August 2015
5

وحدة وطنية مع وقف التنفيذ

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

تمر بنا هذه الأيام الذكرى الخامسة والعشرون للغزو العراقي الغاشم على الكويت، الذي اقترفه النظام الصدامي البائد في الثاني من أغسطس 1990. ونستذكر في هذه الذكرى الأليمة نضال الشعب الكويتي، ومقاومته الباسلة، وصمود أبناء الشعب وتضحياته، بمختلف فئاته وأطيافه الاجتماعية، في وجه الإجرام والقتل، فرحمة الله على شهدائنا الأبرار ولذكراهم المجد والخلود.

بعد كل حادثة إجرامية إرهابية، كأحداث خطف طائرة الجابرية، وما تلاها من غزو الكويت وتفجير مسجد الإمام الصادق، تجد الشعب الكويتي مباشرة يسطر أجمل معاني الوحدة الوطنية، بتلاحم وتكاتف أبنائه لفترة زمنية محدودة.. نعم محدودة، فبعد هذا التلاحم الوطني المؤقت، نجد أطرافاً تحمل نفوساً سوداء، من هنا وهناك، تشق الصف الوطني بتصرفات استفزازية وتصريحات طائفية وعنصرية مقززة تزعزع هذا التكاتف الوطني بين أبناء الشعب.

الشحن الطائفي والتمييز العنصري يغزو النفوس، بعد كل تصريح غير مسؤول من شخصيات سياسية تصل إلى كرسي البرلمان، باستغلالها للدين أو الكيان الاجتماعي الذي تنتمي له، فالطائفيون والعنصريون أصبحوا ينادون بالوحدة الوطنية، وكأنها موضة أو «هبّة»، متناسين ومتغافلين مواقفهم الطائفية، وتصريحاتهم الإقصائية، كمن «يقتل القتيل ويمشي في جنازته» !

إن للقوى الوطنية التقدمية والديمقراطية دورا ضروريا ومهما جداً في توعية الشعب، بعدم الانجراف نحو خطاب الكراهية والاحتقان الطائفي، الذي يزرعه بعض ممثلي التيارات السياسية الإسلامية بشقيها؛ السُني والشيعي، بالإضافة إلى دورها في غرس المفهوم الحقيقي للوحدة الوطنية وتعزيز ثقافة الانتماء الوطني، لا الانتماء الطائفي أو القبلي أو العائلي، فالولاء للوطن، ولغير الوطن لا نستحق الوجود.. هكذا تُترجم وتُطبق رسالة شهدائنا الأبرار ونستفيد منها.

بقلم عضو التيار التقدمي الزميل أسامة العبدالرحيم

جريدة الطليعة ٥ أغسطس / آب ٢۰۱٥