January 2012
17

ملخص الحلقة النقاشية مع د.ماري آن توترو في مقر التيار التقدمي الكويتي

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

ملخص الحلقة النقاشية مع د.ماري آن توترو في مقر التيار التقدمي الكويتي

استضاف التيار التقدمي الكويتي في ديوانيته يوم الأحد الدكتورة ماري آن توترو للحديث عن تطور الكويت السياسي، حيث قدمت الدكتورة تصورها لتاريخ الديمقراطية في الكويت وموقع الانتخابات البرلمانية الحالية في هذا التاريخ، وأعقب حديثها نقاش مع الحضور حول بعض القضايا الراهنة مثل الحكومة الشعبية والخصخصة والأزمة الاقتصادية العالمية والبدون.

يذكر بأن الدكتورة توترو هي أستاذة العلوم السياسية في جامعة ترينيتي الأميركية وهي متخصصة في شئون الكويت السياسية وفي أوضاع المرأة وفي السياسات النفطية، ولها كتابان يتعلقان مباشرة بالكويت، الأول هو كتاب Stories of Democracy: Politics and Society in Contemporary Kuwait الصادر في عام 2000 عن جامعة كولومبيا والذي يعتبر من الكتب القيمة لدقة تناولها لتاريخ الديمقراطية في الكويت ولشمولها، وللدكتورة كذلك كناب بعنوان The Kuwait Petroleum Corporation and the Economics of the New World Order الصادر في عام 1995، وتتناول فيه تاريخ مؤسسة البترول الكويتية وسياستها النفطية.

ومن القصايا التي أشارت إليها الدكتورة توترو في اللقاء نجاح السلطة في الكويت تاريخيا في إضعاف المعارضة البرلمانية متى ما اشتد الصراع بينهما، وذلك عن طريق طرح السلطة لقضايا جانبية تشغل المعارضة وتفككها مثل قضيتي اختلاسات الناقلات وحقوق المرأة في التسعينات، والتي وإن كانت قضايا مستحقة إلا بأن طريقة طرح الحكومة لها والمماطلة في حلها تستنزف قوة المعارضة وتحصر اهتمامها في قضايا لا تمس مباشرة السلطة.

كما أشارت الدكتورة توترو إلى أن انتخابات 2003 البرلمانية كانت مفصلية في تاريخ الكويت نتيجة للبدء في استخدام وسائل سياسية جديدة للضغط على الحكومة، وذلك مع بروز حملة دعم حقوق المرأة السياسية ولاحقا حملة الدوائر الخمس عندما تم النزول للشارع واستخدام القنوات التلفزيونية الخاصة لتوصيل وجهة نظر المعارضة، والانتخابات البرلمانية الحالية مرشحة لأن تمثل مرحلة مفصلية أخرى في تاريخ الكويت، خصوصا من ناحية رفع سقف المواجهة ضد السلطة والمطالبة بإصلاحات في النظام السياسي.

بالنسبة للقضايا الأخرى التي تناولها الحضور خلال النقاش فكان من ضمنها قضية الخصخصة، حيث وصفت الدكتورة توترو طريقة تمرير قانون الخصخصة في عام 2009 بأنه تمرير مستعجل لأنه لم تتح فرصة كافية لمناقشة القانون، وأكدت بأن استثناء قطاعات معينة من الخصخصة كانت خطوة مهمة خصوصا استثناء الخدمات الصحية، حيث أشارت لمشاكل القطاع الصحي الخاص في الولايات المتحدة والذي يستفيد منه الأثرياء أكثر من غيرهم، كما دعت في الوقت نفسه لرفع مستوى الخدمات الصحية الحكومية في الكويت.

ومن القضايا الاقتصادية التي تمت مناقشتها أيضا كانت الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي اتفق الحضور على أنها تمثل أزمة بنيوية للنظام الرأسمالي العالمي من الصعب معالجتها، وقالت الدكتورة توترو بأن هذه الأزمة هي من العمق بمكان بحيث يصعب ايجاد برنامج اقتصادي تقدمي لمعالجة الأزمة، وحركة "احتلوا وول ستريت" تمثل بداية للحراك الشعبي الداعي لحلول عادلة للأزمة في مواجهة الحلول السيئة مثل التي تنفذها الحكومات الأوروبية الآن لمصلحة البنوك على حساب الشعوب، وما لم تقم الحكومات بتبني على الأقل حل كينزي للأزمة فإن الوضع مرجح للانفجار وقد نشهد ردات فعل عنيفة في دول مختلفة حول العالم.

وأخير أثير موضوع البدون ولجوء الحكومة للحل الأمني للتعامل مع مظاهرات البدون، حيث اتفقت الدكتورة مع الحضور بأن مأساة البدون هي مأساة انسانية بالدرجة الأولى ويجب التعامل معها مبدئيا على هذا الأساس، كما انتقد الحضور ضعف ردة الفعل من القوى السياسية على اضطهاد البدون، خصوصا الموقف الضعيف للقوى الإسلامية التي من المفترض أن تراعي الكرامة الإنسانية كحق إلهي للبشر.