تغطية "الطليعة" لندوة التيار التقدمي حول تحديات الحراك الشعبي... أنور الفكر: السلطة استخدمت القانون والمال والعنف لتنفيذ مشروعها
كتب أنور ناصر:
أقام التيار التقدمي ديوانيته الأسبوعية بندوة لعضو التيار وأحد قيادات الحراك الشبابي، الزميل أنور الفكر، حملت عنوان «التحديات التي يواجهها الحراك الشعبي».
وألقى الفكر في بداية حديثه لمحة تاريخية عن الوضع الكويتي منذ عشرين عاما وحتى الآن، والتي زاد النمو السكاني في السنوات الأخيرة ومنذ عام 1995 إلى الضعف تقريبا، مؤكدا أن تلك الزيادة في أعداد السكان قابلها انحدار في الخدمات المقدمة لهم، وندرة في بعض الخدمات الأخرى، على الرغم من ارتفاع أسعار النفط، والذي قابله استشراء الفساد في مختلف الجوانب.
تكتل شعبي
وأشار الفكر إلى أن تلك الفترات صاحبها زيادة في أعداد أبناء ما يسمى بالمناطق الخارجية، ونجح التيار الإسلامي في استقطاب أغلب هؤلاء الشباب، مؤكدا أن الحراك الشبابي الذي انطلق في 2009 قادها قيادات طلابية محسوبة على التيارات الإسلامية، في ظل أفول نجم التيار الوطني، الذي اكد انه اصبح منعزلا.
واعتبر الفكر أن التكتل الشعبي الذي ظهر عام 99 نجح في أن يلجأ اليه قوى شعبية جديدة، وأصبح له شعبية على الصعيد الشعبي، ولاسيما في الانتخابات، على الرغم من تأكيده أن احد سلبيات التكتل الشعبي عدم تنظيمه للعملية السياسية.
وأوضح إن بدايات الحراك الشبابي الكويتي بدأت في السنوات القليلة الأخيرة بحملة نبيها خمس، والذي قال عنها: كان من المفروض أن تحمل تلك الحملة بذلك الزخم الشعبي مشروعا سياسيا كبيرا، وألا تقتصر على نظام انتخابي فقط.
أزمات متلاحقة
ورأى الفكر أن الكويت دخلت في عدة ازمات مختلفة عقب حملة نبيها خمس ومنذ عام 2006، كان أاهم ملامح تلك الازمات استخدام السلطة للقانون لصالحها، ثم التدرج واستخدام العنف، والذي ظهر في تكسيير الدواوين، والتي وصفت وقتها أنها حملة لتطبيق القانون، فضلا عن ملمح آخر تجسد في عدم تطبيق القانون على من يسيء لمكونات المجتمع عن طريق الإعلام.
وزاد: انعكست الأزمة المالية العالمية على الوضع الداخلي، وزاد الغضب الشعبي تجاه استشراء الفساد، وثقافة التشكيك الذي تمارس في بعض وسائل الاعلام، لتنعكس تلك الأمور في انطلاق شرارة الحراك عقب أحداث الصليبخات.
أعمال احتجاجية
وأشار الفكر إلى أن السلطة في ذلك الوقت استخدمت الملف المالي مع المشرعين ومع بعض القوى الشعبية، قائلا إن ذلك الملف المالي كان سببا في اسقاط رئيس الوزراء السابق، بجانب المسيرات والاحتجاجات والتظاهرات السلمية التي كانت نتاجا لاستخدام السلطة للملف الأمني.
وأضاف: كل ذلك الرصيد أدى إلى ممارسة الاعمال الاحتجاجية التي تهدف إلى السعي لمشروع سياسي ينظم المشهد السياسي في البلاد، مشيرا إلى أن ذلك لم يحدث، فقد جاء الحراك غير منظم، وبمنزلة ردة فعل، ولم يقدم ذلك المشروع المنتظر المتكامل.
المشهد السياسي
وذكر الفكر أن المشهد السياسي الحالي تتحكم فيه قوتان، أولاهما ما وصفهم بالتقليديين، والأخرى المتشددين، مشيرا إلى أن القوى المتشددة جاءت أهم سلبياتها استخدام كل ادواتها وقواها في فترة قصيرة، ما أدى إلى فراغ سياسي أدى إلى تصدر القوى التقلدية للمشهد السياسي وتصدر مشهد المعارضة، بعد أن دفعتهم السلطة، لذلك عن طريق مرسوم الصوت الواحد.
ووصف الفكر القوى التقليدية بتلك التي تستخدم الأساليب الناعمة، والتي ادت إلى حالة الهدوء المفتعل الحالية، مشيرا إلى أن الحراك حاليا تتصدره قوى هلامية من كتلة المعارضة وحركات اخرى غير منظمة، وعدم استمرار لبعض القوى الشبابية التي تنقصها الخبرة.
مشروع متكامل
ورأى الفكر أن الحل يكمن في تقديم مشروع جديد متكامل لمواجهة السلطة وأدواتها المختلفة، شرط أن يكون هناك اندماج للحراك الشبابي في القوى السياسية، مؤكدا أن اهم مطلب حاليا يتمثل في ضرورة تخلي بعض القوى السياسة عن مشروعها الرمزي، وتتوقف عن ممارسة ما اسماه الخوف من إخراج رأسها لمواجهة السلطة.
واختتم الفكر كلمته بقوله: اذا حصنت المحكمة الدستورية مرسوم الصوت الواحد، فسيكون ذلك مؤشرا على نجاح التيار التقليدي في تقديم هدوء ناتج عن فوز غير علني لذلك التيار، وفي حالة عدم تحصين الصوت الواحد، فذلك يعني عودة الأمور إلى ما كان عليه في السابق، والتي سيحاول من خلاله تنيم الصفوف وتعبئة الجماهير وتدارك أخطاء وسلبيات المرحلة السابقة.
منقول عن جريدة الطليعة تاريخ 10/04/2013.