كل عام نقول الكلام نفسه.
alt="" width="224" height="216" />يفتتح اليوم معرض الكويت السابع والثلاثون للكتاب، وفي كل عام عند حلول المعرض نستذكر أمجاده في بدايات انطلاقته التي كانت تعتبر حدثاً ثقافياً سنوياً مميزاً، بل كان محبو القراءة يأتون للكويت من الدول المجاورة لحضور المعرض واقتناء العناوين التي تزخر بها دور النشر المشاركة، فكان من المألوف مشاهدة أرقام سيارات خليجية في مواقف المعرض أنت خصيصاً لمعرض الكويت للكتاب. مناسبة المعرض كانت احتفالية بالنسبة للقراء ومحبي الكتاب ينتظرون عاماً كاملاً ويقضون أيامه العشرة في شراء الإصدارات الجديدة الأدبية والفكرية وغيرها، حيث يشكل المعرض فرصة لا تعوض لوجود دور النشر العربية في مكان واحد.
ومن المعروف أن معرض الكويت كان يعتبر ثاني أهم المعارض العربية بعد معرض القاهرة وثالثها من حيث الحجم وأفضلها من حيث التنظيم، واكتسب سمعة طيبة في الدول العربية لهامش الحرية المتاح لدخول العناوين التي قد تمنع في دول الخليج الأخرى.ولكن المعرض لم يحتفظ بهذه السمعة وتراجعت مكانته عند القراء والناشرين على السواء، هذا التراجع الذي أصبح سمة لكل شيء في الكويت وبالأخص للثقافة بكل مفرداتها، وأصبح منع الكتب والعناوين يجعل بعض دور النشر تحجم عن المشاركة وتفضل مشاركتها في معارض دول الخليج الأخرى لهزالة وتخلف معرض الكويت، فكأن المناسبة ليست احتفاء بالثقافة والكتاب والتنوير ولكنها مناسبة لمصادرة الكتب، رغم أن الأصل هو الاباحة والاستثناء هو المنع.والمتابعون لمعارض الكتب التي تقام في دول الخليج يلاحظون تخفيف قبضة الرقابة على الكتاب بل أن معظم دول الخليج ترفع الرقابة كلياً أثناء إقامة المعارض على أراضيها، فسرقت المعارض الخليجية بذلك الأضواء من معرض الكويت للكتاب حتى لم يعد هناك مجال للمقارنة بينها وبين معرض الكويت.ومنذ سنوات تحول معرض الكتاب إلى بسطات سوق شعبية ومكان لتسلية الأسر وقضاء وقتها وشراء المثلجات لأطفالها، ولم يعد «صناعة ثقافية ثقيلة» كما كان يطلق عليها المرحوم أحمد العدواني الأمين العام الأسبق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.وأياً كان سبب هذا التراجع والتدهور المخيف للمعرض وللثقافة عموماً، سواء كان السبب ضغوط الإسلاميين المتشددين على الحكومة، أم مجرد تراجع الاهتمام الحكومي بالثقافة مثلما تراجعت عن الاهتمام بالخدمات التعليمية والصحية وكل ما يهم الإنسان الكويتي، فأياً كان السبب فإن العالم يتطور بسرعة هائلة ووسائل الاطلاع والتعلم أصبحت متاحة عبر التقنيات الحديثة، وتصبح عصية كل يوم على أجهزة رقابة الكتب والمطبوعات في دولنا العربية.
وليد الرجيبosbohatw@gmail.com
جريدة الراي الأربعاء 21/11/2012 العدد:12196