواز من سورية وغيرهم من الأساتذة العرب، وهذه الندوة التكريمية للمفكر اللبناني والصديق الراحل محمد دكروب والتي دعت لها مجلة الطريق مكونة من عدة محاور هامة، مثل موقع المثقفين ودورهم في التغيير الثوري، وتأريخ الفكر الثقافي لدكروب، واليسار ومواجهة النيوليبرالية في مجال الثقافة الذي تناولته أو كُلفت بالكتابة عنه شخصياً، وتلك الأوراق ستنشر في العدد القادم لمجلة «الطريق» الثقافية والفكرية التي كان يرأس تحريرها وادارتها محمد دكروب لسنوات طويلة، ثم أعاد احياء اصدارها ونشرها قبل بضع سنوات بينما عمرها الحقيقي والتاريخي يعود الى أكثر من سبعين عاماً.كانت الندوة التي أقيمت يوم 28 مارس والتي حضرها جمهور غفير اضافة الى شخصيات مرموقة، كانت ثرية وذات ثقل فكري وأدبي ونقدي، يمكن أن يؤصّل أساساً لدراسة ليس لفكر ودور دكروب في النضال الثقافي فقط، ولكن أيضاً لمراجعة نقدية لدور المثقف في التغيير بعد أن غُيّبت هذه الحقيقة على يد بعض المثقفين أنفسهم وبعض الأحزاب اليسارية بكل أسف، بل تم اعتبار أن المبدع - في تلك الأيام - ذاتيّ النزعة وعاطفي المنحى، بمعنى أنه لا يصلح للنضال، بينما أثبت محمد دكروب وغيره أن المثقف والمبدع يمكن أن يصمد أمام الأزمات والتحديات أكثر من كثير من السياسيين، وتجربة سقوط التجربة في تطبيق الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي كانت الاختبار الأهم، حيث تساقط بعض المناضلين اليساريين وبعض الأحزاب اليسارية والتقدمية بسبب الجمود الفكري والعقائدي، وعدم استيعاب أن النظرية هي منهج ومرشد يصلح في كل مجتمع على حدة ولأي زمان ومكان، بينما سقط من كان يتعامل معها كعقيدة مقدسة.وفي الواقع أن كل المثقفين المفكرين العرب أمثال الصديق المفكر المصري الراحل محمود أمين العالم والشهيد والمفكر اللبناني د. حسين مروة والشهيد المفكر اللبناني مهدي عامل وغيرهم، ظلوا قابضين على جمرة النضال ولم ينكّسوا راية التقدم حتى آخر يوم من عمرهم، علماً بأن بعضهم أُغتيل على يد قوى الظلام في الاسلام السياسي والعدوان الصهيوني خشيةً من فكرهم المؤثر، ويُثبت هذه الخشية والعداء كلمات هتلر النازي العنصري الذي قال: «ان الكتب أخطر من كتّابها».وقد أثبت محمد دكروب من خلال كتاباته ومساهمات المفكرين العرب في مجلة الطريق وبتمسكه بالمجلّة، أهمية دور المثقف في الثورات العربية الساعية الى التغيير وتحليلها، وكذلك ملاحظة وتحليل المد التحرري العالمي الذي يحمل صبغة تقدمية، وكذلك الملاحظة الدقيقة للنهوض اليساري الذي يعم العالم أجمع بعين ثاقبة، وكذلك عمق الأزمة الاقتصادية والأخلاقية للرأسمالية.لقد تعلّمت من هذه الندوة الفكرية التي تُعتبر اشارة هامة الى دور المثقفين الثوريين والتقدميين في التغيير وتطوير مجتمعاتهم، بمساهمات فكرية وثقافية لا يلتفت اليها السياسي اليساري في بعض الأحيان للأسف الشديد، وحتى الأجيال الجديدة من اليساريين لا تهتم حتى بقراءة الأدب وتذوق الفنون الموسيقية والتشكيلية والمسرحية، ولذا تأتي تحليلاتهم النظرية جافة وجامدة خالية من الابداع، علماً بأن هذه الفنون والآداب تضفي غنى روحياً للمناضل أياً كان اتجاهه.وليد الرجيبosbohatw@gmail.com

___________________________

منقول عن جريدة الراي 02\04\2014 العدد:12693