October 2018
7

الطليعة .. الفكرة التي لا تموت

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

في عام ٢٠١٢ كانت زيارتي الأولى إلى مبنى جريدة الطليعة لحضور إعتصام سلمي دعت له القوى الوطنية في شارع الصحافة ، و منذ تلك اللحظة حرصت على أن لا أكتفي بقراءة هذه الصحيفة العريقة بل الكتابة في صفحاتها أيضاً، و تحديداً قبل خمس سنوات في أولأربعاء من شهر أبريل/نيسان كتبت أول مقالة لي في صحيفتي المفضلة و مدرستي الأولى جريدة الطليعة التي احتضنت كتاباتي وصقلتها وأعطتني مساحة أعبر فيها عن رأيي و أفكاري بكل حرية نعم بكل "حرية" .

ولا أنسى فضل من شجعني على الكتابة و هو الزميل العزيز علي العوضي مدير تحرير جريدة الطليعة الذي دعمني منذ البداية ، في الوقت الذي كان يحاول فيه البعض و بكل أسف بالنيّل من الطليعة إلا أنها استمرت آنذاك بشغف متابعيها و بعزم محلليها ومحرريها و روح شبابها الذي آمن بأفكارها الجامعة و صان إرثها الوطني الديمقراطي .

الطليعة لسان حال الحركة الوطنية و التقدمية ساهمت في إثراء الحياة الديمقراطية الكويتية بعد الإستقلال و دفعت ثمن مواقفها المشرفة على مدى التاريخ فهددوها و عطلوها في تارة و تآمروا عليها في تارة أخرى ، هذه التحديات و العراقيل التي مرت بها الطليعة لأكثر من نصف قرن لم تثني القائمين عليها من الإستمرار في نشر رسالتها الوطنية العابرة للطوائف و القبائل و العوائل و هي التي ارتبط اسمها بقامات وطنية تعلمنا منها المبدأ والشرف و الشجاعة  في الميدان السياسي كالفقيد سامي المنيس رحمه الله و الدكتور أحمد الخطيب و عبدالله النيباري و أحمد الديين و أحمد النفيسي و غيرهم الكثير مِن مَن ساهم في رفع لواء التيار الوطني الديمقراطي في الكويت .

نعم أحزننا جداً خبر تصفية الطليعة لكن إن كان يعتقد من يحاول طمس هذا التاريخ أنه قد قضى على الصوت الوطني فهو واهم ، فرسالة الطليعة خالدة يحملها على عاتقه جيل شبابي وطني آمن بأن الفكرة يحملها الإنسان و يتوارثها البشر وليس مبنى أو حجر .

 

بقلم: أسامة العبدالرحيم

 

٧ أكتوبر ٢٠١٨