القدس العربي:أحد البدون الكويتيين عالق بين أوكرانيا و روسيا بلا جواز سفر.
عبدالله مياح بطل حقيقي لأحداث تشبه فيلم «الحدود»
الكويت ـ «القدس العربي» من منى ياسر:
على غرار ما يحدث في أفلام السينما، وتحديدا فيلم دريد لحام « الحدود « الذي يعيش بطله على خط الحدود بين بلدين، وجد الشاب عبد الله مياح من «بدون الكويت» نفسه في الموقف نفسه، بطلا جديدا من أبطال قصص الشتات للشباب العربي في بلاد الله الواسعة، لأن بلادهم لفظتهم رغما عنهم ولم تمنحهم صك الانتماء ولا وفرت لهم فرصا للتعليم أو العيش الكريم.
منذ أكثر من سنتين خرج عبد الله مياح (28) عاما مودعا أهله في الكويت وحاملا جواز سفر مادة 17 (جواز خاص للبدون) ليدرس الطب في الجامعة الطبية في مدينة «سيمفروبل» بإقليم شبه جزيرة القرم الذي كان يمثل دولة أوكرانيا، وقبل الأحداث الأخيرة وانضمام القرم إلى روسيا انتهى جواز سفره، ومنعته السلطات الروسية من عبور حدودها والدخول إلى الأراضي الأوكرانية لاستكمال دراسته أو حتى الوصول إلى سفارة دولة الكويت في العاصمة «كييف».
ووسط هذه الظروف الصعبة وجه مياح خطابا إلى السفير الكويتي في أوكرانيا يوسف القبندي طالبا مساعدته لإنهاء معاناته وتجديد جواز سفره قائلا «إنني عالق حاليا في الأراضي الروسية التي لم أفكر أبدا في الدخول إلى أراضيها ولم أتوقع بتاتا أن أنام في أوكرانيا وأصحو كمقيم دون جواز سفر في دولة أخرى، أرجو منكم حل مشكلتي نظرا لضيق الوقت لاستكمال إجراءات تسجيلي وقلة المقاعد الدراسية المخصصة للطلبة الأجانب» لكن لم يأته أي رد.
سعدون مياح شقيق عبد الله تحدث لـ « القدس العربي « طالبا إنهاء معاناة شقيقه العالق في روسيا حيث وصف وضع عبد الله بالمأسوي، فالأمر يتعلق بمستقبله وتحصيله العلمي الذي بدأ منذ عامين حين قرر عبدا لله إكمال دراسته على حساب والده الشخصي بعد أن تعذرت فرص اتمام دراسته في الكويت لأنه «بدون «.
وكشف سعدون مياح أن جواز عبد الله انتهت صلاحيته قبل خمسة أشهر وأرسله للسفارة الكويتية في كييف أي قبل انضمام القرم لروسيا، وأن الإجراءات المتبعة مع حالات البدون في الخارج أن السفارة الكويتية ترسل الجواز المنتهي بحقيبة دبلوماسية إلى وزارة الخارجية الكويتية في الكويت والتي بدورها تحوله إلى وزارة الداخلية، وقد راجعت بنفسي الداخلية أكثر من مرة للمتابعة إلا إنها أبلغتني إنها لن تجدد جواز عبد الله ولم تبد أي أسباب لعدم التجديد.
وختم سعدون حديثه: إن عبدالله عالق لا يستطيع العودة إلى أوكرانيا ليسجل في جامعة جديدة بعد أن تدنى مستوى جامعته علميا فلم تعد تخرج أطباء ولا يستطيع الانتقال لجامعة أخرى إلا بجواز سفر ساري الصلاحية، ولا يستطيع حتى العودة للكويت، والوقت ليس في صالحه ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا وعلمت «القدس العربي» إن من أسباب عدم تجديد جواز سفر عبد الله مياح من الداخلية كونه شارك قبل سفره في المظاهرات السلمية التي طالب فيها البدون بحق المواطنة وتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير فرص التعليم والعمل، ومن شروط الداخلية لحصول البدون على جواز سفر أن يحمل إحصاء السكان للعام 1965 ليثبت إنه أو والده من سكان الكويت في ذلك الحين.
هي قضية الشاب الكويتي البدون عبد الله مياح الذي سافر قاصداً دراسة الطب في أوكرانيا في القرم، وبعد عامين أصبح مقيما في روسيا بلا جواز سفر وممنوعا من العبور لأوكرانيا.
اتصلت بمياح الذي قال: «كل ما أريده من سفارة الكويت في القرم أن تجدد جواز سفري كي أستطيع السفر الى أوكرانيا، وأنجز مهمة التسجيل في جامعة الطب هناك لتكملة دراستي بعد تعطلها لأكثر من خمسة أشهر بسبب مماطلة السفارة الكويتية بالقرم بعدم تجديد جواز سفري».
وأضاف: «أنا عالق في روسيا ولا أستطيع التنقل دون جواز سفر وأيضا لا أستطيع التسجيل في جامعة لتكملة دراستي، أرجو من السلطات الوقوف بجانبي ومساعدتي لانهاء مشكلتي بتجديد جواز السفر».
______________________________
منقول عن صحيفة القدس العربي تاريخ 28/09/2014