July 2011
27

تكريم رواد العمل النقابي العمالي واجب وطني

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

كتب رجب بولند * :

تشكل الصناعة النفطية عصب الاقتصاد الكويتي فمنذ اكتشاف النفط في دولة الكويت وتصديره بشكل تجاري في أربعينيات القرن الماضي عمل الكثير من الشباب الكويتي في شركة نفط الكويت المحدودة التي كانت تحت سيطرة أجنبية بريطانية و أمريكية. عانى العمال الكويتيون أَمَرّ المعاناة فكانوا يسكنون في عشيش في الصحراء ولا يتم توفير أبسط مقومات السكن لهم من ماء و كهرباء، وكانت المميزات الوظيفية والأجور بسيطة مقابل مميزات وأجور كبيرة للعمال الأجانب والعرب . و بسبب التمييز الوظيفي الواضح و قلة الأجور قام بعض العمال بتحركات و إضرابات في الخمسينيات من أجل تحسين الأجور ورفع المستوى الوظيفي و المعيشي للعمال الكويتيون فقام عاشور عيسي عاشور بقيادة هذه الإضرابات و سجن بسببها في إحدى المرات أربعين يوما. ولم تكن تحركات العمال مقتصرة على المطالب المرتبطة في العمل فقط بل نشطوا و دعموا القضايا القومية العربية. فأعلنوا الإضراب العام والشامل إبان العدوان الثلاثي على مصر وجمعوا التبرعات من أجل دعم الثورة الجزائرية.

بعد استقلال دولة الكويت في عام 1961 و صدور الدستور والعديد من القوانين المنظمة لهيئات المجتمع المدني ومنها القوانين الخاصة بإنشاء و إشهار جمعيات النفع العام و النقابات العمالية ناضل وكافح العمال في شركة نفط الكويت بالتعاون مع القوى الوطنية من أعضاء مجلس الأمة و غيرهم من أجل إشهار نقابة مختصة في عمال شركة نفط الكويت وبعد معارضة من قبل إدارة الشركة الأجنبية ومحاولات لعرقلة إنشاء النقابة نجح العمال بإشهار نقابة عمال شركة نفط الكويت و كان أول رئيس لها الأستاذ حسن فلاح العجمي وكان ذلك في سنة 1964. ومنها انطلق قطار العمل النقابي في القطاع النفطي و الدفاع عن حقوق العمال و المطالبة بمزيد من المميزات ورفع الأجور . وبعد إنشاء شركات نفطية أخرى كشركة البترول الوطنية وانضمام الشباب الكويتي للعمل فيها وزيادة الوعي النقابي أُنشئت نقابة عمال شركة البترول الوطنية الكويتية في سنة 1968 وكان أول رئيس لها الاستاذ عبدالله السعد . شكلت النقابات العمالية النفطية و نقابات القطاع العام بالتعاون القوى الوطنية جبهة صلبة وطنية عملت بشكل مشترك من أجل القضايا التي تخص العمال والقضايا الوطنية و القومية . فكان لها دور كبير في إقرار قانون 28/1969 الخاص بالعمل في القطاع النفطي ، و تأميم النفط في منتصف السبعينات وغيرها من القضايا العمالية و الوطنية . في الحقيقة لا أبالغ عندما أقور إنّ المميزات التي يتمتع بها العامل الكويتي في وقتنا الحاضر في القطاع النفطي تحقق أغلبها بسبب كفاح و نضال رواد العمل النقابي الأوائل .

بعد هذا السرد الموجز و المبسط عن كفاح الرواد الأوائل في نقابات القطاع النفطي و بعد مرور السنين على تقاعد الكثير منهم أتمنى من ادارات الشركات النفطية و النقابات النفطية بالقيام بتكريم يليق بجهودهم و كفاحهم و حفظ وأرشفة الإصدارت الخاصة بالنقابات النفطية . فما قاموا به لا يقل أهمية عن الجهود التي تبذلها القيادات العليا في القطاع النفطي .

*عضو في نقابة عمال شركة البترول الوطنية الكويتية وعضو في التيار التقدمي الكويتي