September 2013
25

وليد الرجيب:ما هي أخبار المعارضة؟

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

هناك عقبات وعوامل عدة تقلل من فاعلية المعارضة في الكويت في هذه الفترة، منها عدم التجانس وعدم التوافق على مطالب الإصلاح الديموقراطي، فالبعض يؤيد ضرورة وجود قانون للأحزاب السياسية وبعضها يرفضها أو حتى يحرّمها شرعاً، والبعض منها ينضوي في تنظيمات وتيارات سياسية وبعضها عبارة عن نواب سابقين منفردين لا يشكلون كتلة متناسقة، كما أن أفراد هذه المعارضة متعارضون في مصالحهم وأجنداتهم، فوجود بعضهم ضمن «ائتلاف وطني» لا يعني وجود برنامج سياسي واضح أو لائحة داخلية محكمة التنظيم أو خارطة طريق، كما أن هناك محاولات استقطاب واستئثار لقيادة الحراك الشعبي، وبعضهم لا يؤمن بالشباب ولكنه يستغل حماسهم الوطني، بل بعضهم يريد إيقاف الحراك وحصره في ساحة الإرادة، باختصار هناك غياب في الرؤية والتباس في الشعار السياسي للمرحلة لدى غالبية منهم، وهناك تناحر وشرذمة وربما عداء.طبعاً لا يمكن من الناحية الموضوعية إعلان وفاة المعارضة في أي بلد، فهي أمر طبيعي لأنها تعبر عن مصالح فئات وطبقات اجتماعية، وواهم من يظن أن توقف زخم الحراك يعني النهاية فمن طبيعة أي تحرك شعبي سواء كان احتجاجياً أو لمطالب إصلاحية أو تغييرية هو المد والجزر، حسب تأثير الظروف الموضوعية والذاتية، فما هو كامن في النفوس من غضب أو رفض أو احتجاج سيظل كذلك حتى يحدث شيء يفجر هذا الاستياء الشعبي سواء على شكل تجمعات أو مسيرات أو إضرابات أو أي شكل من أشكال الإبداع الجماهيري وأساليب العمل الجماهيري المتعددة.مع ملاحظة أنه سيكون دائماً ضمن توافق الحد الأدنى هناك من يريد التهادن والتصالح وإبقاء الأمور على ما هي عليه لحسابات مصلحية خاصة أو فئوية أو حزبية، فكثير من أفراد المعارضة ومجاميعها تحركها حسابات الربح والخسارة ولا تحركها المصلحة الوطنية، وهذا يخلق يأساً وإحباطاً بين صفوف الناس التي لها مصلحة بالتقدم والإصلاح والتغيير، إضافة إلى النفس القصير للعمل المعارض في الكويت وعدم وضوح الرؤية، وتفاهمات بعضها مع السلطة تجري من تحت الطاولة، فما يظهر للعلن شيء وما يتم في الخفاء شيء آخر.ولأنه في المجتمع الكويتي الصغير لا يخفى شيء فالكل لديه شهوة إفشاء الأسرار وإظهار أنه يملك معلومات ومصادر لا يملكها غيره، فإن الناس المهتمين بشؤون الوطن لديهم حس للتفريق بين من يعمل لصالحه ومن يعمل لصالح نفسه.الناس تعلم بكل اللقاءات وما دار فيها بين بعض أطراف المعارضة والسلطة، فالجماهير قد شخصت مبكراً من يتآمر عليها لإيقاف حركتها الاحتجاجية والمطلبية، في مقابل أثمان متنوعة وضمن مساومات ضيقة.ويتداول أبناء الشعب معلومات عن اتصالات بعضها معلن بين السلطة وجماعات وشخصيات إسلامية للاتفاق على مخارج وتسويات للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، وما يتكرر من حديث وتصريحات حول «المصالحة» في وسائل الإعلام هو تمهيد لتنازلات ستقدمها بعض أطراف المعارضة، منها استبعاد أداة مقاطعة الانتخابات مستقبلاً وقبول المشاركة سواء في ظل نظام الصوت الواحد والخمس دوائر، أو نظام الصوتين في عشر دوائر، ولأن أطراف المعارضة هذه لا تعرف في تراثها للعمل الوطني أو الجماهيري سوى العمل البرلماني وما يأتي به من ثمرات مباشرة فهي تقدس هذه الأداة.ونضيف لذلك الوضع المأزوم للجماعات الإسلامية في الدول العربية وانتهاء شعبيتها، التي قد تبعدها عن المشهد السياسي لفترة طويلة، ما يعني في الكويت تأثر مصالحها الطبقية والاقتصادية ومواقعها القريبة من السلطة.إذا الثمن هو بيع الشعب الكويتي وقضاياه الوطنية ومصلحته في التطور الديموقراطي والحرية والعيش الكريم.وليد الرجيبosbohatw@gmail.com

__________________________________

منقول عن جريدة الراي تاريخ 25\09\2013 العدد:12504