August 2015
4

العربدة الصهيونية

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

لا يتوقف الصهاينة عن ممارساتهم الوحشية ضد أهلنا في فلسطين، ولا شيء يردع عربدة إسرائيل في فلسطين العربية، ما دامت تحت رعاية الامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة، التي تجيّر المنظمات الدولية لمصالحها، ولمصالح ربيبتها الأعز إسرائيل.

إن الولايات المتحدة تبيع الوهم والوعود والسلاح لدولنا، لكنها ترهن نفسها وسلاحها المتطور ومشاريعها في المنطقة، من أجل أن تبقى لإسرائيل اليد العليا، وبذا تزداد صلافة وتعالياً على المجتمع الدولي.

وإسرائيل التي تتباكى على مواطنيها من اعتداءات الفلسطينيين الإرهابيين، تمارس في نفس الوقت هي ومستوطنوها من الصهاينة إرهاب الدول والعصابات، ولا تتوانى عن هدم المنازل وقتل الأبرياء والمدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، كما حدث في حربها العدوانية الأخيرة على غزة، وآخر هذه الجرائم، كان الجريمة الوحشية ضد أهلنا في قرية دوما، التي تسببت في حرق الطفل الرضيع علي سعد الدوابشة، وإصابة أهله إصابات خطرة.

وهذه الجرائم المستمرة والمتكررة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، تتم بدم بارد وتحت سمع ونظر النظام الدولي الفاشل، وتواطؤ وصمت مخجلين من الأنظمة الرسمية العربية، وتراجع وانقسام بين فصائل المقاومة الفلسطينية، بينما يظل الشعب الفلسطيني صامداً في وجه الاحتلال البغيض، والممارسات الصهيونية غير الإنسانية، مقدماً بذلك طابورا من آلاف الشهداء والأسرى.

إن اندلاق بعض الأنظمة العربية على التطبيع مع العدو الصهيوني، هو ليس فقط اعتراف بوجودها غير الشرعي، بل أنه رخصة لها لممارسة وارتكاب الجرائم ضد أبناء الشعب الفلسطيني العربي، وإن الحل الحقيقي يكمن في مقاومة الشعوب العربية، للوجود والاحتلال الإسرائيلي وللتبعية السياسية والاقتصادية للامبريالية، التي تعمل هذه الأيام بشكل محموم على تأجيج الفتن الطائفية، وتغذية الجماعات الإرهابية لتفتيت دولنا، من أجل الاستحواذ على ثرواتنا الهائلة، وإحكام السيطرة السياسية على بلداننا، وإقحامنا في الاستقطابات الدولية والإقليمية.

ولا يمكن للشعوب العربية أن تقوم بفعل المقاومة، دون حريات وحياة ديموقراطية وعيش كريم في بلدانها، كما لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يستمر بالصمود والمقاومة، بدون أن تقدم له الشعوب العربية كل أشكال التضامن، وبدون أن تتجاوز الفصائل الفلسطينية حالة الانقسام، وتوحد موقفها وصفوفها ضد الإرهاب الصهيوني.بقلم وليد الرجيبجريدة الراي الكويتية ٣ أغسطس/ ٢۰۱٥