وليد الرجيب: الصندوق ليس حلاً سحرياً.
وأنا أكتب هذا المقال في صبيحة 30 يونيو، لن أعرف ما ستؤول اليه مظاهرات الشعب المصري من أجل اسقاط حكم الإخوان المسلمين، التي تنظمها «حركة تمرد» بمبادرة شبابية جمعت خلال الأشهر الماضية أكثر من 22 مليون توقيع لاسقاط الرئيس محمد مرسي.ولأن جماعة الإخوان تدرك خطر حركة الجماهير الشعبية في الشارع، فانها ما فتئت تدعو الى الاحتكام الى صناديق الاقتراع للفصل في النزاع بين الجماعة والشعب المصري، الذي ضاق ذرعاً بسياسة الإخوان التي سعت الى أخونة الدولة والسيطرة على جميع مفاصلها خلال العام المنصرم، اضافة الى تدهور كل مفردات الحياة في مصر، حيث أثبتت حكومة الإخوان عجزاً تاماً في مواجهة المشكلات الاقتصادية، والسبب هو اختيار رئيس الدولة والوزراء من جماعة الإخوان وهي لا تملك الدراية بأوليات الاقتصاد السياسي، فقد ارتفعت الأسعار وانخفض سعر الجنيه المصري فتعاظمت الأزمة المالية والأزمات الاقتصادية.ويقول المؤرخ المرموق الدكتور محمود اسماعيل في مقال نشره في جريدة الأهالي: «أثبت حكم الإخوان خلال عام أن رئيس الجمهورية غير مؤهل لحكم مجرد مدينة أو قرية من قرى مصر، فهو يفتقر الى أوليات السياسة فضلاً عن افتقاره لهيبة الرئاسة بحيث أصبح موضوعاً للنكات والسخرية بصورة لم تتأت لحاكم من قبل، كما أخفق الإخوان في السياسة الخارجية على المستوى الاقليمي والقومي والعالمي، وارتفعت خلال حكمهم معدلات البطالة وسوء الأحوال المعيشية، وذلك لأنهم انطلقوا من أيديولوجيا دينية قاصرة وضيقة ومتخلفة، لدرجة تعيين وزير ثقافة لا يفهم مجرد مصطلح ثقافة، يسعى الى مسخ الهوية الوطنية ومصادرة الابداع باعتباره رجساً من عمل الشيطان».ولا يخفى على أحد تواطؤ الإخوان لتنفيذ المخطط الصهيوني - الأميركي، ولذا حاولت السفيرة الأميركية في مصر ادانة المظاهرات وتدخلت بشكل سافر في الشأن المصري الداخلي بلقاءاتها مع كل من وزير الداخلية ووزير الدفاع وبعض المسؤولين، وهو ما لاقى استنكاراً من أبناء الشعب المصري ضد التدخل الأميركي الذي سهل ودعم حكم الإخوان، ولكن نبرة الادارة الأميركية تغيرت أخيراً وطالبت بحق التظاهر السلمي، بعد جردة حساب للربح والخسارة، فالمهم بالنهاية هو مصالحها في المنطقة.وحتى بعض القوى الاسلامية السلفية التي لم تحصل على نصيبها من الكعكة، اتهمت الإخوان بأخونة الدولة واستخدام الاسلام كستار لأهداف دنيوية أساسها السلطة.وتشير التوقعات الى مواجهات دامية بين الإخوان والمعارضة، اذ قبل أن يبدأ اليوم الموعود وهو 30 يونيو (امس) سقط ثمانية قتلى وأكثر من ستمئة جريح بعضهم جروحهم خطرة، بعد استخدام أسلحة نارية وبيضاء، وقد نشرت الصحافة صوراً لمؤيدي الرئيس والمرشد والجماعة وهم يحملون عصياً، في اشارة الى الدفاع عما أسموه بالشرعية الاسلامية باستخدام العنف.نعود للاحتكام الى صندوق الاقتراع سواء في مصر أو الكويت من أجل الاصلاح والتغيير، فهو وهم فارغ وخدعة كبرى مغلفة بشرعية، فهي لا تضمن التزوير والتلاعب من أجل نجاح رئيس جمهورية أو ممثلين للأمة في حال الكويت، خاصة في ظل ديموقراطية منقوصة أو قوانين انتخابية معبوث بها، فلم تعد لصناديق الاقتراع قدسية أو حتى مصداقية تضمن حقوق الشعوب. وليد الرجيبosbohatw@gmail.com