الأطباء تضحيات بلا حدود الدكتور حمد الأنصاري نموذجًا .. بقلم: د. شبّر الوداعي
القيم الأخلاقية والمسؤولية الإنسانية وثقافة الانتماء الوطني التي تتميز بها فئة نادرة في المجتمع عندما تلتقيهم وتستمع إلى حديثهم وروح التضحية المسؤولة التي يؤكدون على قيمها كأطباء تعود بك الأحداث المفاجئة حينما يلبي هذا النوع النادر من البشر نداء الواجب ويكونون في طليعة الأفواج التي هبت لحماية الإنسانية ومجتمعهم الذي أقسموا على أن يكون في مقدمة الصفوف، فيعملون بإخلاص في أداء واجبهم وبذل ما يمكن من جهد لحمايته من الخطر الذي يهدد أمنه الصحي.
لنفاجأ بالخبر العاصف في ظل معركة الكفاح من أجل الحياة والبقاء بمكافحة عدو الإنسانية فيروس كورونا المستجد بإصابة الشخص الذي التقيته قبل فترة بالفيروس وهو يعمل في طليعة جيش الأطباء في وطنه لحماية أبناء جلدته من خطر الفيروس، ينقلك الخبر إلى شريط الذكريات وأحاديثه المؤكدة على مسؤولياته الوطنية والإنسانية.
الخبر المفاجئ جعلني أعيد التمعن في الكلمات الموجزة للدكتور حمد الأنصاري ابن دولة الكويت الشقيقة الذي تصدر طلائع العمل الإنساني لحماية أبناء وطنه من خطر جائحة الوباء كورونا الذي تلقيته الساعة 4:51 مساء الاثنين 27 أبريل 2020م، - الحمد لله على كل حال، قدر الله وما شاء فعل، تم إبلاغي بتأكد إصابتي بفيروس كورونا المستجد- كلمات موجزة لكنها تحمل في طياتها معان بعيدة المفاهيم الإنسانية.
القيمة الأخلاقية للدكتور حمد الأنصاري تجعلك تتوقف عند الخبر المؤسف وتتذكر قيمة حديثه ومعانيه الإنسانية التي تجعلك تعيش الفرح والسعادة بوجود هذه القامات في مجتمعنا، وكان ما استمعنا إليه منه أكد مضمون فعله حين صار في مقدمة متصدري قوافل العمل الإنساني في بلاده، إذ كان في طليعة فريق الأطباء الكويتيين وفي صف المواجهة الأول في العديد من المحاجر ورحلات إجلاء الكويتيين من الخارج.
الطموح الذي كان ينشده عندما التحق بكلية الطب في جامعة الكويت كان الهم المعزز بالانتماء والمسؤولية الوطنية خدمة مجتمعه ووطنه الكويت والإنسانية وحين تخرج من الجامعة والتحق كطبيب في الصحة الوقائية، أخذ في توسيع نشاطه الوطني وصار عنصرًا نشيطًا في صفوف الحركة التقدمية الكويتية، وعندما اجتاح وباء كورونا وطنه الكويت دفعه الواجب الوطني أن يكون جنديًا وطنيًا فاعلًا في صفوف ملائكة الرحمة الذين يضحون لدرء الخطر عن مجتمعاتنا وصناعة السعادة في أرجاء المعمورة.
تحية تقدير وإجلال إلى ملائكة الرحمة في كل بقاع الأرض، إنكم فخرنا الإنساني.
بقلم: د. شبّر الوداعي
عضو المحلس البلدي في مملكة البحرين، وخبير بيئي