وليد الرجيب: حتى لا ننسى.
«حتى لا ننسى» أو كي لا ننسى شعاراً رُفع بعد تحرير الكويت عام 1991م، ليذكرنا بأنه لا يجب أن تنسينا فرحتنا بالتحرير أسرانا في السجون العراقية، بل يجب قبل اعادة بناء ما تهدم وخُرب وحُرق وتعويض خسائرنا المادية والمعنوية وما خسرناه من شهيدات وشهداء الوطن الأبرار أن نعمل على عودة جميع الأسرى والمفقودين، وأتذكر أنني كتبت في أول أعداد نشرة المنبر الديموقراطي الكويتي (صوت الشعب) الذي شاركت بتأسيسه في أوائل أيام التحرير مع بعض الإخوة الأفاضل من المخلصين والصامدين، وصدر العدد الأول منها بعد ثلاثة أيام فقط من التحرير، وساهمت كذلك بكتابة وثائقه الأساسية مثل البرنامج واللائحة الداخلية، وكان المقال بعنوان «لم نتحرر بعد» ان لم تخني الذاكرة.وفي هذا المقال أعيد وأذكّر أننا في خضم الاستقطابات التي بدأت تخلق حالة من الخلافات الشديدة بيننا بسبب ما يحدث على الساحة العربية، لدرجة أننا أصبحنا نحلل أحداث الدول العربية الشقيقة نيابة عن شعوبها وقواها السياسية، ونفرض وصايتنا على رغبات الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، أقول أريد أن أذكر بأن لدينا قضايانا الوطنية الخاصة التي تهم شعبنا الكويتي.وحتى لا ننسى وننساق الى ما يروج له في الاعلام العربي والى النقاشات العقيمة في وسائل التواصل، علينا أن نتذكر أن لدينا قضايا محلية ومشكلات وأزمة سياسية تحتاج الى الالتفات وتجميع الصفوف حولها شعبياً ومن جانب القوى السياسية.فللتو خرجنا من انتخابات برلمانية مُختَلف على نظامها والقانون الذي ينظمها، ولا نعرف حتى الآن كيف سيكون أداء النواب الجدد، وهل سيمثلون ارادة الشعب حقيقة أم سيكونون مجرد واجهة شكلية، وهل سيستطيعون تحقيق ما يطمح اليه الشعب وتخفيف الاحتقان السياسي، أم سيشكلون مجرد مجلس صوري ويسعون لمصالحهم الشخصية، وهل سيطالبون ويعملون على تحقيق البرلماني الكامل أم سيتجاهلون هذا المطلب ويركزون على دغدغة مشاعر الشعب من خلال المطالب الشعبوية.يجب ألا ننسى أن لدينا مشكلات جدية مثل البطالة التي تتزايد سنوياً، ومشكلات في الخدمات الصحية والتعليمية وترد في البنية التحتية، وغلاء معيشي ينهك المواطن وارتفاع جنوني في أسعار الأراضي والايجارات وفساد مستشرٍ وغش تجاري وأغذية فاسدة وتجار اقامات وخلل في التركيبة السكانية، وأزمات مرور وتفشي الرشوة والمحسوبية والواسطة، وتفتيت مجتمعي على أسس طائفية وقبلية وفئوية وطغيان العداء والكراهية بين مكونات المجتمع.لا يجب أن ننسى أن لدينا للمرة الأولى في تاريخنا سجناء رأي وملاحقات ومحاكمات سياسية للناشطين والشباب والشابات، ولدينا نهج لا ديموقراطي في غير صالح الشعب، بل في صالح القلة الفاسدة والمتنفذة البعيدة عن المحاسبة والعقاب.نحن نسير في نفق حالك الظلمة ولكننا ننسى كل ذلك وننشغل بخلافاتنا حول مايحدث في الدول العربية، غير مدركين للمخاطر المحدقة بنا ومنصرفين عن قضايانا وأزماتنا غير موحدي الصفوف.وليد الرجيبosbohatw@gmail.com
منقول عن جريدة الراي تاريخ 31\07\2013 العدد:12448