عندما يتوقف العقل عن أداء وظيفته ، ويتصدَّر التافهون المشهد ، فإن سذاجة التحليل (المرض) الطائفي أو العنصري للأزمات ستكون سائدة مع تسارع الأحداث السياسية و ما سيترتب عليها (نتيجة المرض و أعراضه) من اصطفافات طائفية أو عنصرية يكمن سببها الرئيسي في الجهة التي زرعت و رسّخت مبدأ المحاصصة الطائفية و القبلية (لعبة الشطرنج) فهذه الجهة هي السبب الحقيقي لهذه الأمراض الخبيثة و أعراضها .و حينما نلقي الضوء على أعراض المرض ، ففي كل موقف سياسي متناقض ، إذا انتقدنا موقف طرف من أطراف قوى الإسلام السياسي يصفق الطرف الآخر وهكذا دون أن يراجع أيّ طرف منهم نفسه و يُقر بخطئه بل يُكابر و يستمر في الدوران في حلقة مفرغة ، و إذا انتقدنا الإثنين نصبح خارج الملة! ، لغة المبدأ صعب استيعابها من قِبل الطائفيين و العنصريين فهم لا يجيدون سوى الدجل السياسي و الإرهاب الفكري وما ينتج عنه من تكفير و إقصاء من المذهب ، و مع تفشّي ظاهرة الصنمية بتقديس الرموز السياسية فقد تحوّلت هذه العادة إلى عبادة لهم ! .إستغلال الدين في السياسة لإثارة النعرات الطائفية والتكسبات الإنتخابية من أبشع و أقبح أنواع الإستغلال التي تمارسها قوى الإسلام السياسي بشقيّه السني والشيعي ، و هنا يأتي دور القوى التقدمية و الديمقراطية لأداء واجبها الوطني بتشخيص هذه الأمراض ومحاربة أعراضها بتوعية المجتمع عن طريق تكريس ثقافة الإنتماء الوطني و التحليل العقلاني أمام التحديات التي تواجه الكويت والمخاطر التي تهددها في ظل الوضع الإقليمي المضطرب و ما يستهدفها من ضغوط أمنية و سياسية و إقتصادية خارجية و هذا ما دعا إليه التيار التقدمي الكويتي بضرورة وجود جبهة داخلية متماسكة على أسس الديمقراطية والمشاركة الشعبية والمواطنة الدستورية المتساوية في إطار دولة ديمقراطية مدنية تكون قادرة على حماية الكويت من الأخطار الخارجية ، ولا يمكن أن يتم ذلك في ظل هذا النهج السلطوي والتضييق على الحريات العامة، مما يقتضي الإسراع في تحقيق انفراج ديمقراطي في الحياة السياسية؛ وإصدار عفو شامل غير مشروط عن المحكومين والمتهمين في قضايا الرأي؛ وإلغاء القرارات الإنتقائية الجائرة والإنتقامية .بقلم: أسامة العبدالرحيم20 يناير 2016جريدة الطليعة