August 2014
1

بيان صادر عن التيار التقدمي الكويتي بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لغزو النظام العراقي البائد لدولة الكويت

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

تمر علينا غداً الذكرى الرابعة والعشرون لغزو النظام العراقي البائد لدولة الكويت، ونستذكر في هذه الذكرى الأليمة نضالات الشعب الكويتي ومقاومته المسلحة الباسلة التي روّت بدماء شهدائها هذه الأرض، كما نحيي صمود أبناء هذا الشعب بمختلف فئاته وأطيافه الاجتماعية والسياسية في وجه الإجرام والقمع والاعتقال والقتل في تلك الفترة، ولا ننسى في هذا السياق ما قدمه أسرى شعبنا من تضحية سواء ممَّنْ أفرج عنه أو ممَّنْ طالته يد الظلم والطغيان وأصبح في عداد الشهداء، ولا يسعنا في هذه الذكرى إلا أن نقدم الشكر والعرفان لكل من تضامن مع شعبنا في محنته تلك وقدم يد العون والمساعدة بأي وسيلة أو أسلوب سواء لشعبنا الذي كان صامداً داخل الكويت أو الذي كان مهجّراً ومشرّداً في مختلف البلدان، كما نستذكر المواقف المشرفة للقوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية العراقية الرافضة للغزو والاحتلال، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي.

ونحن في التيار التقدمي الكويتي نستحضر في هذه الذكرى التي تسببت في وجود ندبة بتاريخ بلدنا وشعبنا تقرير (لجنة تقصي الحقائق عن أسباب الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت) الصادر في ١٦ آب/أغسطس ١٩٩٥م، هذا التقرير الذي احتوى على جوانب مهمة حققت فيها تلك اللجنة وهي: ١) الأسباب التي أدت إلى كارثة الثاني من أغسطس ١٩٩٠م. ٢) تحديد مواطن الخلل في مختلف الأجهزة السياسية والعسكرية. ٣) حقيقة الإجراءات التي تم اتخاذها صبيحة ذلك اليوم إزاء الهجوم العراقي على الكويت. ٤) استظهار وجه القصور ومواطن المسؤولية عن أحداث الثاني من أغسطس ١٩٩٠م. ٥) الخطوات الوقائية التي تم اتخاذها بعد التحرير لتفادي تكرار مثل هذه الكارثة. ولكن مع الأسف فقد كان مصير هذا التقرير التجاهل واللامبالاة والحفظ في أدراج السلطة من غير محاسبة لأي مسؤول مقصّر أو متهاون في تلك الفترة العصيبة.

ونحن في التيار التقدمي الكويتي نؤكد أن التقصير؛ بل الفشل الحكومي كانا صارخين وجليين، وهذا ما كشفه تقرير (لجنة تقصي الحقائق عن أسباب الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت) وهما تقصير وفشل لم يكونا مستغربين بالنسبة لنا، خصوصاً في ظل تكريس نهج الانفراد بالسلطة حينذاك بعد الانقلاب الثاني على الدستور، ناهيك عن أنّ التقصير والفشل في مواجهة الغزو شأنه شأن التقصير والفشل في التعامل مع مختلف القضايا والمسائل والأحداث والتحديات التي مرت على الكويت منذ المجلس التأسيسي وصدور (دستور الحد الأدنى) إنما هو نتيجة طبيعية للنهج المشيخي الذي تنتهجه السلطة، ونتيجة لعدم وجود إرادة شعبية حقيقية تشكّل الحكومة من البرلمان وتحاسبها محاسبة جدية في ظل نظام ديمقراطي كامل.

وهاهي السلطة تعود اليوم إلى سابق عهدها لتكرّس على نحو أسوأ من قبل نهجَها المشيخي وانفرادها بالقرار وتعطيلها للإرادة الشعبية ورعايتها لقوى الفساد وتضييقها على الحريات وقمعها لأي صوت معارض عبر الاعتقال والاتهامات الكيدية والتجريد من الجنسية، في ظل إجراءات ظاهرها الدستور وتطبيق القانون، فيما باطنها الاستبداد والتسلّط، هذا بالإضافة إلى فشلها الفاضح في حلّ القضايا الرئيسية ومعالجة المشكلات الأساسية مثل قضية الكويتيين البدون؛ قضايا التنمية؛ والسكن؛ وتوفير فرص العمل؛ وقصور الخدمات، وتردي البنية التحتية، فيما يستمر نهب المال العام وتبديده من دون حسيب أو رقيب؛ بل برعاية وحماية من السلطة.

وعليه فنحن نعيد التأكيد على ضرورة مواصلة النضال لدفع السلطة إلى التراجع عن نهجها الفاشل والضار بمصلحة الوطن، مع التمسك بهدفنا الاستراتيجي لاكتمال النظام الديمقراطي البرلماني في ظل إشهار الأحزاب وقانون انتخابات قائم على التمثيل النسبي، فهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الإصلاح وتمكين الشعب الكويتي من إدارة شؤون حياته على أسس ديمقراطية سليمة وللنهوض ببلادنا وتحقيق عزتها ومنعتها.

عاشت الإرادة الشعبية الحرة طريقنا نحو وطنٍ حرٍّ وشعبٍ سعيد.

١ آب/أغسطس ٢٠١٤م