April 2013
10

السجين رقم 466

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

نيلسون مانديلا ولد في يوليو1918 في اتحاد جنوب أفريقيا السوداء من قبيلة التينبو، عاش اليتم من صغره، وعانى من الفقر وشظف العيش وسلك درب العمل لإعالة أخوته الصغار وعايش العنصرية -الأبارتايد - بأجلى صورها البشعة، في عهد الأقلية البيضاء المتمثلة بنظامها الرأسمالي الجشع الذي يعيش كالطفيلي على امتصاص دم الشعوب، حيث السخرة والعمل في مناجم الفحم ومزارع البلانتيشن كأيدي عاملة رخيصة، وهكذا تحسس الظلم والعبودية دخل العمل السياسي السري بداية 1942 حيث انظم إلى المجلس الإفريقي القومي الذي يدعو للدفاع عن الأغلبية السوداء، ففي 1948 انتصر الحزب القومي في الانتخابات العامة فهو انتهج بداية طريقه النهج السلمي متمثلا بالمهاتما غاندى أي طريق اللاعنف وحدث في سنة 1960 مذبحة - شارنبل وكانت مجزرة رهيبة ضد الأكثرية السوداء راح ضحيتها المئات وأصيب الآلاف، فرفع السلاح حينذاك اضطرارا لهول المجزرة وساعده رفيق كفاحه -اوليفر تامبل- من منفاه، ففي 1964 أصبح رئيسا للجناح العسكري للحزب فاعتقل بعد عودته من الجزائر عام 1962 وحكم لخمسة سنوات وعادت السلطات القضائية للحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الخيانة العظمى، والتآمر والتخطيط لعمل مسلح ضد نظام الأقلية البيضاء، قضى 18 عاما في زنزانته في جزيرة -روبن ايلند- من مجموع سجنه 27 عام، ونقل بعدها إلى سجن -بولسمور-حيث الحراسة المشددة وكانت بداية التسعينات حيث ضغط نضال المؤتمر الوطني القومي زائدا تصاعد حملات التضامن الأممية مع قضية مانديلا وشعبه بالإضافة، إلى التحولات النوعية على صعيد العلاقات الدولية المتزامنة مع نهاية الحرب الباردة بين المعسكرين اضطرت السلطات العنصرية في جوهانز بيرك عام 1985 لمفاوضته من داخل سجنه لإطلاق سراحه مقابل وضع السلاح من قبل مؤيديه، ولكنه رفض وبقى في السجن إلى 11حزيران 1990حيث اضطرت السلطات إلى اطلاق سراحه، واشتهر بين المع المناضلين في سبيل الحرية والتحرر حيث حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1993 مشاركة مع الامريكى -فردريك دى كليرك- ، وقبلها في عام 1988 حصل على جائزة سخاروف لحرية الفكر، وفى 1994 انتخب رئيسا للبلاد وواجه أزمات طاحنة من التناقضات والمماحكات بين الساسة، وعالجها بتأسيس - لجنة الحقيقة والمصالحة- لإقناع الشعب بعدم الانتقام ونبذ الكراهية ونسيان الماضي، وأقام بنود اتفاقية السلام والمصالحة مع الأقلية البيضاء على أسس، أولا اعتراف رجال السلطة بجرائمهم ودعاهم إلى الإدلاء بشهاداتهم والاعتراف بالخطأ وطلب العفو من الضحايا، وثانيا فتح التعويضات للضحايا وورثتهم ولم يرشح لدوره ثانية إيمانا منه للتداول السلمي للسلطة، وفى 1998 تقاعد من العمل السياسي، حيث اتجه إلى مساندة منظمات النشاط المدني، وفى 2004 تقاعد كليا وتفرغ لأسرته، وفى 2005 اختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة، وفى 2008 اقر الرئيس الامريكى جورج بوش شطب اسم مانديلا من لائحة الإرهاب.

جبار نوري يونس