تكميم العمل الطلابي
الشباب هم اللبنة الأساسية لبناء مجتمع مدني متقدم يتطلع للمزيد من الحريات والديمقراطية.ففي أواخر العام الماضي علت النغمة النشاز للاقتراح بقانون لتنظيم الاتحادات الطلابية، وهذه النغمة النشاز تعد الآن نغمة متناغمة تماماً مع نهج استمرار سلسلة الهجمات المُقيدة للحريات في الكويت، التي كنا نتفاخر بها كمنبرٍ للحريات، وللأسف لم تُعد كذلك.فها هي الحركة الطلابية تتعرَّض لواحدة من هذه الهجمات الشرسة على الحريات، فقد قام بعض أعضاء مجلس الصوت الواحد بتقديم اقتراح بقانون، ظاهره تنظيم العمل الطلابي، وباطنه تصفيته.. هذا القانون يُهمّش الحركة الطلابية، ويتجاهل دور القوى الطلابية على مدى التاريخ في المشاركة والتأثير في الشأن العام، كالتصدي لتزوير انتخابات مجلس الأمة في عام 1967، وللانقلابين على الدستور في عاميّ 1976 و1986، والمطالبة بحقوق المرأة، والمشاركة بفاعلية في حملة «نبيها خمس»، وغيرها من القضايا السياسية والاجتماعية.إن هذا الاقتراح بقانون المعيب، فيه من التناقضات ما يُبصره نظر الأعمى!فقد كشف أعضاء ملتقى الشباب الديمقراطي ما يعري هذا الاقتراح بقانون من مواده مباشرة، ويفضح هدفه، ومن النقاط الكارثية في هذا الاقتراح بقانون:1 – يقصي الاقتراح بقانون معظم الطلاب والطالبات من ممارسة حقهم في العمل النقابي الطلابي، وذلك عن طريق وضع شرط يمنع الطلبة دون الـ 21 عاماً من الترشح لعضوية الاتحاد. 2 – تناقض الاقتراح بقانون بين المادة المتعلقة بشرط السن 21 للترشح لعضوية مجلس الاتحاد والمادة التي تحدد مدة مجلس إدارة الاتحاد بـ 3 سنوات، فعن طريق هاتين المادتين، فإن غالبية أعضاء المجلس لن يستطيعوا إكمال دورة كاملة من عمر مجلس الاتحاد، بسبب تخرجهم، وبالتالي ستكون هناك انتخابات تكميلية سنوية. 3 – تشتيت العمل الجماعي، وتكريس العمل الفردي، البعيد عن الديمقراطية، وذلك عن طريق المادة المتعلقة بصوت واحد لكل ناخب لمرشح واحد، بدل التصويت لقوائم انتخابية، أي إلغاء القوائم الطلابية تماماً. 4 – نسف العمل المهم الذي تقوم به الجمعيات والروابط، والذي تنسفه المادة المتعلقة بحظر عمل الجمعيات والروابط في الكليات. 5 – قمع حرية الرأي وعزل القوى الطلابية عن المشاركة في الشأن العام، عن طريق المادة المتعلقة بحظر التفاعل مع الشأن السياسي.ومع ذلك، نجد أن الحسنة الوحيدة لهذا القانون، هي توحيد صفوف القوى الطلابية من اتحادات وقوائم ومجاميع شبابية للتصدي لهذا الاقتراح بقانون ووأده، فلم تكتفِ القوى الطلابية بكتابة بيان، بل أعدَّت خطة كاملة وحملات إعلامية وتحركات، منها إقامة ندوات في جامعة الكويت وجامعة الخليج و«التطبيقي»، حتى يُنسف هذا الاقتراح بقانون المسخ.. فهذا هو الطريق الوحيد للتصدي لنهج تقييد الحرياتبقلم أسامة العبدالرحيممنقول عن جريدة الطليعة تاريخ ٨ / أبريل / ٢٠١٥