July 2014
3

بيان صادر عن التيار التقدمي الكويتي للتضامن مع سجين الرأي مسلم البراك والشباب المعتقلين.

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

في الوقت الذي يسرح فيه ويمرح المفسدون والمتآمرون وناهبو الأموال العامة من دون أن يطالهم حساب أو عقاب، هاهي السلطة تواصل ملاحقاتها لرموز المعارضة وقياداتها وشبابها المخلصين للكويت وشعبها، وهاهو الأخ مسلم البراك الأمين العام لحركة العمل الشعبي "حشد" يقبع مجدداً في الحبس بقرار لا مسوّغ له وتُساق ضده عشرات الاتهامات الكيدية لا لذنب اقترفه ولا لجريمة ارتكبها سوى مجاهرته بالحقّ وفضحه الفساد والمفسدين وتصديه الحازم للنهج غير الديمقراطي للسلطة وتعبيره عما يجيش في نفوس أبناء الشعب من استياء وغضب عارمين.

إنّ اعتقال الأخ مسلم البراك وحبسه وملاحقته مثلما هو اعتقال العشرات غيره من شخصيات المعارضة وشبابها وآخرهم سعد طامي وعبدالعزيز المرداس ومحمد الزريق وملاحقتهم تحت ذريعة القانون المساء استخدامه، وغير ذلك من أساليب الاستبداد والبطش، لن تثني شعبنا عن مواصلة التصدي لقوى الفساد والإفساد، التي باتت تتحكّم في البلاد، ولن توقفه عن مواجهة النهج السلطوي المنفرد بالقرار، بل أنّ مثل هذه الاعتقالات والملاحقات ستزيد الشعب إصراراً على المجابهة وعلى المطالبة بحقوقه.

إنّ التجمع العفوي أمام مقر المباحث الجنائية فجر أمس الأربعاء 2 يوليو الجاري بعد صدور القرار بحجزه فيها، والتجمع التضامني الحاشد أمام ديوان البراك مساء البارحة بعد صدور قرار حبسه، ثم المسيرات الاحتجاجية التي جابت عدداً من مناطق الكويت في ساعات متأخرة من الليل، في مثل هذا الجوّ اللاهب لصيف الكويت في شهر يوليو وفي ليالي شهر رمضان المبارك، وقبل ذلك التجمع الجماهيري الحاشد لألوف المواطنين في ساحة الإرادة مساء الثلاثاء 10 يونيو الماضي، إنما هي شواهد ملموسة على هذا الإصرار الشعبي الأكيد على مجابهة قوى الفساد والتصدي للنهج غير الديمقراطي للسلطة واحتضانها للفاسدين الذين يحظون برعايتها.

إنّنا ندرك جيداً أنّ نضال الشعب الكويتي وقواه الوطنية والديمقراطية والتقدمية ضد سطوة الفاسد وللتصدي لنهج السلطة وحلفها الطبقي المكوّن من كبار الشيوخ والرأسماليين إنما هو نضال شاق يتطلّب مثابرة ونَفَساً طويلاً وإدارة سياسية واعية ومنظمة وقادرة على قيادة الحراك الشعبي، ويتطلّب في الوقت ذاته تنظيماً للصفوف وتعبئة للقوى وتنسيقاً بين القوى السياسية والشبابية ذات التوجهات الشعبية والوطنية والديمقراطية والتقدمية، ونبذاً للشعارات الطائفية المفرقة للصفوف وحذراً تجاه الانسياق وراء الدعوات والأعمال المتطرفة وغير المسؤولة... وفي هذا الصدد فإننا ندعو الشباب الوطني والديمقراطي والتقدمي إلى تشكيل فريق ميداني لإدارة الحراك الشعبي بالتعاون والتنسيق مع القوى السياسية والشبابية لتوحيد الأهداف والمطالب، فمن الخطأ أن ينقاد الحراك الشعبي للتصرفات العفوية أو أن ينحصر في حدود ردود الأفعال، بل لا بد أن ينتقل الحراك الشعبي إلى حركة شعبية منظمة الصفوف وموحدة الأهداف والمطالب ومتوافقة على الخطط وأساليب العمل.

وفي الختام، يعلن التيار التقدمي الكويتي عن إلغاء حفل الغبقة الرمضانية المقرر إقامته مساء الجمعة 4 يوليو وذلك تضامناً مع سجين الرأي الأخ مسلم البراك والشباب المعتقلين سعد طامي وعبدالعزيز المرداس ومحمد الزريق، آملين أن تزول الغمة عن شعبنا الأبي وأن يستعيد كرامته وحقوقه كاملة غير منقوصة.

الكويت في 3 يوليو 2014