الحركة التقدمية الكويتية ترفض الزجّ بالكويت لتكون جزءاً من الحلف الأميركي الصهيوني الشرق أوسطي الذي يجري التحضير لإقامته خلال زيارة الرئيس بايدن للمنطقة
لم يعد خافياً على أحد أن الهدف الرئيسي لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقتنا واجتماع القمة المصاحب لها لا ينحصر فحسب في موضوع الطاقة وتسعيرها ضمن محاولات التعويض عن النفط والغاز الروسي بعد الحرب الأوكرانية، مثلما كان يتردد سابقاً، وإنما يكمن الهدف الرئيسي لهذه الزيارة والاجتماعات المصاحبة لها، في وضع ترتيبات تتعلق بما أسماه الرئيس الأميركي نفسه يوم ١٣ يونيو الجاري "الأمن القومي لإسرائيل".
ونحن في الحركة التقدمية الكويتية نتابع عن كثب ما يجري تداوله في الأوساط الغربية والصهيونية عن الترتيبات الجارية لتأسيس هيكل سياسي وعسكري إقليمي أمريكي - صهيوني - شرق أوسطي في منطقتنا العربية، محوره الكيان الصهيوني، الذي كان يخطط منذ تسعينات القرن العشرين لإقامة ما وصفه رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق شمعون بيريز بمشروع "الشرق الأوسط الجديد"، وهو مشروع يهدف ليس لإدماج الكيان الصهيوني الغاصب في المنطقة فحسب، وإنما فرض هيمنته على المنطقة، واقتصاداتها، وثرواتها، وأمنها.
ولا ننسى كذلك دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام ٢٠١٨ لإنشاء ما أسماه "قوة عسكرية عربية ـ إسرائيلية مُشتركة"، تحت اسم "التحالف الاستراتيجي الشرق أوسطي"، بالإضافة إلى ما كرره رئيس وزراء الكيان الصهيوني نيفتالي بينيت خلال زيارته هذا العام لإحدى دول الخليج المطبّعة عن التوجّه لإقامة ما أطلق عليه "تكتل إقليمي جديد بين إسرائيل ودول عربية ضد التهديدات المشتركة"، ما يعني ليس فقط نقل الكيان الصهيوني من خانته الحقيقية كعدو استراتيجي تاريخي للشعوب العربية، وإنما التخطيط ليحتل الكيان الصهيوني خانة الحليف الاستراتيجي التاريخي لأنظمة المنطقة.
وهذا ما يؤكد بوضوح إننا لا ننطلق من أوهام، ولسنا مصابين بما يسميه البعض "مرض نظرية المؤامرة"، وإنما نحن ننطلق من وقائع وشواهد ومخططات معلنة ومؤامرات حقيقية يجري تحضيرها على الأرض، وبالتالي فإننا لا يمكن أن نقبل على أنفسنا أن نكون مصابين بمرض البلاهة… ومن هنا فإننا نعلن بوضوح أننا في الحركة التقدمية الكويتية:
١- نرفض بوضوح الزجّ بالكويت في الحلف الأميركي - الصهيوني - الشرق أوسطي الجديد، الذي يجري التخطيط لإقامته خلال زيارة الرئيس بايدن للمنطقة.
٢- نرفض هذا الحلف لأنه يهدف إلى إحكام قبضة الهيمنة الأميركية الصهيونية على منطقتنا العربية وإقليمنا الخليجي، وذلك من أجل مواصلة نهب ثروات بلداننا وتكريس تبعيتها.
٣- نرفض هذا الحلف لأنه يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تحويل العدو الغاصب إلى حليف، بل القبول به كمهيمن يسيطر على مقدرات المنطقة.
وفي الختام، فإننا نتوجه إلى شعبنا الكويتي العربي الأبي، وإلى قواه الحيّة، وإلى تياراته السياسية على اختلاف مشاربها، وإلى نقاباته وجمعياته واتحاداته النقابية العمالية والمهنية والطلابية، وإلى الكتّاب والمثقفين والناشطين في مختلف المجالات الاجتماعية، لإعلان الرفض للمخططات المعادية والتمسك بالموقف الوطني والقومي والإنساني الثابت للكويت وشعبها برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، واستمرار النهج الاستقلالي الوطني للكويت بعدم المشاركة في الأحلاف.
الكويت في ٣٠ يونيو / حزيران ٢٠٢٢