بيان الحركة التقدمية الكويتية حول تصاعد جرائم الحرب الصهيونية على أهلنا في غزة بدعم أميركي وغربي وتخاذل دولي... ولمطالبة روسيا والصين كدول كبرى بتحمّل مسؤولية التحرك لوضع حدّ للعدوان
إن حملة الصهاينة الإبادية في شمال قطاع غزة أمام مرأى ومسمع العالم لا تضاف إلى التاريخ الدموي الذي لم ينقطع للكيان الصهيوني منذ أن زرعه الإستعمار على أرضنا العربية فلسطين فحسب، وإنما تضاف أيضاً إلى سجل النظام العالمي الظالم، الذي يجثم بمنظماته ومؤسساته مزدوجة المعايير على صدور الشعوب، وتكشف زيف شعارات الإنسانية والعدل التي يتغنى بها، وتفضح هشاشة ما تسمى بالقوانين والأعراف الدولية أمام كيان الإجرام الإمبريالي الذي لم يرتدع عن إرتكاب المجازر المتتالية طوال عام كامل ويزيد، بل ويتمادى في إجرامه ويمعن في القتل والتدمير، يقوده الحقد ويغذيه الدعم الغربي الإمبريالي المطلق.
إن ما يمارسه العدو الصهيوني في مخيم جباليا وجباليا البلد وبيت لاهيا بغاراته الجوية وقصفه المدفعي ونيران مرتزقة جيشه وقذائف دباباته، مستهدفاً المستشفيات ومراكز الإيواء ومناطق النازحين وكل جسم يتحرك مخلفاً مئات الشهداء وآلاف الجرحى، بالترافق مع اشتداد الحصار الخانق منذ ما يقارب الشهر منع خلاله دخول أي شيء من غذاء أو دواء أو ماء، ضمن مخطط مفضوح يهدف إلى تطبيق ما يطلق عليه بـ"خطة الجنرالات" الصهاينة، التي يسعى فيها العدو لتهجير شعبنا الفلسطيني من قطاع غزة، ما يجعلنا أمام تهديد حقيقي لحياة أكثر من مليوني إنسان لم تحرك صرخات إستغاثتهم ما يسمى بالمجتمع الدولي المتخاذل.
إن هذه الحرب الهمجية التي تحصد أرواح شعبنا في فلسطين ولبنان حرب أميركية تُشَنُّ بأيادٍ صهيونية على شعوب أمتنا ودول المنطقة لفرض واقع جديد ترسم به معالم ما يطلقون عليه "الشرق الأوسط الجديد"، الذي يراد به تمزيق أوطاننا أكثر وأكثر وتفريق شعوبنا وإحكام القبضة عليها بما يعزز سطوة الصهاينة والإمبرياليين.
إننا في الحركة التقدمية الكويتية لا نستثني مجلس الأمن الدولي من الإدانة، وبالأخص أعضاءه الدائمين، ونحمّل روسيا والصين كقوى عظمى معنية بضمان الأمن والسلم الدوليين مسؤولية عدم التفاعل والتحرك الجادين لوضع حدّ للعدوان الغاشم وجرائم الحرب الدموية للصهاينة وحماتهم.
كما نكرر النداء لشعوب أمتنا وقواها الحية وأحرار العالم لتصعيد حملات التضامن والدعم، فشعبنا في فلسطين ولبنان في أمس الحاجة لكل مجهود ودور يراكم الضغط على دول العالم لتوقف مسلسل النار والدم، الذي سيطال قريباً المنطقة والعالم ويدخلنا في جحيم الحروب التي ستحصد ملايين البشر.
وفي الختام؛ نوجه التحية لقوى المقاومة الباسلة، ونشد على أيدي أبطالها بأن يزيدوا من وتيرة نيرانهم ويحرقوا العدو الغاشم ويذيقوه أشد الألم ثأراً للدماء الطاهرة ووفاء للنضالات العظيمة والصمود الأسطوري لشعبنا، كما عهدناهم وعلى ما نثق بهم فيه… حتى دحر الاحتلال وتحرير الأرض.
عاشت فلسطين
عاشت المقاومة
الخزي والعار للصهاينة
وداعميهم الإمبرياليين
المجد والخلود للشهداء
والشفاء للجرحى
الكويت في ٢٠ أكتوبر/ تشرين أول ٢٠٢٤