May 2024
1

بيان الحركة التقدمية الكويتية بمناسبة الأول من مايو/ أيار عيد العمال العالمي

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

يحلّ علينا الأول من مايو/ أيار  في كل عام ليذكّرنا بمعاناة الطبقة العاملة وهمومها، وليكشف لنا ما تتعرض له من استغلال رأسمالي جائر في ظل توحش الرأسمالية وتعدّيها المتواصل على حقوق العمال وانتقاصها من مكتسباتهم، وذلك فيما يواصل العمال في شتى بقاع العالم نضالهم ضد الاستغلال الرأسمالي ومن أجل تحررهم الاجتماعي.

لقد أصبح واضحاً للعيان ما يتعرّض له مستوى معيشة الطبقة  العاملة في العالم أجمع من تراجع جراء الاستغلال الطبقي والتضخم والبطالة في ظل تفاقم أزمة النظام الرأسمالي.

وهذا يتطلب من عمال العالم  توحيد صفوفهم عبر نقاباتهم وأحزابهم لمواجهة الاستغلال الرأسمالي ولانتزاع حقوقهم وتحسين معيشتهم والدفاع عن مكتسباتهم، التي نهبت وتقلصت، وصولاً إلى قيام نظام اشتراكي ديمقراطي عادل وبديل عن هذا النظام الظالم.

ومن بين مظاهر أزمة الرأسمالية ما نشهده من تضعضع لنظام القطب الواحد، الذي تسيّد طوال العقود الأربعة الماضية وجثم على صدر الشعوب ونهب ثرواتها واستغل طاقاتها.

وفي سياق تنامي أزمة النظام الرأسمالي تشتد الصراعات الواقعة في العالم، وتتصاعد مقاومة الشعوب للهيمنة الإمبريالية ولمخفرها الأمامي في منطقتنا متمثلاً بالكيان الصهيوني والركائز المحلية للإمبريالية من أنظمة التبعية، حيث جاءت معركة طوفان الأقصى المجيدة لتبيّن مدى تطرف هذا النظام العالمي وتناقضه مع جميع القيم الأخلاقية والانسانية، من خلال ما يقدمه من دعم غير محدود للكيان الصهيوني عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً، وغضّ البصر عن المجازر الذي يقوم بها... فيما بدأ يتشكّل في المقابل نظام عالمي متعدد الأقطاب قد يساعد على تخفيف شدة هيمنة القبضة الإمبريالية، ويفتح آفاقاً  أمام تحرر الشعوب لنيل حقوقها ومكتسباتها وانفكاكها من التبعية.

اما إذا نظرنا إلى حالنا في الكويت، فسنجد أنّ غالبية المواطنين والسكان تعاني من التضخم وارتفاع اسعار السلع والإيجارات والمديونيات التي ترهق كواهلهم، بالإضافة إلى تفاقم المشكلة الاسكانية، وتراجع مستوى التعليم ومخرجاته، وتزايد حالات البطاله، فيما لا تزال السلطة تحاول جاهدة الانتقاص من حقوق العمال والمكتسبات الاجتماعية،  وتتوجّه نحو طرح الخصخصة كبديل يستهدف الاستيلاء على مؤسسات الدولة، بالاضافة إلى تجاهل حل قضية الكويتيين البدون تحت تأثير النزعة العنصرية الطبقية تجاه هذه الفئة المحرومة والمهمشة، التي ضاقت ذرعاً من حرمانها من أبسط حقوقها، واستغلالها كأيدي عاملة رخيصة، وتعسف الجهاز المركزي في تعامله معها، ما يتطلب توحيد صفوف الطبقة العاملة لمواجهة هذا الواقع البائس وتحقيق الحياة الاجتماعية العادلة.

وفي الختام تحيي الحركة التقدمية الكويتية الطبقة العاملة وجميع الشغيلة والكادحين بمناسبة عيد العمال العالمي ، وتعبّر عن تضامنها مع كفاح الطبقة العاملة من أجل تحررها من الهيمنة الامبريالية والاستغلال الرأسمالي، وفي سبيل التقدم والديمقراطية والاشتراكية، مع التأكيد على التضامن الكامل مع شعبنا العربي الفلسطيني، الذي يواجه على مدار اكثر من سبعة عقود من الاحتلال الصهيوني الغاشم المدعوم من الإمبريالية، وذلك وصولاً إلى تحرير أرضنا من بحرها إلى نهرها، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما تعبّر الحركة التقدمية الكويتية عن تضامنها مع كفاح الشعب الصحراوي في نضاله من أجل نيل حقه في استعادة أرضه.

عاش الأول من مايو/ أيار  رمزاً للتضامن العمالي ضد الاستغلال والإفقار والتهميش ومن أجل التحرر والعدالة الاجتماعية.

والتحية لعمال الكويت وعمال العالم أجمع في يوم عيدهم المجيد.

الكويت في ١ مايو/ أيار ٢٠٢٤