January 2025
15

الحركة التقدمية الكويتية تحيي المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني اللذين أفشلا أهداف العدو الصهيوني في تصفية المقاومة والقضية الفلسطينية... وتؤكد أنّ الصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني مستمر حتى التحرير الكامل.

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

بداية فإنّ الحركة التقدمية الكويتية تتوجه بالتحية والتقدير إلى قادة المقاومة الفلسطينية في غزة ومقاتليها البواسل وشهدائها الميامين،  الذين سطروا أعظم الملاحم الكفاحية في "طوفان الأقصى" وفي التصدي البطولي لحرب الإبادة الصهيونية المدعومة من الغرب الإمبريالي... كما تحني الحركة التقدمية الكويتية رأسها تحيةً وتقديراً للشعب العربي الفلسطيني، الذي ضرب أروع أمثلة الصمود في مواجهة أعمال التقتيل والتدمير والتشريد والتجويع، التي شنّها الصهاينة المجرمون وحماتهم الإمبرياليون بتواطؤ مخز من النظام العربي الرسمي وبالأساس أنظمة التطبيع والتبعية.

إنّ ما اجترحه المقاومون البواسل من بطولات في "طوفان الأقصى" وفي قبله وبعده من عمليات المقاومة، التي لم تتوقف يوماً، وكذلك ما قدّمه الشعب العربي الفلسطيني من تضحيات جسام وما عاناه من آلام وشدائد لن تذهب هباءً منثورا ولم تذهب ولا يمكن أن تذهب سدى، وإنما هي تضحيات في سياق الصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني الغاصب، وهي ضريبة المقاومة والنصر والتحرير، التي دفعها ويدفعها الشعب العربي الفلسطيني مثلما دفعتها وتدفعها سائر الشعوب المناضلة وقواها التحررية من أجل نيل حريتها وانتصار قضيتها.

وهنا لابد كذلك من تحية مستحقة لجبهات الإسناد العربية لمحور المقاومة في مختلف الساحات ولوقفات شعوب الأمة على امتداد الوطن العربي، التي جسَّدت بالتحامها وتكاتفها وبتضامنها الكفاحي مع المقاومة والشعب العربي الفلسطيني أوفى معاني الوحدة والتضحية والوعي بالمصير المشترك لشعوب أمتنا وتمييز عدوّها وتحديده.

ويأتي الاتفاق المعلن بشأن وقف العدوان وانسحاب الصهاينة من غزة وتبادل الأسرى ليؤكد حقيقتين أساسيتين لا يمكن إخفاؤهما، وهما: قدرة المقاومة على الصمود وثبات أهلنا الصابرين في غزة بمواجهة آلة الحرب التدميرية الصهيونية الإمبريالية...وفشل الصهاينة وخيبة مسعى حماتهم الإمبرياليين وأعوانهم من أنظمة التخاذل العربية وعجزهم الفاضح عن تحقيق أهدافهم الواهمة ومخططاتهم الغادرة، التي سبق أن أعلنوها عن اقتلاع المقاومة وإنهائها، وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، وتصفية القضية الفلسطينية.

باختصار، وبعد مضي سنة وأكثر من ثلاثة أشهر  على "طوفان الأقصى" والعدوان الإجرامي على غزة فقد تمكنت المقاومة بالاستناد إلى الصمود الشعبي الفلسطيني بأن تجبر العدو الصهيوني على القبول بوقف إطلاق النار وانسحاب قواته المجرمة من قطاع غزة وفك الحصار ودخول المساعدات والرضوخ لشروط صفقة تبادل الأسرى.

وبالإضافة لما سبق فقد تمكنت المقاومة والصمود الفلسطيني الأسطوري لأول مرة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني من فضحّ الطبيعة العدوانية الإجرامية للكيان الصهيوني، وفي كسب تضامن القوى الحيّة والرأي العام الشعبي في بلدان العالم أجمع، وعلى نحو خاص في بلدان الغرب الإمبريالي نفسه، بحيث أصبحت القضية الفلسطينية قضية حقّ إنساني لا يمكن إنكاره وقضية تحرير وطني لابد من إنجازه.

والآن، فإنّ الواجب القومي والإنساني يقتضي من شعبنا العربي الكويتي البار ومن الحكومة الكويتية إطلاق أوسع حملة تضامن وتبرعات لصالح الشعب العربي الفلسطيني في غزة لدعم صموده، وتضميد جراحه، وإعانته وإسعافه، وإعادة إعمار ما دمّره العدوان الصهيوني في غزة.

وفي الختام، نؤكد أنّ الصراع الوجودي مع العدو الصهيوني لم يتوقف ولا يمكن أن يتوقف... وأنّ المقاومة هي الخيار الأوحد في مواجهة الاحتلال ولمجابهة الكان الصهيوني الغاصب... وأنّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لشعوب أمتنا العربية وقواها التحررية بالترابط مع كفاح شعوبنا للخلاص من الهيمنة الإمبريالية وللفكاك من التبعية ولاستكمال مهمات التحرر الوطني.

الكويت في ١٥ يناير/ كانون الثاني ٢٠٢٥