January 2018
15

كلمة الحركة التقدمية الكويتية في احتفالية التيار العروبي بمئوية ميلاد الزعيم التحرري جمال عبدالناصر والتي ألقاها الرفيق ناصر ثلاب اليوم

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

تتوجه الحركة التقدمية الكويتية بالشكر إلى التيار العروبي لتنظيمه هذه الاحتفالية بمئوية ميلاد الزعيم التحرري الكبير جمال عبدالناصر، وكذلك على دعوتها لنا للمشاركة في الاحتفالية وإلقاء كلمة.إن جمال عبدالناصر لم يكن مجرد زعيم مصري، بل كان زعيماً لحركة التحرر الوطني العربية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين... زعيم له دوره العظيم في تاريخ مصر وتاريخ العرب والتاريخ العالمي... يكفيه فخراً دوره في تأميم قناة السويس التي شقّها الكادحون المصريون وكان لابد من أن تستعيد مصر سيادتها الوطنية عليها... زعيم حارب الاستعمار وساهم في انهيار النظام الاستعماري العالمي وواجه مع شعب مصر العظيم العدوان الثلاثي الصهيوني الانجليزي الفرنسي في العام 1956... زعيم قدّم الدعم لحركات التحرر العربية والافريقية في الجزائر وفلسطين واليمن وجنوبي أفريقيا... زعيم قاد أهم تجربة وحدوية عربية عبر قيام الوحدة بين مصر وسورية في إطار الجمهورية العربية المتحدة التي استمرت بين فبراير 1958 وسبتمبر 1961... ومن مآثر هذا الزعيم العظيم قيادته عملية بناء أكبر صرح اقتصادي في مصر، وهو السد العالي الذي حمى مصر من الفيضانات ووقاها من المجاعة... زعيم يُسجل له محاربته الاقطاع ودوره في تحقيق الإصلاح الزراعي وتمليك الفلاحين أراضيهم... زعيم انتصر للعمال والفلاحين ومكّنهم من التعليم المجاني، بعد أن كان التعليم مقتصراً على المقتدرين، بالإضافة إلى ما حققه من خطوات تقدمية واجتماعية مهمة لصالح الجماهير الكادحة.ونحن في الكويت نحفظ للزعيم جمال عبدالناصر دوره المشهود في الاعتراف المبكر بالكويت كدولة مستقلة، ودوره المقدّر في صيانة حدودها وحماية استقلالها عبر ارسال قوات الجمهورية العربية المتحدة خلال أزمة 1961. وفي الوقت الذي نقدّر فيه دور الزعيم التحرري الكبير جمال عبدالناصر، فإن التقييم الموضوعي لهذا الدور يقتضي التوقف أمام النواقص والسلبيات، وبينها النزعة الانفرادية في قيادته للسلطة وعدم إطلاق الحريات السياسية في مصر بالمستوى المطلوب والتضييق على نشاط الأحزاب السياسية ومنعها عملياً، وكذلك ما تعرض له اليساريون والشيوعيون في مصر وسورية خلال عهد الوحدة من ملاحقة وحبس بسبب آراء سياسية وتحليلية مخالفة، وهذا ما استفادت منه قوى الثورة المضادة، التي تنامت في تلك الفترة وشنت هجمتها المعادية على مكتسبات الشعب المصري بعد وفاة جمال عبدالناصر، وساهمت في ضرب حركة التحرر الوطني العربية وإضعافها.إن التقييم الموضوعي لدور الزعيم التحرري الكبير جمال عبدالناصر يختلف تماماً عن التشويه الإمبريالي والصهيوني والرجعي لدوره ومحاولة تسويد تاريخه.إننا في الذكرى المئوية لميلاد جمال عبدالناصر نفتقد مثل هذا الزعيم التحرري الكبير، الذي لن ينساه شعب مصر ولن ينساه العرب ولن ينساه العالم، فقد ترك رحيله في 1970 فراغاً كبيراً لم يسده أحد، ويصعب أن يملأه أحد.١٥ يناير ٢٠١٨م