December 2015
2

الديمقراطية المشوهة !

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

كعادتها السنوية، تنتهي مسرحية انتخابات اتحاد الطلبة في جامعة الكويت، ويعم الهدوء الساحة النقابية الجامدة منذ سنوات طويلة.

وسألقي في هذا المقال الضوء على الواقع المُزري للحركة النقابية الطلابية، وتخاذل اتحاد الطلبة عن أداء دوره الرئيس في تمثيل الطلبة، والدفاع عن قضاياهم.

إن الشباب هم اللبنة الأساسية لبناء مجتمع مدني متقدم يتطلع للمزيد من الحريات والديمقراطية.. وللأسف، إن أغلب القوائم الطلابية المنافسة تلجأ إلى تشويه هذه الديمقراطية، بزرع أفكارها الظلامية الرجعية في عقول الطلبة، ما يؤدي إلى شق الوحدة الوطنية، بتكريس ثقافة العنف والانتماء الطائفي والقبلي والعرقي بين الطلبة وبالعلن، وهذه الممارسات والأمراض الخطيرة داخل الجامعة تنعكس على واقع المجتمع، وانتخابات الجمعيات التعاونية، والمجلس البلدي، ومجلس الأمة.. إلخ، فإذا أردنا معالجة المجتمع من هذه المشاكل والأمراض، فيجب معاينتها من جذورها، ألا وهم الشباب، فلا صلاح للمجتمع إلا بصلاح شبابه.

ولم يعد لاتحاد الطلبة هيبة أو أيّ تأثير أو دور يذكر، كما كان في سبعينات القرن الماضي، حينما رفض رفضاً قاطعاً حل مجلس الأمة الكويتي حلاً غير دستوري عام 1976، فقد كان يترقب الجميع بياناته المدافعة عن الدستور والحريات ومواقفه الوطنية الصلبة التي أثرت وبقوة في الساحة السياسية والرأي العام، آنذاك، على عكس اتحاد الطلبة في السنوات السابقة، الذي ضعفت شخصيته، وتراجع عن دوره الأساسي في تبني قضايا الطلبة، وتمثيلهم خارج الجامعة، فقد تحوَّل إلى مركز خدماتي فقط، وصبَّ اهتمامه على إقامة الندوات الشعرية والدينية ونشر الفتنة الطائفية والنزعة القبلية في الجامعة، مع الحد من الحريات التي كفلها الدستور الكويتي، بفرض الوصايا على الطلبة بقانون منع الاختلاط وفرض اللباس المحتشم اللذين يعدان تدخلا صارخا في الحريات وتشكيكا بأخلاق الطلبة.

بقلم أسامة العبدالرحيم

2 ديسمبر 2015

جريدة الطليعة