تسعة وستون عاماً مضت على النكبة الفلسطينية ولا يزال الشعب العربي الفلسطيني يسطر ويواصل تضحياته داخل فلسطين وخارجها، في السجون وفي المهجر، رافضاً سلطة الاحتلال الصهيوني، صامداً في وجه جبروتها، في وقت تقلبت فيه مواقف العديد من الحكومات العربية التي استكثرت حتى مطلبي حق العودة وتقرير المصير، وأخذت تطبّع مع الكيان المحتل وتنتهز الفرص لاستضافته، مستخدمة مختلف أساليب التضليل، طارحة خيار المفاوضات مع سلطات الاحتلال، وهي تدرك عدم توافر أيٍّ من شروط التفاوض.ونحن في ذكرى النكبة الفلسطينية، نستذكر أن هنالك ما يقارب سبعة آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، منهم نحو ثلاثمئة طفل، والعدد في ازدياد، في ما يمر اليوم قرابة الشهر على إضراب ما يقارب ألفي أسير منهم عن الطعام في سجون الاحتلال دون أية بوادر للاستجابة لمطالبهم الإنسانية العادلة سواء في الزيارات أو استعمال الهاتف، بل تمادت سلطة الاحتلال في التضييق على المضربين عبر محاولة إطعامهم قسرا، يضاف إلى ذلك سلسلة الانتهاكات المتكررة من قبلها لمواثيق حقوق الانسان وحقوق السجناء.إن تضحية الأسرى في سجونهم هي رسالة للجميع بأن قضية فلسطين قضية حيّة، تتفاعل معها الشعوب الحرة في شتى بقاع العالم وتعبّر عن تضامنها مع الأسرى الفلسطينيين، في ما تضج شوارع أوروبا بتظاهرات واعتصامات مؤيدة ومناصرة للقضية الفلسطينية، وهذا ما يدعونا في المقابل لإبداء الاستهجان لمواقف بعض السلطات العربية التي تتعسف في تعاملها تجاه فعاليات مدافعة عن القضية الفلسطينية، حيث تمنع بعضها، وكأن القضية الفلسطينية هي قضية سيادية تمس الحكومات.إنّ واقع الحال يؤكد أن النكبة الفلسطينية ليست حدثاً تاريخياً مضى وانقضى، وإنما هي واقع قائم لا يزال شعب فلسطين يعاني منه تشريداً وتهجيراً وقهراً واحتلالاً، وحرماناً من أبسط الحقوق.وفي الختام نهيب بجميع الفصائل الفلسطينية أن تنبذ جميع الخلافات الثانوية بينها في سبيل قضية التحرر الوطني، والتمسك بخيار المقاومة، وعدم الانجرار وراء عن أكذوبة المفاوضات مع المحتل، ونكرر الدعوة لتشديد حملات المقاطعة للكيان الصهيوني، ورفض التطبيع معه أيا كان شكله.الكويت١٤ مايو ٢٠١٧