January 2016
5

حقوق الإنسان بين المصداقية والدجل

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

حقوق الإنسان هي تلك الحقوق والحريات المستحقة لكل شخص، لمجرد كونه إنساناً، وتهدف إلى حمايته، حتى يكون قادرا على أن يحيا حياة كريمة، بعيداً عن الخوف وسوء المعاملة، فالمساس بحقوقه أمر غير مقبول، بغض النظر عن جنسيته أو لونه أو عرقه أو دينه أو لغته أو جنسه أو مكان إقامته.كما تشمل كافة نواحي حياته؛ المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فمن حق أي إنسان المطالبة بالإصلاح والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية إذا واجه ظلما في أي بقعة من الأرض.ومع تسارع الأحداث السياسية الساخنة، وتزايد انتهاكات حقوق الإنسان، تظهر حقيقة البعض، وينكشف زيف الشعارات، فالتاريخ يُعري أصحاب المواقف المتناقضة والمبادئ الهشة في الدفاع عن الدستور والحريات وحقوق الإنسان ونصرة المظلومين.وحينما نلقي الضوء على مواقف قوى الإسلام السياسي، بشقيه «السُني والشيعي»، على مدى التاريخ في المسائل الإنسانية، نرى تناقضا فاضحا بين الماضي والحاضر في المواقف التي تحددها مصلحتهم، وفق المذهب أو العِرق، فنجد أن بعض ممن يطالب بالإصلاح في الكويت يفرح لقمع وتعذيب من يطالب بالإصلاح في بقعة أخرى، والعكس صحيح، وفي المقابل نجد صلابة مواقف القوى التقدمية والديمقراطية وانسجامها مع مبادئها وأهدافها ورسالتها الوطنية، بالتضامن مع من يختلف معها فكريا، قبل أن يتفق، فمواقف التيار التقدمي الكويتي والمنبر الديمقراطي الكويتي الحالية شاهدة على مصداقيتها في تبني قضايا الحريات والعدالة الاجتماعية والدفاع عن حقوق الإنسان ومناصرة المظلومين.وفي الماضي، لنا في أحداث الثمانينات من القرن العشرين خير مثال، حينما شاركت القوى الوطنية بأحداث مسجد شعبان بقوة، ورفضت سحب «جناسي» بعض المعارضين «الشيعة»، بل كان لهم موقف شجاع، برفض الدعم الكويتي للمقبور صدام حسين في الحرب العراقية – الإيرانية.الطائفيون والعنصريون يفرحون أو يحزنون لانتهاك حقوق الإنسان، وفق الطائفة والموقع الجغرافي، لذلك نحن نعلم من هم المدافعون «الحقيقيون» عن الحريات وحقوق الإنسان، ونعلم من هم الدجالون المتناقضون من الطرفين، ونميز ذلك جيداً، وبالنهاية المبادئ لا تتجزأ، فنحن متضامنون مع جميع، أكرر «جميع» المظلومين والمطالبين بحقوقهم والمعتقلين، بسبب رأي سياسي، ونرفض أساليب التعذيب والانتقام التي تمس كرامة الإنسان.بقلم أسامة العبدالرحيم6 يناير 2016جريدة الطليعة