December 2012
10

وليد الرجيب: التعقل هو المطلوب.

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

قالت وكالة رويترز:" أن ولي عهد مملكة البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة جدد الدعوة للحوار مع المعارضة في البلاد، مضيفة إن المحادثات قد تعالج الأزمة في هذا البلد الخليجي الذي يشهد اضطرابات".

وكانت مملكة البحرين قد لجأت للأحكام العرفية لإخماد الاحتجاجات في مارس من العام الماضي ولكن أعمال العنف تجددت، بل تقع اشتباكات شبه يومية بين المحتجين والشرطة في البحرين التي شهدت عدداً من التفجيرات هذا العام مع حظر التظاهرات في البحرين.

وأضافت رويترز: أن الأمير سلمان الذي يُعتقد أنه فقد نفوذه لصالح الجناح المتشدد في الأسرة الحاكمة إبان الاحتجاجات الحاشدة العام الماضى قال مساء الجمعة الماضي:" إنه ينبغي للمملكة مواصلة الاصلاحات السياسية والقضائية التي ترى المعارضة أنها غير كافية" وهو ما رحبت به المعارضة البحرينية ببيان صادر لها قائلة:" أنها تتفق مع ولي العهد في ضرورة الاستماع إلى صوت الغالبية العظمى من الشعب البحريني المتعايش مع بعضه البعض ويهمه أمنه ومستقبله ومشاركته في إدارة شؤونه كمصدر للسلطات على أسس ديموقراطية حديثة ومتحضرة، فسماع صوت الشعب والإستجابة له هو الحكمة المفقودة في البلاد".

وإزاء هذا الموقف المتعقل أصبح من الواضح أن عناد وتشدد الأنظمة واستخدامها الحلول الأمنية يُزيد النار أوارا، وأن العنف لا يأتي إلا بعنف مضاد بينما التعقل والحكمة في معالجة الأمور قد تأتي بنتائج إيجابية، وهذا ما لاحظناه في أحداث الأيام الأخيرة والاحتجاجات التي خرجت في مناطق مختلفة في الكويت، فعندما تعامل مدير أمن الجهراء اللواء إبراهيم الطراح مع المتظاهرين برقي ووعدهم بعدم تدخل القوات الخاصة تحولت المسيرة إلى سلمية ثم انفضت بسلام، بينما كان التعامل الأمني عنيفاً في مناطق أخرى مثل الصباحية وصباح الناصر بسبب تعنت رجال الأمن، مما جعل ردة فعل شباب المسيرة عنف مضاد، والمشكلة أن العنف لا يتوقف عند حدود معينة بل أنه دائماً مؤهل للتصاعد، فلا أحد يتنبأ بردة فعل الجماهير في لحظات مثل هذه، وأيضاً لاحظنا في المسيرة السلمية (كرامة وطن 4) يوم السبت الماضي والتي لم تتعرض إلى عنف أمني إلى أنها انتهت بسلام.

آن الأوان لأن تستجيب الأنظمة للإصلاحات التي تطالب بها شعوبها، بدلا من التشدد والعناد الذي لا يؤدي إلاَ إلى الأذى وربما يفضي إلى القتل والعداء بين مكونات المجتمع، فالشعوب لن تتوقف عن المطالبة بحقوقها في أي مكان في العالم.

ومن جانب آخر يجب على القوى والشخصيات الوطنية والديموقراطية عدم إتهام بعضها بالارتماء في أحضان القوى الرجعية وقوى التشدد الديني أو الاصطفاف مع الحكومة، وعليها أن تلتفت إلى قضيتها الوطنية الأساسية وعدم التشرذم بسبب خلافات جانبية مما يعزلها عن شعبها، وعليها كذلك دعوة الحكومة إلى التوقف عن الملاحقات والإعتقالات السياسية وضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين.

وليد الرجيب

osbohatw@gmail.com

منقول عن جريدة الراي تاريخ 10\12\2012 العدد:12215