June 2013
25

نورة السلطان: ماذا بعد حكم المحكمة الدستورية؟

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

بعد أن تم الاعتداء على دستور الحد الادني عبر تفريغة من محتواه وسلب ارادة الأمة فإني أرى أن المشاركة السياسية ماهي إلا عدم احترام للذات والمبدأ وعملياً هي إعطاء شرعية للسلطة لسلب المزيد من الحقوق الشعبية المستحقة، فالحقوق تسلب تدريجياً وإذا وجدت السلطة رضوخ من الشارع واستسلام لمخططها فلن تتوانى عن سلب المزيد من الحقوق .يبقى خيار المقاطعة أفضل، لكن مقاطعة دون عمل لا فائدة منها، فإلى الآن المعارضة بقيادة الأغلبية أثبتت فشلها فالصوت الواحد تحصن دستورياً وقريباً سيتم الدعوة لإنتخابات قادمة ولم تحقق المعارضة ولو جزء من أهدافها، وجزء كبير من سبب خسارتها هو تخبطها وعدم التفافها حول مشروع واضح، فبعد تصعيد الخطاب السياسي وبعد نجاح المقاطعة في إنتخابات مجلس الصوت الواحد لم يتم تقديم أي مشروع أو أهداف أو برنامج عمل متكامل لتحقيق المطالب الشعبية واستمرت المعارضة بخطاب أشبه بالانتخابي متناسين استحقاق المرحلة، كذلك فشلت المجاميع الشبابية بالتنسيق فيما بينها فأصبح الاستحواذ هو هم كل تجمع حتى أصبحنا فريسة سهلة للسلطة .

إذن ما العمل؟هل نستسلم ونتعايش مع ديموقراطية - بالاسم فقط - تتلاعب بها السلطة وتحركنا بها كما تحرك خيوط العرائس على المسرح كي تضحك الجمهور ؟

نحن أمام استحقاق ومسؤولية سنحاسب عليها حتى من الأجيال القادمة فهل سنكرر أخطائنا ونقوم بالالتفاف حول أغلبية غير جادة في ادارة المرحلة أم نشق طريقنا بكل استقلالية بتقديم مشروع حقيقي وطني يستقطب جميع فئات المجتمع ومن خلاله نفرض الإصلاحات الديمقراطية فبالنهاية لا ارادة تغلب إرادة الشعوب.

أخيراً وليس آخراً أعتقد بأن كم من الاهانات السياسية وقنابل الغاز والهراوات والاعتقالات والمحاكمات كفيلة بان تكون وقود يحركنا لسرعة الالتفاف حول بعضنا البعض ونبذ خلافاتنا مستذكرين أن الكويت وطن مختلف عن أقرانة ولن نسمح بن يتراجع.

نورة خالد السلطان