الأمة على حافة الهاوية !
بقلم: أحمد الشمري*
تمر المنطقة العربية بمرحلة خطرة ومنعطف تاريخي فضيع ومرعب قد لا نخرج منه بسلام ، فشهر رمضان الكريم الذي بدأناه بالتهاني والتبريكات تحول إلى جحيمٍ وكابوس إرهابي مخيف على الشعب العراقي حيث راح ضحيته أكثر من ١٠٠٠ قتيل مدني في شهر يوليو فقط بسبب ازدياد العمليات الإرهابية الجبانة التي زرعت المفخخات في كل ناحية وصوب ومع هذا لم نسمع أي إدانة من أخوة الدين والدم سوى من «الغرب الكافر» !!
وما إن جاء يوم الأربعاء الأسود بعد أن اتحذت فيه حكومة حازم الببلاوي قراراً جائراً بفض اعتصامات أنصار الرئيس المعزول مرسي بالقوة ، وبالفعل اقتحمت قوات الأمن المصري ميداني رابعة العدوية والنهضة مخلفةً ورائها مجزرة يندى لها الجبين ، راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى( ٢٧٨قتيلاً من بينهم ٤٣من قوات الأمن وإصابة٢٠٠١ حسب رواية bbc ) ، فهل أعدت الأمن المفقود يا دولة الرئيس أم أدخلت مصر في أزمة أكبر وأعقد ؟!
نعم هناك تعسف وجور تمارسه حكومة السيسي ضد الإخوان ورموزهم فما معنى أن يحاكم مرسي بتهمة التخابر مع حماس ؟! ألم يكن المخلوع مبارك وعمر سليمان مضيافين لوزيرة العدو الاسرائيلي ليفني أم كانت هذه اللقاءات ضرورة أمنية ؟!
نعم أستنكر قمع الإخوان ما داموا سلميين ويتظاهرون في أماكن لا يعطلون فيها مصالح الناس ، لكن أن يعتدوا على الشرطة أو الشعب أو يحرقوا مراكز الشرطة ودور العبادة فهذا أمر مرفوض ( قد لا يكون الإخوان هم الحارقون للكنائس مع قابليتهم لفعل ذلك ، فتذكروا إن من فجّر كنيسة القديسيين في الأسكندرية هو حبيب العدلي لخلق فتنة طائفية ) واضح أن المشهد في مصر ذاهب إلى المزيد من التصعيد في المواجهات بين الدولة والإخوان خاصة بعد دخول أطراف إقليمية ودولية في الأزمة .
كنت أتمنى أن يتراجع الإخوان عن مواجهة الدولة ويعكفوا على مراجعة تجربتهم كي يتعلموا من أخطائهم التي أدت إلى الثورة عليهم ، فصناديق الاقتراع التي نجحوا من خلالها ليست شيكا على بياض أو تفويضاً مطلقاً يحق لهم فيه فعل ما يريدون ، بل هي تعاقد قد يفسخ في أي لحظة و أن "الديمقراطية"لا تعني حكم الأغلبية من غير حفظ حقوق الأقلية ! أتمنى أن تتجاوز مصر المحروسة هذه المحنة القاسية باقتدار وبعزيمة أبنائها المخلصين ، وما إن ننتقل إلى المشهد اللبناني بعدما تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الخميس الماضي لعملية إرهابية استهدفت المدنيين عن طريق تفجير سيارة مفخخة في منطقة الرويس قتلت ٢٢ ضحيةً وأصابت ٣٣٦ بالجروح وهذه العملية هي الثانية في ظرف شهرين والمراد منها هو تسخين الحرب الأهلية وإدخال لبنان في المجهول ، وبلا شك عندي أن المستفيد الأول من هذا الوضع السئ للأمة العربية هي إسرائيل وحلفائها ، فقد أطلقت مؤخرا سراح ٢٦ أسيراً فلسطينياً تكحل فيهم مقلتي محمود عباس وستتقدم بمشروعٍ استطاني ضخم يهدف إلى بناء ١١٠٠ وحدة سكنية لليهود بالضفة الغربية والقدس الشرقية أما نحن العرب فسندخل حروباً طاحنة دينية ومذهبية وطائفية وإذا تبقى منا نفر حي سنفاوض الصهاينة على حل الدولتين !
________________________________________________
*عضو التيار التقدمي الكويتي.