May 2014
22

شباب «التقدمي»للطليعة: نريد نظاما انتخابيا متكاملا وحكومة برلمانية من رحم الشعب

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

كتب آدم عبدالحليم:جدَّد شباب التيار التقدمي تمسكهم بالنضال الجماهيري وتوعية المواطنين، مؤكدين أن ذلك هو الطريق الأمثل للإصلاح.

وأضافوا لـ«الطليعة»، أن ما يحدث حالياً على صعيد المشهد السياسي، من استقالات وعدم تمكين بعض النواب من ممارسة دورهم الرقابي، يؤكد ما ذهب إليه التيار التقدمي من قبل من انسداد أفق العمل البرلماني، في ظل نظام انتخابي مشوَّه خرج من رحم مرسوم ضرورة، داعين إلى ضرورة إقرار نظام انتخابي بقوائم نسبية تنتج عنه حكومة برلمانية تخرج من رحم الشعب، وتكون بعيدة عن سيطرة السلطة، معربين عن اعتقادهم بأن تعقيدات المشهد السياسي قد تزداد عما هي عليه حاليا، بعد الاستقالات الأخيرة التي أعلن عنها، وأن الحكومة قد تلجأ إلى تكتيكات محتملة وتقدم تنازلات في النظام الانتخابي، لإقناع بعض أطراف المعارضة في المشاركة كتعديل الصوت الواحد، مثلاً، بحيث يغير إلى خمس دوائر بصوتين أو عشر دوائر بصوت أو صوتين، بهدف الخروج من الأزمة.

في البداية، اعتبر عضو المكتب التنفيذي للتيار التقدمي د.فواز فرحان، أن التناقضات التي تحدث في المجلس حاليا متوقعة، بسبب الصراعات بين بعض أطراف الأسرة، مؤكداً أن موقف التيار التقدمي من المجلس الحالي واضح، وأنه مجلس فاقد للشرعية، بسبب مجيئه بمرسوم الصوت الواحد، ذلك المرسوم المرفوض شعبيا، بعدما تفردت السلطة بصياغته، وأنه يأتي في إطار تحويل الدولة إلى دولة مشيخة.

مقاطعة واحتجاج

وقال فرحان: قاطعنا انتخابات مرسوم الصوت الواحد الأولى، احتجاجا على المرسوم، ومقاطعتنا للانتخابات الثانية كانت بسبب قناعتنا التامة أن أفق العمل البرلماني مغلقة تماما، مضيفا أن هناك من شارك في الانتخابات الأخيرة عن حسن نية، أملاً في الإصلاح، ولكن بعد مرور أشهر أثبتت التجربة لهم أنهم وصلوا إلى ما يؤكد أن السلطة مسيطرة على العمل البرلماني، من خلال أدواتها المختلفة.

واعتبر أن تقديم عدد من النواب استقالاتهم من عضوية المجلس عمل لا يستحق الثناء، كوننا ضد المشاركة في الانتخابات من الأساس، لانغلاق أفق العمل البرلماني، موضحاً أن ما يحدث حاليا على المشهد السياسي في حاجة لتحليل عميق، وإعادة تفكير مرة أخرى.

وعن توقعاته للمرحلة المقبلة، قال فرحان: كل التوقعات محتملة، بما فيها الحل، وإعادة إجراء انتخابات، ويمكن في النهاية الوصول إلى طريق مسدود لا يمكن العمل من خلاله، بسبب صراعات أطراف السلطة، مبيناً أن أطراف السلطة في البلاد ليست فقط أسرة الصباح، ولكن يدخل في نطاق المصطلح طرف هو عبارة عن حلف طبقي مسيطر مكون من الأسرة ومن طبقة برجوازية أو التجار، مضيفاً أن بعض أطراف الطبقة البرجوازية أقوى من بعض الأطراف الموجودة داخل الأسرة، فهو حلف طبقي مسيطر.

ولفت إلى أن هناك احتمالاً أن تتغيَّر التكتيكات، وأنه من الممكن أن ترى السلطة، من خلال قراءاتها، في ظل المقاطعه الشعبية أن المجلس أصبح صورياً، بعد أن بدأ المواطنون، بمن فيهم من لا يمتلكون وعياً سياسياً مرتفعاً، يدركون أنها لعبة كبيرة أو مسرحية سمجة، وقد تناور السلطة وتقدم تنازلات انتخابية، لإقناع بعض أطراف المعارضة في المشاركة، كتعديل الصوت الواحد، مثلاً، بحيث يغير إلى خمس دوائر بصوتين أو عشر دوائر بصوت أو صوتين.

وأشار فرحان إلى أنه في حال تنفيذ ذلك، فإنه من الممكن أن تكسر قليلاً درجة المقاطعة للوضع الحالي. وأضاف: لا نعول أبداً على البرلمان أو أي مشروع من مشاريع السلطة، فقط نعول على الوعي والنضال الجماهيري، وهدفنا توعية الناس على اعتبار أن ذلك سيخلق ميزان قوى مختلفاً.

أزمة بنيوية

من جانبه، أكد عضو التيار التقدمي أنور الفكر، أن أزمة الصوت الواحد وأزمة المجلس الحالي والنزاع القائم بين السلطتين، وما صاحبها من تكرار الأفعال والمصطلحات الموسمية، كالاستجوابات وتعطيل التنمية وعدم الاستقرار السياسي في الكويت.. أمور لا تمّت بصلة إلى التشخيص الحالي الذي تقدمه بعض القوى السياسية أو بعض أطراف النزاع، مشيراً إلى أن الأزمة ليست في عدم التمكين من صعود المنصة، لكنها أزمة بنيوية في نظام لم يعد صالحاً.

وأضاف أن التشخيص بناءً على حركة قائمة على الشارع يتمثل في وجود خلل رئيسي في النظام البنيوي للدولة، الذي يمثل عمل السلطات وتنظيم علاقتها مع بعضها، ويشمل الجهاز الإداري للبيروقراطية، معتبراً أن أي تشخيص أو تحليل لا يتطرَّق للنظام البنيوي وطبيعة تنظيم علاقات السلطات هو تشخيص سطحي لا يمت للأزمة بصلة.

ومضى الفكر قائلاً: إن الاتجاه إلى نظام برلماني متكامل أصبح حتمياً، ولم يعد كثير من الكويتيين ولا القوى السياسية يتقبلون الوضع القائم.

وزاد: هناك ضرورة لإقرار قانون الهيئات السياسية واستقلال القضاء، وعلينا أن نتحوَّل إلى الانتخاب بالقوائم النسبية وتحويل الكويت إلى دائرة انتخابية واحدة، مضيفا أن هناك ضرورة أيضا لتوزيع عادل للثروات، مع تأصيل مفهوم العدالة الاجتماعية في الممارسة السياسية، معتبراً أن كل ما سبق حزمة لا تنفك عن بعضها، هدفها الوصول إلى نظام برلماني متكامل تخرج من خلاله حكومة تمثل الإرادة الشعبية مما يحقق الاستقرار السياسي.

واعتبر أن الطريق إلى ذلك يتمثل في خيار النضال والجماهير، ومن خلال تعبئة الجماهير وتوعيتها وتوفير غضبها في الصالح العام، وتوفير أداة ضغط على السلطة القائمة، لافتاً إلى أن الطرح والخيار الوحيد في الإصلاح لا يعني رفض ما يطرحه الآخرون من العمل البرلماني.واختتم الفكر حديثه قائلاً: لنا فلسفتنا ونظامنا، وطبيعة ما قدمناه خلال السنوات الأخيرة يؤكد أن نضال الجماهير له أوجه عديدة وطرق مختلفة.

نظام انتخابي مشوَّه

بدوره، أكد عضو التيار التقدمي ضاري الرجيب، أن الاستقالات على الرغم من أنها متأخرة، لكنها مستحقة، مضيفاً أن الاستقالات المتتالية أكدت وجهة نظرنا التي أعلنا عنها مراراً، والمتمثلة بعدم صحة ما يُقال إن الإصلاح يأتي من الداخل، متسائلاً: كيف يأتي الإصلاح من داخل مجلس أمة جاء إثر نظام انتخابي مشوَّه نتجت عنه سيطرة الحكومة على المجلس بشكل كامل؟وأوضح أنه في ظل المتغيّرات السياسية السريعة يصعب على الشخص التوقع بشيء معيَّن، لكن المؤشرات جميعها تصب في اتجاه عدم التعاون، أو قد تتجه الأمور إلى فتح الباب أمام الانتخابات التكميلية، ومحاولة الاستمرار على الوضع الذي كانت عليه الأمور قبل الاستقالة.

________________________

منقول عن جريدة الطليعة تاريخ 21\05\2014