February 2015
7

كلمة احتفالية الذكرى الرابعة لتأسيس التيار التقدمي الكويتي

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات، وتحديداً في يوم السابع من فبراير "شباط" من العام ٢٠١١ جرى الإعلان عن تيارنا التقدمي الكويتي... وهي بالتأكيد مناسبة عزيزة على قلوبنا نحن اليساريين والتقدميين الكويتيين، حيث نستذكر فيها تجربتنا خلال الأعوام الأربعة الماضية وما شهدته من أحداث وتطورات والدور المتنامي الذي لعبه التيار التقدمي الكويتي خلالها.

ويجب أن يكون واضحاً أنّ تأسيس التيار التقدمي لم يكن بناء على رغبة ذاتية لأحد ولم يأت من فراغ، وإنما كان تأسيس تيارنا التقدمي وانطلاقته استجابة لحاجة الطبقة العاملة والفئات الشعبية متدنية الدخل من العمال وصغار الموظفين والمتقاعدين والكويتيين البدون والمهمشين إلى قيام تيار سياسي يعبّر عن مصالحهم؛ ويدافع عن حقوقهم في العيش الكريم؛ ويلبي تطلعاتهم في العدالة الاجتماعية.

كما أنّ تأسس التيار التقدمي الكويتي جاء ليمثّل نقلة في تطور الحركة الوطنية والديمقراطية والعمل السياسي الشعبي.

وإنّ كان لابد من أن نحدد هويتنا وخطنا بكلمات قليلة فنحن التيار الذي يدافع عن المستضعفين والمهمشين وذوي الدخول المتدنية... تيار الإنسان البسيط الذي خرج من رحم هموم الناس... تيار الناس البسطاء من أجل حياة كريمة وليس تيار النخبة... التيار الذي يمثّل تطلعات الشباب الكويتي في غد أفضل ومشاركة أكبر... التيار المعني بالدفاع عن حقوق المرأة... التيار الذي ينادي بالعدالة الاجتماعية وبالديمقراطية وبالدولة المدنية.

إنّ احتفالنا هذه السنة بالذكرى الرابعة لتأسيس التيار التقدمي الكويتي يتم في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، حيث تكرّس أكثر وأكثر نهج الإنفراد بالسلطة، فيما تشتد أكثر من أي وقت مضى الهجمة الشرسة التي تستهدف التضييق على الحريات، وبالأساس منها حرية التعبير، ويتسع نطاق الاعتقالات والملاحقات والتحقيقات والمحاكمات التي يتعرض لها كل مَنْ يختلف مع نهج السلطة، في الوقت الذي يتم فيه تشريع المزيد من القوانين المقيدة للحريات ويتواصل إصدار القرارات التعسفية التي تصادر أبسط حقوق المواطنة، وتترافق الهجمة على الحريات مع هجمة أخرى تشنها السلطة وحلفها الطبقي الرأسمالي على المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية الشعبية وعلى مستوى المعيشة العام بهدف تحميل الطبقة العاملة والفئات الشعبية أعباء العجز المتوقع في الميزانية العامة للدولة بعد انخفاض أسعار النفط، وذلك عبر تبني سياسات وقرارات منحازة طبقياً لمصلحة الأغنياء وضد مصلحة الجموع الشعبية لتقليص بنود الإنفاق الاجتماعي وتقليص أو رفع الدعم وفرض ضرائب غير مباشرة على المبيعات، مع التوجه نحو خصخصة القطاع العام والقطاع التعاوني، بل خصخصة التعليم والصحة والإنتاج النفطي.

وفي المقابل فإننا نحتفل بالذكرى السنوية الرابعة لتأسيس التيار التقدمي الكويتي بعد أن أنجزنا خلال هذه السنة نقلة هامة في مسيرتنا التنظيمية وذلك بالانتقال من مرحلة التأسيس إلى مرحلة العمل المؤسسي المنظم التي تمثلت في انعقاد المؤتمر العام الأول للتيار التقدمي في السابع من نوفمبر "تشرين الثاني" الماضي.

ونحن في التيار التقدمي الكويتي ندرك جيداً ما تواجهه الحركة الشعبية من صعوبات وتحديات وما تعانيه من تشرذم وشلل وخلل، ولكننا ندرك في الوقت ذاته أنّ نهج السلطة وحلفها الطبقي الرأسمالي المسيطر يتناقض تماماً مع مصالح الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الكويتي، وأنّه لا مستقبل لمثل هذا النهج غير الديمقراطي والمعادي لمصالح الجماهير الشعبية، وأنّ انحسار الحراك الشعبي لا يعني موته، والمطلوب الآن إجراء مراجعة نقدية شاملة لهذا الحراك ورسم خطة واقعية سياسية جديدة له تعتمد بالدرجة الأولى على العمل المنظم المثابر وطويل النَفَس من أجل رفع مستوى الوعي السياسي للجماهير وتعبئتها وتنظيم صفوفها واستنهاض حركتها.

إن التيار التقدمي الكويتي وهو يغادر عامه الرابع أصبح اليوم بحق واحداً من أبرز مكونات الحياة السياسية الكويتية، وعلينا خلال السنوات المقبلة أن نواصل طريقنا النضالي بعزم وتصميم وثبات دفاعاً عن المصالح الوطنية وذودأ عن حقوق الشعب وتلبية لمطالب الجماهير وتحقيقاً لمتطلبات التطوّر الديمقراطي.

وأن نكون في الصفوف الأولى مع شعبنا في مواجهة الهجمة المزدوجة للسلطة وحلفها الطبقي الرأسمالي للتضييق على الحريات ولتقليص المكتسبات الاقتصادية الاجتماعية.

ومعاً أيها الزملاء والزميلات ويداً بيد لنناضل من أجل وطن كويتي حر وشعب سعيد

7 فبراير 2015