August 2015
18

سامي المنيس.. السياسي القريب من نبض الشارع

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

تعجز الكلمات عن التعبير عما يخالج ذهننا في الذكرى الخامسة عشرة لرحيل النائب والسياسي البارز المرحوم سامي المنيس، فأفكاره وطروحاته ومساهماته في الدفاع عن القيم الوطنية الأصيلة حاضرة معنا كلما حدَّقنا في ما يحيط بالديرة الغالية وبالمحيط العربي، من قضايا ومشاكل ليست بعيدة عما كان يتوقعه الفقيد الكبير.. والمخاطر التي تهدد المنطقة، تجعلنا نستعيد تلك المصداقية، التي تميَّز بها كفاح المنيس، من أجل عدم الوقوع في المهالك.في الحقيقة، كلما مرَّ عام على غياب سامي، الرمز والأصالة، ووصلنا إلى ذكرى غيابه عن هذه الدنيا الفانية، أجلس بيني وبين نفسي أفكر في ما يمكن أن نقوله في هذه المناسبة، وفي كل عام نتحاور مع مدير التحرير الزميل علي العوضي، ولسان حالنا يقول: ماذا سنكتب، ماذا سنقول، ما الذي سنصارح به القارئ الكريم، الذي كان يتابع كتابات الفقيد ومواقفه وطروحاته واقتراحاته؟السنوات تمرُّ، وكأنها لحظات من عمر الزمن، والعزيز بوأحمد لا يفارق ذهننا، لا في يوم ذكراه، ولا في باقي أيام السنة.قد لا يتفق البعض مع جوانب من مواقفه وخطه السياسي، غير أن هذا لا يقلل من شأن الإجماع على احترام نهجه ورؤاه الوطنية، ودوره في العمل الإعلامي والوطني.يحتل المرحوم مكانة مميَّزة في قلوب الكويتيين، بمختلف شرائحهم وفئاتهم، ويُعد من أهم الشخصيات السياسية والنيابية المؤثرة في الحياة السياسية – التاريخية والشعبية.وتميَّز المنيس، كونه صاحب ثقل شعبي، بأنه كان يمتلك قاعدة شعبية تحيط به وتسانده، سواء ممن اتفق معهم بالرأي والفكر، أو حتى من المعارضين لخطه السياسي وفكره، وقد كان منصتا لمخالفيه، ومحترما لوعوده تجاه ناخبيه وقاعدته الشعبية، وهو أحد النماذج الوطنية التي ساهمت بفاعلية في القضايا التي تمس حاجات المواطنين.كان، رحمه الله، عقلاً سياسياً ناضجاً، وصاحب تجربة نقابية وإعلامية وثقافية متميزة.. حسن الخلق، وبشوش الوجه، وطيب القلب، وإنساناً بسيطاً متواضعاً، محباً لمساعدة الآخرين، وكان سياسياً قريباً من نبض الشارع، بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، ويرى في المكتسبات الدستورية والديمقراطية خط الدفاع الأول في استقرار البلد.فهناك إجماع على المكانة الخاصة التي يتميَّز بها، وعلى دوره «الطليعي» في إيصال رسالة «الطليعة» إلى جمهور واسع.. رسالة الخير والألفة بين أبناء الشعب.. رسالة الارتقاء والسمو فوق الخلافات، وعدم السماح بتحويلها إلى صراعات طائفية ومذهبية.. رسالة الدفاع عن مطالب قوى المجتمع المدني، والدعوة إلى مواكبة التطور، وعدم الغرق في متاهات التخلف السياسي والفكري والاقتصادي والاجتماعي.بقلم فوزية أبلجريدة الطليعة۱٩ أغسطس ٢۰۱٥