March 2014
30

غيوم ملبّدة في الأجواء العربية

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

عُقدت القمة العربية الـ25 يومي 25 و26 مارس الجاري في الكويت، في ظل أجواء ملبدة بالخلافات العربية العربية والخليجية الخليجية، وهو أمر بلا شك لا يشير إلى أوضاع صحية في الوطن العربي وفي إقليمنا الخليجي اللذين يواجهان تحديات صعبة تتطلب توحيدا أو التوافق على الرؤى لما فيه مصلحة شعوبنا العربية.فمنطقة الشرق الأوسط تمور بأجواء التأزم والمواجهة مع العدو الإسرائيلي الذي يمارس أبشع أنواع التنكيل والعدوان والتهجير لشعبنا الفلسطيني الشقيق، بل يفرض عليه وعلى بقية الدول العربية المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بالأجندة التي تخدم إسرائيل وسياساتها الاستيطانية التوسعية، وهذا التشظي العربي سيصب في غير صالح الشعب الفلسطيني وسيفرض يهودية الدولة الصهيونية وانتقاص حقوق الفلسطينيين المشروعة، بل يعني وضعا أقوى لإسرائيل في المعادلة الإقليمية، ما يعني احتمالات العدوان على لبنان أو أي دولة عربية دون رادع عربي أو دولي.وفي ظل تفاقم أزمة الشعب السوري ومأساة القتل والدمار والتهجير والتجويع، وتدمير قدرات الجيش السوري كما حصل مع الجيش العراقي وكما هو مخطط له لإضعاف الجيش المصري وهي أقوى الجيوش العربية، سيظل العالم العربي مكشوف الغطاء للاعتداء عليه، وإبقائه ضعيفاً ومتخلفاً عن ركب الحضارة، ناهيك عن تداعيات المؤامرات وإجهاض الثورات العربية بمختلف الطرق سواء بالعمليات الإرهابية أو بعودة الاستبداد بأثواب جديدة.ولا تقل الجماعات الجهادية والإرهابية والمتطرفة عن خطر التفتيت الطائفي والديني والقبلي والفئوي، وعن الأخطار الإقليمية التي تواجه دول الخليج، بل تعني أنها قد تواجه مثل هذه المخاطر منفردة في ظل الخلافات الخليجية - الخليجية، وتشتت الكلمة والموقف في غير صالح دول مجلس التعاون الخليجي، وهنا لن يكون الحديث عن الوحدة الخليجية مجدياً، ولن تكون الاتفاقية الأمنية بينها فاعلة أو سارية المفعول، رغم أنها الشيء الوحيد الذي قد يجمع هذه الدول.إن المشكلة أو المعضلة أو الأزمة التي تمر بدولنا العربية تكمن في تغييب الشعوب عن المشاركة بالقرار وفي الاستبداد والنهج البوليسي الذي تمارسه جميع الدول العربية بما فيها الخليجية ضد شعوبها، وكذلك غياب الحريات والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، فهي الحصن الحصين الذي يحفظ أمن واستقرار هذه الشعوب والدول ويضع الأساس لتوافقها وتكاملها في نواحٍٍ مختلفة.أما محاولات المصالحة بين الأشقاء التي تقوم بها الكويت فتاريخها قديم، وهو دور قامت به الكويت منذ عقود طويلة ومشهود لها بذلك، مثل المصالحة في اليمن والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية والمصالحة بين القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والملك حسين بن طلال وغيرها من الجهود، ولكن هل ستجدي الجهود الكويتية هذه المرة؟ فالخلافات والتشظي بلغا حداً قد يهدد الوجود العربي ذاته.وليد الرجيبosbohatw@gmail.com

_____________________________

منقول عن جريدة الراي تاريخ 29/03/2014