June 2014
2

الله يغيّر علينا

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

يقترب شهر رمضان الكريم، ويستعد الناس لشراء ما يلزم من الغذاء وخاصة اللحوم، لكن مسلسل الفساد والغش التجاري الذي كشفته صحيفة «الراي» في صفحتها الأولى بعددها الصادر يوم الأحد 1 يونيو الجاري، حول فضيحة الأغنام الموبوءة، «النافقة والعرجاء ومريضة بنزف الرئة» التي تباع للمواطنين، يقلق الإنسان الذي ينتظر هذا الشهر الفضيل، ويقلق الإنسان الكويتي بشكل عام.

وأيضاً بدأنا بدخول فصل الصيف مما يعني ازدياد طلبات العلاج بالخارج أو ما يسميه الكويتيون بالسياحة العلاجية، للمتمارضين وأسرهم الذين سيتقاضون مبالغ من أموال الشعب لقضاء عطلة الصيف التي تمتد إلى ثلاثة أشهر في دول أوروبا.يحدث كل ذلك الفساد الخطير ولجنة الظواهر السلبية تركز على منع لبس المايوهات الذي «يخالف الشرع والتقاليد»، وكأن البلد خلا من كل المشكلات والأزمات، التي لم يلتفت إليها مجلس الصوت الواحد بل تخاذل أمامها وتواطأ بالسكوت عنها.لم يعد أحد منا يصدق تصريحات المسؤولين والوزراء وأعضاء المجلس المسخ، الذين يعدون بمحاربة الفساد وبالإنجاز التنموي، ولم يعد المواطن يركن إلى وزارة الداخلية والبلدية أو أي إدارة حكومية لتأمين حياته وأمنه وصحته، وحمايته من الفساد والغش التجاري، حتى دب اليأس والإحباط في نفوس أبناء الشعب، بل بدأنا نسمع نغمة جديدة تتكرر عند الكويتيين، هي الهجرة حفاظاً على صحتهم وكرامتهم ومستقبل أبنائهم، بعد موجات الشباب العاطلين الذين بدأوا بالهجرة إلى بعض دول الخليج للبحث عن العمل وإعالة أسرهم.وأنا أدعو أي مسؤول أمين على أموال الكويتيين لقراءة إحصائيات المتقدمين بطلبات العلاج بالخارج في هذا الفصل، ومقارنتها بالإحصائيات في غير موسم الصيف، كما أدعو أي مسؤول تنفيذي أو تشريعي ليعطينا حلولاً لتفشي الفساد والأغذية الفاسدة، أو محاسبة هؤلاء التجار عديمي الضمير والدين والأخلاق.لكن هذا الفساد الخطير أهون بكثير من لبس المايوه الذي يشكل لمجلس الصوت الواحد آفة مجتمعية وظاهرة لا أخلاقية متفشية في مجتمعنا، إن سرقات المال العام وهدره عبر السياحة العلاجية على نفقة الحكومة وغيرها من السرقات والنهب بوسائل مختلفة، التي يتوسط لها النواب أنفسهم، وبيع الأغذية المسمومة واستغلال الشهر الفضيل، لا تعتبر من الظواهر السلبية التي تحولت من ممارسات فردية إلى ظاهرة، بينما لبس المايوه أخطر على المجتمع والشعب.وما زال البعض يردد «الله لا يغير علينا»، ونحن نقول الله يغير علينا، ونعود إلى دولة القانون والمؤسسات والعدالة والمساواة والديموقراطية، ونصرة الشعب على أعدائه من الفاسدين والمفسدين من المتنفذين ومن السلطتين التنفيذية والتشريعية.وليد الرجيبosbohatw@gmail.com

________________________

منقول عن جريدة الراي تاريخ 02\06\2014 العدد:12754