May 2014
1

كلمة التيار التقدمي الكويتي في احتفالية عيد العمال العالمي الأول من مايو 2014

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

الزملاء والأصدقاء الأعزاءاليوم تحتفل الطبقة العاملة في مختلف أرجاء العالم بالأول من مايو عيد العمال العالمي، الذي أصبح يمثّل مناسبة تضامنية أممية للتعبير عن وحدة الطبقة العاملة ووحدة كفاحها المشترك ضد الاستغلال الرأسمالي ومن أجل العدالة الاجتماعية.

وهاهو عيد العمال العالمي يحلّ علينا هذه السنة فيما الأزمة البنيوية للنظام الرأسمالي العالمي تتعمق أكثر فأكثر لتكشف حقيقة كونه نظاماً استغلالياً طبقياً ظالماً آيلاً إلى زوال… وعلى المستوى العربي يأتي الأول من مايو هذا العام فيما تواجه الشعوب العربية في البلدان التي شهدت تغييرات ثورية العديد من التحديات المتصلة باستكمال التغيير وبناء أنظمة ديمقراطية والتصدي لقوى الثورة المضادة والتدخلات الخارجية، بينما تواصل بقية الشعوب العربية نضالها المشروع من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتغيير الديمقراطي ضمن ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، في مقدمتها قمع السلطات وتعسفها ورفضها الاستجابة لمطالب الشعوب؛ وتداخل بعض الأجندات؛ واشتداد الانقسام الطائفي.

الزملاء والأصدقاء الأعزاءيحلّ عيد العمال العالمي في بلادنا الكويت هذا العام فيما تشتد معاناة الطبقة العاملة والفئات الشعبية وذوي الدخول المتدنية من الارتفاع المطّرد في الأسعار، والارتفاع الجنوني لإيجارات السكن الخاص، وعدم جدية السلطة في معالجة أزمة السكن، وتردي مستوى الخدمات العامة، واستمرار مشكلة البطالة، هذا إلى جانب التوجه الحكومي لتحميل الفئات الشعبية المزيد من الأعباء المعيشية عبر إلغاء الدعم أو خفضه عن السلع الأساسية والكهرباء والبنزين وخصخصة بعض المرافق والمؤسسات العامة، ويضاف إلى ذلك استمرار المعاناة الإنسانية للكويتيين البدون المحرومين من حقوق عديدة بينها الحقّ في العمل.ونحن في التيار التقدمي الكويتي انطلاقاً من كوننا تياراً سياسياً معبّراً عن مصالح الطبقة العاملة والفئات الشعبية نبذل قصارى جهدنا للقيام بدورنا السياسي في الدفاع عن حقوق الناس البسطاء، ولكن المؤسف أنّ الوضع الراهن للحركة النقابية العمال يحول دون أن تقوم بواجبها المفترض في الدفاع عن حقوق العمال ومنع المساس بمكتسباتهم، وهذا ما يتطلب من الطلائع العمالية الواعية الالتفات لإصلاح أوضاع حركتهم النقابية العمالية، وهنا لا بد من أن نحثّ جميع العمال الشباب على الانضمام إلى النقابات العمالية ومحاولة تفعيل دورها.

الزملاء والأصدقاء الأعزاءعلى المستوى السياسي يحلّ الأول من مايو هذا العام في الوقت الذي تتضح فيه أمام الجميع أكثر فأكثر أزمة السلطة وحلفها الطبقي في ظل التمادي بالانفراد في القرار، والفشل الذريع في تنفيذ خطة التنمية، واستشراء الفساد في مواقع السلطة ومراكز القوى والنفوذ على نحو غير مسبوق في حجمه ونطاقه ومستوياته، واشتداد التضييق على الحريات العامة، خصوصاً حرية الإعلام، وتشريع العديد من القوانين التي تستبيح أموال الدولة وأملاكها لصالح حفنة من كبار الرأسماليين... وهذا ما يتطلب من مختلف القوى الشعبية التصدي لنهج السلطة وحلفها الطبقي.ونحن على ثقة من أنّ الطبقة العاملة والفئات الشعبية ستكون في مقدمة الصفوف للنضال من أجل وضع حدٍّ لحالة التدهور وإصلاح أحوال البلاد وتحقيق التغيير المنشود.

أخيراً، عاش الأول من مايو عيداً للطبقة العاملة ويوماً للتضامن والوحدة… والتحية لعمال الكويت وعمال العالم أجمع ولسائر العاملين بأجر وشغيلة اليد والفكر وعموم الكادحين في يوم عيدهم المجيد.

١ أيار/مايو ٢٠١٤