كتب آدم عبدالحليم:
طريقنا أنت تدري شوك ووعر عسيرموت على جانبيه لكننا سنسيرإلى الأمام إلى الأمام سنسيرسنمضي سنمضي إلى ما نريدسنمضي لنبني كويتاً جديدسنمضي سنمضي إلى ما نريدوطن حر وشعب سعيد
بالكلمات السابقة المقتبسة من أنشودة «طريقنا» لأحمد الشملان، اختتم أعضاء التيار التقدمي بصوتهم احتفاليتهم بالذكرى الثالثة لتأسيس تنظيمهم السياسي، في إشارة صوتية حماسية تؤكد من جانبهم – وفقا للكلمة التي ألقيت – أن طريق النضال ضد النهج السلطوي، الذي اتخذه التيار التقدمي منهجا له، سيستمر بعزم وتصميم، دفاعا عن المصالح الوطنية، وذوداً عن حقوق الشعب، وتلبية لمطالب الجماهير، وتحقيقا للتطور الديمقراطي.
الاحتفال الذي أقيم بمنطقة مبارك الكبير بديوان عضو التيار التقدمي ناصر الهاجري، حضره عدد لافت من الشخصيات السياسية والنشطاء السياسيين والوجوه النسائية، اقتصر على الكلمة الرئيسة التي ألقاها عضو التيار التقدمي محمد نهار، وأعقبتها كلمة أخرى للعضو أحمد الديين، خصصها للحديث عن المسيرة النضالية التي دامت لأكثر من أربعين عاما لزميله عمار العجمي، الذي يرقد بالمستشفى حاليا، بجانب كلمات مقتضبة للضيوف المهنئين، بدأها النائب السابق مسلم البراك، ثم كلمة أخرى لأمين عام المنبر الديمقراطي بندر الخيران.
مصالح الطبقة العاملة
وقال نهار إن التيار التقدمي تيار سياسي يعبّر عن مصالح الطبقة العاملة والفئات الشعبية والمهمَّشة، ويتبنى هموم المواطن البسيط ومشكلاته، ويدافع عن حقوقه ويطرح مطالبه.
وأكد أن التيار يرفع رايتي العدالة الاجتماعية والتقدم، والديمقراطية، وسيستمر في نضاله، من أجل الديمقراطية الحقة التي يُدير فيها الشعب شؤونه، ويتحقق في ظلها إطلاق الحريات العامة والشخصية والمساواة وتكافؤ الفرص.
آراء ومواقف ثابتة
وعلى هامش الاحتفال، التقت «الطليعة» عددا من أعضاء التيار، فقد أكد عضو المكتب التنفيذي د.فواز فرحان، أن أعضاء التيار والمنتسبين له يتشرفون بمرور ثلاث سنوات على تأسيس تنظيمهم، بعدما أصبح له مكانة في الساحة السياسية، من خلال فعالياته وآرائه الواضحة في كل القضايا الوطنية، بداية من المشاركة في الحراك الشبابي، ومرورا بالمطالبة بالتطور الديمقراطي وإنهاء الممارسات السلطوية التي تنتهجها الحكومة، مثلما حدث في مرسوم الصوت الواحد، وما تبعها من ممارسات أخرى.
وأضاف الفرحان: كان للتيار آراء واضحة أيضا في السياسة الخارجية، فالتيار مع حق الشعوب في تحررها الكامل، لذلك وقف مع خيارات الشعوب، سواء في البحرين ومصر وسوريا وليبيا وتونس وغيرها.وزاد الفرحان: الكويت كانت في حاجة إلى تنظيم سياسي يساري تقدمي، فهناك ظروف موضوعية تحتم علينا ضرورة وجود الخطاب اليساري في الكويت، لتشخيص الوضع، فقبل التيار التقدمي لم نكن نسمع عن مصطلحات كالنهج السلطوي أو التحليل القائم على أن المشكلة الحقيقية في البلاد تتمثل في التناقض بين مشروع السلطة الساعي لتقويض الديمقراطية، ورغبة الشعب في التطور الديمقراطي.
واختتم الفرحان حديثه بأن التيار التقدمي نجح في تشخيص المشكلة الرئيسة التي تعانيها البلاد بوضوح، وأن التشخيص أعقبته مسيرة نضال مستمرة.
العدالة الاجتماعية
من جانبه، أكد أنور الفكر، أمين سر التيار التقدمي، أن التيار الذي أنشئ في 7 فبراير 2011 كان بمنزلة المظلة التي جمعت القوى اليسارية الوطنية في البلاد، مؤكداً أن الهدف هو رفع شعار العدالة الاجتماعية، وتمثيل الطبقة المتوسطة وأصحاب الأجور المتدنية وندافع عن مصالح وهموم واحتياجات الفئات الشعبية المهمشة، وأن يكون هناك دفع سياسي نحو إقرار نظام برلماني كامل منتخب بحكومة منتخبة.
وأضاف الفكر أن التيار التقدمي يحمل فلسفة جديدة في المجتمع الكويتي وأفكاراً كانت موجودة منذ عشرين سنة، مع محاولة لتجديد تلك الأفكار بصورة تتناسب مع مصالح وهموم الواقع الحالي.
وعن استقطاب التيار لعدد من شباب الحراك، أكد الفكر أنها حركة طبيعية، فلجوء الشباب إلى التيارات التي تتوافق مع أفكاره لكي تكفل له طريقة الاحتجاج السلمي وتنفيذ أهدافه أمر طبيعي، بهدف إحداث حالة من الإثراء المستمر لكل الأعضاء، ومن ثم تنظيم الساحة السياسية للاتجاه إلى مشروع سياسي واضح الأركان والمعالم.
وأشار الفكر إلى أن استمرار التيار أو القوى السياسية من عدمه يرجع إلى مدى إيمان هؤلاء الأفراد بمبادئهم وبرامج تنظيمهم السياسي.
وعن مدى تحقيق التيار لأهدافه، أوضح الفكر أن الملعب السياسي يخضع لعمليات الشد والجذب وتجميع النقاط، حتى الوصول نحو كامل الأهداف، مختتما حديثه بالقول بأن الأهم هو الاستمرار في الدفع بتلك المبادئ، لرفع درجة الوعي المجتمعي في كيفية إدارة الصراع.
حالة مستمرة
أما منسق عام التيار التقدمي ضاري الرجيب، فقد أكد أن التيار في حالة نضال مستمر، من أجل الديمقراطية وأسس العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وأن الهدف يتمثل في الوصول إلى نظام برلماني كامل، فما زال العمل مستمراً، من أجل ذلك الهدف، والذي تتبعه عدة أهداف اخرى.
وأضاف أن التيار وُجد لظروف استلزمت وجوده، وليس لرغبات شخصية، فالتيارات السياسية اليسارية موجودة منذ خمسينات القرن الماضي، ونحن امتداد لها، انطلاقا من العصبة الديمقراطية والحركة الثورية الشعبية، وصولا إلى حزب اتحاد الشعب والمنبر الديمقراطي، وقد رأينا في 2011 ضرورة لوجود تيار يمثل الطبقة العاملة والفئات المهمشة، موضحا أن إنشاء التنظيم لم يكن رد فعل، معتبرا أن أهم ما يميز التقدمي «وحدته التنظيمية والفكرية والعمل».
وعن توقعاته لمسيرة التيار التقدمي، قال الرجيب: نحن موجودون في كل قضية على المستوى الفكري للمناقشات والدراسات والتحليلات والبيانات الصحافية، وعلى الصعيد الميداني سنستمر في وجودنا في الصفوف الأمامية من أجل النضال.
واختتم الرجيب حديثه بقوله: سنستمر في رفع وعي الجماهير، وسنستمر أيضا في وجودنا باللجان الجغرافية بكافة المناطق، وسيستمر دعمنا للحركة النقابية والطبقة العاملة بجانب قضايا الشعب، مع إعداد الأعضاء، ليصبحوا كوادر ليمثلوا التيار بوعيهم السياسي، حتى يكونوا قدوة وطليعة بالحراك الشعبي.
وفاء وعرفان
في كلمة له، أكد عضو التيار التقدمي أحمد الديين، أن الذكرى الثالثة على إنشاء التيار التقدمي ذكرى عزيزة، وأنه بهذه المناسبة قام عدد من أعضاء المكتب التنفيذي بزيارة إلى مستشفى الصباح، وإهداء درع تذكارية لرفيق الدرب وعضو التيار التقدمي الزميل عمار ناصر العجمي، الذي يعاني حاليا وعكة صحية.
وأضاف الديين: «بوناصر» من مواليد عام 1946 عمل في بداية حياته جنديا في الجيش، ثم موظفا بالقطاع النفطي بشركة الزيت اليابانية، ليؤسس بعدها نقابة الشركة، ويصبح كادرا نقابيا وناشطا سياسيا كاد يعتقل لظروف سياسية في وقتها.
وزاد الديين: عمار العجمي كان له دور واضح في الحركة النقابية والتقدمية، وهو أحد مؤسسي حزب اتحاد الشعب منتصف السبعينات، ليختتم الديين كلمته بقوله: بوناصر أدواره البطولية كثيرة، فهو إنسان بسيط، وعاش حياة صعبة وعسيرة، فتحية له ولتاريخه المشرق.
_________________________________________
منقول عن جريدة الطليعة تاريخ 12/02/2014