الحركة التقدمية الكويتية تجدد تضامنها مع الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة… وتحيي المقاومة وتدعو لرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني
تحل علينا غداً الذكرى الرابعة والسبعون للنكبة الفلسطينية، وهي ذكرى أليمة وموجعة للشعوب العربية جميعها، وليس للشعب العربي الفلسطيني وحده، هي ذكرى الجريمة والمأساة التي اقترفتها العصابات الصهيونية بتشريد غالبية أبناء الشعب الفلسطيني وتهجيرهم قسراً من ديارهم والتنكيل بهم وارتكاب مجازر القتل الجماعية البشعة، وتدمير وهدم العديد من المدن وأكثر من خمسمئة قرية فلسطينية، واحتلالها، وإقامة المستوطنات الصهيونية، ومواصلة المحاولات المتكررة الى يومنا هذا لتدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بعبرية، وذلك كله بدعم مباشر وتآمر مفضوح من القوى الامبريالية لزرع الكيان الصهيوني الدخيل على أرضنا العربية، في إطار مشروعها لإحكام هيمنتها على منطقتنا العربية ونهب ثرواتها وإخضاع شعوبنا وتقسيم بلداننا، بحيث يقوم هذا الكيان بدور المخفر الأمامي والقاعدة الأساسية للنفوذ الإمبريالي في المنطقة.
ولكن، مع ذلك كله، ورغم مرور أربعة وسبعون عاماً على النكبة لايزال شعبنا العربي الفلسطيني يواصل نضاله وتضحياته ومقاومته الجسورة رافضاً رفضاً قاطعاً الاحتلال الصهيوني والتنازل أو المساومة على حبة تراب من أرض فلسطين، كل فلسطين، حيث تستمر المقاومة بالرغم من الخذلان والخيانة، التي تعرض ويتعرض لها شعبنا في فلسطين من تواطؤ بعض الأنظمة العربية وتنكّرها للحق الفلسطيني عبر سعيها لتصفية القضية الفلسطينية وتطبيعها مع الكيان الصهيوني عدو شعوب الأمة العربية وقواها التحررية والوطنية، لذا فإنّ المرحلة الحالية من كفاح الشعب الفلسطيني تتطلب أوسع تضامن شعبي عربياً وعالمياً لدعم الصمود الفلسطيني ومقاومة الاحتلال، كما تتطلب هذه المرحلة توحيد قوى الشعب الفلسطيني نفسه في نضاله من أجل التحرر الوطني ونيل حقوقه المشروعة في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
ونحن في الحركة التقدمية الكويتية نستذكر بفخر واعتزاز آلاف الشهداء الميامين الذين روت دماؤهم أرض فلسطين على مر التاريخ دفاعاً عنها ورفضاً لاحتلالها، ونعبّر عن تضامننا مع آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، ومن بينهم أطفال يتعرضون لانتهاكات متكررة وسط تخاذل من المجتمع الدولي والأنظمة العربية المطبّعة.
وهنا فإننا نؤكد، مثلما هو الواقع يؤكد، أنّ النكبة الفلسطينية ليست حدثاً مرَّ وانتهى، وإنما نرى أنّ كل يوم يمر ببقاء الاحتلال هو نكبة، وكل نظام عربي يطبّع مع الاحتلال هو نكبة، ولا خيار أمام الشعب الفلسطيني سوى المقاومة بكافة أشكالها، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة حتى تحرير كامل الأرض.
وختاماً، فإنّ القضية الفلسطينية هي قضية مركزية بالنسبة لنا ولكل الشعوب العربية، التي نراها تتفاعل مع كل حدث في فلسطين عن طريق الوقفات التضامنية والحملات الشعبية رافضةً للتطبيع وداعمة للمقاومة.
عاش صمود الشعب الفلسطيني… والنصر لمقاومته الباسلة… والخزي والعار للصهاينة المجرمين ولداعميهم الإمبرياليين ولكل الخونة المطبعين.
الكويت في ١٤ مايو/ أيار ٢٠٢٢