تصريح صحافي صادر عن المكتب التنفيذي للتيار التقدمي الكويتي حول مشروع قانون زيادة تعرفة الكهرباء والماء
سبق لنا في التيار التقدمي الكويتي أن حذرنا في مناسبات عديدة من خطورة التوجه النيوليبرالي الرأسمالي للسلطة وانعكاساته السلبية على حياة الغالبية الواسعة من الناس، وها هي السلطة اليوم تباشر تنفيذ هذا التوجه عبر زيادة العبء على الفئات الشعبية وأصحاب الدخول المحدودة بتقديمها مشروع قانون تحديد تعرفة الكهرباء والماء الذي يقوم على نظام الشرائح بما لا يتناسب مع إمكانيات الشرائح الدنيا من المواطنين والوافدين، حيث ستكون زيادة التعرفة على السكن الخاص من "فلسين " إلى "٥ فلوس" للكيلو واط وتتغير التعرفة بشكل متزايد بعد تجاوز ٣ آلاف كيلو واط حيث تصبح ٨ فلوس للكيلوواط، وتزداد أكثر بعد استخدام أكثر من ٦ آلاف كيلو واط لتكون ١٠ فلوس للكيلو واط، وهذا ما سيترتب عليه المساس بمستوى دخل الفئات الشعبية، ناهيك عن رفض الحكومة لأي زيادة في الدخول والرواتب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن استخدام الكهرباء للتكييف في بلد مثل الكويت لا يعتبر ترفاً بل حاجه ضرورية، كما ننوّه بأن رفع أسعار مصادر الطاقة كالكهرباء والوقود لن تنعكس فقط على جيوب أصحاب الدخول المحدودة من حيث تكلفة فواتير الكهرباء والماء فحسب، بل ستنتج عنها آثار تضخميّة وموجة غلاء وارتفاع في الأسعار لمختلف أنواع الخدمات والسلع.ومثلما ذكرنا سابقاً فإنّ تعويض عجز الميزانية لا يتم بتحميل الطبقة العاملة والفئات الشعبية والوسطى أعباء العجز عبر سن سلسلة من القوانين التي ستهدد مستوى معيشتهم، بل المطلوب أن يتم تعويض العجز في الميزانية عبر وقف سياسة الهدر والتنفيع والفساد المستشري في مفاصل الدولة.وإننا في التيار التقدمي الكويتي نهيب بالجماهير والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني والتيارات السياسية للإنتباه إلى خطورة هذه الهجمة الطبقية التي تأتي في إطار خطّة نيوليبرالية رأسمالية تهدف إلى تصفية المكتسبات الشعبية وتحميل الفئات الشعبية أعباء إضافية من خلال خفض الدعوم، وزيادة أسعار البنزين والكهرباء، وتقليص بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية، وخصخصة القطاع العام والقطاع التعاوني، تحت ذريعة خفض بنود الإنفاق بعد انخفاض أسعار النفط، فيما تتجاهل السلطة تجاهلاً تاماً الوظيفة الاجتماعية لرأس المال الذي يجب أن يساهم في تمويل ميزانية الدولة عبر دفع ضرائب تصاعدية وتوفير فرص عمل جدية للشباب الكويتي.٢ أبريل/نيسان ٢٠١٦م