February 2018
26

التعبير عن المواطنة ليس مجرد رفع علم في يوم وطني

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

في هذا الوقت من العام وبشكل سنوي تصبح الشوارع الرئيسية في الكويت من اصعب الطرق استخداما بسبب انتشار مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني ويوم التحرير وخروج اعداد كبيرة من المواطنين للتعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة.ولعل هذه المناسبة الحالية تمثل فرصة لاعادة مناقشة مفهوم الوطنية والبحث بتفصيل ادق في هذه الجانب خاصة مع مظاهر الاحتفالات المنتشرة بشوارع الكويت بخروج اعداد من المواطنين رافعين الاعلام والصور على اسطح المنازل والسيارات.وربما لاول وهلة يظهر نوع من الارتباك وهو اقرب الى التساؤل في سبب ابراز المواطنين فرحتهم في هذا اليوم من السنة يقابله من جانب اخر وجود تباين لقطاعات كبيرة من الناس في باقي السنة في ارائهم بدرجة وطنية الاخرين ودرجة انتمائهم في بعضهم البعض لتظهر تصنيفات ومناقشات تصف البعض بالدخلاء في محاولة لاحتكار الوطنية وفرز المجتمع الى فئات على اسس طائفية ومناطقية وعرقية لتشغلهم عن القضايا الوطنية الاساسية التي تمس حياة الناس.فلم يعد كافيا رفع علم او وضع صورة او فرحة في الشوارع لتعبر عن درجة الوطنية وحب الوطن ولم يعد كافيا انتشار الاغاني السيئة المسماة اغاني وطنية وانما يجب وهو الاهم ان يرافق ذلك وبشكل اكبر الوعي بما يعنيه الوطن الحقيقي القائم على تحقيق مصالح الجميع ويحفظ حقوقهم ويمنع استئثار فئة او جماعات محددة بثراوت الوطن توظيف القوانين ومؤسسات الدولة لصالحهم على حساب باقي الاغلبية من المواطنين.ان في ترسيخ الركائز الاساسية التي قامت عليها الكويت الحديثة المنعكسة في مباديء الدستور ابرزها العدالة الاجتماعية والتأكيد دور الدولة الاجتماعي والتوازن في مبدأي الاشتراكية والرأسمالية مع ميل للاول هو الوعي الحقيقي بالوطنية وان في ترسيخ القوانين بشكل عادل الذي يمنح الفرص المتساوية لكل المواطنين هو الوطنية الواجب الالتزام بها ومعرفتها والنضال من اجل الوصول اليها وان في معرفة المواطنين بمصالحهم وبالوعي لتوجهات الدولة نحو تقليل التزامها نحوهم والاتجاه لاعطاء القطاع الخاص دورا اكبر على حساب العام لتعكس وجود حلف واضح للاستثئار بمقدرات البلد اصبح ضرورة وطنية للجميع. ومن المفارقة ان من يحتفل بهذه المناسبة هم الاكثر تضررا من السياسات الحكومية التي تميل الى اصحاب رؤوس الاموال وتوجهاتها المستقبلية نحو تقليل التزامها نحو المجتمع بينما من يسأثر بثروات الوطن لا تعنيهم هذه المناسبة بشيء سوى فرصة واجازة للسفر خارج البلد وتركه مؤقتا لاصحاب الدخول المحدودة ليحتفلوا به.لذا فان الحركة التقدمية الكويتية اخذت على عاتقها الالتزام في الانحياز نحو الطبقة العاملة والفئات الشعبية لتعبر في مواقفها عن المصالح الوطنية العميقة والحفاظ على وحدة المجتمع ونشر الوعي في طبيعة الصراع الحقيقي المبني وجود صراع طبقي وليس فئوي يتم اشغال الناس به من وقت الى اخر لتنبذ بشكل واضح اي تفرقة بين المواطنين على اي اعتبارات طائفية اوعنصرية اوقبلية او مناطقية وتؤكد على اهمية تعزيز المواطنة الدستورية في إطار المساواة والعدل الاجتماعي وتكافؤ الفرص.بقلم: محمد العنزي٢٦ فبراير ٢٠١٨