May 2016
1

بيان بمناسبة عيد العمال العالمي صادر عن التيار التقدمي الكويتي

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

تحتفل الطبقة العاملة ومعها جميع الشغيلة في مختلف بلدان العالم بعيد العمال العالمي في الأول من مايو/ أيار من كل عام، حيث يمثّل هذا العيد مناسبة أممية لتجسيد التضامن والوحدة الكفاحية لعمال العالم وكادحيه للنضال ضد الاستغلال الرأسمالي ومن أجل تحقيق العدل الاجتماعي.ويحلّ عيد العمال هذه السنة في وقت أصبح فيه واضحاً أمام العيان أنّ الطبقة العاملة في الكويت وحركتها النقابية العمالية وقواها التقدمية هي التي تتصدر الصفوف لرفض التوجهات والقرارات الحكومية المنحازة لمصلحة كبار الرأسماليين، التي تهدف إلى الانتقاص من المكتسبات الاجتماعية الشعبية، وتحميل الطبقة العاملة وذوي الدخول المتدنية والمهمشين والكويتيين البدون والفئات الوسطى أعباء العجز في الميزانية، وتقليص بعض بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية؛ وخفض الدعم الحكومي عن بعض السلع والخدمات؛ وتصفية القطاعين العام والتعاوني لصالح كبار الرأسماليين عبر خصخصتهما... وهذا ما عبّر عنه التجمع العمالي الحاشد في مقر اتحاد عمال البترول بالأحمدي مساء الثلاثاء 22 مارس/ آذار الماضي، ثم الإضراب الشامل عن العمل لمدة ثلاثة أيام بين 17 إلى 19 أبريل/ نيسان الماضي، هذا إلى جانب الرفض الشعبي الواسع للزيادة المبالغ فيها لأسعار الكهرباء والماء.كما يأتي عيد العمال العالمي هذه السنة في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد العاطلين عن العمل من الشباب الكويتيين المسجلين رسمياً، وتتزايد أعداد الأسر الكويتية الشابة المسجلة على قائمة الانتظار الطويلة للحصول على الرعاية السكنية؛ فيما تعاني من ارتفاع قيم ايجارات السكن الخاص وانعدام إمكانية شرائه بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار العقار، وتشتد يوماً بعد يوم المعاناة من الغلاء، بل أنّ هناك مخاوف جدية من موجة غلاء جديدة غير مسبوقة عند تطبيق قانون زيادة أسعار الكهرباء والماء، حتى في حالة استثناء السكن الخاص منها، وتشتد كذلك على نحو مؤسف المعاناة الإنسانية للكويتيين البدون المحرومين من حقوقهم الأساسية، بما فيها الحقّ في العمل، ويتعرض العمال الوافدون في القطاع الخاص إلى أبشع أنواع الاستغلال، وذلك في ظل غياب أي ضمانات لحقوقهم، ناهيك عن عدم انتظام حصول كثير منهم على أجورهم في مواعيدها المقررة.كما يحلّ عيد العمال العالمي هذه السنة في الوقت الذي تُلّوح فيه الحكومة وأعضاء المجلس بإجراءات واقتراحات بقوانين للتضييق على حرية العمل النقابي، بما في ذلك تجريم الإضراب عن العمل، وهو الحق المكفول في الاتفاقيات الدولية.أما على المستوى السياسي فيأتي عيد العمال العالمي هذه السنة في ظل تمادي السلطة أكثر فأكثر في استخدام أساليب الترهيب والتضييق على الحريات العامة وسن القوانين التي تحدّ من حرية الرأي والتعبير والإعلام وفرض القيود على مؤسسات المجتمع المدني، هذا بالإضافة إلى تسليط سيف سحب الجنسية الكويتية على رقاب المعارضين لسياسة السلطة وأسرهم وأقاربهم، بالإضافة إلى توسيع نطاق الملاحقات القضائية ضد عناصر المعارضة.واستناداً لكل ما سبق فإنّ التيار التقدمي الكويتي ينتهز مناسبة عيد العمال العالمي ليتوجه بالنداء إلى الطبقة العاملة وجميع الفئات الشعبية وعموم المواطنين ويدعوهم إلى توحيد صفوفهم للدفاع عن حقوقهم الاجتماعية وحرياتهم الديمقراطية ومنع التعدي عليها.عاش الأول من مايو عيداً للطبقة العاملة ويوماً للتضامن والوحدة… والتحية لعمال الكويت وعمال العالم أجمع ولسائر العاملين بأجر وشغيلة اليد والفكر وعموم الكادحين في يوم عيدهم المجيد.1 مايو “أيار” 2016