وليد الرجيب: حتى أبوالدستور لم يسلم.
الحمدلله أن مسيرة «كرامة وطن 6» انتهت على خير، ولذلك دلائل مهمة على العقلاء إدراكها، منها أن وزارة الداخلية عندما تلتزم بمواد الدستور وبالقوانين وتسمح بالمسيرات السلمية فإن الوطن يربح، وعندما تتعامل باحترام مع أبناء شعبها فإن الشعب سيرد لها الاحترام وأكثر، ومن الدلائل التي أثبتها الشباب أنهم يحبون وطنهم ولا يرضون له بديلاً وأنهم راقون بحراكهم محافظون على بلدهم، عكس الادعاءات والتهويل والتشويه المتعمد، وأهم الدروس والدلائل أن عناد السلطة وقمعها ومحاولات كسر العظم وفرض الهيبة لن تأتي إلا بمزيد من العنف والسخط والغضب الشعبي.ومازلت أستغرب أن يٌنسب الحراك لأعضاء مجلس الأمة السابقين أو ما كان يسمى بكتلة الأغلبية التي لم يعد لها وجود، أو ينسب إلى الإسلاميين وبالأخص إلى الأخوان المسلمين رغم أن الواقع يثبت أن أكثر من يريد إيقاف الحراك الشعبي هم الإسلاميون الذين يأتون متأخرين دائماً عن نبض الشارع رغم قدرتهم الكبيرة على تسويق أنفسهم.الحراك بإيجابياته وسلبياته يقوده شباب الكويت من كل مكونات المجتمع الكويتي، وكل محاولات لإلصاقه بشخصيات معارضة أو بمؤامرات خارجية يدل اما على جهل وقراءة خاطئة للواقع، وإما على أهداف مغرضة قصدها دق إسفين بين مكونات الشعب أو انتقام من شخصيات وطنية معارضة مخلصة لوطنها، فالسؤال أو التساؤل: «من وراء حساب كرامة وطن» سؤال ساذج قد يدل على عدم كفاءة التحريات الأمنية أو على نوايا سيئة.وأنا على يقين أن صورة الحراك السلمي مساء الأحد الماضي قد أغاظ من كان يريد أن يثبت العكس، ولذا فأعمال الشغب المرفوضة حتماً والتي لحقت انتهاء المسيرة بزمن هي عمل مشبوه لتشويه صورة الحراك الشعبي المشروع، وكان يجب على الأطراف المستفيدة من تشويه سمعة شباب الكويت الاكتفاء بانتهاء المسيرة بسلام.في كل ديوان ومجلس في الكويت هناك شخصيات تلوي عنق الحقائق على اعتبار أنها مطلعة من مصادر موثوقة، لكن دورها المرسوم لها هو إعطاء رواد الدواوين صورة مغايرة للواقع خدمة لمخططات الانقلاب على الدستور وخدمة للمتنفذين الفاسدين وسراق قوت الشعب، بل تنساق مع مخططات الداخلية باتهام الشباب بتهم جاهزة ومعلبة ومضحكة أحياناً مثل الاعتداء على قوات الأمن، وتنساق أكثر وتروج لإساءة وتشويه سمعة الشباب وأسرهم.لم أكن من المتابعين لـ «تويتر» ولكنني اضطررت لذلك واكتشفت أن من يسيء استخدامه هم من الأذناب والتابعين لأقطاب الفساد والمتنفذين إضافة إلى بعض التافهين، أما بقية المغردين فتعلمت منهم الحكمة وحب الوطن والإخلاص لآل الصباح الكرام.ومما يلفت الانتباه أخيراً حملة التشويه المتزامنة على أبو الدستور الأمير الخالد بقلوب الكويتيين الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه، «فعضو في مجلس الصوت الواحد» يقول: «عبدالله السالم حطنا بقرقور وقطنا بالبحر»، وموظف كبير في منصب حساس بوزارة سيادية يقول: «ان عبد الله السالم وقَع على الدستور دون أن يقرأه»، ألا يثبت ذلك أن هناك من لايزال يعتبر الدستور الكويتي خطأ تاريخياً ما كان يجب أن يتم؟
وليد الرجيب
osbohatw@gmail.com
منقول عن جريدة الراي تاريخ 161\2013 العدد:12252.