April 2017
8

‫الحكومة ليست وطن .. والوطن ليس شركة‬

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

كثيرون حول السُلطة ، وقليلون حول الوطن - غاندي الوطن ليس مجرد قطعة أرض بل هو كيان نجده في روح الشهيد و قلب المناضل و الإنسان البسيط ، و هو الشعور بالكرامة الإنسانية والأمن الأجتماعي والحرية والعدالة الإجتماعية و التعددية و قبول الآخر ، فالإنسان بلا وطن كالجسد بلا روح.الكويت لم تعد الكويت التي نعرفها ، كويت الحضارة و التقدم و منبر الحريات التي كان يلجأ إليها المثقفين و الكتّاب و المناضلين العرب بعد هربهم من بطش أنظمتهم ،فبدلاً من أن نترك الماضي ونستمتع في الحاضر و نتشوّق للمستقبل أصبحنا نفتخر بالماضي و نتحسر على الحاضر و نتخوف من المستقبل .البعض يخلط ما بين الوطن و الحكومة ، فمع أيّ انتقاد لأعمال الحكومة و نهجها نرى البعض يدافعون بكل حماس و ضراوة عن الحكومة بسياساتها القاصرة و العاجزة عن ايجاد حلول حقيقية، ويخوّنون كل من يعارضها و يشككون في ولائه للوطن و هذه ثقافة سلبية زرعتها بعض الأطراف السلطوية الفاسدة في عقول الناس بإستغلالها لإحتياجاتهم الحياتية الأساسية كالوظيفة و السكن المناسب أو حتى حقوقهم المستحقة التي لن ينالوها إلا بتطبيلهم و تقربهم من هذا الشيخ أو ذاك الوزير أو التاجر أيّ الحلف الطبقي المسيّطر والمتسبب بعرقلة تقدم الدولة بجميع المجالات سواء السياسية أو الإقتصادية أو الرياضية أو التعليمية .و للأسف يرى بعض التجار الجشعين الوطن كشركة تخدم مصالحهم التجارية الضيقة و هموم الشعب مجرد أسهم و مؤشر يقيسون به ربحهم دون أدنى شعور بحس المسؤولية الإجتماعية فالوطن بالنسبة لهؤلاء شركة تجارية ينتفعون بها في ظل التجاهل الحكومي للفساد المستشري و عدم فرض الضرائب التصاعدية على أصحاب النفوذ و الشركات الكبيرة .الوعي سيزداد يوماً بعد يوم و لازلنا متمسكين بالأمل بأن تعود كويت الحريات و الإنفتاح التي كُنا نفتخر و نفاخر بها ، كويت العصر الذهبي في الرياضة و الفن و الأدب ، و مادام هناك وعي وشباب و عمل فالأمل موجود .بقلم  أسامة العبدالرحيمالتاسع من نيسان / أبريل ٢٠١٧